من هو يسوع المسيح؟
السؤال: من هو يسوع المسيح؟
الجواب: من هو يسوع المسيح؟ بخلاف السؤال الدارج هل الله موجود؟ قليلون هم الأشخاص الذين تسألوا عن حقيقة حياة يسوع المسيح؟ وبصورة عامة فانه من المتفق عليه أن يسوع المسيح ولد في بيت لحم وعاش علي الأرض منذ الفين عاما مضوا. ولكن يبدأ الحوار عندما نتناول مسألة حقيقة شخص المسيح. جميع الأديان السماوية تعترف وتعلم بأن يسوع المسيح كان نبيا ومعلما صالحا بل أنه أيضا رجل الله. هذا كله صحيحا ولكن الخلاف يكمن في أن الكتاب المقدس يعلمنا أن يسوع المسيح كان أكثر كثيرا من مجرد نبي أو معلم.
يقول الكاتب المعروف سي اس لويس في كتابه الشهير "المسيحية المجردة" الآتي: "أني أحاول أن أجنب اي شخص تكرير السخافات التي يتداولها الناس عنه (أي عن يسوع المسيح)"بالقول: "أنا علي استعداد أن أقبل المسيح كمعلم أخلاقي صالح، ولكني لا أقبل ادعاءه بأنه الله". هذا هو الشيء بذاته الذي يجب علينا ألا نقوله. فان كان هناك رجل قد نادي بتعاليم مماثلة لتعاليم المسيح، فذلك لا يجعله معلم صالح، بل يجعله انسانا مختل عقليا أو ابليس بنفسه. يجب عليك أن تتخذ قرارا بأن اما هذا الرجل كان ومازال ابن الله، أو أنه مختل عقليا، أو أسواء. بامكانك أن تدعوه مجنونا، تسأله أن يصمت، تبصق علي وجهه، تقتله لأنه أبليس ، أو أن تركع أمام قدميه وتعلن أنه سيدك والهك. وفي كل من الأحوال فأنه ليس من اللائق أن ندعوه مجرد معلم صالح، لأنه في الحقيقة لم يترك لنا هذا الاختيار".
فماذا قال يسوع المسيح عن نفسه؟ وماذا يقول الكتاب المقدس عنه؟
دعونا نلقي نظرة عامة علي كلمات يسوع الموجودة في يوحنا 30:10 "أنا والآب واحد". فان دققنا النظر، فأننا سنجد ان المسيح يدعي بانه الله، ولكن من المهم أيضا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وانت انسان تجعل نفسك الها" يوحنا 33:10. فنري أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها ادعاء بأنه الله وأيضا نري أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم بالقول أنه لم يدعي أنه الله. مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآب واحد" يوحنا 30:10. مثال آخر يوجد في يوحنا 58:8 وفي هذه الآية يعلن يسوع: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم، أنا كائن". وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع (يوحنا 59:8). لقد أعلن يسوع المسيح حقا شخصه بقوله "أنا هو" وهو استخدام واضح لأسم الله المذكور في العهد القديم في سفر الخروج (14:3). لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة ان لم يؤمنوا بأن ادعاء المسيح هو تجديف واضح علي الله؟
يوحنا 1:1 يقول "كان الكلمة الله". ويوحنا 14:1 يقول "الكلمة صار جسدا". وتبين لنا الآيات أن الله تجسد. عندما قال التلميذ توماس للمسيح "ربي والهي" في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يصفه في (تيطس 13:2) "الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح". ويكرر الرسول بطرس الشيء ذاته بقوله ".... الله ومخلصنا يسوع المسيح" (بطرس الثانية 1:1). الله الآب شاهد علي شخص المسيح الكامل "عرشك يا الله الي دهر الدهور، وصولجان ملكك عادل ومستقيم". ويعلن العهد القديم نبوات عن آلوهية المسيح "لأنه يولد لنا ولد ويعطي لنا ابن يحمل الرسالة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيبا، مشيرا، الها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام "(اشعياء 6:9).
فكما كتب الكاتب سي أس لويس، أن الايمان بأن يسوع المسيح كمجرد معلم صالح هو ليس اختيار وارد. اذ أعلن يسوع المسيح بنفسه وبكل وضوح وجهارة بأنه الله. ان لم يكن هو الله، اذن فهو كاذب وان كان كاذبا فهو لا يصلح أن يكون نبيا أو معلم أوحتي رجل صالح. يدعي بعض العلماء المعاصرين أن "يسوع –الحقيقة التاريخية" لم يقم بقول هذه الأشياء المدونة في الكتاب المقدس. وأنا أتسأل: من نحن لنجادل الله وكلمته؟ كلمة الله هي التي تعلن لنا ماقام وما لم يقم المسيح بقوله. وكيف يتسني لعالم ما أن يعرف عن يسوع وكلماته التي دونت من خلال أتباعه والذين عاشروه وتعلموا منه منذ أكثر من الفين عاما (يوحنا 26:14)؟
لماذا يشكل السؤال عن شخص المسيح أهمية عظمي؟ ولماذا يهمنا أن نعرف ان كان يسوع المسيح هو الله؟ السبب الرئيسي لأهمية معرفة شخص المسيح هو: ان لم يكن المسيح هو الله المتجسد فاذا موته ليس كافيا لرفع خطيئة العالم وتحمل العقاب الواجب علينا (يوحنا الأولي 2:2). الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الدين العظيم (رومية 8:5 و كورنثوس الثانية 21:5). كان لابد أن يكون يسوع هو الله ليتحمل عننا ديوننا و كان أيضا لابد ليسوع أن يصبح انسان ليموت من اجلنا ويتحمل عنا العقاب. الفداء متاح لنا فقط من خلال الايمان بيسوع المسيح وتجسده والوهيته والايمان بأنه الطريق الوحيد للخلاص. الوهية المسيح هي سبب اعلانه "أنا هو الطريق والحق والحياة. لا يقدر أن يأتي أحد الي الآب الا بي" (يوحنا 6:14).
هل يسوع المسيح هو الله؟ هل أدعي يسوع المسيح بأنه الله؟
السؤال: هل يسوع المسيح هو الله؟ هل أدعي يسوع المسيح بأنه الله؟
الجواب: لا توجد أية آيات مدونة في الكتاب المقدس استخدم فيها يسوع المسيح التعبير "أنا هو الله" . ولكن هذا لا يعني بأنه لم يعلن أنه الله. علي سبيل المثال، تأمل كلماته في سفر يوحنا 30:10 فهو يقول "أنا والآب واحد". دعونا نلقي نظرة عامة علي كلمات يسوع الموجودة في يوحنا 30:10 "أنا والآب واحد". فان دققنا النظر، فربما لن ندرك ادعاء المسيح بأنه الله، ولكن من المهم أيضا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وانت انسان تجعل نفسك الها" يوحنا 33:10. فنري أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها ادعاء بأنه الله وأيضا نري أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم بالقول أنا لم أدعي أنني الله. مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآب واحد" يوحنا 30:10. مثال آخر يوجد في يوحنا 58:8 وفي هذه الآية يعلن يسوع: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم، أنا كائن". وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع (يوحنا 59:8). لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة ان لم يؤمنوا بأن كلمات المسيح هي ادعاء واضح بأنه الله؟
يوحنا 1:1 يقول "كان الكلمة الله". ويوحنا 14:1 يقول "الكلمة صار جسدا". وتبين لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد. أعمال الرسل 28:20 يقول لنا "...فاسهروا اذا علي أنفسكم وعلي جميع القطيع الذي عينكم بينه الروح القدس نظارا، لترعوا كنيسة الله التي اشتراها بدمه " من هو الذي أشتري الكنيسة بدمه؟ يسوع المسيح. أعمال الرسل 28:20 يعلن لنا أن الله أشتري الكنيسة بدمه. اذا، يسوع المسيح هو الله!
قال التلميذ توماس للمسيح "ربي والهي" في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يشجعنا علي انتظار مجيء الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في (تيطس 13:2). أيضا انظر (بطرس الثانية 1:1). وفي سفر العبرانيين 8:1، الله الآب يعلن عن الابن يسوع المسيح ويخاطب الابن قائلا " ان عرشك يا الله الي ثابت الي أبد الأبدين، وصولجان حكمك عادل ومستقيم ".
وفي رؤيا يوحنا، أوصي الملاك يوحنا الرسول بأن يعبد الله وحده (رؤيا 10:19). ونري انه من خلال الأحداث المدونة في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تلقي العبادة (متي 11:2، 33:14، 28: 9 و 17، لوقا 52:24، يوحنا 38:9). ومع هذا نجد أن المسيح لم ينتهر الناس أو اتباعه لعبادتهم أو مجاهرتهم بأنه الله. ان لم يكن يسوع المسيح هو الله لفعل مثل الملاك في سفر الرؤية وانتهر من يعبد غير الله. وهناك أيضا كثيرا من الآيات الأخري الموجودة في الكتاب المقدس التي تثبت الوهية يسوع المسيح.
السبب الرئيسي الذي لأجله كان لابد ليسوع المسيح أن يكون هو الله، هو: ان لم يكن المسيح هو الله المتجسد فاذا موته لم يكن كافيا لرفع خطيئة العالم وتحمل العقاب الواجب علي البشرية كلها (يوحنا الأولي 2:2). الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الدين العظيم (كورنثوس الثانية 21:5). الله وحده هو القادر أن يمات وان يقام معلنا انتصاره وغلبته علي الخطيئة والموت.
هل آلوهية المسيح كتابية؟
السؤال: هل آلوهية المسيح كتابية؟
الجواب: بالاضافه الى أشارة المسيح الى نفسه، فأن تلاميذه أيضا أدركوا الوهية المسيح. لقد نسبوا للمسيح حق مغفرة الخطايا وهو شيء الله وحده القادر عليه، أذ أن الخطايا ترتكب ضد الله (أعمال 31:5 و كولوسى 13:3 ومزمور 4:130 و أرميا 4:31). وأيضا قيل عن يسوع أنه
"الذى سيدين الاحياء والاموات" ( تيموثاوس الثانيه 1:4). وهتف توما قائلا للمسيح " ربي والهى " ( يوحنا 28:20). ويقول بولس عن يسوع " الله العظيم والمخلص " (تيطس 13:2). ويشير الى أن المسيح قبل أن يتجسد كان " فى هيئه الله" (فيليبى 5:2-8). ويقول الكاتب الى العبرانيين عن المسيح " أن عرشك ، يا الله ، ثابت الى أبد الآبدين " ( عبرانيين 8:1). ويقول يوحنا " فى البدء كان الكلمه ، والكلمه كان عند الله ، وكان الكلمه (المسيح) هو الله " ( يوحنا 1:1) . والأمثله الكتابية التى تعلمنا عن آلوهية المسيح متعددة (أنظر رؤيا 17:1 و 8:2 و 13:22 و كورونثوس الاولى 4:10 و بطرس الاولى 6:2-8 ومزمور 2:18 و 1:95 و بطرس الاولى 4:5 وعبرانيين 20:13 )، وهنا نرى أن بمجرد قراءة جزء واحد من هذه الآيات يمكننا أن ندرك أن المسيح كان الها لتابعيه.
وقد أعطى المسيح أسماءا كانت تميز الله فى العهد القديم. والأسم المذكور فى العهد القديم " الفادى" (مزمور 7:130 و هوشع 14:13 ) يستخدم أيضا للأشاره الى المسيح فى العهد الجديد (تيطس 13:2 و رؤيا 9:5). المسيح يدعى عمانوئيل ( " الله معنا " متى 1). وفى ذكريا 10:12 ، يقول الله عن نفسه " فينظرون الي، الذي طعنوه " .وينسب العهد الجديد ذلك الى صلب المسيح (يوحنا 37:19 و رؤيا 7:1). أذا كان يهوه (الله) قد طعن وأهين ويسوع هو الذى أهين وطعن أذا يسوع هو يهوه (الله). يفسر بولس الرسول ما جاء في العهد القديم في أشعياء 22:45-23 بأن المسيح هو كان المعني به - كما جاء فى فيليبي 10:2-11. ونجد أن أسم المسيح مستخدم مع يهوه فى الصلاة " نعمة لكم وسلام والله الآب ومن ربنا يسوع المسيح" (غلاطيه 3:1 وأفسس 2:1) . أن ذلك يعتبر تجديفا أذا لم يكن المسيح الها. أسم المسيح مذكور مع الله في الأمر بالمعمودية " بأسم الآب والأبن والروح القدس " ( متى 19:28، أنظر أيضا كورونثوس الثانيه 14:13 ). يقول يوحنا فى سفر الرؤيا جميع المخلوقات تسبح المسيح (الحمل) – وبالتالي فأن يسوع المسيح لم يكن جزءا من الخليقه (13:5).
أن الأعمال المقصورة على الله فقط تنسب الى المسيح. أن يسوع لم يحيي الأموات فقط ( يوحنا 21:5 و 38:44-11) بل قام بغفران الخطايا أيضا ( أعمال الرسل 31:5 و 38:13) وخلق الكون ( يوحنا 2:1 و كولوسي 16:1-17) أن هذه الجزيئه تبدو أكثر تأثيرا عندما نأخذ فى الاعتبار أن يهوه (الله) قال أنه كان بمفرده خلال الخلق ( أشعياء 24:44) . بل أكثر من ذلك فأن الله لديه صفات لا تتوافر ألا فى اله ، وعلى سبيل المثال الخلود (يوحنا 58:8) ، حضور غير محدود ( متى 20:18 و 20:28) علم غير محدود (متى 20:16) ، سلطة غير محدوده (يوحنا 38:11-44).
أنه من السهل أدعاء الآلوهيه ولكنه ليس سهلا أثبات ذلك. على سبيل الذكر لا الحصر لقد قدم المسيح أثباتا لألوهيته عندما قام بالعديد من المعجزات ، منها تحويل الماء الى خمر ( يوحنا 7:2) المشى على الماء ( متى 25:14) مباركة (ازدياد) عدد بعض الأشياء المادية ( يوحنا 11:6) شفاء الأعمى ( يوحنا 7:9) شفاء المفلوج ( مرقس 3:2) شفاء المرضي (متى 35:9 و مرقس 40:1-42) وحتى أقامه الناس من الأموات (يوحنا 43:11-44 ولوقا 11:7-15 و مرقس 35:5 ) والأكثر من ذلك أن المسيح نفسه قد قام من الأموات. بعيدا عن كل الهرطقات عن الموت والقيامه ألا أن موت المسيح وقيامته معترف به أكثر من أى شىء آخر، ولا يوجد أى حدث قد حظى بكل هذا التأييد الروحي. وفقا للدكتور جارى هيبرماس فأن هناك أثنتى عشر حقيقه تاريخيه معترف بها من قبل غير المسيحيين والنقاد العلمانيون.
1) المسيح مات على الصليب.
2) المسيح دفن.
3) لقد سبب موت المسيح فقدان تلاميذه لأى أمل.
4) قد تم أكتشاف قبر يسوع فارغا بعد بضعة أيام.
5) لقد أكد لتلاميذ رؤيتهم للمسيح المقام.
6) لقد تحول التلاميذ بعد ذلك من مرحلة الشك الى الايمان الكامل.
7) لقد كانت هذه الرسالة هى محور العظات فى الكنيسة الاولي.
8) لقد القيت هذه العظة فى أوروشليم.
9) نتيجة تلك العظات ولدت الكنيسة ونمت.
10) يوم القيامة ، الأحد ، حل محل يوم السبت كيوم رئيسي للعبادة.
11) يعقوب المتشكك قد أعترف برؤية يسوع المقام مما أدى الى تحول كامل فى حياته.
12) بولس ، عدو المسيحية تحول الى المسيحية عندما أختبر رؤية يسوع المقام.
حتى لو أعترض بعض الناس على بعض البنود المذكورة أعلاه، فلو حتي تناولنا عدد قليل من البنود فمازال يمكننا أثبات قيامة المسيح وتأكيد عمل الكتاب المقدس، موت يسوع ، دفنه ، قيامته، ظهوره (كورونثوس الاولى 1:15-5). يوجد العديد من النظريات التى توضح بعض الحقائق المذكوره أعلاه ولكن القيامه وحدها تؤكد جميع تلك الحقائق. أن النقاد يعترفون بتأكيد التلاميذ على رؤية يسوع المقام. لا يمكن لأى كذب أو تهيؤ أن يجرى تغييرا فى الناس كما فعلت قيامة المسيح. أولا: ماذد كسب التلاميذ من وراء أدعائهم؟ أن المسيحيه لم تكن مشهوره بين الناس وبالتالى فأن أدعائهم لم يكسبهم أية أموال. ثانيا: الكذابون لا يمكنهم أن يكونوا شهداء. لا يوجد تفسير أفضل للقيامه أكثر من أن أيمان التلاميذ جعلهم يقدمون على الموت كشهداء لأيمانهم. أجل، أن بعض الناس يموتون لأجل أهداف كاذبه ولكنهم فى قرارة أنفسهم مؤمنون بأنها الحقيقة ولكن لا يوجد أى شخص يموت لأجل شىء وهو يعلم أنه غير حقيقي.
فى الختام: لقد قال المسيح أنه يهوه (الله) ، أنه ألها ( وليس مجرد أله بل الأله الحق )، أتباعه اليهود الذين عرفوا بخوفهم الشديد وابتعادهم عن عبادة الأصنام أو اي آلهة أخري، قد آمنوا به ودعوه الها. لقد أثبت المسيح آلوهيتة من خلال معجزات عدة أعظمها هى قيامته من الأموات. لا يوجد أى نظرية يمكنها تفسير تلك الحقائق.
هل كان حقا المسيح موجودا؟ هل هناك أدلة تاريخية علي كينونة المسيح؟
السؤال: هل كان حقا المسيح موجودا؟ هل هناك أدلة تاريخية علي كينونة المسيح؟
الجواب: عندما يطرح هذا السؤال، فأنه عادة ما يقوم السائل بأضافة "بجانب الكتاب المقدس". ونحن لا نعتقد أن الكتاب المقدس لا يعتبر مصدرا تاريخيا علي وجود المسيح. فالعهد الجديد يحتوي علي المئات من المصادر التي تشير الي يسوع المسيح. ويرجح أن كتابة الأناجيل تم في العصر الثاني ميلاديا، تقريبا مائة عاما بعد موت المسيح. وحتي ان كان هذا الوضع (رغم أننا لا نؤيد هذا الترجيح) فأن المخطوطات التاريخية عن أحداث ما بعد وقوعها بمائتين عام تعتبر مصادر موثوقة بها. وأضافة علي ذلك فالأغلبية من العلماء (مسيحيين وغير مسيحيين) يتفقوا علي أن رسائل الرسول بولس (أو علي الأقل بعض منهم) قد كتبها بولس بنفسه في منتصف العصر الأول الميلادي، حوالي 40 سنة بعد موت المسيح. فمن جهة المخطوطات القديمة، فهذا دليل قاطع علي وجود انسان ما يسمي يسوع عاش في اسرائيل في بداية العصر الأول الميلادي.
ومن المهم أيضا أن نأخذ في الأعتبار أن في عام 70 ميلاديا، قام الرومان بغزو وتدمير أورشليم ومعظم اسرائيل، وقاموا بقتل سكانها. مدن بأكملها تعرضت للحرق والدمار الشامل. فيجب علينا الا نتعجب من أن معظم الأدلة التي تشير الي حياة يسوع قد دمرت. وحيث أن معظم شهود العيان قد قتلوا. فهذه الحقائق تحد من عدد الشهود الذين عاينوا يسوع شخصيا.
وبالأخذ في الأعتبار حقيقة أن خدمة المسيح كانت محدودة في جزء لا أهمية جغرافية له في الأمبراطورية الرومانية، فأنة من المدهش أن نجد أشارات عديدة عن المسيح في مصادر تاريخية غير مسيحية. وبعض هذه المصادر هي كالآتي:
المؤرخ الروماني تسيتوس، والذي يعتبر من أهم مؤرخين العالم القديم، ذكر أن هناك مشعوذين "مسيحيين" (يسموا ذلك بالنسبة الي "المسيح")، الذي قام بتعذيبه بيلاطس البنطي خلال فترة حكم طيبيريس. وقام سوتونيوس مساعد الامبراطور حضريان بتدوين أنه كان هناك رجل يدعي المسيح وهو عاش في العصر الأول الميلادي.
وأشار المؤرخ اليهودي الشهير فلافيوس جوزيفوس ليعقوب بأنه "أخا ليسوع، المدعو بالمسيح". وهناك جزء آخر أثار كثيرا من الجدل اذ دون: "وحول هذا الوقت كان هناك رجل حكيم، ان كان يجوز أن يدعي أنسان. فأنه قد قام بعمل انجازات مدهشة.....قد كان (ال) مسيح .... وقد ظهر لهم في اليوم الثالث، كما تنبأ الأنبياء المقدسون سابقا بهذا وبعشرة الاف شيء آخر عنه قد فعلها". وطبعة أخري تقرأ، "في هذا الوقت كان هناك رجل يدعي يسوع. وكان يسوع رجل صالح. وقد أصبح كثير من اليهود ومن بلاد أخري أتباع له. وحكم عليه بيلاطس بالصلب والموت. ولكن تلاميذه لم يتوقفوا عن اتباعه. وقد أعلنوا أنه ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه، وأنه كان حياً، وعليه فأنه غالبا المسيا المنتظر، الذع كتب عنه وعن عجائبه الأنبياء".
ودون بلني الأصغر في رسائله رقم 96:10 أن عبادة المسيحيون الأوائل كانت تتضمن عبادة المسيح كرب وأنهم كانوا جماعة من الناس ذو مثل وأخلاق عالية، وتضمن ذلك ذكره للعشاء الرباني.
والتلمود البابلوني (سنهدرين رقم 43أ) يؤكد صلب المسيح في عشية عيد الفصح، والأتهامات الموجهة ضد المسيح بممارسة السحر و حض اليهود علي ترك ديانتهم.
كان لوسيان الساموساتي كاتب يوناني يعيش في القرن الثاني، وأعترف بأن المسيحيون كانوا يعبدون يسوع، وأنه قدم لهم تعاليم جديدة، وأنه صلب من أجلهم. ودون أن من تعاليم يسوع الأخوة في الايمان، أهمية التحول الديني، أهمية ترك عبادة أي آلهة أخري. وعاش المسيحيون تبعا لقانون يسوع، وآمنوا بحياتهم الأبدية، وعرفوا بأنهم لا يخافوا الموت، وأنهم يتطوعون بتقديس حياتهم، وزهدهم في الدنيا ومتاعها.
وتؤكد مارا سربانيون بأن الجميع نظروا للمسيح علي أنه رجل صالح وحكيم، والكثير أعتبروه ملك أسرائيل، وأنه قتل علي أيدي اليهود، وأنه حي من خلال تعاليمه لأتباعه.
وهناك أيضا الكتابات الناسوتية (أنجيل الحق، أساطير يوحنا، أنجيل توماس، الرسالة عن القيامة، الخ) وكلها تذكر يسوع.
وفي الحقيقة، يمكننا أعادة بناء الأنجيل من جميع المصادر المتوافرة: يسوع كان يدعي المسيح (جوزيفوس)، و"قام بعمل أعمال معجزية"، قاد اسرائيل الي تعاليم جديدة، وصلب من أجلهم في عشية عيد الفصح (التلمود البابلوني) في اليهودية (تاسيتوس)، وأدعي أنه الله وأنه سيأتي ثانية (اليعازر)، وقام أتباعه بالأيمان بتعاليمه – وعبادته كأنه الله (بليني الأصغر).
وفي الخلاصة، يوجد أدلة عديدة لوجود وحياة يسوع المسيح، في التاريخ المسيحي والعلماني. وربما أهم دليل يمكن تقديمه بأن المسيح كان موجودا هو حقيقة أن آلاف من المسيحيين من القرن الأول الميلادي، وذلك يتضمن الاثناعشر تلميذا كانوا علي أتم استعداد لتقديم حياتهم فداءاً ليسوع المسيح وايمانهم به. فالأنسان عادة ما يكون مستعدا للتضحية بحياته لما يعلم بأنه حق.
لم يجب علي الايمان بقيامة المسيح؟
السؤال: لم يجب علي الايمان بقيامة المسيح؟
الجواب: أنه من المتفق عليه أن يسوع المسيح قد أعدم صلباً في اليهودية في القرن الأول الميلادي وفي عصر بيلاطس البنطي. ونري أن كثير من الوثائق التاريخية التي دونها مؤرخون غير مسيحيون تؤكد الظروف التاريخية المحيطة بموت المسيح بمافي ذلك ما دونه فلافيوس جوزيفوس، وكورنيليوس تاسيتوس، و لوسيان السموساتي.
وبالنسبة لقيامة المسيح، فنري أنه العديد من الأدلة التي تشير وتؤكد قيامته. ونري أن المحامي الشهير، سير ليونيل لوكهو (الذي ذكر أسمه في موسوعة جينيس العالمية – لكسبه 245 قضية متوالية) يؤكد علي قوة وصحة الأدلة المحيطة والمؤكدة لقيامة المسيح. ويقول "أن هناك كثير من الأدلة المؤكد مما لا يترك لدي أي شك في صحة قيامة المسيح".
وفي حين أننا نري أن المجتمعات اللادينية تتعامل مع أي شيء خارج عن الطبيعة بحيطة وشك حيث أن اسلوبهم يتجه الي محاولة تفسير كل شيء بطريقية طبيعية ومسببة. وان كانت الأدلة التاريخية لا تتفق مع أسلوبهم البحثي (مثل القيامة المعجزية) فأنهم لا يهتمون بالأدلة ويستمروا في جدال الحدث والشك فيه.
وفي رأينا، أن لأي بحث علمي يتناول المسببات الطبيعية ويتجاهل الأدلة المعضدة للحدث، بانه أسلوب مخالف للعلم بل وأنه أسلوب غير قادر علي ابراز نتائج علمية تعضد البحث في الأدلة. ولذا فنحن نعضد ما دونه الدكتور ورنر فون براون والعديدين الآخرين بأن الفلسفة المركزة علي الأدلة تعرقل التوصل الي نتائج حقيقية. فبمحاولة الأقتناع فقط بالنتائج ... تعرقل صلاحية البحث العلمي.
