من هو الروح القدس؟
السؤال: من هو الروح القدس؟
الجواب: هناك العديد من المفاهيم الخاطئه عن شخصية الروح القدس. أن البعض يرون الروح القدس كقوة خفيه. والبعض الآخر يفهمون الروح القدس كقوة يتيحها الله لأتباعه. ماذا يقول الكتاب المقدس عن شخصيه الروح القدس؟ ببساطه - الكتاب المقدس أن الروح القدس هو الله. الكتاب المقدس يقول لنا أيضا أن للروح القدس عقل وارادة.
أن كون الروح القدس هو الله موجود فى العديد من الاصحاحات - منها (أعمال الرسل 3:5-4) فى هذا العدد يواجه بطرس عنانيا بكذبه على الروح القدس ويقول له أنه "لم يكذب على أنسان بل الى الله" . هذا يوضح لنا أن الكذب على الروح القدس هو كذب على الله. يمكننا أيضا معرفة أن الروح القدس هو اله لأن لديه العديد من صفات الله على سبيل المثال وجوده اللامحدود نراه فى (مزمور 7:139-8) " أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. أن صعدت الى السموات فأنت هناك. وأن فرشت فى الهاويه فهل أنت". وأيضا فى (كورونثوس الاولى 10:2) نحن نرى صفه اللامحدوديه فى الروح القدس " فأعلنه الله لنا بروحه . لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله . لأن من من الناس يعرف أمور الانسان ألا روح الانسان الذى فيه . هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها أحد ألا روح الله".
يمكننا معرفه صفات شخصية الروح القدس حيث أن لديه عقل ، مشاعر ، وأرادة. ان الكتاب المقدس يذكر أن الروح القدس يفكر ويشعر ( كورونثوس الاولى 10:2) . الروح القدس يحزن ( أفسس 30:4) . الروح القدس يعضدنا (روميه 26:8-27). الروح القدس يتخذ قرارات بحسب مشيئته ( كورونثوس الاولى 7:12-11). الروح القدس هو الله (المفرد). الثالث فى الثالوث المقدس. و كما الله ، فأن الروح القدس أيضا هو المعزى الذى وعدنا به يسوعالمسيح في (يوحنا 16:14 و 26 و 26:15 ).
متي وكيف ننال الروح القدس؟
السؤال: متي وكيف ننال الروح القدس؟
الجواب: الرسول بولس يعلمنا أننا ننال الروح القدس متي آمننا بالرب يسوع المسيح ولحظة قبولنا له كمخلصنا الشخصي. كورنثوس الأولي 13:12 يعلن "لأننا جميعنا بروح واحد أيضا اعتمدنا الي جسد واحد، يهوداً كنا أم يونانيين، عبيداً أم أحراراً، وجميعنا سقينا روحاً واحداً". ورومية 9:8 يقول لنا ان لم يحصل شخص علي الروح القدس فأنه لا يعتبر ملك المسيح. "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، ان كان روح الله ساكناً فيكم. ولكن ان كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له" وأفسس يعلمنا أن الروح القدس هو ختم الخلاص لكل من يؤمن "الذي فيه أيضاً أنتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه أيضا اذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس" أفسس 13:1 -14.
وهذه الآيات توضح أن قبول الروح القدس يتم لحظة الخلاص. فبولس لن يقول أننا كلنا اعتمدنا بالروح القدس أن لم يكن كل المؤنيين في كورنثوس قد قبلوا الروح القدس. ورومية 9:8 أيضا توضح بصورة أقوي أنه أن كان شخص ما لم يقبل الروح القدس فهو لا يعتبر تابعا للمسيح. ولذلك نري أن قبول الروح القدس هوالعلامة المميزة لقبول الخلاص. وأيضا لا يمكن للروح القدس أن يكون علامة الأختتام كما هو مكتوب في (أفسس 13:1-14) أن لم يتم ذلك لحظة الخلاص. والعديد من المقاطع الكتابية توضح لنا أن خلاصنا مضمون لحظة قبولنا يسوع المسيح كمخلص.
ونجد أن هذا الموضوع مثير للنقاش حيث أن خدمات الروح القدس عادة ما تكون غير مفهومة. فقبول وحلول الروح القدس يحدث لحظة الخلاص. في حين الملء بالروح هو عملية مستمرة في حياة المؤمن. وفي حين أننا نعتقد أن معمودية الروح القدس تحدث وقت الخلاص فبعض المؤمنيين لا يعتقدون ذلك. وهذا يؤدي بعض الأحيان الي اخطاء معمودية الروح بقبول الروح القدس. وفي الختام، كيف نقبل الروح القدس؟ يمكننا أن نقبل الروح القدس أن آمننا بأن الرب يسوع المسيح هو مخلصنا (يوحنا 5:3-16). متي نقبل الروح القدس؟ نحن نقبل الروح القدس لحظة ايماننا بالرب يسوع.