ولهذا دعونا نختبر بعض الأدلة المعضدة لقيامة المسيح:
الدليل الأول علي قيامة المسيحكبداية، لدينا شهادة شهود العيان. والمسيحيون الأولون قاموا بالكتابة عن المئات الذين عاينوا المسيح بعد قيامته، وبعض من هؤلاء الشهود كتبوا عن رؤيتهم بأنفسهم. ونجد أن الكثير من هؤلاء الشهود قد عذبوا بل وقتلوا لأنهم لم يغيروا أقوالهم عن رؤية المسيح المقام. وهذا يدل علي صدقهم. وتبعاً لما هو مدون في أعمال الرسل 1:4-17 ، أن الكثير من المسيحيون كان يمكنهم تفادي التعرض للتعذيب ان قاموا بانكار ايمانهم، ولكننا نجد أن الكثيرين فضلوا التعذيب والأهانة بل والموت نفسه في سبيل اعلان قيامة المسيح.
وبالرغم من أن الأستشهاد شيء يستحق الاعجاب، فربما لا يقنع باعتقاد معين بقدر ما هو (أظهار للايمان بشكل ملموس). ومما يستحق الاعجاب بأن هؤلاء الشهداء كانوا يؤمنون بأن مارأوه هو حق. فأما أنهم رأوا يسوع بعد موته وقيامته أم لا. وهذا شيء رائع. فان كان هذا كذبة كبيرة، فلم قرر كثير من الناس تكرير نفس الكذبة؟ لم يقومون بالكذب في وجه الاضطهاد، والسجن، والتعذيب والموت؟
لقد كان التلاميذ من هؤلاء الناس الذين اعترفو برؤياهم للمسيح، ولقد غيرت هذه الشهادة حياتهم. فلقد اختبئوا بعد صلبه خوفاً علي حياتهم. ولكن بعد قيامة المسيح نجد أنهم قد تشجعوا وذهبوا يكرزون عما رأوه في الشوارع وبكل شجاعة. فما الذي غير اسلوبهم بهذه الطريقة؟ قطعاً لم يكن كسباً مادياً فقد ضحي التلاميذ بكل ما يملكوه بما في ذلك حياتهم للكرازة بقيامة المسيح.
الدليل الثاني علي قيامة المسيحالدليل الثاني هو ايمان الكثير من المتشككين، وعلي سبيل المثال، الرسول بولس. فلقد اعترف الرسول بولس بأنه كان مضطهداً عنيفاً للمسيحيون والمسيحية. ولكن بعد أن تقابل مع المسيح المقام، تحول الرسول بولس من مضطهد المسيحية الي أعظم المدافعين المضحيين عنها. ومثل كثير من المسيحين الأوائل فقد عاني الرسول بولس من الفقر، الاضطهاد، الضرب، السجن، بل وحتي الاعدام في سبيل ايمانه بالمسيح وقيامته.
ولقد كان يعقوب متشككاً وان لم يكن يحمل نفس العداء للمسيحين مثل بولس. ونجد أن اختباره مع المسيح المقام حوله الي تابع أمين، وبل وقائد للكنيسة في أورشليم. ونري أنه قام بكتابة واحدة من أقدم الرسائل للكنيسة الأولي. ومثل بولس نري أنه قد تعذب و مات من أجل شهادته للمسيح. مما يثبت صدق ايمانه (أنظر أعمال الرسل).
الدليل الثالث والرابع علي قيامة المسيحالدليل الثالث وارابع علي قيامة المسيح يتناول القبر الفارغ لقد صلب المسيح ودفن في أورشليم فلا يمكن أن يتم الأيمان بقيامته في أورشليم ان لم يكن حقيقة. فان كان جسده مازال في القبر لكان السنهدرين أعلن ذلك ووضعوه علانية لمنع تداول الشائعات عن قيامته. ولكننا نجد أن المجمع قد اتهم تلاميذ المسيح بسرقة جسده لتفسير عدم وجود الجسد في القبر. فكيف يمكننا تفسير عدم وجود جسده في القبر؟ هناك ثلاثة تفسيرات لهذا الأمر:
اولاً: أن التلاميذ قاموا بسرقة الجسد، وان كان ذلك صحيحاً لكانوا علموا أن قيامة المسيح كذبة كبيرة. ولما كانوا علي استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل المسيح (الدليل الأول). فكل الذين ادعوا أنهم عاينوا المسيح بعد صلبه وقيامته لكانوا بالحقيقة يكذبون. ولكن من هم هؤلاء المتآمرون الكثيري العدد؟ وان كان ذلك صحيحاً لكان واحد منهم قد أعترف تحت التعذيب والتهديد اما لنفسه أو أقاربه وأحبائه. فنحن نعلم أن مسيحيوا العصر الأول قد عانوا من تعذيب واضطهاد شديد خاصة تحت الحكم الروماني في عام 64 ميلادياً (تحت حكم نيرو الذي قام باضرام حريق هائل في روما لايجاد مكان لتوسيع قصره ولكنه أتهم المسيحيون باضرام تلك الحريق). ويكتب المؤرخ كورنيليوس تاكيتوس عن ذلك الحدث:
"لقد القي نيرو اللوم وقام بتعذيب قوم يطلق عليهم العامة المسيحيون أقسي عذاب. وقد سموا بذلك لأتباعهم للمسيح، و لقد قاسوا وذاقوا أنواع العذاب وقت حكم طيبيريوس علي يد بيلاطس البنطي. وأنتشرت الشعوذة ليس فقط في اليهودية بل أيضاً في روما حيث يتجمع كل ما هو سيء و معيب ومخذل من جميع أنحاء العالم. وتبعاً لذلك، فقد القي القبض علي جمع غفير، كل من اعترف بأنه مذنب، ليس لاضرام الحريق في المدينة، ولكن لكراهية البشرية. ومثل بهم بكل طريقة ممكنة. ولقد غطوا أجسامهم بجلد الحيوانات وأطلق عليهم الكلاب المفترسة فمزقت أجسامهم حتي لقوا مصرعهم. أو صلبوا، أو القيوا في اللهيب وأحرقوا أجسامهم للاضاءة في أثناء الليل" (المؤلف التاسع رقم 44).
ولقد عرف عن نيرو بأنه أضاء الحفلات التي أقامها في حدائق قصره بأجساد المسيحيون المحترقة. فلكان من الطبيعي أن يعترف شخص ما بالحقيقة تحت هذا التعذيب الرهيب. والحقيقة أنه لا يوجد أي شيء مدون عن تراجع المسيحيين عن ايمانهم تحت هذا العذاب الرهيب. بل علي العكس فما هو مدون يتناول المئات من الناس الذين عاينوا المسيح بعد صعوده و استعدادهم لتحمل الآلام والعذاب بل والموت في سبيل ما رأوه.
فان لم يسرق التلاميذ جسد يسوع، كيف يمكننا تفسير حقيقة القبر الفارغ؟ البعض يدعي أن المسيح قد قام بتمثيل موته ثم قام بالهروب من القبر. وهذا من غير المعقول، اذ أن الجموع رأت يسوع أثناء ضربه، وجلده وتعذيبه وصلبه. ولقد عاني من فقدان مقدار كبير من الدماء نتيجة للحربة التي طعن بها في جنبه. فلا يعقل أن يكون المسيح قد عاش بعد تعرضه لكل ذلك العذاب، وجلوسه في القبر من غير أي معونة طبية، أو مأكل أو مشرب، بل ويكون علي مقدرة لدحرجة حجر كبير جداً غطي المدخل الي قبره، والهروب من غير أن يترك أي علامات أو حتي قطرات من الدم، ثم يقوم بالظهور لمئات من الناس ويقنعهم بأنه بصحة جيدة، ثم يقوم بالأختفاء من غير أي أثر. فهذا بالطبع شيء لا يعقل.
الدليل الخامس علي قيامة المسيحوالدليل الخامس والأخير، يتناول غرابة شهادة من رأؤه. فنري مما هو مدون أن أول من رآه كانوا النساء. وهذا شيء غريب حيث أن في العصر اليهودي والروماني كانت النساء لا قيمة لهن. وشهادتهن كانت غير معترف بها. وتبعاً لذلك لا يعقل أن يحاول شخص في القرن الأول أقناع آخرين استناداً علي ما رآه النساء. فان كان كل الرجال الذين عاينوا المسيح المقام كاذبون فلم اختاروا قصة وهمية وشهود مشكوك فيهم لأثبات صحة قصتهم؟
ويوضح الدكتور ويليام لين كريج، "عندما تدرس دور النساء في القرن الأول الميلادي في المجتمع اليهودي، فانك ستجد أنه من المدهش أن قصة القبر الفارغ توضح أن النساء كانوا أول من اكتشفوه. فقد كانت النساء في في ذلك في أدني الطبقات الاجتماعية. وهناك مقولات يهودية قديمة تقول "لتحرق كلمات القانون قبل وصول القانون للنساء" وأخري تقول "مبارك من يكون نسله رجالاً وويل لمن نسله نساءاً" فشهادة النساء كانت لا تعني شيئاً اذ أنهم كانوا غير معترف بهم في المحاكم كشهود. وفي ضوء ذلك، فأنه من المدهش أن أول شهود القبر الفارغ قد كانوا نساءأً. فأي قصة خيالية لكانت أختارت أن يكون التلاميذ هم مكتشفي عدم وجود جسد يسوع، ربما بطرس أو يوحنا. فكون أن مكتشفي القبر غير متوقعون يجعلنا نصدق أن هذه قصة حقيقية غير محبكة. وأن مدوني الأناجيل قاموا بتدوين الأحداث كما هي، حتي وأن كانت مخجلة. ويؤكد لنا أن ذلك تدوين تاريخي للأحداث وليس خيالي ". (د. ويليام لين كريج، من كتابات لي ستروبل، القضية للمسيح – دار زوندرافان للنشر والطباعة، عام 1998، صفحة 293).
الملخصكل هذه الأدلة: صدق الشهود الواضح (وفي حالة الرسول بولس التغيير الواضح والملموس) وتحول الشهود الشكاكون الي مؤمنون مضحون بأرواحهم، القبر الفارغ، ومحاولة العدو لنفي حقيقة القبر الفارغ، حقيقة أن كل ذلك حدث في أورشليم – حيث بدأ الأيمان بالقيامة، شهادة النساء – أهمية هذه الشهادة في هذا الوقت من التاريخ، كل الأشياء التاريخية المدونة عن القيامة. كلها أشياء تدعونا الي تشجيع القارئ علي التفكير في حقيقة قيامة المسيح والأدلة المقدمة؟ ماذا تعتقد؟ كوننا قمنا بالتفكير وبحث هذه الأدلة فذلك يدعونا الي تكرير ما قاله السير ليونيل: "أن الأدلة المرجحة لقيامة يسوع المسيح قوية جداُ، لدرجة أنها ترغم الفرد علي قبول الأثباتات مما لا يترك أي مجال للشك".
هل قيامة يسوع المسيح حقيقية؟
السؤال: هل قيامة يسوع المسيح حقيقية؟
الجواب: بالرغم من أن الكتاب المقدس لا يحاول أن "يثبت" أن يسوع قد أقيم من الأموات، ولكنه يقدم أدلة حاسمة أنه حقاً قام. وقيامة المسيح مدونة في متي 1:28-20 و مرقس 1:16-20 و لوقا 1:24-53 ويوحنا 1:20-25:21. ويسوع المقام ظهر أيضا في أعمال الرسل (أعمال 1:1-11). ومن هذه الآيات يمكنك أن تري بعض "الأدلة" علي قيامة المسيح. وبالنظر الي التغيير الشامل الذي حدث في حياة تلاميذه. فقد كانوا خائفين ومختبئين في حجرة وأذ هم قد تحلوا بالشجاعة وذهبوا لنشر الأنجيل في العالم كله. فهل يوجد تفسير منطقي لذلك الا اختبارهم ظهور المسيح المقام؟
وبالنظر الي حياة الرسول بولس، ما الذي غيره من مضطهد للكنيسة الي محب وخادم لها؟ أنه ظهور المسيح المقام له في الطريق الي دمشق (أعمال 1:9-6). ودليل مقنع آخر هو القبر الفارغ. اذ كان المسيح لم يقام، فأين اذا جسده؟ فقد رأي التلاميذ القبر حيث دفن وعندما رجعوا لم يجدوا جسده. وقد أعلنت الملائكة بأنه قام من الأموات كما وعد (متي 5:28 و 9 و 16-17 و مرقس 9:16 ولوقا 13:24-35 و يوحنا 19:20 و 24 و 26 و 29 و 1:21-14 و أعمال الرسل 6:1-8 و كورنثوس الأولي 5:15-7).
والجزء الرئيسي الذي يتناول قيامة المسيح هو كورنثوس الأولي 15. في هذا السفر، يفسر الرسول بولس، أهمية فهم والأيمان بقيامة المسيح. والقيامة مهمة للأسباب التالية: (1) ان لم يقم المسيح من الأموات، لن يقام المؤمنون أيضا (كورنثوس الأولي 12:15-15). (2) ان لم يقم المسيح من الأموات، فتضحيته من أجل خطايانا لم تكن كافية (كورنثوس الأولي 16:15-19). قيامة المسيح أثبتت أن تضحيته قد قبلت من الله كثمن لخطايانا. فأن كان قد صلب ومات ولم يقم لدل ذلك علي أن تضحيته بحياته من أجلنا لم تكن كافية. وكنتيجة، لن ينال المؤمنين مغفرة خطاياهم، اذ انهم كانوا سيظلوا أمواتا (كورنثوس الأولي 16:15-19) – ولن يكن هناك شيء يدعي حياة أبدية (يوحنا 16:3). "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (كورنثوس الأولي 20:15). المسيح قام من بين الأموات – وهو باكورة الراقدين (المقامين).
(3) كل الذين يؤمنوا به سيقاموا للحياة الأبدية كما هو أيضا قام (كورنثوس الأولي 20:15-23). وكورنثوس الأولي يصف لنا كيف أن قيامة المسيح تثبت انتصاره علي الخطيئة، ويقدم لنا كيفية المعيشة بقوة انتصار المسيح (كورنثوس الأولي 24:15-34). (4) و يصف لنا طبيعة الأجساد الممجدة التي سنتلاقاها بالقيامة (كورنثوس الأولي 35:15-49). (5) ويعلن أنه كنتيجة لقيامة المسيح، كل من يؤمن به سيكون له انتصار وغلبة علي الموت (كورنثوس الأولي 50:15-58). ما أمجد حقيقة قيامة المسيح! "اذاً يا اخوتي الحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب" (كورنثوس الأولي 58:15).
ماهو المعني بأن يسوع المسيح هو ابن الله؟
السؤال: ماهو المعني بأن يسوع المسيح هو ابن الله؟
الجواب: يسوع المسيح هو ابن الله ليس بالمفهوم الدارج عن الأب والأبن. فالله لم يتزوج ولم تكن له ذرية. ولكنه ابن الله من حيث أن الله تجسد في صورة انسان ونجد ذلك في (يوحنا 1:1-14). ويسوع المسيح ابن الله لأنه حبل به من الروح القدس. ولوقا 35:1 يعلن لنا "أجابها الملاك, الروح القدس يحل عليك, وقدرة العلي تظللك, لذلك أيضا فالقدوس المولود منك يدعي أبن الله." وفي الأيام الكتابية التعبير "ابن الأنسان" كان يستخدم لوصف أي انسان. فأبن الانسان هو انسان.
أثناء محاكمة يسوع أمام الحكام اليهود، قال رئيس الكهنة ليسوع، "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟" (متي 63:26). فأجابه يسوع، "أنت قلت! وأيضاً أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الأنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً علي سحاب السماء" (متي 64:26). فكان رد فعل الحكام اليهود أتهام يسوع بالتجديف (متي 65:26-66). ولاحقاً، أمام بيلاطس البنطي، "أجابه اليهود: لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 7:19). فلم يستحق ادعاء المسيح بأنه "أبن الله" الاتهام بالتجديف بل والقتل؟ لأن حكام اليهود أدركوا تماماً ما يعنيه المسيح بهذه المقولة. فهو يدعي أن له نفس طبيعة الله، بل وأنه "الله نفسه"، مما يعتبر تجديفاً في وجهة نظرهم، ولذلك فقد طالبوا بموت يسوع. وعبرانيين 3:1 يعبر عن ذلك بوضوح، "الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي".
ومثال آخر يمكن أن يوجد في يوحنا 12:17 حيث يصف يهوذا بأنه "أبن الهلاك". ويوحنا 71:6 يقول لنا أن يهوذا ابن سمعان الأسخريوطي. فما هو المعني في يوحنا 12:17 بوصف يهوذا بأبن الهلاك؟ كلمة الهلاك تعني "الخراب, اتلاف، دمار" فيهوذا لم يكن ابن هذه الأشياء – بل بالحري هذه الأشياء تصف حياة يهوذا. يهوذا جسد وصف الهلاك. بنفس الطريقة جسد يسوع المسيح صفات الله. فأبن الله هو الله. ويسوع المسيح هو الله في الجسد (يوحنا 1:1 -14).
لماذا تعتبر الولادة العذراوية غاية في الأهمية؟
السؤال: لماذا تعتبر الولادة العذراوية غاية في الأهمية؟
الجواب: مبداء الولادة العذراوية يعتبر غاية في الأهمية (أشعياء 14:7 و متي 23:1 ولوقا 27:1 و 34). في البداية، دعونا نلقي نظرة علي وصف الكتاب المقدس لهذا الحدث المبارك. تساؤل العذراء مريم "كيف؟" يجيب الملاك جبرائيل "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله "(لوقا 35:1). ويحض الملاك يوسف بالزواج من مريم بقوله: "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (متي20:1). وفي متي يقول أن العذراء "وجدت حبلي من الروح القدس"(متي 18:1). وغلاطية 4:4 أيضا يعلمنا عن الولادة العذراوية "أرسل الله أبنه مولودا من امرأة".
ومن هذه المقطوعات نجد أنه من الواضح أن ميلاد المسيح تم كنتيجة لأستخدام الروح القدس لجسد مريم. فالغير مادي (الروح) اتحد مع المادي (رحم مريم). وبالطبع لم يكن من الممكن لمريم أن تحمل طفلا بنفسها ولكن مريم كانت "الوعاء" الذي حمل يسوع الي العالم. والله وحده القادر علي صنع معجزة التجسد.
وان قمنا بأنكار العلاقة الجسدية ما بين يسوع المسيح والعذراء مريم فلن يكون المسيح بشرا. والكتاب المقدس يعلمنا أن المسيح كان أنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معني وعاش في الجسد مثلنا. وفي نفس الوقت يعلمنا الكتاب بأنه أيضا الله يحمل طبيعة غير خاطئة وأبدية. أنظر يوحنا 14:1 و تيموثاوس 16:3 وعبرانيين 14:2-17.
يسوع لم يولد في الخطيئة فالخطيئة لم تكن جزء من طبيعته (عبرانيين 26:7). وبما أن الخطيئة متوارثة من جيل الي جيل من خلال الأب (رومية 12:5 و 17 و19). فالولادة من عذراء حالت دون نقل الطبيعة الخاطئة للإبن يسوع وسمحت للأله الأبدي أن يصبح أنسان كامل.
هل صلب يسوع يوم الجمعة؟ وان كان ذلك صحيحا، كيف نقول أنه قضي ثلاثة أيام في القبر، أن كان قد أقيم يوم الأحد؟
السؤال: هل صلب يسوع يوم الجمعة؟ وان كان ذلك صحيحا، كيف نقول أنه قضي ثلاثة أيام في القبر، أن كان قد أقيم يوم الأحد؟
الجواب: الكتاب المقدس لا يذكر اليوم الذي صلب فيه يسوع بالتحديد. والرأيين الأكثر شيوعا هم يوم الجمعة أو الأربعاء. ولكن البعض يري كحل وسط للأربعاء والجمعة أن صلب المسيح تم في يوم الخميس.
قال يسوع في متي 40:12 "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال." وهؤلاء الذين يقولون أنه صلب يوم الجمعة يبرروا ذلك بأنه يعتبر في القبر ثلاثة أيام. ففي العقلية اليهودية في العصر الأول، أي جزء من اليوم كان يعتبر يوما كاملا. وبحيث أن يسوع كان في القبر جزءا من يوم الجمعة وكل يوم السبت وكل يوم الأحد – يمكننا القول أنه كان في القبر ثلاثة أيام. وواحدة من الحجج الأساسية لهذه المناقشة، نجدها في مرقس 42:15 والتي تقول أن يسوع قد صلب "اليوم السابق للسبت". فمعني هذا أن يسوع قد صلب يوم الجمعة. وحجج أخري موجودة في متي 21:16 ولوقا 22:9 تعلمنا أن يسوع المسيح سيقام في اليوم الثالث، لذلك لا ينبغي أن يكون في القبر ثلاثة أيام وثلاثة ليال كاملة. ولكننا نجد أنه في حين أن بعض الترجمات لهذه الآيات تقول "في اليوم الثالث"، فالبعض الآخر لا يترجمها بنفس الشكل ولا يتفق مع هذه الترجمة. وأيضا في مرقس 31:8 مكتوب أن يسوع المسيح سيقام "بعد" ثلاثة أيام.
ونجد أن نظرية صلب المسيح يوم الخميس تناقش أن هناك العديد من الأحداث التي تمت ما بين دفن المسيح يوم الجمعة مساءا وحتي يوم الأحد صباحا (أكثر من عشرون حدث). ويلفتون انتباهنا الي أن اليوم الكامل الوحيد هو يوم السبت، أي العطلة اليهودية. فيوم آخر أو أثنان قد يحلوا مشكلة قصر الوقت. ويقدمون التالي كأسباب لحجتهم: بافتراض انك لم تر صديقا منذ مساء يوم الأثنين. والمرة التالية حين تراه هو يوم الخميس صباحا فأنك ستقول "أني لم أرك منذ ثلاثة أيام" حتي وان كنت في الحقيقة لم تره لمدة 60 ساعة (أي يومين ونصف فقط). فان كان يسوع قد صلب يوم الخميس، فهذا المثال يرينا كيف يمكن أن يعتبر ذلك ثلاثة أيام.
والرأي الثالث الذي يرجح أن صلب المسيح تم يوم الأربعاء يذكر أنه كان هناك سبتان في هذا الأسبوع. بعد السبت الأول (الذي حدث في مساء يوم الصلب، مرقس 42:15 ولوقا 52:23-54). لقد قامت السيدات بشراء الحنوط (لاحظ أنهم قاموا بالشراء بعد السبت) مرقس 1:16. وحيث أن هذا السبت كان عيد الفصح (أنظر قضاة 29:16 -31 و 24:23-32 و 39 وفيها العطلات الدينية الهامة كانت تعتبر أيضا يوم سبت). والسبت الأخر في هذا الأسبوع كان العطلة الأسبوعية العادية. ونلاحظ أن في لوقا 56:23 أن السيدات قمن بشراء الحنوط بعد يوم السبت الأول، ثم قاموا بتجهيز الحنوط، ثم "استراحوا في يوم السبت" (لوقا 56:23). وأيضا أن السيدات لم يتمكن من شراء الحنوط الا بعد يوم السبت، ولكنهن قمن بتحضيرالحنوط قبل السبت – فهذا يدل علي وجود سبتين. و ان كان المسيح قد صلب يوم الخميس، فأن يوم عيد الفصح كان قد بدأ يوم الخميس بعد غروب الشمس وانتهي يوم الجمعة بعد غروب الشمس- أي عند بداية العطلة الأسبوعية أو السبت. فابتياع الحنوط بعد السبت الأول (أي يوم عيد الفصح) لكان يعني أنهم قاموا بابتياعه يوم السبت (العطلة الأسبوعية) وبالتالي خرق الشريعة.
ولذلك فوجهة النظرالتالية، تقدم لنا التفسير الوحيد الذي لا يتعارض مع ما هو مكتوب عن السيدات والحنوط والتحليل للنص الكتابي في متي 40:12، الا وهو أن المسيح قد صلب يوم الأربعاء. وأن السبت أوالعطلة اليهودية لعيد الفصح كان يوم الخميس، قامت بعد ذلك السيدات بشراء الحنوط يوم الجمعة ورجعوا في نفس اليوم لتحضيرها، ثم استراحوا يوم السبت (العطلة الأسبوعية) وقمن باحضار الحنوط للقبر يوم الأحد صباحا.
وحيث أنه دفن يوم الأربعاء بعد غياب الشمس فتبعاً للنتيجة اليهودية فأن ذلك يعتبر بداية يوم الخميس. وباستخدام النتيجة اليهودية نجد أن: الخميس مساءا (الليلة الأولي)، يوم الخميس (اليوم الأول)، الجمعة مساءا (الليلة الثانية)، يوم الجمعة (اليوم الثاني)، ليلة السبت (الليلة الثالثة)، يوم السبت (اليوم الثالث). ونحن لانعرف الوقت المحدد لقيامته، ولكننا نعلم أنه كان قبيل شروق الشمس يوم الأحد (يوحنا 1:20 مريم المجدلية "لقد أخذوا السيد من القبر") فمن الممكن ان يكون قد قام المسيح بعد غياب الشمس يوم السبت، والذي هو بداية اليوم الأول في الأسبوع بالنسبة لليهود.
ولكن يوجد مشكلة مقدمة للرأي القائل أن المسيح صلب يوم الأربعاء الا وهي أنه ان كان يسوع قد صلب يوم الأربعاء فهذا يعني أن التلاميذ قد مشوا معه في الطريق الي عاموس "في نفس يوم" قيامته (لوقا 13:24). والتلاميذ الذين لم يتعرفوا علي يسوع، يقولون له عن صلب يسوع (20:24) ويذكرون ان "هذا هو اليوم الثالث منذا حدوث هذه الأشياء" (21:24). فالأربعاء للأحد أربعة أيام. والتفسير المقدم لهذه المعضلة هو أنه، الحساب للأيام قد بدأ منذ مساء الأربعاء حين دفن المسيح، أي بداية يوم الخميس تبعا للنتيجة اليهودية. و الخميس للأحد ثلاثة أيام.
وبصورة عامة، فأنه ليس من الهام معرفة اليوم الذي صلب فيه يسوع المسيح، لأنه ان كان ذلك شيئاً مهماً، لكان الله أعلن لنا اليوم بطريقة واضحة. ولكن المهم أنه قد مات، وأنه قد قام جسديا من الموت. والشيء الآخر المماثل في الأهمية هو سبب موته – وهو لكي يحمل العقاب المستحق علي كل الخطاه. و الآيتين في يوحنا 16:3 و 36:3 يعلنان لنا أن الأيمان أو الثقة فيه تمنحنا حياة أبدية!
أين كان يسوع في الثلاثة أيام مابين موته وقيامته؟
السؤال: أين كان يسوع في الثلاثة أيام مابين موته وقيامته؟
الجواب: يقول الكتاب المقدس في بطرس الأولي 18:3 – 19 "فان المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا الي الله، مماتا في الجسد ولكن محيي في الروح، الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن".
الجسد والروح في الآية السابقة يشيروا الي جسد وروح المسيح. الكلمات "محي في الروح" يشير الي الحقيقة ان تحمل المسيح خطيئة العالم والموت تسبب في انفصال روحه البشرية من الآب (متي 46:27). التناقض هنا بين الروح و الجسد وكما في متي 41:27 ورومية 3:1-4، وليس بين جسد المسيح والروح القدس. عندما أتم المسيح دفع ثمن الخطيئة، استرجع الشركة والعلاقة مع الآب.
بطرس الأولي 18:3-22 يصف العلاقة بين آلام المسيح (آية 18) و تمجيده (آية 22). وبطرس هو الوحيد الذي يعطي معلومات معينة عما حدث بين الموت والقيامة. وكلمة "يكرز" في آية 19 كلمة عادة غير مستخدمة للتعبير عن الوعظ في العهد الجديد. يسوع المسيح تألم ومات علي الصليب و جسده وضع للموت، وروحه ماتت بدلا عن خطيئة العالم. ولكن أحيت روحه وأسلمها يسوع للآب. وتبعا لما قاله بطرس فان ما بين وقت موت يسوع وقيامته فأنه ذهب وكرز للأرواح التي في السجن.
وكبداية، أشار بطرس الي الناس بالتعبير "نفوس" وليس "أرواح" (20:3). في العهد الجديد كلمة "أرواح" تستخدم للاشارة الي الملائكة أو الشياطين و ليس الناس و المعني موجود في آية 22. ولايوجد أي مكان في الكتاب المقدس يشير الي أن المسيح قد ذهب الي الجحيم. أعمال الرسل 31:2 يقول أنه ذهب الي "الهاوية" ولكن الهاوية ليست "الجحيم". كلمة "هاوية" تعني المكان الذي يذهب اليه الأموات وهو مكان مؤقت ينتظرون فيه حت وقت القيامة. رؤيا 11:20-15 توضح الفرق بين المكانين المذكورين عاليه. الجحيم هو مكان لدينونة الضالين في حين أن الهاوية مجرد مكان انتظار مؤقت.
الرب قد أسلم روحه الي الآب، ومات، وفي وقت ما بين الموت والقيامة، لقد ذهب الي حيث يرقد الأموات وأعطي رسالة للأرواح الموجودة هناك (في الغالب ملائكة ساقطين، أنظر يهوذا 6) الذين كانوا في الفترة ماقبل الفيضان في عصر نوح. وأية 20 توضح ذلك. ولا يعلن بطرس عما أعلنه المسيح للأرواح التي في السجن ولكن بالتأكيد لم تكن رسالة الفداء حيث أنه لايمكن للملائكة أن تخلص (عبرانيين 16:2). في الغالب كانت رسالة أعلان انتصار المسيح علي ابليس واتباعه (بطرس الأولي 22:3 و كولوسي 15:2). أفسس 8:4 -10 يشير ألي أن المسيح أيضا ذهب الي الفردوس (لوقا 20:16 و 43:23) وأخذ الي السماء كل الذين قد آمنوا به قبل موته. ولا تحتوي هذه الآية علي الكثير من التفاصيل ولكن يتفق الخبراء بأن هذا هو المعني بالآية.
كل هذا للقول أن الكتاب المقدس غير واضح في هذا الموضوع بالذات وفيماذا فعل يسوع في الثلاثة أيام مابين الموت والقيامة. ولكنه يبدو لنا أنه كان يكرز لغير المؤمنين والملائكة الساقطين عن انتصاره علي الموت. ونعلم أن يسوع لم يكن يفعل ذلك لاعطاء الناس فرصة ثانية للخلاص. يقول الكتاب المقدس لنا أننا سنواجه الدينونة بعد الموت (عبرانيين 27:9) وليس فرصة ثانية للتوبة. ليس هناك اجابة محددة وواضحة لما كان يفعل يسوع ولكنه شيء من الأشياء التي سنطلع عليها عندما نكون معه في المجد.
هل ذهب المسيح الي الجحيم في فترة ما بين موته وقيامته؟
السؤال: هل ذهب المسيح الي الجحيم في فترة ما بين موته وقيامته؟
الجواب: هل ذهبت روح يسوع المسيح الي الجحيم في فترة ما بين موته وقيامته؟ هناك مناقشة كبيرة تتعلق بالأجابة علي هذا السؤال. هذا المبدأ مبني علي ما هو مذكور في عقيدة الأيمان "ونزل الي الجحيم". أيضا هناك بعض الآيات تذكر ذهاب يسوع الي "الجحيم" بناء علي ترجمات معينة. ولدراسة هذه المسألة، فأنه من المهم أن نفهم ما يعلمه الكتاب المقدس عن "مملكة" الموتي.
ففي الكتابات العبرية، الكلمة المستخدمة لوصف مملكة الموتي هي "شيول". وهي تعني "مكان الموتي" أو "المكان الذي فيه الأرواح/النفوس التي غادرت". وفي العهد الجديد الكلمة المستخدمة للجحيم هي "الهاوية" وهي أيضاً تصف "مكان الموتي". وآيات أخري في العهد الجديد تشير الي أن الهاوية هي مكان مؤقت، تنتظر فيه الأرواح الي يوم القيامة والدينونة. ورؤيا 11:20-15 يعطينا وصف دقيق يفرق بين الأثنين. فالجحيم (بحيرة النار) هو المكان الدائم والنهائي لعقاب الضالين. ولكن الهاوية هو مكان انتظار مؤقت. فللأجابة، لا لم يذهب يسوع الي الجحيم، حيث أن الجحيم هو مكان مستقبلي، سيحدث بعد الدينونة من العرش العظيم الأبيض (رؤيا 11:20-15).
شيول/الهاوية هو مكان ذو قسمين (متي 23:11 و 18:16 و لوقا 15:10 و 23:16 وأعمال 2:27 -31) وهي مقار للمخلصين والضالين. ومقر الذين قبلوا الخلاص يسمي "الفردوس" و "حضن أبينا أبراهيم". ويفصل المقرين "هوة عظيمة" (لوقا 26:16). وعندما صعد يسوع الي السماء، فهو أخذ معه سكان الفردوس (المؤمنون) (أفسس 8:4-10). في حين أن قسم الضالين أي شيول/الهاوية ظل كما هو. فكل الضالين يذهبون الي ذلك المكان لينتظروا دينونتهم المستقبلية. فهل ذهب المسيح الي شيول/ الهاوية؟ نعم ذهب المسيح هناك كما هو مدون في أفسس 8:4-10 و بطرس الأولي 18:3-20.
ونجد أن الاختلاف نتج من قرأة بعض الآيات المذكورة في مزامير 10:16-11، "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يري فسادا...تعرفني سبل الحياة". فلا يصح هنا كما هو مدون في بعض الترجمات "لن تترك نفسي في الجحيم" اذ أنه هنا يعني القبر. وقال يسوع للص الذي كان مصلوبا بجانبه "اليوم، تكون معي في الفردوس". فجسده ذهب الي القبر فحين أن روحه ذهبت الي "الفردوس" أي القسم المخصص للمخلصين في شيول أو الهاوية. وبعد ذلك أخذ يسوع جميع الصالحين من الفردوس وأصعدهم معه الي السماء. وللأسف في كثير من الترجمات، لا يوجد تدقيق في استخدام تعبير الهاوية بدلا من جهنم.
ويري البعض أن يسوع المسيح ذهب الي الهاوية كي يكمل العقاب المستحق عن خطايانا. وهذه فكرة غير كتابية تماما. فأن موت المسيح علي الصليب وعذابه من أجلنا كان كافيا تماما لدفع ثمن فدائنا. ودمه الذي سفك من أجلنا هو ما تسبب في تطهيرنا من خطايانا (يوحنا الأولي 7:1-9). فأنه علق علي الصليب، وتحمل عبء خطايا الجنس البشري كله. "وأصبح خطيئة من أجلنا" و كورنثوس الثانية 21:5 يقول "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه." والصاق تهمة الخطيئة له تساعدنا علي فهم معاناة المسيح في حديقة جثيماني مع كأس الخطيئة الذي سيسكب عليه علي الصليب.
وعنما صرخ يسوع علي الصليب، "يا أبتاه، لم تركتني؟" فقط عندها أنفصل المسيح عن الله الآب بسبب الخطيئة التي سكبت عليه. وعندما أسلم الروح، قال "يا أبتاه، بين يديك أستودع روحي". وبهذا أتم عذابه من أجلنا. وذهبت روحه ونفسه الي قسم الفردوس من الهاوية. ولم يذهب المسيح الي جهنم. أن عذابه من أجلنا قد أكمل بموته. وثمن الخطيئة قد دفع. وبعدها انتظر قيامة جسده ورجع الي المجد بالصعود. فهل ذهب يسوع المسيح الي الجحيم؟ كلا. هل ذهب الي الهاوية/ شيول أذاً؟ نعم ذهب.
هل كان من الممكن أن يرتكب يسوع الخطيئة؟ وان كان هذا غير ممكناً، فكيف يمكنه أن "يتعاطف مع ضعفاتنا" (عبرانيين 15:4)؟
السؤال: هل كان من الممكن أن يرتكب يسوع الخطيئة؟ وان كان هذا غير ممكناً، فكيف يمكنه أن "يتعاطف مع ضعفاتنا" (عبرانيين 15:4)؟
الجواب: ان الأجابة علي هذا التسأول تنقسم جزئين. ومن المهم أن ندرك مبدئياً أننا لا نناقش ان كان المسيح أرتكب الخطيئة أم لا. فالجميع يوافقون علي ما هو مدون في الكتاب المقدس وهو أن المسيح كان بلا خطية. فالتساؤل اذا هل كان المسيح قادر علي ارتكاب الخطيئة؟ نجد أن بعض الناس يعتقدون أنه كان بالفعل قادراً ولكنه أختار أن يعتصم عن اتكاب الخطيئة، بينما يعتقد البعض الآخر أنه كان غير قادر علي ارتكاب الخطيئة من الأصل. فدعونا نناقش أي من وجهات النظر هذه هي الأصلح. ونجد أن تعاليم الكتاب المقدس ترشدنا الي أن المسيح كان غير قادر علي ارتكاب الخطيئة. وحتي ان كان قادر علي ارتكاب الخطيئة فأنه كان سيظل أيضاً بلا خطيئة فالمسيح هو الله المتجسد. فان اعتقدنا أن المسيح قادر علي ارتكاب الخطيئة فاننا بالتالي نؤمن بأن الله القدوس يمكنه أن يخطيء. كولوسي 19:1 "لأنه فيه سر أن يحل كل الملء".
وبالرغم من أن المسيح كان انساناً فأنه لم يولد بنفس الطبيعة الخاطئة التي توارثناها نحن كبشر. ونجد أنه جرب كما نجرب نحن. وأن التجربة أتت من ابليس، ولكنه ظل بلا خطيئة، لأن الله لا يمكنه أن يخطيء. فهذا ضد طبيعته (متي 1:4 وعبرانيين 18:2 و15:4 ويعقوب 13:1). وتعريف الخطيئة هي أنها تعدي علي لشريعة الله . وبما أن الله هو نفسه خالق الشريعة وواضعها، فنجد أنها تحوي ما يمارس أو لا يمارس الله. لذا فمن الطبيعي أن الخطيئة هي شيء لا يمارسه الله.
وخضوع الأنسان لتجربة ما هو شيء غير خاطيء في حد ذاته. فيمكن أن يقوم شخص ما باغرائك، ولكن أن كنت أنت نفسك لا توجد لديك الرغبة في ممارسة هذا الشيء، فأنك لم تخطيء وأنت كنت خضت في هذه التجربة. وهناك نوعان من التجارب:
1) مجرب: أن يعرض عليك شخص ما أو طبيعتك الخاطئة شيء خاطيء.
2) مجرب: أن تفكر أن تشترك في فعل خاطيء وتتفكر ويدور في خلدك اللذة الناتجة عن هذا الفعل بشكل يشغل ذهنك.
التعريف الأول لا يصف فعل أو فكر خاطيء، بعكس التعريف الثاني. فعندما تتفكر في فعل خاطيء وتحاول أن تفكر في طرق تتفادي من خلالها نتائجه، فأنك قطعاً ترتكب الخطيئة. والمسيح تعرض للتجربة من النوع الأول ولكن حيث أنه لم يتوارث مثلنا الطبيعة الخاطئة، فقد ظل بلا خطيئة عندما حاول ابليس تجربته ونري بوضوح أن المسيح لم تكن له الرغبة في أن يمارس الخطيئة.
ونري أن الذين يعتقدون أن المسيح كان قادراً علي ارتكاب الخطيئة يزعمون أنه أن كان المسيح لم يكن قادراً علي ارتكاب الخطيئة فانه غير قادر علي التعاطف مع مشاعرنا وصراعنا معها. ولكن يجب أن نتذكر أن الله يعلم كل شيء عن كل شيء. وبالرغم من أنه لم يخطيء أبداً، فأنه يعلم ما هي الخطيئة ويفهمها. الله يعلم ويفهم التجربة. وهو قادر علي التعاطف والتفاعل مع مشاعرنا.
المسيح اختبرالخوض التجربة ولكنه لم يخطيء. نحن مجربون بالخطيئة (كورنثوس الأولي 13:10). وهذه الخطايا يمكن تقسيمها لثلاثة أجزاء عامة: شهوة العين، شهوة الجسد، وتعظم المعيشة (يوحنا الأولي 16:2). تأمل تجربة المسيح وتجربة حواء وارتكابها للخطيئة وستجد أن الثلاث أجزاء موجودة وممثلة. فقد حاول ابليس تجربة المسيح من نواحي عديدة ولكن المسيح قدوس ولم يخضع لسلطان الخطيئة. وبالرغم من أن طبيعتنا الخاطئة تدفعنا لممارسة الخطيئة، فينبغي أن نقاومها وأن نتغلب عليها اذ أننا لسنا بعد عبيد للخطيئة بل لله (رومية 6، خاصة عدد 2 و 16-22).
لم يختلف نسب المسيح الموجود في أنجيل متي عن ما هو موجود في أنجيل لوقا؟
السؤال: لم يختلف نسب المسيح الموجود في أنجيل متي عن ما هو موجود في أنجيل لوقا؟
الجواب: نجد أن نسب المسيح مدون في الكتاب المقدس في أنجيل متي الأصحاح الأول وأنجيل لوقا الأصحاح الثالث وعدد 23-38. ويتابع متي نسب المسيح بداية من أبراهيم. أما لوقا فيتابع نسبه بداية من آدم. ولكن يوجد أسباب تدعونا لنعتقد أن متي ولوقا قد قاما بتدوين نسب المسيح من ناحيتان مختلفتان. فمثلاً يقول متي أن يوسف أبن يعقوب (متي 16:1)، بينما يقول لوقا أن يوسف أبن هالي (لوقا 23:3). ويتابع متي النسب من خلال سليمان أبن داوود (متي 6:1)، بينما يتابع لوقا النسب من خلال ناثان أبن داوود (لوقا 31:3). والحقيقة أن الأسماء الوحيدة المشتركة بين النسبين هما شألتيئيل وزربابل (متي 12:1 ولوقا 27:3). فما هو التفسير لذلك الأختلاف؟
يشير البعض لهذ الأختلافات كأخطاء موجودة في الكتاب المقدس. ولكننا نعلم أن اليهود تفوقوا في تدوين التاريخ والأحتفاظ بالمعلومات وخاصة التي تتعلق بالنسب. فمن غير المعقول أن يتابع كل من متي ولوقا نفس النسب ويدونان نسبين مختلفين تماماً. فمن داوود للمسيح لا يوجد أي تطابق. وحتي عند الأشارة الي الأسماء المتطابقة (فهم غالباً أشخاص مختلفون). فنجد أن متي يقول أن شألتيئيل أبن يكونية بينما يقول لوقا أن شألتيئيل ابن نيري. وحيث أن هذه الأسماء كانت شائعة في ذلك الوقت (أنظر عزرا ونحميا) فمن المرجح أنهما كانوا أشخاص مختلفين تماماً.
وأعتقاد آخر هو أن متي يصف نسب المسيح الرئيسي بينما يصف لوقا نسبه آخذاً في الأعتبار صلة الزواج. فقد كان من الطبيعي في ذلك الوقت أنه عند موت رجل لم ينجب أبناء، أن يأخذ أخية أمرأته زوجة له وعند انجابهما أن يحمل الطفل أسم أخيه المتوفي. وبالرغم من أن هذا احتمال وارد ولكنه لايعقل أن يكون ذلك حدث في كل جيل من داوود الي المسيح.
فبالنظر لهذ الأحتمالات، نجد أن معظم علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن أنجيل لوقا دون نسب العذراء مريم بينما دون أنجيل متي نسب يوسف النجار. فقد تابع متي نسب يوسف لأنه والد يسوع الشرعي، من خلال سليمان وداوود. بينما تابع لوقا نسبه من خلال مريم العذراء (أم يسوع في الجسد)، من خلال ناثان أبن داوود. ولم يكن هناك كلمة يونانية تعبر عن زوج الأبنة فقد كان يوسف يعتبر ابن هالي بزواجه من أبنة هالي (مريم). ومن الناحيتين نجد أن المسيح جاء من نسب داوود الملك مما يجعله آهلاً أن يكون المسيا المنتظر. وأنه من الغير المألوف أن يتابع شخص ما النسب من خلال الأم ولكن أيضاً أنه من غير المألوف أن يولد شخص ما من عذراء! وأيضاً يذكر لوقا "الأعتقاد" الدارج بأن المسيح كان أبن يوسف (لوقا 23:3).
ماهو الأقنوم الثاني؟ كيف يمكن أن يكون يسوع الله وأنسان في نفس الوقت؟
السؤال: ماهو الأقنوم الثاني؟ كيف يمكن أن يكون يسوع الله وأنسان في نفس الوقت؟
الجواب: هذا التعبير مستخدم ليصف أن الله الأبن، يسوع المسيح، أخذ طبيعة بشرية، برغم من أنه كان الله الكامل في نفس الوقت. فالمسيح كان دائما الله (يوحنا 58:8، و30:10)، ولكن عند التجسد أصبح المسيح واحداً من البشر أخذاً صورة انسان (يوحنا 14:1). فأضافة الطبيعة البشرية للطبيعة الألهية هو ما يكون الأقنوم، يسوع المسيح، شخص واحد، هو نفسه انسان كامل والله الكامل.
وطبيعة المسيح البشرية والألهية هما طبيعتان لا يمكن فصلهما. فالمسيح سيظل للأبد الله الأنسان، انسان كامل والله الكامل، طبيعتان واضحتان لشخص واحد. وطبيعتا المسيح البشرية والألهية ليستا ممزوجتان بل متحدتان. ففي بعض الأحيان نري المسيح يعمل بطريقة بشرية محدودة (يوحنا 6:4 و 28:19) وبعض الأحيان الأخري يعمل بقوته الألهية (يوحنا 43:11 ومتي 18:14-21). وفي كلتا الحالتان نجد أن المسيح يتصرف من كيان واحد. فالمسيح كان له طبيعتان ولكنه شخص أو شخصية واحدة.
وهذا المعتقد هو من أصعب المعتقدات حين المحاولة لتوضيحه, فلا يمكننا فهمه بصورة شاملة. ولا يمكننا كبشر أن نفهم بصورة كاملة معاملات الله. فنحن ككائنات محدودة فلا يمكننا أن نفهم بصورة كاملة أو نقدر علي استيعاب الله الغير محدود. فالمسيح هو ابن الله حيث انه جاء من الروح القدس (لوقا 35:1). ولكن ذلك لايعني عدم وجوده قبيل ذلك. فالمسيح كان ولايزال والي الأبد (يوحنا 58:8 و 30:10). فعند تجسد المسيح أصبح انساناً بالأضافة الي كونه الله (1:1 و 14).
المسيح هو الله المتجسد. فالمسيح كان الله منذ الأزل ولكنه لم يصبح انسان الي أن حبلت به مريم. ولقد أصبح انساناً ليشاركنا أحزاننا (عبرانيين 17:2)، والأهم من ذلك هو أن يدفع ثمن عقابنا المستحق علي الصليب (فيليبي 5:2-11). وللتلخيص، فأن طبيعتا المسيح المتحدة تعلمنا أن المسيح أنسان كامل والله الكامل ولا يوجد مزج بين الطبيعتين وأنه اله واحد الي الأبد- آمين.
هل تزوج يسوع المسيح؟
السؤال: هل تزوج يسوع المسيح؟
الجواب: كلا، لم يتزوج يسوع المسيح. و يتحدث الكتاب الشهير "مفتاح دافنشي" عن زواج المسيح بمريم المجدلية. وهذه كذبة كبيرة بل وبدعة ولا يوجد أساس لها كتابياً أو تاريخياً. وفي حين أن أثنان من الأسفار المحذوفة يشيرا الي وجود علاقة بين المسيح ومريم المجدلية فهما لايذكرا زواجه منها أو حتي وجود علاقة رومانسية بينهما. وحتي ان كانوا قد ذكرا ذلك فهم أسفار اثبت أنها هرطقة فهي مصادر غير معتمدة.
ان كان المسيح قام بالزواج، لكان أخبرنا الكتاب المقدس بذلك – أو حتي قام بالأشارة الي ذلك. فمن المؤكد أن يذكر الكتاب شيء ما عن هذا الموضوع الهام. فنجد أن الكتاب يذكر أم المسيح وزوجها وأخوة المسيح. فلم يتجاهل الكتاب المقدس ذكر حدث هام مثل هذا؟ والذين ينادون/يعلمون بأن المسيح قد تزوج، يفعلون ذلك ليحاولوا "تأنيسه" وليجعلوه أنسان عادي مثل أي شخص آخر. والحقيقة أنهم لايريدوا أن يأمن الناس بأن المسيح كان الله في الجسد (يوحنا 1:1، 14 و 30:10). فقاموا بتأليف قصص وهمية تدعي أن المسيح تزوج وانجب وكان انساناً عادياً.
والسؤال الثاني الذي يمكن أن يطرح هو "هل كان يمكن أن يتزوج المسيح ؟" الزواج ليس بخطيئة. بل و ممارسة الجنس في الزواج ليس بخطيئة. فالأجابة اذاً نعم، كان يمكن للمسيح أن يتزوج ويظل حمل الله الذي بلا خطيئة. ولكن في نفس الوقت، لايوجد سبب كتابي يدعونا للأعتقاد بأن المسيح قد قام بالزواج. فاذاً هذا ليس الغرض من هذا الحوار. فالذين يؤمنون أن المسيح قد قام بالزواج لا يؤمنوا بأنه كان بلا خطيئة أو أنه كان المسيا المنتظر. ومن الواضح أن الله لم يرسل المسيح للأرض للزواج والأنجاب. فانجيل مرقس يقول لنا في 45:10 الغرض من مجيء المسيح "لأن ابن الأنسان أيضاً لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين".
ان كان المسيح هو الله، فلماذا قام بالصلاة لله؟ هل قام المسيح بالصلاة لنفسه؟
السؤال: ان كان المسيح هو الله، فلماذا قام بالصلاة لله؟ هل قام المسيح بالصلاة لنفسه؟
الجواب: لنتمكن من فهم صلاة المسيح أي الله في الجسد لله الآب في السماء لابد وأن ندرك علاقة الله الآب بالله الأبن. فعلاقة لله الآب مع الله الأبن المتجسد علاقة أزلية أبدية بدأت قبل أن يأتي المسيح للعالم. أقراء يوحنا 19:5-27 وخاصة 23:5 التي من خلالها يعلمنا المسيح أن الآب قد أرسل الأبن (أيضاً اقراء يوحنا 10:15). فالمسيح لم يصبح ابن الله عندما ولد في بيت لحم. بل كان هو الله منذ الأزل ومازال وسيظل الي الأبد.
أشعياء 6:9 يقول لنا أنه ولد لنا ولداً وأعطي لنا أبناً. فالمسيح كان دائماً جزء من الثالوث الأعظم الآب والأبن والروح القدس. والثالوث لايمثل ثلاثة آلهة بل اله واحد مثلث. ولقد قال يسوع: أنا والآب واحد (يوحنا 30:10). وكان المسيح يعني أنه والآب و الروح القدس أي الأقانيم الثلاثة لله - يشتركون في نفس الروح والكينونة. وهؤلاء الثلاث المتساوون يتمتعون بشركة أزلية.
فعندما تجسد المسيح، أبن الله الأبدي، فأنه تخلي عن مجده السماوي آخذاً صورة عبد (فيليبي 5:2-11). وكالله المتجسد في صورة انسان تعلم أن يطيع أبيه (عبرانيين 8:5) ولقد جربه ابليس، وأدانه الناس، ورفضته خاصته، وأخيراً صلب. فرفع صلاته لأبيه السماوي ليسأل عن معونة وقوة (يوحنا 41:11-42)، وحكمة (مرقس 35:1 و46:6). فصلاته أظهرت اعتماده علي الله خلال حياته علي الأرض كأنسان لكي يتمم خطة الله للفداء (أنظر صلاة المسيح الموجودة في يوحنا 17)، وبالطبع تسليمه لأرادة الله في حديقة جثيماني لأن يذهب للصلب ليحمل عنا ثمن عصيان الله وهو الموت (متي 31:26-46). وبالطبع فقد أقيم من القبر قيامة جسدية ليمنحنا حياة أبدية وغفران وحياة أبدية أن قبلناه كمخلصنا وفادينا.
فلايوجد ما يمنع الأبن من أن يصلي للآب أو التحدث لله كأب. فكما ذكرنا، فأن علاقتهما أزلية بدأت قبل أن يتجسد المسيح. وفي الجسد، نجد أن هذه العلاقة موضحة في الأناجيل فنري أن الله الأبن تمم مشيئة الله في الجسد لفداء العالم (يوحنا 38:6). فحياة المسيح الجسدية وطاعته لله كان دافعها علاقته بالله الآب وحياة الصلاة التي يجب علينا أن نتعلم منها.
يسوع المسيح لم يكن أقل من الله عندما قام بالصلاة لله الآب في السماء. بل ترك لنا المسيح مثالاً حياً لأهمية الصلاة بالرغم من أنه كان بلا خطيئة. فصلاة المسيح لله الآب توضح لنا علاقته بالله الآب في حيز الثالوثية. فاذاً يجب عينا أن نعتمد علي الله من خلال الصلاة ليمنحنا القوة والحكمة. فكما قام المسيح بالصلاة في حياته علي الأرض فيجب علينا كأتباعه أن نفعل نفس الشيء.
هل كان ليسوع أخوة وأخوات؟
السؤال: هل كان ليسوع أخوة وأخوات؟
الجواب: آيات عديدة قامت بذكر أخوة المسيح. ونجد أن متي 46:12 ولوقا 19:8 ومرقس 31:3 يذكروا أن والدة المسيح وأخوته قد أتوا لزيارته. ويخبرنا الكتاب المقدس أن ليسوع كان أربعة أخوة: يعقوب، يوسف، سمعان، ويهوذا (متي 55:13). وأيضاً يخبرنا الكتاب أن للمسيح أخوات و لكن لا يحدد عددهن أو يذكر أسمائهن (متي 56:13). وفي يوحنا 1:7-10 يذهب أخوته للاحتفال بينما لا يصاحبهم المسيح. وفي أعمال الرسل 14:1، يذكر أن أخوة وأم المسيح كان يقومون بالصلاة مع التلاميذ. وأيضاً في غلاطية 19:1، يذكر أن يعقوب كان أخاً للمسيح. فالتحليل الطبيعي لهذه الآيات يشير الي أنه كان للمسيح أخوة وأخوات.
ويعتقد بعض الكاثوليكيين أن هؤلاء الأخوة والأخوات كانوا أولاد عم المسيح. ولكن تعبير "أخ" مستخدم في كل مرة يذكر فيها الكتاب أخوة المسيح. وبينما يمكن أن يشير لأقارب آخرين، فأن المعني الطبيعي والحرفي هو "أخ". ونجد أنه هناك تعبير خاص بكلمة "ابن عم" في اللغة اليونانية ولكنه غير مستخدم في الآيات الكتابية. وأيضاً، أن كانوا أولاد عمومة المسيح، فلم يذكر الكتاب المقدس مصاحبتهم الدائمة لمريم أم المسيح. فكل الدلائل تشير الي أنهم كانوا بالحقيقة أخوة المسيح (برابطة الدم).
والمعتقد الكاثوليكي الآخر هو أن أخوة المسيح كانوا أبناء يوسف من زواج آخر سبق زواجة من مريم. والنظرية تعتمد علي أحتمال أن يوسف كان متقدماً في العمر، وأنه سبق له الزواج، وأن له أبناء عديدين وأنه قد ترمل قبيل زواجه من مريم. والمشكلة تكمن في أن الكتاب المقدس لم يشر علي الأطلاق بأن يوسف قد سبق له الزواج. فان كان ليوسف ستة أبناء من زواج سابق فأين كان الأطفال عند سفر يوسف ومريم الي بيت لحم (لوقا 4:2-7)، أو رحلتهم لمصر (متي 13:2-15)، أو رحلتهم الي الناصرية (متي 20:2-23)؟
لايوجد سبب كتابي يمكننا أن نعتقد علي أساسه أن أخوة يسوع لم يكونوا أولاد مريم ويوسف. والذين يعترضون علي كينونة أخوة يسوع حقاً أخوة في الجسد هم يرجحوا الأعتقاد بعذراوية مريم الي المنتهي وهو معتقد غير كتابي حيث أن الكتاب المقدس يذكر في متي 25:1 " ولم يعرفها حتي ولدت ابنها البكر. ودعا اسمه يسوع" فاذاً كان للمسيح أخوة وأخوات وهم أبناء يوسف النجار ومريم. هذا تعليم واضح ومدون في الكتاب المقدس
لم كان يجب علي المسيح أن يختبر كل هذه الآلام؟
السؤال: لم كان يجب علي المسيح أن يختبر كل هذه الآلام؟
الجواب: سفر أشعياء 4:53 يخبرنا "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً". ولقد عذب المسيح ببشاعة أثناء محاكمته وصلبه ونجد ذلك مذكوراً في متي 27 ومرقس 15 ولوقا 23 ويوحنا 19. وبالرغم من أن آلامه الجسدية كانت عظيمة، فأن آلامه الروحية كانت أعظم. كورنثوس الثانية 21:5 يخبرنا: "لأنه جعل الذين لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصبح نحن بر الله فيه". لقد حمل المسيح خطيئة العالم كله (يوحنا الأولي 2:2). فالخطيئة هي ما جعلت المسيح يصرخ "ايلي، ايلي، لما شبقتني؟" أي الهي، الهي، لماذا تركتني؟" (متي 46:27). فآلام تحمل الخطيئة قد فاقت آلام الجسد (رومية 8:5).
ونجد في أصحاح 53 من سفر أشعياء وخاصة في عدد 3 و5 نبؤة عن آلام المسيح الآتية "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به - وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا " وأيضاً في مزمور 14:22-18 نبؤة واضحة عن آلام المسيا المنتظر "كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي، والي تراب الموت تضعني. لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. أحصي كل عظامي، وهو ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي بينهم، وعلي لباسي يقترعون".
فلم كان يجب علي المسيح أن يختبر كل هذه الآلام؟ لأجابة هذا التساؤل، نجد أن البعض يعتقد أن معاناة المسيح الجسدية كانت جزء من تحمله عقاب الخطيئة بدلاً منا. والي حد ما فهذا المعتقد صحيح. ولكن في نفس الوقت نجد أن تعذيب المسيح يظهر بوضوح قسوة الأنسان وكراهيته لله وعمله في المسيح. فأن كراهية ابليس للمسيح والله هو مادفع هؤلاء الناس الي تعذيب المسيح بهذا الشكل الشنيع. فمقدار تألم المسيح عكس مقدار خطيئة العالم وعصيان الأنسان لله القدوس (رومية 10:3-18).
ما هو المعني بأن المسيح هو حمل الله؟
السؤال: ما هو المعني بأن المسيح هو حمل الله؟
الجواب: عندما أشار الكتاب المقدس الي المسيح كحمل الله في يوحنا 29:1 ويوحنا 36:1، فأنه يشير الي أنه الفدية الكاملة والكافية عن الخطيئة. ولكي نفهم من هو المسيح وماذا فعل، لابد وأن نبدأ من العهد القديم، الذي يحتوي علي نبؤات عن مجيء المسيح مثل "ذبيحة عن الخطيئة" (أشعياء 10:53). والحقيقة أن كل تعاليم تقدمة الذبائح في العهد القديم ما هو الا اعداد الله للأنسان لمجيء المسيح، وهو الذبيحة العظمي والفدية الكاملة التي أعدها الله ليكفر عن آثام شعبه (روميه 3:8 وعبرانيين 10).
ولعب تقديم الحملان كفدية دوراً هاماً في الحياة الدينية اليهودية. فعندما أشار يوحنا المعمدان ليسوع "كحمل الله الذي سيأخذ خطيئة العالم" (يوحنا 29:1)، أعتقد اليهود الذين سمعوه بأنه يشير الي واحداً من الذبائح المقدمة. وبحلول عيد الفصح، ربما أعتقد البعض بأنه يشير الي الحمل المقدم كضحية في هذا العيد. وخاصة أن عيد الفصح قد كان واحداً من الأعياد اليهودية الرئيسية وأحتفالاً بتحرير شعب اسرائيل من العبودية في مصر. وتقليد ذبح حمل عيد الفصح ووضع دمه علي أبواب البيوت كي يعلم ملاك الموت بأن هذا المنزل "مغطي بالدم" ويعبر (خروج 11:12-13) هي صورة جميلة لعمل المسيح الكفاري علي الصليب.
ونجد أيضاًُ أنه كانت تقدم ذبائح يومية في المعبد اليهودي في أورشليم. فكل صبح ومساء كان يذبح حمل عن خطايا الشعب في المعبد (خروج 38:29-42). وهذه التقليد سمح به الله ليهيء قلوب الناس للفدية الكاملة التي ستقدم علي الصليب. بل وأن موت المسيح حدث في وقت التضحية اليومية المسائية التي تقدم في المعبد. واليهود الذين عاصروا ذلك الوقت كانوا علي معرفة بنبؤات العهد القديم التي تنبأ بها أرميا وأشعياء والتي أشارت الي مجيء ذلك "الذي سيساق الي الذبح كحمل" (أرميا 19:11 وأشعياء 7:53)، وأن آلامه وتضحيته ستمنح فداء لشعب اسرائيل. وبالطبع فأن موحي كل هذه النبؤات الموجودة في العهد القديم هو نفسه يسوع المسيح، "حمل الله".
وبالرغم من أن نظام تقديم الذبائح قد يبدو غريباً بعض الشيء علينا اليوم، فأن مبدأ التعويض لا يصعب علينا فهمه. فنحن نعلم ان أجرة الخطيئة هي موت (رومية 23:6) وأن خطيئتنا تفصلنا عن الله. والكتاب المقدس يعلمنا أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله (رومية 23:3). وأنه بسبب خطيئتنا، قد انفصلنا عن الله، وأننا مخطئين أمامه، فلذا فأن أملنا الوحيد هو أن يرتب الله طريقة من خلالها نتصالح بها مع الله. وهذا هو ما فعله عند أرساله ابنه الوحيد يسوع المسيح ليموت علي الصليب من أجلنا. فالمسيح مات لفدائنا ولدفع ثمن خطايا كل من يؤمن به.
فموت يسوع المسيح علي الصليب كان خطة الله لفدائنا وقيامته في اليوم الثالث تمنحنا حياة أبدية ان آمنا به. والخبر السار هو أن الله نفسه قدم لنا الفداء والكفارة عن خطايانا والكتاب المقدس يعلن بوضوح في بطرس الأولي 18:1-21: "عالمين أنكم قد افتديتم لا بأشياء تفني، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء".
اين نجد يسوع المسيح مذكوراً في العهد القديم؟
السؤال: اين نجد يسوع المسيح مذكوراً في العهد القديم؟
الجواب: هناك الكثير من نبؤات العهد القديم التي تتحدث عن يسوع المسيح. وبعض المفسرين يرجحون أن هناك المئات من النبؤات. والآيات التالية هي الأكثر أهمية ووضوحاً. عن ميلاد يسوع: اشعياء 14:7، "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعوا أسمه "عمانوئيل". أشعياء 6:9، "لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابناً وتكون الرياسة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيباً، مشيراً، الهاً قديراً، أبا أبدياً، رئيس السلام". ميخا 2:5 "أما أنت يا بيت لحم أفراته، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً علي اسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل".
وعن خدمة المسيح وموته: زكريا 9:9 "ابتهجي جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي اليك. هو عادل ومنصور وديع". ومزامير 16:22-18، "لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي بينهم، وعلي لباسي يقترعون".
وأطول النبوآت والأكثر وضوحاً نجدها موجودة في أشعياء أصحاح 53. أشعياء 3:53-7 "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد الي طريقه، والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق الي الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه".
والنبؤة السابعة والسبعين والموجودة في سفر دانيال والأصحاح 9 تشير الي ميعاد موت المسيح. وأشعياء 6:50 يصف التعذيب الذي تعرض له المسيح. وزكريا 10:12 يتنبأ عن "طعن المسيح" والذي تم بعد موت المسيح علي الصليب. وهناك الكثير من الأمثلة الأخري ولكن يكفي هذ القدر. فالعهد القديم قطعاً يتضمن نبؤات كثيرة عن مجيء يسوع المسيح.
ماهو المعني بأن المسيح أبن الأنسان؟
السؤال: ماهو المعني بأن المسيح أبن الأنسان؟
الجواب: يشار الي يسوع المسيح ب"أبن الأنسان" 88 مرة في العهد الجديد. ما هو المعني بذلك؟ خاصة وأن الآيات الكتابية أيضاً تشير الي المسيح بأنه ابن الله؟ فكيف يمكن للمسيح أن يكون أبن الأنسان أيضاً؟ والمعني الأول لتعبير "ابن الأنسان"، هو اشارة لما هو موجود في سفر دانيال 13:7-14 "كنت أري في رؤي الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان أتي وجاء الي القديم الأيام، فقربوا قدامه. فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض". فوصف "ابن الأنسان" هوتعبير يهودي. فيسوع المسيح هو الأبن الذي أعطي سلطان ومجد ومملكة. فعندما أستخدم المسيح ذلك التعبير ليشير الي نفسه فأنه كان يؤكد أن هذ النبؤة "ابن الأنسان" كانت تعنيه. ونجد أن اليهود الذين كانوا يعيشوا في ذلك العصر كانوا يعرفون هذا التعبير ولمن يشير. فأنه كان يعلن لهم بأنه المسيا المنتظر.
ومعني آخر لتعبير "ابن الأنسان" هو أن المسيح قد كان حقاً انساناً بشرياً. ولقد أشار الله الي النبي حزقيال بالتعبير "ابن الأنسان" 93 مرة. فما كان يعنيه الله هو أن حزقيال أنسان بشري. فأبن الأنسان هو انسان. ولقد كان يسوع المسيح الله الكامل (يوحنا 1:1)، ولكنه أيضاً تجسد آخذاً صورة انسان (يوحنا 14:1). ويوحنا الأولي 2:4 يخبرنا: "بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله". نعم كان يسوع المسيح ابن الله – بل هو نفسه الله. نعم، يسوع المسيح هو ابن الأنسان – بل كان هو نفسه انساناً. وللتلخيص، فتعبير "ابن الأنسان" يشير الي أن المسيح هو المسيا المنتظر، الله المتجسد في صورة انسان.
لم أرسل الله يسوع المسيح للأرض في هذا الوقت الزمني بالذات؟ لماذا لم يرسله قبل ذلك؟ أو بعد ذلك؟
السؤال: لم أرسل الله يسوع المسيح للأرض في هذا الوقت الزمني بالذات؟ لماذا لم يرسله قبل ذلك؟ أو بعد ذلك؟
الجواب: "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس" (غلاطية 4:4). الآية السابقة تخبرنا أن الله الآب أرسل ابنه يسوع "في ملء الزمان". ولقد كان العصر الأول ميلادياً وقت مشحون بالأحداث. فعلي الأقل يمكننا أن نستنتج أنه كان وقتاً مناسباً لمجيء المسيح. والأحداث التالية تخبرنا عن بعض مما كان يحدث في ذلك الوقت:
1) كان هناك شغف بين اليهود لمجيء المسيا المنتظر في ذلك الوقت. ولقد كانت قسوة الحاكم الروماني تجعل شعب اسرائيل في حالة ترقب لمجيء المسيا.
2) وحدت الحكومة الرومانية معظم دول العالم تحت سلطتها. ولأن الأمبراطورية الرومانية كان تتمتع بالسلام، تمكن المسيحيون الأوائل من الترحال ونشر رسالة الأنجيل في حين أن ذلك كان يصعب تحقيقة في أوقات أخري.
3) بالرغم من سيادة الحكومة الرومانية عسكرياً، فقد سادت الدولة اليونانية ثقافياً. ولقد استخدم معظم الناس لغة يونانية عامية (تختلف عن اللغة الأغريقية) للتجارة والتعاملات، مما سهل التواصل فيما بين الناس وتوصيل رسالة الأنجيل لجماعات مختلفة من الناس.
4) حقيقة أن كثيرين قد اعتمدوا علي الآلهة لينتصروا علي الرومان فعندما لم يتحقق ذلك توقفوا عن عبادة الآلهة. وانتشر الفراغ الروحي فيما بين الطبقة المثقفة في المدن الأغريقية.
5) وضعت الأديان السرية والبدع المنتشرة في ذلك الوقت أهمية كبيرة علي تقديم الذبائح، مما جعل تضحية المسيح علي الصليب فكرة مقبولة. وقد آمن الأغريقيون بخلود النفس (ولكن ليس الجسد).
6) أنضم للجيش الروماني عدداً كبيراً من الناس من مناطق مختلفة من الأمبراطورية الرومانية مما عرضهم للثقافة الرومانية وذلك يتضمن الأناجيل الذي لم يكن قد وصل بعد لهذه المناطق.
كل هذه تكهنات بشرية عن أختيار الله لهذا الوقت الزمني بالذات. ولكننا ندرك أن طرق الله غير طرقنا فربما تكون هذه الأسباب أو لاتكون وراء أختيار الله لأرسال أبنه في ذلك الوقت. ومن الواضح أنه عند قرأة غلاطية 3 و4، نجد أن الله أراد أن يضع أساساً من الشريعة اليهودية لتهيئة قلوب الناس لمجيء المسيا. فالشريعة تساعد الناس علي ادراك عمق تورطتهم في الخطيئة (فهم غير قادرون علي حفظ وصايا الشريعة)، مما يجعلهم يتوقون للخلاص المقدم من خلال يسوع المسيح (غلاطية 22:3-23 ورومية 19:3-20). ولقد استخدم الله الشريعة "كمعلم" (غلاطية 24:3) يأتي من خلاله الناس الي المسيح. وتم ذلك من خلال النبؤات العديدة والتي تحققت بمجيء المسيح. وكذلك نظام تقديم القرابين والذبائح عن الخطايا. كما رسم العهد القديم صورة الأنسان وعمل المسيح الكفاري فيه من خلال أحداث تاريخية عديدة مثل (أبراهيم وأسحق وخروج شعب اسرائيل من مصر وتحررهم من العبودية).
وأخيراً فأن المسيح جاء محققاً نبؤة معينة. دانيال 24:9-27 يتحدث عن "سبعين أسبوعاً" . ونستنتج من سياق هذا الجزء الكتابي أنه كان يعني الي سنين وليس أسابيع. ويبدأ العدد من "فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها الي المسيح الرئيس سبعة أسابيع وأثنان وستون أسبوعاً، يعود ويبني سوق وخليج في ضيق الأزمنة" دانيال 25:9. أيضا أنظر نحميا (5:2). وهنا يقول أنه بعد 7 "سبعات" بالأضافة الي 62 "سبعات" أو 69 مضروبة في 7 سنوات، يقول "وبعد اثنين وستين اسبوعاً يقطع المسيح وليس له، وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس، وانتهاؤه بغمارة، والي النهاية حرب وخرب قضي بها" (عدد 26). وهنا نري أشارة واضحة جداً لموت المسيح علي الصليب. وفي العصر السابق كتب السر روبرت أندرسون كتاباً يدعي "الأمير الآتي" وضح فيه عمليات حسابية دقيقة للنبؤات وتضمن ذلك الكتاب تفاصيل كثيرة آخذاً في الأعتبار السنوات الكبيسة والتغير من قبل الميلاد لما بعده وأعتبارات حسابية كثيرة أخري واستنتج أن دخول المسيح الأنتصاري الي أورشليم حدث خمسة أيام قبيل موت المسيح. وأن استخدم الأنسان هذه الوصفات الحسابية أم لا، فأننا نعلم تماماً أن مجيء المسيح وموته يتوافق تماماً مع النبؤات الكتابية المدونة في سفر دانيال 500 سنة قبل مجيء المسيح.
وتوقيت تجسد المسيح تزامن مع فترة أعد الله فيها البشر لمجيئه المنتظر وهو دليل عظيم بأنه هو كان حقاً المسيا المنتظر الذي حقق النبؤات وأكمل مشيئة الآب.
ما معنى دم المسيح؟
السؤال: ما معنى دم المسيح؟
الجواب: إن عبارة "دم المسيح" مستخدمة مرات عديدة في العهد الجديد وهي تعبير عن موت المسيح الكفاري وعمله الفدائي الكامل من أجلنا. تتضمن الإشارات إلى دم المخلص حقيقة أن دمه سال بالفعل على الصليب، ولكن الأكثر من هذا أن دمه قد سال ومات من أجل الخطاة. إن دم المسيح له القدرة على أن يكفر عن عدد لا نهائي من الخطايا التي يرتكبها عدد غير محدود من البشر عبر العصور، وكل الذين يضعون إيمانهم في ذلك الدم سيخلصون.
إن حقيقة دم المسيح كوسيلة للتكفير عن الخطايا لها جذورها في ناموس موسى. فقد كان الكاهن يقدم ذبيحة من دم الحيوانات مرة في السنة على مذبح الهيكل من أجل خطايا الشعب. "كُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عبرانيين 9: 22). ولكن تلك كانت ذبيحة دم محدودة في فعاليتها، لهذا وجب تقديمها مراراً وتكراراً. تلك كانت صورة مبكرة للذبيحة التي قدمها يسوع "مرة وإلى الأبد" على الصليب (عبرانيين 7: 27). فبعد تقديم هذه الذبيحة لم تعد هناك حاجة لدم التيوس والثيران.
إن دم المسيح هو أساس العهد الجديد. في الليلة التي سبقت ذهاب المسيح إلى الصليب قدم الكأس إلى تلاميذه وقال: "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ." (لوقا 22: 20). لقد رمز الخمر المسكوب في الكأس إلى دم المسيح الذي يسكب من أجل كل الذين يؤمنون به. عندما سفك دمه على الصليب، أكمل المسيح متطلبات العهد القديم لتقديم الذبائح الحيوانية المستمرة. والتي لم يكن دمها كافياً لتغطية ذنوب البشر، إلا بشكل مؤقت، لأن الخطية ضد الإله القدوس غير المحدود تستلزم وجود ذبيحة مقدسة غير محدودة. "لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا"(عبرانيين 10: 3-4). في حين كان دم الثيران والتيوس "تذكار" للخطية، فإن "...دَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (بطرس الأولى 1: 19) دفع كل ديننا لله كاملاً، فلم نعد بحاجة لذبيحة أخرى عن خطايانا. قال يسوع وهو على الصليب: "قد أكمل"، وقد قصد هذا بالضبط، إن عمل الفداء قد أكمل إلى الأبد "فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً" لنا (عبرانيين 9: 12).
إن دم المسيح لا يحرر المؤمنين فقط من الخطية والعقاب الأبدي ولكن "دَمُ الْمَسِيحِ، ... يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (عبرانيين 9: 14). هذا يعني أننا تحررنا من تقديم الذبائح "العقيمة" لننال الخلاص بل أيضاً تحررنا من الإعتماد على أعمال الجسد الميتة والتي بلا فائدة لكي نرضي الله. لأن دم المسيح قد حررنا فنحن الآن خليقة جديدة في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 17) وبدمه تحررنا من الخطية لكي نخدم الإله الحي ونمجده ونتمتع به للأبد.
ماذا قصد المسيح بقوله "أنا كائن"، "أنا هو؟
السؤال: ماذا قصد المسيح بقوله "أنا كائن"، "أنا هو؟
الجواب: قال يسوع في إجابته عن سؤال الفريسيين " مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟" : "أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ. فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا" (يوحنا 8: 53، 55-58). كان رد فعل اليهود العنيف على عبارة يسوع: "أنا كائن" دليل على فهمهم لما كان يعلنه لهم – أنه يجعل نفسه مستحقاً للقب "أنا كائن" الذي أعطاه الله لنفسه في خروج 3: 14.
لو كان يسوع يريد فقط أن يقول أنه كان موجوداً قبل وقت إبراهيم لكان قد قال: "قبل إبراهيم أنا كنت". إن الكلمات اليونانية المترجمة "كان" في حالة ابراهيم و "كائن" في حالة المسيح مختلفتين تماماً. إن الكلمات التي إختارها الروح القدس توضح أن إبراهيم "جاء إلى الوجود" ولكن يسوع كائن منذ الأزل (يوحنا 1: 1). لا يوجد شك بأن اليهود فهموا ما كان يقوله لأنهم أخذوا حجارة ليرجموه من أجل أنه جعل نفسه مساوياً لله (يوحنا 5: 18). فعبارة كهذه، ما لم تكن صحيحة، هي تجديف عقوبته الموت بحسب ناموس موسى (لاويين 24: 11-14). ولكن يسوع لم يكن يجدف فهو كان ومازال هو الله، الإقنوم الثاني في الثالوث المقدس، مساوٍ للآب في كل شيء.
لقد إستخدم يسوع عبارة "أنا هو" في سبعة إعلانات عن نفسه. وفي هذه السبعة كلها فإنه يقرن عبارة "أنا هو" مع صور رائعة تعبر عن علاقته المخلصة للعالم. وكلها مسجلة في إنجيل يوحنا. "أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ." (يوحنا 6: 35، 1، 48، 51)؛ "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يوحنا 8: 12)؛ أَنَا بَابُ الْخِرَافِ... أَنَا هُوَ الْبَابُ" (يوحنا 10: 7، 9)؛ "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ" (يوحنا 10: 11، 14)؛ "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11: 25)؛ "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6)؛ "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ" ( يوحنا 15: 1، 5).
هل غضب الرب يسوع أبداً؟
السؤال: هل غضب الرب يسوع أبداً؟
الجواب: عندما طهّر الرب يسوع الهيكل من الصيارفة وبائعي الحيوانات أظهر غضباً وإنفعالاً شديدين (متى 21: 12-13؛ مرقس 11: 15-18؛ يوحنا 2: 13-22). وُصِف إنفعال المسيح هنا بأنه "غيرة" على بيت الله (يوحنا 2: 17). كان غضبه طاهراً ومبرراً لأن أصله كان الإهتمام بقداسة الله وعبادته. ولهذا تصرف بحسم وسرعة. أظهر يسوع الغضب في مرة أخرى في المجمع في كفرناحوم. عندما رفض الفريسيين أن يجيبوا أسئلة الرب يسوع "نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ حَزِيناً عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ" (مرقس 3: 5).
أحياناً كثيرة نعتقد أن الغضب هو مشاعر أنانية مدمرة يجب علينا أن نمحوها تماماً من حياتنا. ولكن، حقيقة أن يسوع غضب أحياناً تشير إلى أن الغضب كإنفعال في حد ذاته ليس خطأ. نجد هذا الفكر في مواضع أخرى من العهد الجديد. إذ توصينا رسالة أفسس 4: 26 "اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا، لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ". ليست الوصية أن "نتجنب الغضب" (أو نكبته، أو نتجاهله) ولكن أن نتعامل معه بطريقة صحيحة، وبأسلوب مناسب. يجب أن نلاحظ الحقائق التالية عن غضب الرب يسوع:
1. كان وراء غضبه الدوافع الصحيحة. بكلمات أخرى، لقد غضب لأسباب صحيحة. لم ينبع غضب الرب يسوع من مجادلات عقيمة أو من إساءات شخصية ضده. أي لم تشوبه أية دوافع أنانية.
2. كان لغضبه التوجه الصحيح. لم يغضب تجاه الله أو على "ضعف" الآخرين. كان غضبه موجهاً إلى الخطيئة والظلم الحقيقي.
3. كان لغضبه السند الصحيح. يقول إنجيل مرقس 3: 5 إن غضبه كان مصحوباً بالحزن على عدم إيمان الفريسيين. لقد نبع غضب الرب يسوع من محبته للفريسيين وإهتمامه بحالتهم الروحية. لم يكن الأمر متعلقاً بالكراهية أو سوء النية.
4. كان غضبه تحت التحكم الصحيح. لم يكن يسوع أبداً خارج السيطرة حتى في غضبه. لم يرضى قادة الهيكل عن تطهيره للهيكل (لوقا 19: 47)، ولكنه لم يرتكب شيئاً خاطئاً. لقد تحكم في مشاعره؛ لم يترك مشاعره تتحكم فيه.
5. إستمر غضبه لفترة مناسبة. لم يسمح لغضبه أن يتحول إلى مرارة؛ لم يحفظ الجروح في قلبه. لقد تعامل مع كل موقف بطريقة صحيحة، وتعامل مع الغضب في وقت مناسب.
6. كان لغضبه نتائج سليمة. كان لغضب الرب يسوع النتائج الحتمية للتحرك الإلهي. كان غضب المسيح، بكل ما يحمله من إنفعالات، تحت سيطرة كلمة الله؛ وبهذا أتم رد فعل المسيح إرادة الله.
عندما نغضب فإننا غالباً ما لا يكون لدينا تحكم مناسب، أو هدف صحيح. ونفشل في واحدة أو أكثر من النقاط السابقة. هذا هو غضب الإنسان، الذي قيل لنا عنه: "لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَب، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ" (يعقوب 1: 19-20). لم يظهر الرب يسوع غضباً بشرياً، بل غضب الله البار.
هل غضب الرب يسوع أبداً؟
ماذا حدث أثناء طفولة الرب يسوع؟
السؤال: ماذا حدث أثناء طفولة الرب يسوع؟
الجواب: فيما عدا ما جاء في لوقا 2: 41-52 لا يخبرنا الكتاب المقدس شيئاً عن حداثة يسوع. من هذه القصة يمكننا أن نعرف أشياء معينة عن طفولة يسوع. أولاً، كان إبناً لأبوين ملتزمين بممارسة الشعائر الدينية. فقد قام يوسف ومريم بالرحلة إلى أورشليم في وقت عيد الفصح من كل عام بحسب متطلبات ديانتهم. بالإضافة لهذا، أتوا معهم بإبنهم ذي الإثني عشرة عاماً ليحتفل معهم بحضوره أول عيد إستعداداً للإحتفال بعيد بلوغه الثالثة عشر حيث يحتفي الصبيان اليهود بوصولهم لسن الرجولة. هنا نرى صبي عادي في عائلة عادية بالنسبة لذاك الوقت.
نرى أيضاً في هذه القصة أن بقاء يسوع في الهيكل لم يكن عصياناً أو تمرداً بل كان نتيجة طبيعية لمعرفته أنه يجب أن يكون في ما لأبيه. تشهد قدرته على إدهاش معلمي الهيكل بحكمته ومعرفته عن قدرته غير العادية، بينما يظهر إنصاته للشيوخ وطرحه الأسئلة عليهم إحترامه الكامل لهم، فدور التلميذ كان مناسباً لطفل في عمره.
من وقت هذه الحادثة وحتى معموديته في عمر الثلاثين، فإن كل ما نعرفه عن شباب يسوع هو أنه ترك أورشليم وعاد إلى الناصرة مع أبويه وكان "مطيعاً لهما" (لوقا 2: 51). لقد قام بواجبه نحو والديه الأرضيين في طاعة للوصية الخامسة الضرورية لحفظ وصايا موسى وهو الدور الذي قام به بدلاً عنا. غير هذا فإن كل ما نعرفه هو أن "يَسُوعُ كَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لوقا 2: 52).
من الواضح أن هذا هو كل ما قصد الله أن نعرفه. توجد كتابات أخرى غير الكتاب المقدس كتبت في ذلك العصر تحتوي قصصاً عن شباب يسوع (مثل إنجيل توما). ولكن ما من سبيل لمعرفة صدق هذه الروايات من عدمه. لقد إختار الله ألا يقول لنا الكثير عن طفولة المسيح – لذلك علينا أن نثق أنه قد أمدنا بكل المعلومات التي نحتاج أن نعرفها.
ما المقصود بأن يسوع هو رئيس كهنتنا؟
السؤال: ما المقصود بأن يسوع هو رئيس كهنتنا؟
الجواب: إن لقب رئيس الكهنة هو واحد فقط من ألقاب المسيح. من الألقاب الأخرى: المسيا، والمخلص، وابن الله، وابن الإنسان، وصديق الخطاة...الخ. وكل من هذه الألقاب يركز على جانب معين من شخصيته ومعناه بالنسبة لنا. في رسالة العبرانيين يسمى المسيح رئيس كهنة (عبرانيين 2: 17؛ 4: 14). إن كلمة "كاهن" تحمل معنيين أساسيين. أولاً، تعني الشخص الوسيط في الخدمات الدينية. وثانياُ، الشخص المقدس أو المفرز ليقوم بهذه الخدمات.
أول مكان استخدمت فيه هذه الكلمة هو في تكوين 14. دخل إبراهيم خليل الله معركة ليدافع عن لوط إبن أخيه والذي كان قد أسر في قبضة جيش عيلام. وفي طريق عودته قابله ملكي صادق، وهو ملك ساليم وكاهن للعلي. هذا الرجل الذي معنى إسمه "ملك البر" بارك إبراهيم والإله العلي الذي أعطى إبراهيم اِلإنتصار. وفي مقابل هذه البركة قدم إبراهيم عشراً ( عشرة بالمائة) من كل غنيمة الحرب لملكي صادق. بهذا إعترف إبراهيم بمكانة ملكي صادق السامية ككاهن لله.
بعد ذلك بسنوات عديدة أفرز الله لاوي من نسل إبراهيم ليكون أبو السبط الكهنوتي. عندما أعطي الناموس على جبل سيناء، تم تحديد اللاويين ليكونوا خداماً في خيمة الإجتماع مع تعيين عائلة هارون ليكونوا الكهنة. كان الكهنة مسئولين عن التشفع لدى الله نيابة عن الشعب عن طريق تقديم ذبائح مختلفة كان يتطلبها الناموس. ومن بين الكهنة كان يتم إختيار أحدهم ليكون رئيس الكهنة، وكان يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة كل عام في يوم عيد الكفارة ليضع دم الذبيحة على تابوت العهد (عبرانيين 9: 7). هذه الذبائح اليومية والسنوية كانت تغطي خطايا الشعب مؤقتاً حتى مجيء المسيا ليرفع خطايا العالم.
عندما يسمى المسيح رئيس كهنتنا، ففي هذا إشارة إلى هذين النوعين السابقين من الكهنوت. فمثل ملكي صادق هو ممسوح ككاهن قبل الناموس الذي أعطي على جبل سيناء (عبرانيين 5: 6). ومثل كهنة سبط لاوي فإن يسوع قدم ذبيحة ليستوفي متطلبات شريعة الله عندما قدم نفسه من أجل خطايانا (عبرانيين 7: 26-27). ولكن على خلاف كهنة سبط لاوي الذين كان عليهم أن يقدموا الذبائح بإستمرار فإن يسوع كان عليه أن يقدم ذبيحة مرة واحدة فقط وبهذا ضمن الفداء الأبدي لكل من يأتوا إلى الله من خلاله (عبرانيين 9: 12).
شيء آخر مهم بالنسبة لكهنوت المسيح هو أن كل كاهن يعين من بين البشر؛ أما يسوع، وهو الله الأزلي الأبدي، أصبح إنساناً ليكي يموت ويكون هو رئيس كهنتنا (عبرانيين 2: 9). كإنسان كان معرضاً لكل الضعفات والتجارب التي نواجهها نحن حتى يمكنه أن يتفهم معاناتنا (عبرانيين 4: 15). يسوع أعظم من أي كاهن آخر لهذا يدعى "رئيس كهنتنا الأعظم" في عبرانيين 4: 14، وهذا يمنحنا الجرأة أن "نَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ" (عبرانيين 4: 16).
هل كان يسوع يهودياً؟
السؤال: هل كان يسوع يهودياً؟
الجواب: عندما نتصفح الإنترنت اليوم نرى أنه يوجد تضارب وجدل كبيرين حول السؤال ما إذا كان يسوع الناصري يهودي بالفعل. قبل أن نجيب على هذا السؤال بطريقة وافية، علينا أن نطرح سؤالاً آخر: من (أو ما) هو اليهودي؟ حتى هذا السؤال له عناصر مثيرة للجدل، وإجابته تعتمد على من يجيبه. ولكن أحد التعريفات التي يتفق عليها كل الطوائف اليهودية الرئيسية؛ سواء الأرثوذكسية، أو المحافظة، أوالمصلحة: "اليهودي هو أي شخص من أم يهودية أو أي شخص إجتاز المراسم الرسمية للتحول إلى اليهودية."
رغم أن الكتاب المقدس العبري لا يؤكد في أي موضع ضرورة إستخدام نسب الأم، إلا أن اليهودية الحديثة تؤمن أن هناك عدة مقاطع في التوراة يفهم منها هذا المبدأ مثل تثنية 7: 1-5؛ لاويين 24: 10؛ عزرا 10: 2-3. كما توجد عدة أمثلة في الكتاب المقدس لتحول الأمم إلى اليهودية (مثال: راعوث الموآبية؛ أنظر راعوث 1: 16 حيث تعبر راعوث عن رغبتها في أن تصير يهودية) ومن ثم يعتبرون يهوداً تماماً مثل اليهود الأصليين.
لهذا دعونا نتأمل في هذه الأسئلة الثلاثة: هل كان يسوع يهودي الأصل؟ هل كان يسوع يمارس العبادة اليهودية؟ ثم أخيراً، إذا كان يسوع يهودي، لماذا لا يتبع المسيحيين الديانة اليهودية؟
هل كان يسوع يهودي الأصل، أم هل كانت أمه يهودية؟ كان يسوع بالتأكيد مماثلاً لليهود في أيامه، شعبه بالجسد والسبط الذي ينتمي إليه وديانتهم (رغم أنه كان يصحح أخطاؤهم). لقد قصد الله أن يرسله إلى يهوذا: " إِلَى خَاصَّتِهِ (يهوذا) جَاءَ وَخَاصَّتُهُ (يهوذا) لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ (اليهود) الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ... (يوحنا 1: 11-12)، وقال بوضوح: "أَنْتُمْ (الأمم) تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ (اليهود) فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ." (يوحنا 4: 22).
إن أول آية في العهد الجديد تعلن بوضوح الأصل العرقي ليسوع. "كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (متى 1: 1). يتضح من مقاطع مثل عبرانيين 7: 14 الذي يقول: "فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا"، أن المسيح من نسل سبط يهوذا الذي منه تشتق التسمية "يهودي". وماذا عن مريم أم يسوع؟ في سلسلة الأنساب الموجودة في لوقا الإصحاح الثالث نرى بوضوح أن مريم كانت من سلالة الملك داود مباشرة، مما أعطى يسوع الحق القانوني لإعتلاء عرش اليهود كما يؤكد أن يسوع كان بالفعل من أصل يهودي.
هل كان يسوع يمارس الديانة اليهودية؟ إن أبوي يسوع "أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ" (لوقا 2: 39). كان أقرباؤه، زكريا وأليصابات، أيضاً يهوديان يعيشان حسب الناموس (لوقا 1: 6)، لهذا يمكننا أن نرى أن العائلة كلها في الغالب كانت تأخذ ديانتها اليهودية بجدية.
في الموعظة على الجبل (متى 5-7)، أكَّد يسوع مراراً سلطان التوراة والأنبياء (متى 5: 17)، حتى في ملكوت السموات (متى 5: 19-20). كان يذهب إلى المجمع بإنتظام (لوقا 4: 16) وكان اليهود في يومه يحترمون تعليمه (لوقا 4: 15). كان يعلّم في هيكل اليهود في أورشليم (لوقا 21: 37) ولو لم يكن يهودياً لكان دخوله إلى ذلك الجزء من الهيكل غير مسموحاً بالمرة (أعمال الرسل 21: 28-30).
أظهر يسوع علامات خارجية أيضاً على إلتزامه كيهودي. لقد وضع هدباً لثوبه (لوقا 8: 43؛ متى 14: 36) كتذكار للوصايا (عدد 15: 37-39). لقد إحتفل بالفصح (يوحنا 2: 13) وصعد إلى أورشليم (تثنية 16: 16) في هذا العيد اليهودي المهم. وإحتفل بعيد المظال (يوحنا 7: 2، 10) وصعد إلى أورشليم (يوحنا 10: 22) كما هو مطلوب في التوراة. كما حفظ عيد التجديد (يوحنا 10: 22) وفي الغالب أيضاً عيد رأس السنة، أي عيد الأبواق (يوحنا 5: 1)، وصعد إلى أورشليم في كلتا المناسبتين رغم أن هذا لم يكن مطلوباً حسب التوراة. من الواضح أن يسوع كان يرى نفسه كيهودي (يوحنا 4: 22) وكملك لليهود (مرقس 15: 2). من وقت ميلاده وحتى عشاء الفصح الأخير (لوقا 22: 14-15) عاش يسوع كيهودي ملتزم.
إذاً، لو كان يسوع يهودياً، لماذا لا يتبع المسيحيين اليهودية؟ إن ناموس اليهودية أعطي لموسى من أجل شعب إسرائيل في عهد مقدس وخاص جداً على جبل سيناء، مسجل في سفر الخروج. في هذا العهد كتب الله وصاياه على لوحين من الحجر، وأمر إسرائيل أن يطيعوا كل ما أعلنه لهم. ولكن هذا العهد الرائع كان صورة فقط لعهد جديد وأفضل سيعطيه الله في يوم من الأيام لشعبه من اليهود والأمم.
هذا العهد الجديد مسجل في إرميا 31: 31-34 "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ."
إن المسيحيين لا يتبعون اليهودية اليوم لأن ناموس موسى قد أكمل في يسوع المسيح. قال يسوع: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ" (متى 5: 17). وكاتب العبرانيين يقول: "فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ" (عبرانيين 8: 13).
كمؤمنين ليس علينا أن نتبع العهد القديم فيما بعد لأن ذلك العهد القديم قد إستبدل. نحن الآن لدينا عهد أفضل، وذبيحة أفضل، يقدمها رئيس كهنة أفضل! "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" (عبرانيين 10: 19-23).
ما هو شكل المسيح؟
السؤال: ما هو شكل المسيح؟
الجواب: لا يقدم الكتاب المقدس أي وصف لمظهر المسيح بالجسد. إن أقرب وصف نجده في إشعياء 53: 2 "...لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ." كل هذا يقول لنا أن مظهر يسوع كان يشبه اي شخص آخر – كان شكله عادياً. هنا كان إشعياء يتنبأ أن الخادم المتألم سيقوم في ظروف متدنية دون أي دليل يدل على ملكه، مما جعل هويته الحقيقية ظاهرة فقط لعين الإيمان المميزة.
يمضي إشعياء في وصف مظهر المسيح في مشهد التعذيب قبل الصليب. "كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ" (إشعياء 52: 14). هذه الكلمات تصف القسوة اللاإنسانية التي وقعت عليه حتى إن مظهره لم يعد يشابه البشر (متى 26: 67، 27: 30؛ يوحنا 19: 3). كان منظره بشعاً لدرجة أن الناس نظروا إليه بإستغراب وإندهاش.
إن أغلب صور المسيح التي لدينا اليوم هي غير دقيقة في الغالب. كان يسوع يهودياً، ففي الغالب كان داكن البشرة والعينين والشعر. وهذه صورة بعيدة جداً عن صورة يسوع الحديثة ذات البشرة الفاتحة و الشعر الأصفر والعينين الزرقاوين. شيء واحد يبقى واضحاً: إذا كان من المهم أن نعرف شكل يسوع الحقيقي فبالتأكيد كان بمقدور متى وبطرس ويوحنا الذين قضوا معه ثلاث سنوات أو إخوته يعقوب ويهوذا أن يقدموا لنا وصفاً دقيقاً. ولكن كتاب العهد الجديد هؤلاء لم يقدموا لنا أية تفاصيل عن سماته الجسدية.
هل يسوع أسطورة؟ هل يسوع مجرد نسخة من الآلهة الوثنية لدى الديانات الأخرى؟
السؤال: هل يسوع أسطورة؟ هل يسوع مجرد نسخة من الآلهة الوثنية لدى الديانات الأخرى؟
الجواب: توجد عدة أصوات تدَّعي أن قصة يسوع المسجلة في العهد الجديد ما هي إلا أساطير إستعارها الكُتَّاب من القصص الوثنية، مثل قصص أوزيريس، وديونيسيس، وأدونيس، وآتيس، وميثراس. الإدعاء يقول أن هذه الشخصيات الأسطورية تقدم نفس القصة التي ينسبها العهد الجديد ليسوع المسيح الذي من الناصرة. كما يدّعي الكاتب دان براون في كتابه "شفرة دافنشي" أنه لا يوجد شيء أصيل في المسيحية.
ولكن ما أن تفند الحقائق فإن الرابطة المزعومة بين العهد الجديد والأساطير سرعان ما يظهر زيفها. لكي نكتشف الحقيقة بشأن هذه الإدعاءات وما يشابهها من المهم أن (1) نكشف ما وراء هذه الإدعاءات، (2) نفحص الصور التاريخية التي تقارن الآلهة الكاذبة بالمسيح، (3) نكشف الأخطاء المنطقية التي وقع فيها المدَّعين، (4) ندرس لماذا يمكننا أن نجزم أن أناجيل العهد الجديد دقيقة في تصويرها ليسوع المسيح الحقيقي.
أولاً، إن الإدعاءات أن يسوع أسطورة أو صورة مبالغة نبعت من كتابات اللاهوتيين الألمان المتحررين في القرن التاسع عشر. لقد إدّعو أساساً أن المسيحية ليست إلا نسخة من عبادة آلهة الإخصاب الذين يموتون ويقومون والتي إنتشرت في أماكن مختلفة – تموز في بلاد ما بين النهرين، وأدونيس في سوريا، وآتيس في آسيا الصغرى، وأوزيريس في مصر. لم تتقدم أية من هذه الكتابات في المجال الأكاديمي أو الفكر الديني لأن هذه المقولات تم فحصها من قبل العلماء وقد قرروا أنها لا أساس لها من الصحة. ولكن في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين نهضت هذه الإدعاءات مرة أخرى، نتيجة نهضة الإنترنت وإنتشار المعلومات التي لا أساس تاريخي أو سند حقيقي لها.
هذا يقودنا إلى الجزء التالي من بحثنا – هل آلهة الأساطير القديمة تعكس فعلاً شخص المسيح؟ مثلاً، الفيلم "روح العصر" يقدم هذه الإدعاءات عن الإله المصري حورس:
• ولد في 25 ديسمبر من عذراء – إيزيس مريم
• أعلن نجم في المشرق عن ميلاده
• جاء ثلاثة ملوك ليعبدوا "المخلص" المولود
• أصبح معلماً وهو طفل في الثانية عشر
• "تعمّد" وهو في الثلاثين وبدأ "خدمة"
• كان لحورس 12 تلميذ
• تمت خيانة حورس
• صلب
• تم دفنه ثلاثة أيام
• قام من الأموات بعد ثلاثة ايام
ولكن عندما نفحص الكتابات الفعلية عن حورس بطريقة دقيقة وشاملة هذا ما نجده:
• ولد حورس لإيزيس؛ لا يوجد أي سجل تاريخي لتسميتها "مريم".
• إيزيس لم تكن عذراء؛ كانت أرملة أوزيريس، وحملت حورس من أوزيريس.
• ولد حورس في شهر كهيك (أكتوبر/نوفمبر) وليس ديسمبر 25. وفوق هذا لا يسجل الكتاب المقدس التاريخ الفعلي لميلاد المسيح.
• لا يوجد سجل لزيارة ثلاثة ملوك لحورس وقت ميلاده. ولا يسجل الكتاب المقدس عدد المجوس الذين زاروا المسيح.
• حورس ليس "مخلصاً" بأي شكل من الأشكال؛ لم يمت عوضاً عن أي شخص.
• لا توجد سجلات تثبت أن حورس أصبح معلماُ في عمر 12 سنة.
• لم "يتعمد" حورس. القصة الوحيدة عن حورس وفيها ذكر للماء هي قصة تقطيع حورس إلى قطع، وطلب إيزيس من إله التماسيح أن يخرجه من الماء الذي ألقي فيه.
• لم يكن لدى حورس "خدمة".
• لم يكن لحورس 12 تلميذ. وفقاً للقصص عن حورس، فقد كان له أربعة أشباه آلهة تابعين له وإشارات إلى 16 تابع من البشر وعدد غير معروف من الحدادين الذين حاربوا معه.
• لا يوجد أي ذكر لخيانة صديق لحورس.
• لم يمت حورس صلباً. توجد عدة قصص عن موت حورس ولكن لا تشير إحداها إلى صليب.
• لا يوجد سجل عن دفن حورس ثلاثة أيام.
• لم يقم حورس من الموت. لا يوجد سجل عن خروج حورس من القبر بالجسد الذي دفن به. بعض القصص تقول إن حورس/أوزيريس رجع إلى الحياة بواسطة إيزيس ثم ذهابه ليصبح سيداً على عالم الأموات.
لهذا عند مقارنة حورس بالرب يسوع لانجد أية تشابهات فيما بينهما. ومن المقارنات المشهورة الأخرى التي يقدمها أولئك الذين يدعون أن يسوع المسيح هو اسطورة هي المقارنة بينه وبين ميثراس. ويطبقون جميع الإدعاءات السابقة الخاصة بحورس على ميثراس ( مثال: الميلاد العذراوي، الصلب، القيامة من الأموات بعد ثلاثة أيام...الخ.) ولكن ما الذي تقوله الكتابات القديمة بالفعل عن ميثراس؟
• ولد من صخرة صلبة وليس من إمرأة.
• صارع أولاً مع الشمس ثم مع ثور بدائي، وهذا ما كان يعتقد أنه أول الخليقة. قتل ميثراس الثور الذي أصبح بدوره أساس الحياة للجنس البشري.
• إحتفل بميلاد ميثراس في ديسمبر 25 تزامناً مع الإنقلاب الشتوي.
• لا يوجد ذكر لكونه معلم عظيم.
• لا يوجد ذكر لكون ميثراس لديه 12 تلميذ. قد تكون الفكرة بأن ميثراس كان لديه 12 تلميذ قد جاءت من صورة لميثراس تحيط به الرموز الإثني عشر لدائرة الأبراج.
• لم يقم ميثراس من الموت بجسده. تقول الأسطورة أن ميثراس قد أكمل رسالته الأرضية ثم أخذ إلى الفردوس في مركبة وهو على قيد الحياة. لقد كتب ترتليان الكاتب المسيحي في العصور الأولى عن أتباع ميثراس وتقليدهم لمشاهد القيامة، ولكن كتاباته جاءت بعد زمن العهد الجديد بوقت لهذا فإن كان ثمة تقليد أو تزييف فإن أتباع ميثراس كانوا يقتبسون من المسيحية.
يمكننا أن نقدم أمثلة أخرى عن كريشنا، وآتيس، وديونيسوس، وآلهة الآساطير الآخرين، ولكن النتيجة واحدة. ففي النهاية نجد أن يسوع المسيح التاريخي كما يصوره لنا الكتاب المقدس هو فريد ومتميز بالتمام. وأية إدعاءات بوجود تشابهات ما هي إلا مبالغات. وفوق هذا، في حين أن الإيمان بحورس وميثراس والآخرين يعود إلى ما قبل المسيحية، فإننا نكاد لا نجد أي سجل سابق على المسيحية عن هذه الأديان. إن أغلب الكتابات التي تؤرخ لهذه الديانات تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلادي. لهذا فمن غير المنطقي ومن غير المتسق تاريخياً الإدعاء بأن الإعتقاد السابق للمسيحية بهذه الديانات (والذي لا توجد أية سجلات تثبته) هو مطابق لإيمان هذه المجموعات بعد المسيحية (والذي نجد سجلات تؤرخه). فمن المقبول تاريخياً أن نرجع أية تشابهات بين هذه الديانات والمسيحية إلى إقتباسها للمعتقدات المسيحية عن المسيح وإستبدالها بآلهتهم الخاصة في محاولة لإيقاف النمو السريع للمسيحية.
هذا يقودنا لفحص مجال آخر: الأخطاء المنطقية التي وقع فيها هؤلاء الذين يدّعون أن المسيحية إقتبست من ديانات الأساطير الوثنية. يوجد خطأين بالتحديد واضحين جداً: السبب الخاطيء، والمغالطات اللغوية. إذا سبق شيء شيئاً آخر هذا لا يعني أن الأول كان سبباً في حدوث الثاني. هذه هي مغالطة السبب الخاطيء. فحتى لو كانت السجلات السابقة للمسيحية عن الآلهة الأسطورية تشابه المسيح (وهي ليست كذلك) هذا لا يعني أنها هي السبب الذي دفع كتَّاب الإنجيل لإختراع مسيح مزيف. فمثل هذا الإدعاء يكون مثل القول بأن وجود المسلسل التليفزيوني "ستار تريكStar Trek " هو سبب وجود برنامج وكالة ناسا للفضاء.
المغالطات اللغوية هي إعادة تعريف مصطلحات معينة لإثبات وجهة نظر بينما في الواقع هي لا تحمل نفس المعنى بالرجوع إلى أصل الكلمة. فمثلاً يقول فيلم "روح العصر" أن حورس "بدأ خدمته" بينما لم تكن لحورس خدمة فعلية – ليس مثل خدمة المسيح بالتأكيد. والذين يدعون أن يسوع وميثراس متشابهين يتحدثون عن "معمودية" لإدخال الراغبين في بدعة ميثراس، ولكن ماذا يقصدون بالتحديد؟ كان كهنة ميثراس (ونفس التقليد يتبعه أتباع آتيس) يعلقون ثوراً فوق حفرة، ويضعون من يريدون أن يدخلوا إلى هذه الديانة في الحفرة، ثم يطعنون بطن الثور فينسكب دمه على الأتباع الجدد. هذا لا يشبه من قريب أو بعيد المعمودية المسيحية حيث يغمر الشخص في الماء (في رمز لموت المسيح) ثم خروجه (في رمز لقيامة المسيح). ولكن المدعين بأن المسيح أسطورة يتحايلون بإستخدام نفس المصطلح اللغوي لوصف الحدثين آملين بهذا أن يربطوا بينهما.
آخر نقطة نفحصها في هذا الإطار هي مصداقية العهد الجديد نفسه. ففي حين توجد كتابات كثيرة عن هذا الموضوع، لا يوجد شيء منذ القدم به أدلة مصداقية تاريخية أكثر من العهد الجديد ذاته. لقد كتب العهد الجديد كتاب أكثر (تسعة)، وأفضل، وأقدم من أي مستند في تلك الحقبة من الزمان. وفوق هذا فإن التاريخ يشهد أن هؤلاء الكتاب لاقوا حتفهم وهم يقولون أن يسوع قام من الموت. قد يموت البعض من أجل كذبة يعتقدون بصدقها، ولكن لا يموت أي شخص من أجل كذبة يعرف زيفها. فكر في هذا – لو كنت تواجه الموت صلباً بالمقلوب، كما حدث لبطرس الرسول، وكل ما كان عليك أن تفعله لتنقذ نفسك هو أن تترك كذبة كنت تعرف زيفها، فماذا تفعل؟
بالإضافة لهذا، لقد أثبت التاريخ أن الأمر يحتاج إلى جيلين على الأقل قبل أن تصل أسطورة إلى سجلات التاريخ. لماذا؟ لأن الشهود يمكنهم أن يدحضوا الأخطاء المكتوبة. فأولئك الذين يعيشون في نفس الزمن يمكنهم أن يكذبوا أخطاء الكاتب ويفضحوا زيف ما كتبه. كل الأناجيل قد كتبت أثناء حياة شهود العيان، بعض رسائل الرسول بولس كتبها حوالي عام 50 ميلادية. هذا التاريخ المبكر يمثل آلية حماية ضد قبول أو إنتشار أية مغالطات أو تزييف للحقائق.
وأخيرا، فإن العهد الجديد يشهد لحقيقة أن صورة المسيح التي قدمها لا يمكن خلطها بأية آلهة أخرى. عندما واجه المفكرين في أثينا تعاليم بولس الرسول فإنهم قالوا: "...إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ." (أعمال الرسل 17: 18-20) . واضح إذا أنه لو كانت قصة يسوع مجرد إعادة صياغة لقصص الآلهة الأخرى لم يكن الأثينيون ليشيروا إليها كتعاليم "جديدة". إذا كانت الآلهة التي تموت ثم تقوم من الأموات شيئاً مألوفاً في القرن الأول الميلادي لماذا إذاً عندما علَّم بولس عن قيامة يسوع من الأموات في أعمال الرسل 17 لم يقل الفلاسفة الأبيقوريين والرواقيين: "هذا مثل حورس وميثراس"؟
خلاصة القول إن الإدعاءات بأن يسوع ليس أكثر من نسخة من الآلهة الأسطورية أساسها المؤلفين الذين رفضت المؤسسات الأكاديمية كتاباتهم التي تحتوي على مغالطات منطقية تهدم مصداقيتها ولا يمكن مقارنتها بأناجيل العهد الجديد التي ثبتت أمام 2000 عام من الفحص والتدقيق. تختفي التشابهات المزعومة عند مقارنتها بالنصوص التاريخية الأصلية. إن التشابهات بين يسوع وآلهة الأساطير يمكن التشبث بها فقط بإستخدام الخداع والتزوير.
ويظل يسوع المسيح فريداً في التاريخ، يعلو صوته فوق كل الآلهة المزيفة ويستمر يوجه لنا السؤال الذي يحدد في النهاية مصير الإنسان الأبدي: " وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟"
لماذا إستخدم المسيح الأمثال في تعليمه؟
السؤال: لماذا إستخدم المسيح الأمثال في تعليمه؟
الجواب: لقد قيل أن الأمثال هي قصص أرضية ذات مغزى سماوي. وقد إستخدم الرب يسوع الأمثال في كثير من الأحيان كوسيلة لتوضيح حقائق إلهية سامية. قصص كهذه يسهل تذكرها، فالشخصيات قوية والرموز غنية في معناها. كما كان التعليم بإستخدام الأمثال أسلوباً مألوفاً لدى اليهود في ذلك الوقت. لهذا إستخدم يسوع صور وتشبيهات لأشياء مألوفة للجميع (مثل الملح والخبز والخراف..الخ) في التعليم حتى وقت معين من خدمته، وكانت معانيها واضحة في إطار تعاليمه. أما الأمثال فكانت تتطلب إيضاح أكثر وقد بدأ يسوع في وقت معين من الخدمة بإستخدام الأمثال حصرياً في تعليمه.
السؤال هنا هو: لماذا جعل المسيح الناس يتساءلون عن معاني أمثاله؟ حدث هذا لأول مرة عندما حكى يسوع مثل البذار التي وقعت على أنواع مختلفة من الأرض. وقبل أن يفسر هذا المثل أخذ تلاميذه جانباً بعيداً عن الجماهير. فقالوا له: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. لأَنَّ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا." (متى 13: 10-17)
من هذا الوقت في خدمة المسيح كان عندما يتكلم بأمثال يفسرها لتلاميذه فقط. ولكن أولئك الذين إستمروا في رفض رسالته تركوا في عماهم الروحي يتساءلون عما يقصده بكلامه. لقد حدد فرقاً واضحاً بين أولئك الذين أعطوا "آذان للسمع" والذين ظلوا في عدم إيمان – يسمعون دائماً ولكن دون فهم، " يَتَعَلَّمْونَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْونَ أَنْ يُقْبِلْوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً." (تيموثاوس الثانية 3: 7) لقد أعطي التلاميذ عطية التمييز الروحي التي بها تتضح لهم الأمور الروحية. ولأنهم قبلوا الحق من المسيح فقد أعطي لهم المزيد من الحق. وهذا ينطبق اليوم أيضاً على المؤمنين الذين أعطوا عطية الروح القدس الذي يرشدنا إلى كل الحق (يوحنا 16: 13). لقد فتح أعيننا لنور الحق وآذاننا لكلام الحياة الأبدية.
لقد أدرك الرب يسوع أن كلام الحق لا يطرب جميع الآذان. فببساطة يوجد أناس لا يهتمون بأمور الله الجادة والعميقة ولا يقدرونها. لماذا إذاً تكلم المسيح بأمثال؟ بالنسبة للذين لديهم جوع حقيقي لله فإن الأمثال هي وسيلة فعالة ولا تنسى لتوصيل الحق الإلهي. إن أمثال الرب تحتوي مقدار كبير من الحق في كلمات قليلة – وأمثاله الغنية بالصور والتشبيهات لا تنسى بسهولة. لهذا فالأمثال هي بركة للذين لديهم آذان صاغية. أما بالنسبة لأصحاب القلوب الغليظة والآذان التي لا تسمع فإن الأمثال هي إعلان عن الدينونة.
ما معنى أن يسوع هو إبن داود؟
ما معنى أن يسوع هو إبن داود؟السؤال:
الجواب: تصف سبع عشرة آية في العهد الجديد يسوع بأنه "إبن داود". ولكن يبرز السؤال كيف يمكن أن يكون يسوع هو إبن داود إذا كان داود قد عاش قبل المسيح بحوالي 1000 عام؟ الإجابة هي أن يسوع (المسيا) جاء إتماماً للنبوات عن نسل داود (صموئيل الثاني 7: 14-16). كان يسوع هو المسيا المنتظر وهذا يعني أنه من نسل داود. يقدم متى الإصحاح الأول الدليل لنسب يسوع في بشريته لداود عن طريق يوسف أبيه القانوني. تقدم سلسلة النسب في لوقا 1 نسب يسوع بالجسد من ناحية أمه مريم. فيسوع هو من سلالة داود بالتبني من جهة يوسف وبالدم من جهة مريم. ولكن يشار للمسيح أساساً كإبن داود بالرجوع إلى لقبه كالمسيا بحسب نبوات العهد القديم.
تمت مخاطبة يسوع عدة مرات بـ "الرب، يا إبن داود" من قبل أناس يطلبون بالإيمان الرحمة أو الشفاء. المرأة التي كانت إبنتها معذبة من الأرواح الشريرة (متى 15: 22)، الأعميان على الطريق (متى 20: 30)، برتيماوس الأعمى (مرقس 10: 47) كلهم صرخوا طالبين العون من إبن داود. أعلنت ألقاب التكريم التي نادوه بها عن إيمانهم به. فقد عبَّر لقب "رب" عن إحساسهم بألوهيته وسيادته وقوته، وعندما نادوه "إبن داود" أعلنوا أنه هو المسيا.
أدرك الفريسيون أيضاً معنى أن يدعو الناس يسوع "إبن داود". ولكن على عكس أولئك الذين صرخوا له بإيمان كان كبرياؤهم وعدم فهمهم للمكتوب قد اعماهم حتى أنهم لم يستطيعوا أن يروا ما رآه العميان المعوزين – ها هو المسيا الذي من المفترض أنهم كانوا ينتظرونه طوال حياتهم. لقد كرهوا يسوع لأنه لم يمنحهم الإكرام الذي إعتقدوا انهم يستحقونه. لهذا عندما سمعوا الناس يرفعون يسوع كمخلص ثار غضبهم (متى 21: 15) وتآمروا عليه ليدمروه (لوقا 19: 47).
أثار يسوع الكتبة والفريسيين عندما سألهم عن معنى هذا اللقب بالذات. كيف يمكن أن يكون المسيا إبن داود بينما داود نفسه يشير إليه قائلاً "ربي" (مرقس 12: 35-37)؟ بالطبع لم يستطع معلمو الشريعة أن يجيبوا على هذا السؤال. وبهذا كشف يسوع جهل معلمي اليهود بما يعلمه العهد القديم عن طبيعة المسيا الحقيقية مما جعلهم يعادونه أكثر.
يسوع المسيح، إبن الله الوحيد وسبيل العالم الوحيد للخلاص (أعمال الرسل 4: 12) هو أيضاً إبن داود، بالروح وبالجسد.
ما هو معنى وهدف تجربة المسيح؟
السؤال: ما هو معنى وهدف تجربة المسيح؟
الجواب: بعد معمودية المسيح "َكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ" (لوقا 4: 1-2). كانت التجارب الثلاث في البرية محاولة لتحويل ولاء يسوع من الله إلى الشيطان. ترى تجربة مماثلة في متى 16: 21-23 حيث يحاول الشيطان من خلال بطرس أن يبعد المسيح عن الصليب الذي أتي من أجله. يخبرنا إنجيل لوقا 4: 13 أن إبليس بعد التجربة في البرية "فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ"، وهذه إشارة أن الشيطان جرب المسيح بعد ذلك أيضاً رغم عدم تسجيل تلك التجارب. المهم هنا هو أنه بالرغم من التجارب المتعددة إلا أن المسيح كان بلا خطية.
توضح عبارة "كَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ" أن الله كان له أهداف من سماحه للمسيح أن يجرب في البرية. أحد هذه الأهداف هو أن يؤكد أن لنا رئيس كهنة قادر أن يرثي لضعفاتنا (عبرانيين 4: 15) لأنه قد جُرِّب في كل شيء مثلنا. إن طبيعة المسيح البشرية تمكنه من التعاطف مع ضعفاتنا لأنه هو أيضاً إختبر الضعف. "لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ" (عبرانيين 2: 18). إن الكلمة اليونانية المترجمة "يجرب" تعني حرفياً "أن يمتحن". لهذا عندما نمتحن بتجارب الحياة يمكننا أن نكون واثقين أن يسوع يفهم ما نمر به ويَرثي لنا لأنه هو إجتاز ما نجتاز فيه من تجارب.
إن تجربة المسيح تأتي في ثلاث نماذج يختبرها جميع البشر. أول تجربة متصلة بشهوة الجسد (متى 4: 3-4) والتي تتضمن كل أنواع الرغبات الجسدية. كان الرب يسوع جائعاً، وجربه الشيطان بأن يحول الحجارة إلى خبز ولكنه أجاب بإقتباسه ما جاء في سفر التثنية 8: 3. التجربة الثانية متصلة بالكبرياء والتفاخر (متى 4: 5-7) وهنا حاول الشيطان أن يحاربه بإستخدام الآيات الكتابية (مزمور 91: 11-12) ولكن الرب أجابه مرة أخرى من المكتوب (تثنية 6: 16) مؤكذاً أنه من الخطأ أن يسيء إستخدام قدراته الخاصة.
التجربة الثالثة تتصل بشهوة العيون (متى 4: 8-10) فإذا كان هناك من سبيل لبلوغ الملك كالمسيا دون المرور بتجربة الصلب وعذابه والتي جاء المسيح إلى الأرض من أجلها أصلاً، كان هذا ليكون هو الطريق. فقد كان للشيطان سلطان على ممالك الأرض (أفسس 2: 2) ولكنه كان مستعداً أن يعطي الكل للمسيح مقابل خضوع المسيح له. هذه الفكرة في حد ذاتها تكاد تجعل طبيعة المسيح الإلهية تقشعر ويجيبه بكل حدة: "لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ" (متى 4: 10؛ تثنية 6: 13).
هناك تجارب عديدة نقع فيها لأن الجسد ضعيف بطبعه ولكن لنا إله لا يدعنا نجرب فوق ما نحتمل؛ هو يوجد لنا المخرج (كورنثوس الأولى 10-13). لذلك يمكننا أن ننتصر ونشكر الرب من أجل الخلاص من التجربة. إن تجربة المسيح في البرية تساعدنا أن نرى ونميز هذه التجارب التي تمنعنا من خدمة الله بفاعلية.
وفوق هذا إننا نتعلم من إستجابة يسوع للتجارب كيف يجب أن تكون إستجابتنا – بالمكتوب. إن قوات الشر تهاجمنا بأشكال عديدة من التجارب ولكن كلها تقوم على ثلاثة أمور جوهرية: شهوة العيون، وشهوة الجسد، والكبرياء (يوحنا الأولى 2: 16). يمكننا أن نميز هذه التجارب ونتغلب عليها فقط عندما تكون قلوبنا وأذهاننا متشبعة بالحق. إن سلاح الجندي المسيحي في الحرب الروحية يتضمن أداة هجومية واحدة فقط، وهي سيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 6: 17). إن معرفتنا الدقيقة لكلمة الله ستضع هذا السيف في أيادينا وتمكننا من الإنتصار على التجارب.
ما هي المحاكمات التي إجتازها المسيح قبل صلبه؟
السؤال: ما هي المحاكمات التي إجتازها المسيح قبل صلبه؟
الجواب: في الليلة التي تم القبض فيها على المسيح أحضروه أمام حنانيا وقيافا ومجلس القادة الدينيين المعروف بإسم السنهدريم (يوحنا 18: 19-24؛ متى 26: 57). وبعد ذلك أخذ أمام بيلاطس الحاكم الروماني (يوحنا 18: 23)، وأرسل ليمثل أمام هيرودس (لوقا 23: 7) ثم رجع إلى بيلاطس (لوقا 23: 11-12)، والذي حكم عليه بالموت في النهاية.
تمت محاكمة المسيح في ستة أجزاء: ثلاث مراحل في محكمة دينية وثلاث مراحل أمام المحكمة الرومانية. تمت محاكمة المسيح أمام حنانيا رئيس الكهنة السابق؛ وقيافا رئيس الكهنة الحالي؛ ومجلس السنهدريم. وجهت إليه تهمة التجديف في هذه المحاكم "الدينية" من أجل إدعاءه أنه إبن الله، المسيا المنتظر.
أظهرت المحاكمات الدينية أمام القادة اليهود مدى كراهية قادة اليهود للمسيح لأنهم أهملوا الكثير من قوانين الناموس. فقد شابت هذه المحاكمات العديد من الإجراءات الغير قانونية بالنسبة لليهود: (1) لم يكن يسمح بالمحاكمات أثناء فترات الأعياد، أما يسوع فقد تمت محاكمته أثناء عيد الفصح. (2) كان يجب أن يصوت كل فرد من المجلس منفرداً فيما يخص الإدانة أو البراءة أما في حالة يسوع فقد تمت إدانته بالإجماع. (3) في حالة الحكم بالموت كان يجب أن تمر ليلة كاملة قبل تنفيذ الحكم؛ ولكن لم تمر ساعات معدودة قبل صلب المسيح. (4) لم يكن لليهود السلطة لتنفيذ حكم الإعدام إلا أنهم أشرفوا على صلب المسيح. (5) لم تكن المحاكمات تنعقد ليلاً، ولكن محاكمة المسيح تمت قبل الفجر. (6) كان يجب تقديم المشورة أو توفير الدفاع للمتهم، ولكن لم يقدم أي منها للمسيح. (7) لم يكن يجب توجيه أسئلة إدانة للمتهم ولكن يسوع سئل عما إذا كان هو المسيح.
كانت المحاكمة أمام بيلاطس هي أول محاكمة أمام السلطات الرومانية (يوحنا 18: 23) بعد جلد المسيح. كانت التهم الموجهة ضده هنا مختلفة تماما عنها أمام المحكمة الدينية. فقد وجه إليه الإتهام بأنه يثير غضب الجماهير ويمنعهم من دفع الجزية ويدعي أنه ملك. لم يجد بيلاطس سبباً ليقتل يسوع فأرسله إلى هيرودس (لوقا 23: 7). سخر هيرودس من يسوع ولكن لأنه أراد أن يتجنب المسئولية القانونية أعاده إلى بيلاطس (لوقا 23: 11-12). كانت هذه آخر محاكمة حيث أراد بيلاطس تهدئة عداء اليهود فقد أمر بتعذيبه. كان التعذيب الروماني عبارة عن الجلد 39 جلدة قاسية. وفي محاولة أخيرة لإطلاق سراح يسوع قدم بيلاطس لليهود الخيار بين صلب باراباس المجرم مقابل إطلاق سراح يسوع، ولكن دون فائدة. فقد طالبت الجماهير بإطلاق سراح باراباس وصلب المسيح. أعطاهم بيلاطس ما طلبوه وسلمهم يسوع ليفعلوا ما يريدون به (لوقا 23: 25). إن محاكمات المسيح تمثل أقصى إستهانه بالعدالة. يسوع أكثر الناس براءة في تاريخ البشرية تمت إدانته وحكم عليه بالموت صلباً.
كيف يتميز المسيح عن غيره؟
السؤال: كيف يتميز المسيح عن غيره؟
الجواب: 1. هو إبن الله الوحيد الفريد (مزمور 2: 7، 11-12؛ يوحنا 1: 14؛ لوقا 1: 35).
2. هو أبدي أزلي. كان موجودا منذ الأزل، وهو موجود في الحاضر وسيظل موجودا إلى الأبد (يوحنا 1: 1-3، 14؛ 8: 58).
3. يسوع هو الوحيد الذي حمل خطايانا حتى ننال الغفران والخلاص من كل خطايانا (إشعياء 53؛ متى 1: 21؛ يوحنا 1: 29؛ بطرس الأولى 2: 24؛ كورنثوس الأولى 15: 1-3).
4. يسوع هو الطريق الوحيد إلى الآب (يوحنا 14: 6؛ أعمال الرسل 4: 12؛ تيموثاوس الأولى 2: 5)؛ ليس طريق آخر للخلاص. إنه البار الوحيد الذي إستبدل بره بخطايانا (كورنثوس الثانية 5: 21).
5. يسوع هو الوحيد الذي كان له سلطان على الموت والقدرة على إسترداد حياته مرة أخرى (يوحنا 2: 19، 10: 17-18). لم تكن قيامته قيامة "روحية"، ولكنها كانت قيامة جسدية (لوقا 24: 39). لقد ميزته قيامته من الأموات وإنتصاره الأبدي على الموت كإبن الله الوحيد (رومية 1: 4).
6. يسوع وحده هو الذي قبل عبادة الناس له كمساوٍ للآب (يوحنا 20: 28-29؛ فيلبي 2: 6)، وفي الواقع فإن الله الآب يؤكد أن الإبن يجب أن ينال الإكرام الذي يناله الله (يوحنا 5: 23). أما الآخرين سواء تلاميذ المسيح أو الملائكة فقد رفضوا عبادة الناس لهم (أعمال الرسل 10: 25-26؛ أعمال الرسل 14: 14-15؛ متى 4: 10؛ رؤيا 19: 10، 22: 9).
7. يسوع له القدرة أن يعطي الحياة لمن يشاء (يوحنا 5: 21).
8. سلّم الأب الدينونة للمسيح (يوحنا 5: 22).
9. كان يسوع مع الآب وكان له دور مباشر في الخليقة، وكل الأشياء متماسكة معاً بيده (يوحنا 1: 1-3؛ أفسس 3: 9؛ عبرانيين 1: 8-10؛ كولوسي 1: 17).
10. يسوع هو الذي سيحكم العالم في نهاية هذا العصر الحالي (عبرانيين 1: 8؛ إشعياء 9: 6-7؛ دانيال 2: 35، 44؛ رؤيا 19: 11-16).
11. يسوع هو الوحيد الذي ولد من عذراء، وحبل به من الروح القدس (إشعياء 7: 14؛ متى 1: 20-23؛ لوقا 1: 30-35).
12. يسوع هو الذي أظهر أنه يحمل صفات الله . مثلا: المقدرة على غفران الخطايا وشفاء المرضى (متى 9: 1-7)؛ المقدرة على تهدئة العاصفة والأمواج (مرقس 4: 37-41؛ مزمور 89: 8- 9)؛ المقدرة على معرفتنا بصورة كاملة وتامة (مزمور 139؛ يوحنا 1: 46-50، 2: 23-25)، القدرة على إقامة الموتى (يوحنا 11؛ لوقا 7: 12-15، 8: 41-55).
13. يوجد عدد كبير من النبوات الخاصة بميلاد المسيح وحياته وقيامته وشخصه وهدفه. كلها تمت في شخصه وحده وليس سواه (إشعياء 7: 14؛ ميخا 5: 2؛ مزمور 22؛ زكريا 11: 12-13، 13: 7؛ إشعياء 9: 6-7؛ إشعياء 53؛ مزمور 16: 10).
ما هو الإخلاء؟
السؤال: ما هو الإخلاء؟
الجواب: إن كلمة إخلاء “kenosis” في الأصل اليوناني تشير إلى عقيدة إخلاء المسيح نفسه في تجسده. فالإخلاء هو إنكار للذات وليس تفريغ للذات من الألوهية أو إستبدال البشرية بالألوهية. يقول الكتاب المقدس في فيلبي 2: 7 أن يسوع "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ." لم يتوقف يسوع عن كونه الله خلال خدمته على الأرض. ولكنه وضع جانباً مجده السماوي في علاقته وجهاً لوجه مع الله. أيضاً وضع جانباً سلطانه المستقل. وفي أثناء خدمته الأرضية أخضع المسيح نفسه لإرادة الآب.
كجزء من هذا الإخلاء عمل المسيح أحياناً في إطار المحدودية البشرية (يوحنا 4: 6؛ 19: 28). الله لا يتعب ولا يعطش. يقول متى 24: 36 "وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ." وقد نتساءل: إذا كان يسوع هو الله فكيف يمكنه ألا يعلم كل شيء (مزمور 139: 1-6)؟ يبدو أنه حين كان يسوع على الأرض أخضع إستخدام بعض صفاته الإلهية. كان يسوع قدوس وعادل ورحيم وبار ومحب ولكن إلى قدر معين لم يكن يسوع كلي المعرفة أو كلي القدرة.
ولكن عندما نتطرق إلى عقيدة الإخلاء أحيانا ما نركز على الأمور التي تخلى عنها يسوع. بينما الإخلاء يتعلق أيضاَ بما أخذه يسوع على عاتقه. أضاف يسوع لذاته الطبيعة البشرية ووضع نفسه. جاء يسوع من مجد الأمجاد في السماء ليصير كائناً بشرياً مات على الصليب. يعلن فيلبي 2: 7-8 "لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." في أعظم صور الإتضاع، صار إله الكون بشراً ومات من أجل خليقته. فالإخلاء إذا هو إكتساب المسيح الطبيعة البشرية بكل محدوديتها وقصورها ولكن دون الخطية.
ما هي محبة المسيح؟
السؤال: ما هي محبة المسيح؟
الجواب: إن عبارة "محبة المسيح" تشير إلى محبته للجنس البشري. ويمكن أن توصف محبته بإختصار أنها إستعداده أن يعمل ما في صالحنا خاصة فيما يتعلق بإحتياجنا العظيم رغم أن هذا يكلفه كل شيء ورغم أننا غير مستحقين بالمرة لمثل هذه المحبة.
رغم أن يسوع المسيح الذي هو الله في الجوهر كائن منذ بدء الزمان مع الله الآب (يوحنا 1: 1) والروح القدس، إلا أنه ترك عرشه طوعاً (يوحنا 1: 1-14) ليصبح إنساناً حتى يدفع ثمن خطايانا لكي لا يكون علينا أن ندفع ثمنها طوال الأبدية في بحيرة النار (رؤيا 20: 11-15). وبما أن ثمن خطية الإنسان قد دفعه فادينا الذي بلا خطية، يسوع المسيح، فإن الله العادل القدوس يستطيع الآن أن يغفر خطايانا عندما نقبل ما دفعه المسيح عوضاً عنا (رومية 3: 21: 26). هكذا تظهر محبة المسيح في تركه بيته السماوي حيث يجد العبادة والإكرام اللذين يستحقهما ليأتي إلى الأرض كإنسان فيجد الإستهزاء والخيانة والجلد والصلب لكي يدفع عقاب خطايانا ثم يقوم من الأموات في اليوم الثالث. لقد حسب إحتياجنا إلى مخلص يخلصنا من خطايانا وعقابها أهم من حياته وراحته (فيلبي 2: 3-8).
قد يقدم الناس حياتهم أحياناً برضى لمن يرون أنهم مستحقين – أصدقاء أو أقرباء أو أناس "صالحين" – ولكن محبة المسيح أسمى من هذا. إن محبة المسيح تقدم لمن هم لا يستحقونها. لقد قبل عقاب خطية الذين عذبوه وكرهوه وتمردوا عليه ولم يهتموا به أولئك الذين لم يكونوا جديرين بمحبته بالمرة (رومية 5: 6-8). لقد قدم أقصى ما يمكن أن يقدمه لمن هم أقل إستحقاقاً له! التضحية إذا هي جوهر المحبة الإلهية. هذه هي محبة الله وليس محبة البشر (متى 5: 43-48).
هذه المحبة التي بينها لنا على الصليب هي مجرد البداية. عندما نضع ثقتنا فيه كمخلص فهو يجعلنا أبناء لله ووارثين معه! هو يأتي ليسكن فينا من خلال روحه القدوس واعداً إيانا أنه لن يتركنا أو يهملنا أبداً (عبرانيين 13: 5-6). وهكذا لنا رفيق محب مدى الحياة. ومهما كان ما نمر به فهو معنا ومحبته متاحة لنا إلى الأبد (رومية 8: 35). ولكن كما أنه يملك في السماء يجب أن نعطيه مكانته التي يستحقها في حياتنا أيضاً، أي كسيد على حياتنا وليس مجرد رفيق. هنا فقط سيمكننا أن نختبر الحياة كما قصد لنا أن نختبرها وأن نعيش في ملء محبته (يوحنا 10: 10).
ما هي أسماء وألقاب يسوع المسيح المختلفة؟
السؤال: ما هي أسماء وألقاب يسوع المسيح المختلفة؟
الجواب: يوجد في الكتاب المقدس حوالي 200 إسم ولقب للمسيح. فيما يلي نورد بعض من أهم هذه الأسماء مرتبة في ثلاث أجزاء تعكس طبيعة المسيح، ومكانته بالنسبة للثالوث والوحدة مع الله، وعمله على الأرض من أجلنا.
طبيعة المسيححجر الزاوية: (أفسس 2: 20) – يسوع هو حجر الزاوية في البناء الذي هو الكنيسة. فهو يربط معاً اليهود والأمم، الرجل والمرأة – كل القديسين من كل الأجيال والأماكن في بناء واحد مبني على الإيمان المشترك بشخصه.
بكر كل الخليقة: (كولوسي 1: 15) – ليس أول مخلوقات الله، كما يظن البعض خطأ، لأن آية 16 تقول أن كل الأشياء خلقت بواسطة المسيح ولأجله. ولكن المقصود هنا هو أن المسيح له مكانة تفوق كل ما عداه، وأنه يشغل أهم وأمجد مكانة في كل الكون؛ فهو أكثر أهمية من كل الآخرين؛ وهو رأس كل الأشياء.
رأس الكنيسة: (أفسس 1: 22؛ 4: 15؛ 5: 23) – إن يسوع المسيح وحده، وليس الملك أو البابا، هو رأس ورئيس الكنيسة التي مات من أجلها والذين وضعوا إيمانهم فيه وحده لخلاصهم.
القدوس: (أعمال الرسل 3: 14؛ مزمور 16: 10) – المسيح قدوس، في طبيعته الإلهية وكذلك في طبيعته البشرية، وهو نبع القداسة بالنسبة لشعبه. فبموته صرنا قديسين وأبرار أمام الله.
الديَّان: (أعمال الرسل 10: 42؛ تيموثاوس الثانية 4: 8) – لقد عين الله يسوع المسيح ليدين العالم وليمنح المكافآت الأبدية.
ملك الملوك ورب الأرباب: (تيموثاوس الأولى 5: 15؛ رؤيا 19: 16) – يسوع له سلطان على كل سلطة على الأرض، على كل الملوك والحكام، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من تحقيق مشيئته. فهو يقودهم كيفما شاء.
نور العالم: (يوحنا 8: 12) – جاء يسوع إلى عالم أظلمته الخطية وأطلق نور الحياة والحق من خلال أعماله وتعاليمه. فالذين يضعون ثقتهم فيه تنفتح أعينهم ويسلكون في النور.
رئيس السلام: (إشعياء 9: 6) – جاء يسوع لا ليأتي بالسلام إلى العالم بمعنى عدم وجود حروب، ولكن السلام بين الله والإنسان الذي إنفصل عنه بسبب الخطية. لقد مات ليوجد المصالحة بين الخطاة والله القدوس.
إبن الله: (لوقا 1: 35؛ يوحنا 1: 49) – يسوع هو "إبن الله الوحيد" (يوحنا 1: 14). يؤكد لقب "إبن الله" الذي إستخدم 42 مرة في العهد الجديد ألوهية المسيح.
إبن الإنسان: (يوحنا 5: 27) – في مقابل لقب "إبن الله" فإن هذا اللقب يؤكد طبيعة المسيح البشرية إلى جانب ألوهيته.
الكلمة: (يوحنا 1: 1؛ يوحنا الأولى 5: 7-8) – الكلمة هو الإقنوم الثاني في الثالوث المقدس، الذي قال فكان، والذي أوجد كل الأشياء بكلمته، الذي كان من البدء مع الله الآب، كان هو الله وبه خلقت كل الأشياء.
كلمة الله: (رؤيا 19: 12-13) – هذا هو الإسم الذي أعطي للمسيح والذي لا يعرفه أحد سواه. إنه يشير إلى سر ألوهيته.
كلمة الحياة: (يوحنا الأولى 1: 1) – لم يتكلم يسوع فقط بالكلام الذي يقود إلى الحياة الأبدية ولكن وفقاً لهذه الآية فإنه هو نفسه كلمة الحياة في إشارة إلى الحياة الأبدية المملوءة بالفرح والشبع والتي يقدمها هو.
مكانته في الثالوث المقدسالألف والياء: (رؤيا 1: 8؛ 22: 13) – أعلن يسوع أنه هو بداية ونهاية كل الأشياء، في إشارة إلى الله الواحد الحقيقي. إن صفة الأبدية هذه تنطبق على الله وحده.
عمانوئيل: (إشعياء 9: 6؛ متى 1: 23) – تعني حرفيا "الله معنا". يؤكد كل من النبي إشعياء ومتى البشير أن المسيح سيولد في بيت لحم وهو نفسه الله المتجسد الذي جاء ليعيش بين شعبه.
أنا هو: (يوحنا 8: 58، مع خروج 3: 14) – عندما نسب المسيح هذا اللقب لنفسه حاول اليهود أن يرجموه بتهمة التجديف. فقد فهموا أنه يعلن عن نفسه أنه هو الله الأبدي، يهوه العهد القديم الذي لا يتغير.
رب الكل: (أعمال الرسل 10: 36) – يسوع هو السيد المتسلط على كل العالم والأشياء التي فيه، على كل أمم العالم، وبالذات على مختاري الله سواء من الأمم أو اليهود.
الإله الحقيقي: (يوحنا الأولى 5: 20) – هذا توكيد مباشر أن يسوع وهو الإله الحقيقي ليس فقط له صفة الألوهية ولكنه هو الله. بما أن الكتاب المقدس يعلمنا أنه يوجد إله واحد فقط فهذه الآية تصف طبيعة المسيح كجزء من الثالوث المقدس.
عمله على الأرضرئيس إيماننا ومكمله: (عبرانيين 12: 2) – يتم الخلاص من خلال الإيمان الذي هو هبة من الله (أفسس 2: 8-9) ويسوع هو مؤسس إيماننا ومكمله أيضاً. من البداية إلى النهاية، هو مصدر وحافظ إيماننا الذي يخلصنا.
خبز الحياة: (يوحنا 6: 35؛ 6: 48) – كما أن الخبز يحافظ على إستمرارية الحياة بالمعنى الجسدي، فإن يسوع هو الخبز الذي يعطي الحياة الأبدية ويضمنها. لقد دبر الله المن من السماء ليطعم شعبه في البرية وقد دبر لنا المسيح ليعطينا الحياة الأبدية من خلال جسده المكسور لأجلنا.
العريس: (متى 9: 15) – إن صورة المسيح كالعريس والكنيسة كعروسه توضح العلاقة الخاصة بيننا وبينه. فنحن مرتبطون معاً بعهد نعمة لا يمكن أن ينكسر.
المخلص: (رومية 11: 26) - كما كان شعب إسرائيل بحاجة لأن يخلصهم الله من عبوديتهم لمصر كذلك فإن المسيح هو مخلصنا من عبودية الخطية.
الراعي الصالح: (يوحنا 10: 11، 14) – في زمن الكتاب المقدس، كان الراعي الصالح مستعداً أن يخاطر بحياته لكي يحمي خرافه من المعتدي. يسوع وضع حياته من أجل خرافه وهو يهتم بنا ويطعمنا ويغذينا.
رئيس الكهنة: (عبرانيين 2: 17) – كان رئيس الكهنة اليهودي يدخل الهيكل مرة واحدة في السنة ليقدم ذبيحة كفارة عن خطايا شعبه. الرب يسوع قام بهذا الدور لشعبه مرة وإلى الأبد على الصليب.
حمل الله: (يوحنا 1: 29) – تطلبت شريعة الله تقديم ذبيحة بلا عيب كفارة عن الخطايا. يسوع أصبح ذلك الحمل الذي إقتيد بوداعة إلى الذبح مظهراً صبره في آلامه وإستعداده لأن يموت من أجل خاصته.
الوسيط: (تيموثاوس الأولى 2: 5) – الوسيط هو من يتدخل بين طرفين ليصلح بينهما. المسيح هو الوسيط الوحيد الذي يصلح بين الله والإنسان. إن الصلاة للعذراء أو القديسين هو شكل من أشكال الوثنية لأنها تتخطى أهم أدوار المسيح وتعطي دور الوسيط لآخرين.
الصخرة: (كورنثوس الأولى 10: 4) – كما فاضت المياه المانحة للحياة من الصخرة التي ضربها موسى في البرية هكذا فإن المسيح هو الصخرة التي تفيض منها مياه الحياة الأبدية. هو الصخرة التي نبني عليها بيوتنا الروحية حتى لا تهزها أية رياح أو عواصف.
القيامة والحياة: (يوحنا 11: 25) – يتجسد في قيامة المسيح من الأموات الوسيلة لقيامة الخطاة إلى حياة أبدية. لقد دفنت معه خطايانا، ونقام لنعيش في جدة الحياة.
المخلص: (متى 1: 21؛ لوقا 2: 11) – هو يخلص شعبه بموته من أجل فداءهم، وبأن يعطيهم الروح القدس ليجددهم بقوته، وبأن يمكنهم من الإنتصار على أعداؤهم الروحيين، وبأن يحفظهم في التجارب وفي الموت، وبأن يقيمهم في اليوم الأخير.
الكرمة الحقيقية: (يوحنا 15: 1) – الكرمة الحقيقية توفر كل ما تحتاجه الأغصان (المؤمنين) لكي ينتجوا ثمار الروح – المياه الحية للخلاص والغذاء من كلمة الله.
الطريق والحق والحياة: (يوحنا 14: 6) – يسوع هو الطريق الوحيد إلى الله، الحقيقة الوحيدة في عالم مملوء بالأكاذيب والمصدر الحقيقي الوحيد للحياة الأبدية. إنه يجسد هذه الثلاثة زمنياً وأبدياً.
ما معنى أن يسوع المسيح هو إبن الله الوحيد؟
السؤال: ما معنى أن يسوع المسيح هو إبن الله الوحيد؟
الجواب: ترد عبارة "إبن وحيد" في إنجيل يوحنا 3: 16 الذي يقول: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." الكلمة في اللغة اليونانية monogenes تترجم إلى: "فقط"؛ "واحد فريد"؛ "الوحيد".
وهذه العبارة وفقا لقواميس الكتاب المقدس والأدب المسيحي تحمل تعريفين أساسيين. التعريف الأول "شيء فريد من نوعه في إطار علاقة محددة". هذا المعنى مرتبط بإستخدام الكلمة في عبرانيين 11: 17 حيث يشير الكاتب إلى إسحق بأنه إبن إبراهيم الوحيد. كان لإبراهيم أكثر من إبن ولكن إسحق كان إبنه الوحيد من سارة، كما كان إبن الموعد الوحيد.
التعريف الثاني هو "شيء وحيد من نوعه أو جنسه، فريد من نوعه". هذا هو المعنى المشار إليه في يوحنا 3: 16. وفي الواقع فإن يوحنا هو الوحيد من كتاب العهد الجديد الذي يستخدم هذه الكلمة في الإشارة إلى يسوع (أنظر يوحنا 1: 14، 18؛ 3: 16، 18؛ يوحنا الأولى 4: 9). كان يوحنا مهتماً بالدرجة الأولى بإظهار أن يسوع هو إبن الله (يوحنا 20: 31) واستخدم هذه الكلمة ليبرز يسوع كإبن الله الوحيد الفريد – مشاركاً إياه في طبيعته الإلهية – في مقابل المؤمنين الذين هم أبناء وبنات الله من خلال الإيمان.
الخلاصة هي أن كلمات مثل "الآب" و "الإبن" التي تصف الله ويسوع هي تعبيرات بشرية تستخدم لكي تعيننا على فهم العلاقة بين الأقانيم الثلاثة. فإذا فهمنا العلاقة بين الأب البشري والإبن البشري، فيمكنك أن تفهم ولو جزئياً العلاقة بين الأقنوم الأول والثاني في الثالوث المقدس.
من كان يسوع التاريخي الحقيقي؟
السؤال: من كان يسوع التاريخي الحقيقي؟
الجواب: دون شك، إن أحد الأسئلة التي تطرح كثيراً هو "من هو يسوع؟" وبلا شك أيضاً إن يسوع هو الإسم الأكثر شهرة في كل العالم. فإن ثلث سكان العالم – حوالي 2,5 بليون شخص – يدعون أنفسهم مسيحيين. كما أن الإسلام، الذي يدين به 1,5 بليون شخص يعترف بيسوع كثاني أعظم الأنبياء بعد محمد. وغالبية الـ 3,5 بليون الباقية (تقريباً نصف سكان العالم) إما قد سمعوا إسم يسوع أو يعرفون شيئاً عنه.
لو أردنا أن نلخص حياة يسوع من ميلاده حتى موته فإن المعلومات ستكون قليلة. لقد ولد لأبوين يهوديين في بيت لحم التي هي مدينة صغيرة تقع إلى الجنوب من إورشليم حين كانت المنطقة واقعة تحت الإحتلال الروماني. إنتقل أبويه شمالاً إلى الناصرة حيث كبر يسوع ولهذا عرف بأنه "يسوع الناصري". كان أبوه نجاراً، لهذا فإن الغالب أن يسوع تعلم تلك المهنة في سنواته المبكرة. بدأ خدمته العلنية عندما كان في حوالي الثلاثين من العمر. إختار إثني عشر رجلاً ليكونوا تلاميذ له وبدأ خدمته من كفرناحوم التي هي قرية كبيرة قائمة على صيد الأسماك والتجارة على ساحل بحر الجليل. من هناك سافر وكرز عبر مقاطعة الجليل متوجهاً أحياناً إلى الأمم والسامريين المجاورين لتلك المنطقة وقام برحلات من وقت لآخر إلى اورشليم.
أخذت تعاليم يسوع وأسلوبه غير المألوف في مضايقة الكثيرين. كما أن رسالته الثورية بالإضافة إلى المعجزات والشفاءات المذهلة جمعت من حوله جمهوراً من التابعين. إزدادت شهرته وشعبيته بين الناس ونتيجة لهذا لفت إنتباه قادة الدين اليهودي المتشددين. وسرعان ما شعر هؤلاء القادة اليهود بالغيرة والحقد بسبب نجاحه. وجد الكثير من هؤلاء المعلمين تعاليمه مثيرة لغضبهم وشعروا أن تقاليدهم وطقوسهم الدينية مهددة. سرعان ما تآمروا مع الحكام الرومان ليقتلوه. في هذا الوقت قام أحد تلاميذ يسوع بخيانته وتسليمه لقادة اليهود لقاء مبلغ من المال. بعد ذلك بقليل قبضوا عليه وأقاموا سلسلة من المحاكمات الهزلية وفي النهاية أعدموه صلباً.
ولكن على خلاف أية قصة تاريخية أخرى لم يكن موت المسيح هو نهاية قصته؛ بل كان في الواقع مجرد البداية. فالمسيحية قائمة بسبب ما حدث بعد موت المسيح. إذ أنه بعد موته بثلاثة ايام بدأ تلاميذه وآخرين كثيرين يعلنون أنه عاد للحياة من بين الأموات. لقد وجد قبره فارغاً، الجسد لم يكن موجوداً، وظهر لمجموعات كثيرة مختلفة في أماكن مختلفة وظروف متنوعة.
نتيجة لهذا كله بدأ الناس يعلنون أن يسوع هو المسيح أو المسيا المنتظر. قالوا أن قيامته تؤكد صدق رسالة غفران الخطايا من خلال تضحيته. في البداية أعلنوا الأخبار السارة، أي الإنجيل، في أورشليم، التي هي نفس المدينة حيث قتل. عرفت المجموعة الجديدة بإسم "الطريق" (أنظر أعمال 9: 2؛ 19: 9؛ 23؛ 24: 22) ونمت سريعاً. في وقت قصير إنتشرت رسالة إنجيل الإيمان هذا حتى إلى أبعد من تلك المنطقة ووصلت إلى روما بل إلى أنحاء الإمبراطورية الرومانية الواسعة.
بلا شك كان ليسوع تأثير عظيم على تاريخ العالم. إن السؤال عن "يسوع التاريخي الحقيقي" يمكن إجابته بأفضل صورة بدراسة تأثير يسوع على تاريخ العالم. إن التفسير الوحيد لتأثير المسيح الذي لا مثيل له هو أن يسوع المسيح كان أكثر من مجرد إنسان. كان يسوع – ولا يزال – هو من قال الكتاب المقدس أنه هو – الله صار بشراً. الإله الوحيد الذي خلق العالم ويتحكم في مجرى التاريخ هو من يستطيع التأثير في العالم بهذه الصورة المذهلة.
ماذا كانت كلمات المسيح السبعة الأخيرة على الصليب، وما معناها؟
السؤال: ماذا كانت كلمات المسيح السبعة الأخيرة على الصليب، وما معناها؟
الجواب: هذه هي عبارات المسيح السبعة على الصليب (دون ترتيب معين):
1. يسجل إنجيل متى 27: 46 أنه في حوالي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: "إيلي إيلي لم شبقتني؟" التي معناها "إلهي إلهي لم تركتني؟" هنا كان يسوع يعبر عن إحساسه بأنه متروك حيث وضع الله خطايا العالم عليه – ولهذا السبب "تحوّل" الله عن يسوع. إختبر المسيح الإنفصال عن الله للمرة الوحيدة منذ الأزل في نفس الوقت الذي كان يشعر فيه بثقل الخطية. كان هذا أيضاً إتمام للنبوة الواردة في مزمور 22: 1.
2. "يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34). لم يدرك الذين صلبوا المسيح المغزى الكامل لم كانوا يفعلونه لأنهم لم يعرفوا أنه هو المسيا. لم يكن جهلهم بهذه الحقيقة الإلهية يعني أنهم يستحقون الغفران، وكانت صلاة المسيح هذه في وسط سخريتهم منه تعبير عن محبة النعمة الإلهية التي بلا حدود.
3. "الحق أقول لك، اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 43). في هذه العبارة يؤكد المسيح لواحد من اللصين على الصليب أنه عندما يموت سيكون مع المسيح في السماء. وهذا الضمان جاء لأنه في ساعة موته عبّر المجرم عن إيمانه وإعترافه بمن هو المسيح (لوقا 23: 42).
4. "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (لوقا 23: 46). هنا يسلم المسيح روحه طوعاً ليدي الآب في إشارة إلى أنه سيموت وأن الله قد قبل ذبيحته. فقد "قدم نفسه لله بلا عيب" (عبرانيين 9: 14).
5. "يا إمرأة هوذا إبنك!" و "هوذا أمك!" عندما رأى يسوع أمه واقفة قرب الصليب مع يوحنا الرسول، الذي كان يحبه، قام بتسليم أمه لرعاية يوحنا. ومن تلك اللحظة أخذها يوحنا إلى بيته (يوحنا 19: 26-27). في هذه الآية نجد يسوع كإبن محب يؤكد على توفير الرعاية بعد موته لأمه بالجسد.
6. "أنا عطشان" (يوحنا 19: 28). هنا يتمم المسيح النبوة عن المسيا الواردة في مزمور 69: 21 "وضعوا علقماً في طعامي وفي عطشي يسقوني خلاً". تمت هذه النبوة عندما قال المسيح أنه عطشان مما دفع الجند الرومان لأن يقدموا له الخل، كما هو معتاد عند الصلب.
7. "قد أكمل!" (يوحنا 19: 30). أشارت كلمات يسوع الأخيرة إلى أن معاناته قد إنتهت وأن العمل الذي كلفه به الآب، والذي هو الكرازة بالإنجيل، وعمل المعجزات، وتدبير خلاص البشر، قد عمله، وأتمه وأكمله. لقد دفع دين الخطية.
ما هي محطات الصليب، وما الذي نتعلمه منها؟
السؤال: ما هي محطات الصليب، وما الذي نتعلمه منها؟
الجواب: إن محطات الصليب، والمعروفة أيضاً بطريق الآلام، هي قصة الساعات الأخيرة في حياة يسوع المسيح على الأرض والتي مازالت تقدم قناعة الإيمان والتطبيق العملي لحياة كل مؤمن. إن محطات الصليب تذكار صريح للأسلوب المتضع الذي إرتضى به المسيح أن يترك كل مميزات الألوهية لكي يوفر طريقاً للخلاص بتقديم ذاته كذبيحة.
توجد عدة روايات تصف هذه الساعات الأخيرة، إحداها كتابية والبقية روايات تقليدية عن الساعات الأخيرة في حياة المسيح. تسير الرواية التقليدية لمحطات الصليب كالتالي:
1. يسوع يحكم عليه بالموت.
2. يسوع يحمل الصليب.
3. يسوع يقع للمرة الأولى.
4. يسوع يقابل أمه مريم.
5. سمعان القيرواني يجبر على حمل الصليب.
6. فيرونيكا تمسح الدم عن وجه المسيح.
7. يسوع يقع للمرة الثانية.
8. يسوع يقابل نساء أورشليم.
9. يسوع يقع للمرة الثالثة.
10. يسوع يجرد من ثيابه.
11. يسوع يسمر على الصليب – الصلب.
12. يسوع يموت على الصليب.
13. جسد يسوع يرفع من على الصليب – المناحة.
14. جسد يسوع يوضع في القبر.
في هذه الرواية بحسب التقليد فإن المحطات 3، 4، 6، 7، 9 ليست كتابية. لذلك تم تطوير "الطريق الكتابي إلى الصليب" وفي ما يلي الوصف الكتابي لمحطات الصليب والتطبيق العملي لكل منها.
المحطة الأولى للصليب: يسوع على جبل الزيتون (لوقا 22: 39-46).صلى يسوع على جبل الزيتون لكي يرفع الآب الكأس من يده وبهذا قصد موته على الصليب؛ وهذا أظهر بشرية المسيح (لوقا 22: 39-46). ليس من الصعب تخيل عظم توقعه للأحداث التي كان سيواجهها. يأتي وقت في حياة كل المؤمنين حيث يجب أن يختاروا بين إرادة الله وإرادتهم الشخصية، وهذا الإختيار، مثل إختيار المسيح، يظهر مدى الإلتزام والطاعة تجاه الله، بالإضافة إلى حالة القلب الحقيقية. رغم أن يسوع كان مدركاً لمصيره الذي سيواجهه عندما كان يصلي على جبل الزيتون طالباً من الله أن يغير الأحداث، كانت صلاته أن تتم إرادة الله بغض النظر عما يحمله له المستقبل. حتى وهو مسمَّر على الصليب وأنفاس الحياة تنسحب منه كان يسوع لا يزال يعلمنا أهمية طاعة كلمة الله وأهمية الثقة فيه في كل المواقف.
المحطة الثانية للصليب: يهوذا يخون يسوع وإلقاء القبض عليه (لوقا 22: 47-48)عندما خان يهوذا المسيح لم يصبح فقط أحد الشخصيات المكروهة جداً في التاريخ، بل أصبح تذكاراً يلاحق كل مؤمن للأوقات التي سقط فيها في تجربة الخطية. بالنسبة للمؤمن، فإن الوقوع في الخطية يشبه خيانة من أعطى حياته من أجلنا. فكم يكون عظم الخيانة عندما تكون الخطية سلوكاً مختاراً، إذ نبتعد عن طريق الإيمان متعمدين (لوقا 22: 47-48)؟ لقد عاش يهوذا مع يسوع وجلس عند قدميه يتعلم منه لسنوات. ولكن لأن قلبه لم يتغير فعلاً بقوة الروح القدس، فقد سقط عندما جربه الشيطان. كمؤمنين علينا أن "نمتحن أنفسنا" لنرى إن كنا فعلاً في الإيمان (كورنثوس الثانية 13: 5).
المحطة الثالثة للصليب: السنهدريم يدين المسيح (لوقا 22: 66-71)طلب مجلس السنهدريم المكون من سبعين من الكهنة والكتبة ورئيس كهنة واحد أن يعدم بيلاطس المسيح. هذه الحادثة بمثابة تحذير لكل المؤمنين ألا يرفعوا أنفسهم بإدانتهم للآخرين. إن المعرفة الكتابية والمناصب الرفيعة في هذا العالم ما زالت تعوزها القداسة، والتفكير المتعالي يمكن بسهولة أن يسبب سقوط حتى أكثر المتدينين تشدداً. يعلمنا الكتاب المقدس أن نحترم كل ذي منصب، ولكن في النهاية يجب أن تسود إرادة الله وكلمته في حياتنا. المؤمنين لهم عطية معمودية الروح القدس لتعزيتهم وتعليمهم وإرشادهم في كل موقف، مما يسمح لهم بإتخاذ كل قرار وفقاً لإرادة الله الكاملة، مما يمحو حاجة الإنسان للحكام الدينيين على شاكلة السنهدريم. لقد أدى تسليم الشعب اليهودي للسلطة الدينية للسنهدريم إلى فساد الكثير من الكهنة والكتبة أعضاء السنهدريم، وعندما بدأ يسوع يعلم تعاليم تناقض سلطانهم بدأوا يتآمرون عليه، وفي النهاية طالبوا بموته صلباً على أيدي الحكومة الرومانية (لوقا 22: 66- 71).
المحطة الرابعة للصليب: بطرس ينكر المسيح (لوقا 22: 54-62).عندما ألقي القبض على يسوع، إتهم عدد من الموجودين بطرس بأنه كان من أتباع يسوع (لوقا 22: 54-62). وكما تنبأ المسيح، أنكر بطرس أنه يعرف يسوع ثلاث مرات. كان بطرس تلميذ المسيح المحبوب والمؤتمن والذي شهد عياناً كثير من معجزاته، بل إنه مشى على الماء مع يسوع (متى 14: 29-31). ومع هذا أظهر بطرس ضعفاً بشرياً بإنكاره للمسيح خوفاً من أن يلقى القبض عليه هو أيضاً. مازال المسيحيين حول العالم اليوم يواجهون الإضطهاد من المجتمع غير المسيحي، بدءاً من الإساءة اللفظية إلى الضرب وحتى الموت. قد يدين الناس بطرس من أجل إنكاره للمسيح وخوفه مما قد يفعله به الرومان حال إكتشافهم لعلاقته بالمسيح، ولكن كم من المؤمنين يمكن أن يقولوا أنهم لم يصمتوا أبداً بشأن إيمانهم في وجه التمييز الديني سواء في السر أو في العلن؟ هذا الصمت يظهر الضعف البشري. كان إيمان بطرس إيماناً غير كامل، والسبب الأساسي هو أنه في ذلك الوقت لم يكن قد قبل الروح القدس. ولكن بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين ليسكن في قلوب المؤمنين (أعمال الرسل 2) أصبح بطرس أسداً مقداماً في الإيمان، ولم يخشى فيما بعد من الإعلان عن إلهه.
المحطة الخامسة للصليب: بيلاطس البنطي يحاكم يسوع (لوقا 23: 13-25).من غير المتوقع أن يدان المسيح في أية محكمة بمعايير اليوم القانونية، خاصة في ضوء عدم وجود أي دليل حقيقي ضده. لم يجد بيلاطس البنطي علة في أي شيء فعله المسيح وأراد أن يطلق سراحه (لوقا 23: 13-24)، ولكن السنهدريم طالب بيلاطس بالحكم على يسوع بالموت. فإن السنهدريم الذين كانوا يحكمون وفقاً للناموس والتقليد الموسوي المتشدد إعتبروا يسوع تهديد حقيقي لسلطتهم على اليهود. علَّم يسوع الناس أن الخلاص بنعمة الله وليس بالإلتزام بالعديد من المباديء التي وضعها السنهدريم وهذا التعليم لم ينقض فقط سلطان القادة الدينيين ولكنه شكل خطراً حقيقياً على دخلهم المادي. وحتى اليوم، فإن رسالة الخلاص بقوة وإختيار الله وليس بمجهوداتنا، هي رسالة غير مستحبة. إن البشر في طبيعتهم الساقطة دائماً ما يريدون تحقيق خلاصهم بمجهوداتهم الذاتية، أو على الأقل أن يكون لهم دور في ذلك، حتى نستطيع أن ننال على الأقل بعض من المجد. ولكن الخلاص هو من الرب الذي لا يعطي مجده لآخر (إشعياء 42: 8).
المحطة السادسة للصليب: يسوع يعذَّب ويتوَّج بإكليل الشوك (لوقا 23: 63-65).إن الشفاء المشار إليه في هذا المقطع هو شفاء روحي، أو شفاء من الخطية. إن غفران الخطايا وإسترداد رضى الله يرمز إليهما غالباً بالشفاء. قبل أن يولد المسيح من مريم العذراء بأكثر من خمسمائة عام، تنبأ إشعياء أن يسوع سيجرح من أجل معاصينا (إشعياء 53: 3-6) ويسحق من أجل آثامنا وبحبره ننال الشفاء.
المحطة السابعة للصليب: يسوع يحمل الصليب (مرقس 15: 20)عندما حمل المسيح صليبه فإنه حمل أكثر من مجرد خشبة الصليب. فدون أن يعلم الكثير من المتفرجين في ذلك اليوم، كان يسوع يحمل خطايا البشرية، ويواجه العقاب الذي كانت تستوجبه تلك الخطايا، والذي كان سيتحمله نيابة عن الإنسان. يقول يسوع في متى 16: 24 "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي". كما يعلن أن هذا ليس أمراً إختياراياً: "...مَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى 10: 38). إن حملنا للصليب، وهو أداة موت، يعني الموت عن الذات لكي نعيش كخليقة جديدة بالكامل (كورنثوس الثانية 5: 17) في خدمة وطاعة المسيح. هذا يعني تسليم إرادتنا لله وعواطفنا وطموحاتنا ورغباتنا. علينا ألا نسعى وراء سعادتنا كهدف أسمى، ولكن أن نتخلى عن كل شيء بل ونضع حياتنا ذاتها إذا لزم.
المحطة الثامنة للصليب: سمعان القيرواني يساعد يسوع في حمل الصليب (لوقا 23: 26)قد يعتبر سمعان القيرواني ضحية للظروف. فقد جاء في الغالب إلى أورشليم لحضور إحتفالات عيد الفصح ومن المتوقع أنه لم يعرف شيئاً عن الأحداث الجارية. نحن لا نعرف الكثير عن سمعان القيرواني حيث لا يذكر عنه شيء في الكتاب المقدس بعد أن ساعد يسوع في حمل الصليب الذي كان سيسمر عليه (لوقا 23: 26). عندما أمره الجنود الرومان أن يساعد يسوع، لم يقاوم سمعان أمرهم، ففي الغالب كان يخشى على حياته في ضوء ما يحدث. على عكس يسوع الذي حمل الصليب طوعاً، كان سمعان القيرواني "مجبراً" على حمل الصليب. كمؤمنين علينا أن نشارك يسوع في آلامه طوعاً كما يأمرنا بولس الرسول "فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" (تيموثاوس الثانية 1: 8).
المحطة التاسعة للصليب: يسوع يقابل نساء أورشليم (لوقا 23: 27-31).عندما تقابل يسوع مع النساء الباكيات وبعض من تلاميذه في طريقه إلى الصلب، حذَّرهم من البكاء عليه، ووجههم أن يكون إهتمامهم بشأن أنفسهم وحياة أولادهم، نظراً لزيادة الشر في أنحاء أورشليم (لوقا 23: 27-31). حتى في أثناء معاناته وألمه الكبير ووسط الإهانات لشخصه لم يكن يسوع مهتماً بنفسه بل بحياة وأنفس أولئك الذين يواجهون الدينونة الأبدية بسبب الخطية التي في حياتهم. نفس هذا التحذير ينطبق على المؤمنين اليوم، إننا يجب أن ننتبه ولا نسمح لإهتمامنا بهذا العالم أن يسبق تكريسنا وطاعتنا لله. قال يسوع: " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 18: 36)، وكمواطنين للسماء يجب أن يكون إهتمامنا وتركيزنا موجها إلى هناك.
المحطة العاشرة للصليب: صلب المسيح (لوقا 23: 33-47).من الصعب، بعد وقوع الحدث بأكثر من ألفي عام، أن نتخيل الرعب في ذلك اليوم حين أجبر المقربين من يسوع على الوقوف جانباً بينما كانت المسامير تدق في يديه ورجليه وتثبته على الخشبة التي سيلفظ عليها أنفاسه الأخيرة كإنسان (لوقا 23: 44-46). لم يكن أحباؤه وتلاميذه يدركون المعنى الكامل لما كان يحدث آنذاك. لم يستطيعوا أن يفهموا أن هذا الفعل البشري الشرير كان نتيجة هدف إلهي وخطة لخلاص كل من يؤمنون بالمسيح. وبالنسبة لنا اليوم: "كَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ؟" (عبرانيين 2: 3). "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال الرسل 4: 12).
المحطة الحادية عشر للصليب: يسوع يعد اللص التائب بدخول الملكوت (لوقا 23: 43)من الممكن أن اللص على الصليب بجانب المسيح إستطاع أن يفهم أن الحياة لم تكن تنتهي بالنسبة ليسوع، ولكنه كان يتجاوز العالم المادي إلى الوعد الأبدي الذي جاء منه لأجل البشر. أصبح هذا اللص أول من دخل الفردوس بناء على النعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح (أفسس 2: 8-9). قال يسوع لهذا اللص أنه سيكون معه في الفردوس في ذلك اليوم لأنه قبل إبن الله وآمن به. من الواضح أن هذا مثال أن الإنسان يخلص بالنعمة من خلال الإيمان وليس بالأعمال، كما كان يعلم أولئك الذين إضطهدوا يسوع وأدانوه.
المحطة الثانية عشر للصليب: يسوع على الصليب يكلم أمه وتلاميذه (لوقا 23: 48-49)كان يسوع في لحظاته الأخيرة ما يزال يضع إحتياجات الآخرين قبل إحتياجاته حين سلَّم أمه إلى رعاية تلميذه الحبيب يوحنا (يوحنا 19: 27). طوال حياته وحتى مماته كان قدوة لنا في وضع إحتياجات الآخرين قبل إحتياجاتنا الخاصة، مخضعين الكل لإرادة الله الكاملة. إن الإستعداد للثبات في كلمته، والتضحية الأمينة من أجل الآخرين في وجه المخاطر هي صفات تميز الحياة المسيحية الحقيقية.
المحطة الثالثة عشر للصليب: يسوع يموت على الصليب (لوقا 23: 44-46)في لحظة موت المسيح، إنشق حجاب الهيكل الذي كان يفصل الناس عن قدس الأقداس. كان هذا مرعباً لكل اليهود الذين شهدوه والذين لم يدركوا أن هذا رمز لنهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد. لم يعد الإنسان يعاني من الإنفصال عن الله بسبب الخطية، ولكننا الآن نستطيع أن نقترب إلى عرش النعمة بجرأة في الصلاة من أجل مغفرة الخطايا. إن حياة يسوع وموته الكفاري أزالا حاجز الخطية وأصبح الخلاص متاحاً للإنسان بالنعمة.
المحطة الرابعة عشر للصليب: وضع يسوع في القبر (لوقا 23: 50-54).بعد موت المسيح تم إنزاله من على الصليب، ووضع جسده في قبر تبرع به رجل إسمه يوسف من بلدة الرامة اليهودية (لوقا 23: 50-54). كان يوسف أيضاً عضواً في السنهدريم، ولكنه كان معارضاً لمحاكمة وصلب المسيح. كان يوسف يؤمن سراً أن يسوع هو المسيا وفقاً للمكتوب ولكنه كان يخشى عاقبة الإعتراف بإيمانه علناً (يوحنا 19: 38). بعد موت يسوع ذهب يوسف إلى بيلاطس سراً وطلب منه جسد يسوع حتى يتم دفنه بحسب العادة.
لم تصبح تضحية المسيح الكبيرة مجرد كفارة عن خطايا الإنسان ولكنها أصبحت النصرة التي تهزم الموت الذي كان المصير المحتوم لكل البشر المولودين تحت لعنة الخطية. الخطية تحمل معها عقابها المحتم، وذلك العقاب هو الموت. خالقنا أمين وعادل ولهذا يتطلب أن يدفع ثمن الخطية. ولأن الله رحيم ومحب كما أنه عادل فقد أرسل إبنه الوحيد ليدفع ثمن خطايانا عالماً أنه بغير ذلك فإننا تحت دينونة أبدية (يوحنا 3: 16). إن محبة الله ورحمته أظهرتا بعظمة بكلمات يسوع على الصليب عندما طلب من الله أن يغفر لأولئك الذين قتلوه في جهلهم (لوقا 23: 34). من السهل الإفتراض أن عدم إستعداد الإنسان للتسليم الكامل في طاعة لكلمة الله وناموسه هو بسبب جهله وعدم حكمته. ولكن المفارقة في هذا الإفتراض هي أن الموت الذي سببته ليسوع على الصليب يصبح موتاً روحياً لأولئك الذين لا يستطيعون التغلب على نفس ذلك الجهل الذي يطارد الكثير من البشر اليوم. إن الشخص الخاطيء الذي يرفض قبول عطية الخلاص الذي دبره المسيح بموته هو بالتأكيد نتيجة الجهل المتمرد والخطية تفصل بين الإنسان وحكمة الله.
هل نبوة "العبد المتألم" الواردة في إشعياء 53 هي نبوة عن المسيح؟
السؤال: هل نبوة "العبد المتألم" الواردة في إشعياء 53 هي نبوة عن المسيح؟
الجواب: ربما تكون أعظم النبوات الخاصة بمجيء المسيا في العهد القديم هي الموجودة في الإصحاح الثالث والخمسون من سفر النبي إشعياء. فسر حاخامات ومعلمي اليهود هذا الجزء من كتب الأنبياء المعروف بـ "العبد المتألم" على أنه إشارة إلى الفادي الذي سيأتي في يوم ما إلى صهيون. فيما يلي أمثلة لما كان اليهود يؤمنون به بخصوص هوية "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53:
يقول التلمود البابلي: "المسيا، ما إسمه؟ يقول الحاخامات أنه المعلم الأبرص، "بالتأكيد حمل أوجاعنا وآلامنا، لكننا حسبناه كأبرص مرفوض من الله ومذلول..." (سنهدريم 98ب).
يقول مدراس راعوث راباح: "تفسير آخر (لسفر راعوث 2: 14): إنه يتكلم عن المسيا الملك: "تَقَدَّمِ إِلَى هَهُنَا"، أي إقترب إلى العرش؛ و"َكُلِ مِنَ الْخُبْزِ" أي خبز المملكة؛ و "َاغْمِسِ لُقْمَتَك فِي الْخَلِّ" هذه إشارة إلى تأديبه كما يقال، "لكنه جرح من أجل معاصينا، ضرب من أجل خطايانا."
أما ترجم يوناثان يقول: "أنظر ها المسيا عبدي سوف يزدهر؛ سوف يرتفع ويزداد ويكون شديد القوة."
يقول الزهار: "لقد جرح من أجل معاصينا...الخ." يوجد في جنة عدن قصر يسمى قصر أبناء المرض؛ هذا القصر سيدخله المسيا وبنادي على كل مرض، وكل تأديب وقع على شعب إسرائيل؛ سوف تأتي كلها وتستقر عليه. ولو لم يكن قد رفعها عن كاهل إسرائيل هكذا وأخذها على عاتقه لم يكن هناك شخص يستطيع أن يحتمل التأديب الواقع على شعب إسرائيل من أجل تعديهم الناموس: وهذا هو المكتوب، "بالتأكيد قد حمل أمراضنا."
يقول الحاخام العظيم موسى ميموندس: "كيف سيأتي المسيا... سوف يقوم شخص لم يعرفه أحد من قبل، وسوف تكون الآيات والمعجزات التي سيصنعها دليل على أصله الحقيقي؛ لأن القدير، في إعلانه عما في ذهنه بهذا الخصوص، يقول: "هُوَذَا الرَّجُلُ [الْغُصْنُ] اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ" (زكريا 6: 12). يتكلم إشعياء أيضاً عن وقت ظهوره، دون أب أو أم أو عائلة معروفة، ... نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ...الخ. وفي وصفه لكيفية إستماع الملوك إليه قال إشعياء النبي: "مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ."
للأسف فإن قادة اليهود الدينيين في العصر الحديث يؤمنون أن "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53 قد يشير إلى شعب إسرائيل، أو إلى إشعياء نفسه، أو حتى إلى موسى أو أي من أنبياء اليهود الآخرين. ولكن إشعياء واضح – إنه يتكلم عن المسيا كما إعتقد قدماء معلمي اليهود.
إن الآية الثانية من إشعياء 53 تؤكد هذا الوضوح. فالصورة أمامنا أنه "نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ." فهذه النبتة إشارة دون أدنى شك للمسيا، بل في الواقع إنها إشارة معروفة للمسيا في سفر إشعياء وأسفار أخرى. كانت أسرة داود ستقع تحت الدينونة مثل شجرة مقطوعة ولكن شعب إسرائيل له الوعد بأنه سينبت فرخ جديد من ذات الأصل. وكان المسيا الملك هو ذلك الفرخ.
بلا شك إن "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53 يشير إلى المسيا. فهو الوحيد العالي الممجد الذي يسد الملوك أفواههم أمامه. المسيا هو الفرخ الذي نبت من سلالة داود الساقطة. وأصبح هو ملك الملوك. وقدم الذبيحة الكفارية الكاملة.
يحب علينا أن ندرك أن إشعياء 53 هو إشارة لمجيء الملك الآتي من نسل داود، أي المسيا. المسيا الملك الذي قالت النبوات أنه سيتألم ويموت ليدفع ثمن خطايانا ثم يقوم ثانية. سوف يكون كاهناُ لأمم العالم ويقدم دم الفداء ليطهر الذين يؤمنون به. يوجد شخص واحد فقط تنطبق عليه هذه النبوات – وهو يسوع المسيح!
الذين يعترفون به هم أولاده، ونسله الموعود، وغنيمة إنتصاره. وفقاً لشهادة الرسل اليهود، فإن المسيح مات من أجل خطايانا وهو الآن رئيس كهنتنا الأعظم الذي يطهرنا من خطايانا (عبرانيين 2: 17؛ 8: 1). يسوع، المسيا اليهودي، هو من تنبأ عنه إشعياء.
قال الحاخام موشيه كوهين بن كريسبين في وصفه لمن يفسرون إشعياء 53 على أنه يشير إلى إسرائيل بأنهم "تركوا تعاليم أباءنا ومالوا وراء "عناد قلوبهم" وآراءهم الخاصة، ويسرني أن أفسره في إتساق مع تعليم معلمينا على أنه يشير إلى المسيا الملك. قدم إشعياء هذه النبوة بأمر إلهي بهدف تعريفنا بطبيعة المسيا المنتظر، الذي سيأتي ويخلص إسرائيل، وحياته منذ مجيئه وحتى صعوده حتى يمكننا، إذا ما جاء شخص يدعي أنه المسيا، أن ننظر لنرى إذا كان يمكننا أن نجد فيه أي من هذه الصفات المذكورة هنا؛ إذا وجد أي شبه يمكننا إذاً أن نؤمن أنه هو المسيا برنا؛ ولكن إذا لم نجد فيه هذه الصورة فلا يمكننا أن نؤمن به."
ما هو معنى وأهمية التجلي؟
السؤال: ما هو معنى وأهمية التجلي؟
الجواب: أخذ المسيح بطرس ويعقوب ويوحنا معه وصعد الجبل ليصلي بعد حوالي أسبوع من وقت أن أخبر التلاميذ بوضوح عن آلامه وموته وقيامته (لوقا 9: 22). وبينما هو يصلي تغيرت هيئته إلى صورة ممجدة وأصبحت ملابسه بيضاء ناصعة. ظهر موسى وإيليا وتحدثا مع يسوع عن موته المزمع أن يحدث. عرض بطرس الذي كان خائفاً ولم يكن يعلم ما يقوله أن ينصب ثلاث مظال (خيمات) لهم. هذه كانت بلا شك إشارة إلى المظال المستخدمة في الإحتفال بعيد المظال حيث كان شعب إسرائيل يقيمون في مظال لمدة سبعة أيام العيد (لاويين 23: 34-42). كان بطرس يعبِّر عن رغبته في البقاء في ذلك المكان. وعندما غطتهم سحابة سمع صوت يقول: "هذا هو إبني الحبيب. له إسمعوا." ثم إرتفعت السحابة وإختفى موسى وإيليا وظل يسوع وحده مع تلاميذه الذين كانوا مازالوا خائفين. ثم حذرهم يسوع من أن يخبروا أحد ما رأوه حتى يقوم من الأموات. نجد تسجيل لهذا الحدث في متى 17: 1-8 و مرقس 9: 2-8 و لوقا 9: 28-36.
بلا شك إن الهدف من تجلي المسيح في شيء يسير من مجده السماوي كان لكي يفهم تلاميذه "المقربين" من هو يسوع بصورة أفضل. لقد تغيرت هيئة المسيح بصورة درامية لكي يتمكن تلاميذه من رؤيته في مجده. فالتلاميذ الذين كانوا قد عرفوه فقط في جسده البشري أدركوا الآن ألوهية المسيح رغم أنهم لم يفهموها بالكامل. وهذا أعطاهم الثقة والتوكيد اللذين كانوا بحاجة إليهما بعد أن سمعوا الأخبار المفزعة عن موته المتوقع.
يرمز ظهور موسى وإيليا إلى الناموس والأنبياء. ولكن صوت الله من السماء قائلاً: "إسمعوا له!" أظهر بوضوح أن الناموس والأنبياء يجب أن يفسحا الطريق للمسيح. فهو الطريق الحي الحديث الذي يستبدل القديم، هو إتمام الناموس وتحقيق نبوات العهد القديم. كما رأى التلاميذ في شكله الممجد صورة مسبقة عن تمجيده وملكه كملك الملوك ورب الأرباب.
لم ينسى التلاميذ أبداً ما حدث على الجبل في ذلك اليوم وهذا بلا شك كان هو الهدف مما حدث. كتب يوحنا في إنجيله يقول: "... وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ..." (يوحنا 1: 14). كتب بطرس أيضاً عن هذا: "لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَه. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ" (2بطرس 1: 16-18). الذين شهدوا التجلي حملوا الشهادة للتلاميذ الآخرين وإلى الملايين عبر الأجيال والقرون.
ما معنى وأهمية صعود الرب يسوع المسيح؟
السؤال: ما معنى وأهمية صعود الرب يسوع المسيح؟
الجواب: بعد قيامة المسيح من الأموات "أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً" (أعمال الرسل 1: 3) للنساء عند القبر (متى 28: 9-10)، ولتلاميذه (لوقا 24: 36-43)، ولأكثر من 500 آخرين (كورنثوس الأولى 15: 6). وفي الأيام التي تلت قيامته، علَّم يسوع تلاميذه عن ملكوت الله (أعمال الرسل 1: 3).
بعد قيامته بأربعين يوماً، ذهب يسوع وتلاميذه إلى جبل الزيتون، قرب أورشليم. وهناك وعد يسوع تلاميذه أنهم سرعان ما سيقبلون الروح القدس، وأوصاهم أن يظلوا في أورشليم حتى يحل عليهم الروح القدس. ثم باركهم يسوع. وبينما هو يباركهم، بدأ يرتفع إلى السماء. إن قصة صعود المسيح مسجلة في لوقا 24: 50-51 وأيضاً أعمال الرسل 1: 9-11.
واضح مما هو مسجل في الكتاب المقدس أن صعود المسيح إلى السماء كان صعوداً حقيقياً بالجسد. لقد إرتفع من الأرض تدريجياً وقد رآه الكثيرين الذين كانوا موجودين هناك. وإذ ظلت أعين التلاميذ متعلقة به لعلها تراه بعد، أخفته سحابة عن أعينهم، وظهر ملاكان ووعداهم بعودة المسيح "هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى السَّمَاءِ" (أعمال الرسل 1: 11).
إن صعود المسيح مهم وذو مغزى لعدة أسباب:
1. كان علامة على نهاية خدمته على الأرض. لقد أرسل الله الآب المحب إبنه إلى العالم في بيت لحم والآن عاد الإبن إلى الآب. فهذه نهاية فترة محدوديته البشرية.
2. كان علامة على نجاح عمله على الأرض. لقد أتم وأكمل كل ما جاء ليعمله على الأرض.
3. كان علامة على عودته للمجد السماوي. لقد كان مجد يسوع مخفيٌ وراء برقع خلال وجوده على الأرض مع إستثناء واحد في وقت التجلي (متى 17: 1-9).
4. لقد أشار إلى تمجيد الآب له (أفسس 1: 20-23). كان هو "الذي سر به الآب" (متى 17: 5) وقد قبله في مجد وإكرام وأعطاه إسماً فوق كل إسم (فيلبي 2: 9).
5. سمح له أن يعد لنا مكاناً (يوحنا 14: 2).
6. أشار إلى بداية عمله الجديد كرئيس الكهنة (عبرانيين 4: 14-16) ووسيط العهد الجديد (عبرانيين 9: 15).
7. أعطانا صورة لعودته. عندما يأتي المسيح ليثبت مملكته سوف يعود كما مضى – بالجسد، على السحاب (أعمال الرسل 1: 11؛ دانيال 7: 13-14؛ متى 24: 30؛ رؤيا 1: 7).
الآن، الرب يسوع المسيح هو في السماء. يصوره الكتاب المقدس غالباً على يمين الآب، وهذه مكانة إكرام وسلطان (مزمور 110: 1؛ أفسس 1: 20؛ عبرانيين 8: 1). يسوع هو رأس الكنيسة (كولوسي 1: 18)، وهو مانح العطايا الروحية (أفسس 4: 7-8)، وهو الذي يملأ الكل (أفسس 4: 9-10). إن صعود المسيح كان هو الحدث الذي نقل الرب يسوع من خدمته الأرضية إلى خدمته السماوية.
ماذا تعني الآيات في إنجيل يوحنا 1: 1 و 14 عندما تعلن أن يسوع هو كلمة الله؟
السؤال: ماذا تعني الآيات في إنجيل يوحنا 1: 1 و 14 عندما تعلن أن يسوع هو كلمة الله؟
الجواب: نجد إجابة هذا السؤال أولاً بأن نفهم سبب كتابة يوحنا لإنجيله. نجد هذا الهدف بوضوح في يوحنا 20: 30-31. "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." كان هدف يوحنا هو أن يقدم المسيح لقراء إنجيله بأن يؤكد على من هو يسوع (الله ظهر في الجسد) وما عمله. كان هدف يوحنا الوحيد هو هو قيادة الناس إلى قبول عمل المسيح المخلص بالإيمان. عندما ندرك هذا نستطيع أن نفهم بصورة أفضل لماذا يقدمنا يوحنا إلى المسيح "الكلمة" في يوحنا 1: 1.
عندما يبدأ يوحنا إنجيله بالقول "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ." فإنه يقدم يسوع بعبارة يفهمها قراءه من اليهود والأمم أيضاً. فإن الكلمة اليونانية "لوجوس" والمترجمة "الكلمة" هنا كانت كلمة مألوفة في الفلسفة اليونانية والفكر اليهودي في ذلك الوقت. فمثلا نجد في العهد القديم أن "كلمة" الله أحياناً تجسيد لأداة تنفيذ إرادة الله (مزمور33: 6؛ 107: 20؛ 119: 89؛ 147: 15-18). فبالنسبة للقراء من اليهود فإن يوحنا يوجههم إلى العهد القديم حيث "لوجوس" أو "كلمة" الله مرتبط بتجسيد إعلان الله. وفي الفلسفة اليونانية فإن مصطلح "لوجوس" كان يستخدم لوصف الوسيلة التي إستخدمها الله لخلق الأشياء المادية والتواصل معها. وفي المفهوم اليوناني للعالم فإن "لوجوس" هو الجسر الذي يصل بين الله السامي والكون المادي. لهذا، فإن إستخدام كلمة "لوجوس" بالنسبة للقراء اليونانيين لا بد وأنه إشارة إلى مبدأ الوسيط بين الله والعالم.
لهذا فإن ما يفعله يوحنا أساساً بتقديمه يسوع كـ "لوجوس" هو إستخدام لهذه الكلمة والمبدأ الذي يفهمه كل من اليهود والأمم في يومه كنقطة بداية لتعريفهم بيسوع المسيح. ولكن يوحنا يمضي أبعد من مجرد المفهوم المألوف لكلمة "لوجوس" الذي يفهمه قراءه من اليهود والأمم ويقدم المسيح إليهم ليس كمجرد وسيط كما إعتقد اليونانيين ولكن كشخص هو إله كامل وإنسان كامل في نفس الوقت. أيضاً لم يكن المسيح ببساطة تجسيد لإعلان الله كما إعتقد اليهود ولكنه كان إعلان الله الكامل عن ذاته بالجسد حتى إن يوحنا يسجل كلمات المسيح نفسه لفيلبس: "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟" (يوحنا 14: 9). إن إستخدام يوحنا كلمة "لوغوس" أو "الكلمة" في يوحنا 1: 1 هو توكيد وتطبيق لمبدأ مألوف لدى قراءه لكي يقدم من خلاله "كلمة" الله الحقيقي في شخص يسوع المسيح كلمة الله الحي، الله الكامل، وإنسان كامل، والذي جاء لكي يعلن الله للإنسان ويفدي جميع من يؤمنون به من خطاياهم.