ما هى موهبة التكلم بألسنة؟ هل ما زالت موهبة التكلم بألسنة موجودة ليومنا هذا؟ ما هى الصلاة بألسنة؟
السؤال: ما هى موهبة التكلم بألسنة؟ هل ما زالت موهبة التكلم بألسنة موجودة ليومنا هذا؟ ما هى الصلاة بألسنة؟
الجواب: أن أول حدث للتكلم بألسنة كان فى يوم الخمسين (أعمال 1:2-4) . لقد ذهب الرسل لمشاركة الأنجيل مع الجموع متحدثين معهم بلغاتهم الخاصة " كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله " (أعمال 11:2) . أن ترجمة اللغه اليونانية لكلمة "ألسنة" هى "لغات" لذلك فأن موهبة التكلم بألسنة هى لغة أخرى لا يعرفها الشخص ليبشر لشخص لا يتكلم هذه اللغه فى كورونثوس الأولى عدد 12-14 عندما يناقش بولس المواهب المعجزية يقول " فالآن أيها الأخوة أن جئت اليكم متكلما بألسنة فماذا أنفعكم أن لم أكلمكم أما بأعلان أو بعلم أو بنبوة أو بتعليم" (كورونثوس الأولى 6:14) . وفقا للرسول بولس فأنه من المتفق عليه أن الألسنة التى تم وصفها فى أعمال الرسل يكون لها قيمة كبيرة عند الشخص الذى يسمع كلمة الله بلغته الخاصة ولكنها عديمة الفائدة للأخرين ما لم يتم ترجمتها.
أن من لديه موهبة ترجمة الألسنة (كورونثوس الأولي 30:12) يمكنه فهم المتكلم بالألسنه حتى لو لم يفهم اللغه التى تم التكلم بها . يقوم مترجم الألسنة بترجمة الرسالة الى لغه يفهمها الأخرون.
" لذلك من يتكلم بلسان فليصل لكى يترجم " (كورونثوس الأولى 13:14) . أن ما توصل اليه بولس بشأن الألسنة الغير مترجمة جاء قويا فيما قاله " ولكن فى كنيسه أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهنى لكى أعلم آخرين أيضا أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان " (كورونثوس الأولى 19:14) .
هل موهبة التكلم بألألسنة موجودة فى يومنا هذا ؟ (كورونثوس الأولى 8:13) يذكر أن موهبة التكلم بالألسنة ستنتهى بمجيء "الكامل" فى كورونثوس الأولي 10:13.
أن البعض يشيرون الى الأختلاف فى لغة التنبوء والمعرفة فكلمة "تبطل" تدل علي اختفاء الألسنة تدريجيا قبل وصول "الكامل" و بالرغم من أن ذلك احتما وارد ولكنة غير واضح من النص. أن البعض يشيرون الى النص فى أشعياء 11:28 وأيوب 28:2-29 كدليل على أن التكلم بألسنة هى علامة من الله على دينونته الأتية . (كورونثوس الأولى 22:14) يصف الألسنة "كعلامة لغير المؤمنين" ووفقا لهذا الجدل فأن موهبة التكلم بألسنة كانت بمثابة تحذيرا لليهود بأن الله سيدين أسرائيل لرفضهم ليسوع المسيح كمسيا . لذلك عندما قام الله فعلا بدينونة أسرائيل (دمار أورشليم عن طريق الرومان فس سنة 70 ميلاديا). فأن موهبة التكلم بألسنة لم تعد تفى الغرض التى هدفت اليه . وحتي ان كانت هذه النظرية صحيحة . فأن الوصول للهدف من هذه الهبة لا يعني بالضرورة الى أنتهاء وجودها. فأن الكتاب المقدس لا يؤكد أن موهبة التكلم بألسنة قد أنتهت .
فى نفس الوقت ان كانت موهبة التكلم بالألسنة ما زالت موجوده فى الكنيسة اليوم لكانت تمارس وفقا لما جاء بالكتاب المقدس اي انها تمثل لغة حقيقية (كورونثوس الاولى 10:14) و بهدف توصيل كلمة الله لشخص يتحدث لغة أخرى (أعمال 6:2-12). وكانت ستكون بأتفاق مع وصية الله من خلال الرسول بولس "أن كان أحد يتكلم بلسان فأثنين أثنين أو على الأكثر ثلاثه ثلاثه وبترتيب وليترجم واحد. ولكن أن لم يكن مترجم فليصمت فى الكنيسة وليكلم نفسة والله" (كورونثوس الاولى 27:14-28). و كذلك يتم التكلم بخضوع (كورونثوس الاولى 33:14) " لأن الله ليس أله تشويش بل أله سلام. كما فى جميع كنائس القديسين " .
بالتأكيد يمكن لله أعطاء موهبة التكلم بألسنة لشخص ليمكنه من توصيل الرسالة الي شخص يتحدث لغة أخرى . أن الروح القدس قدوس فى توزيع المواهب الروحية (كورونثوس الأولى 11:12) . تخيل كم سيكون العمل التبشيرى أكثر جدوى أذا كان المبشرون لا يحتاجون لتعلم لغات مختلفة بل يمكنهم التحدث لكل فرد بلغته. ولكن الله لا يفعل ذلك. ان التكلم بألسنة لا يتم فى يومنا هذا بالشكل الذى كان عليه فى العهد الجديد بالرغم من أن ذلك سيكون ذو فائدة عظيمة. أن جميع المؤمنين الذين يتحدثون بألسنة اليوم لا يفعلون ذلك وفقا للقواعد المذكورة فى الأصحاحات السابق ذكرها. هذا يؤدى بنا الى الأيمان أن موهبة التكلم بألسنة قد أنتهت أوأنها تمنح وتمثل قلة قليله منخطة الله للكنيسة اليوم.
أن الذين يعتقدون أن موهبة التكلم بألسنة هى "لغة صلاة" لبناء النفس، يأتون بذلك الأعتقاد من (كورونثوس الأولى 4:14 أو 28:14) "من يتكلم بلسان يبنى نفسه . وأما من يتنبأ فيبنى الكنيسة". فى كل أصحاح 14 يؤكد بولس أهمية ترجمة الألسنه أنظر 5:14-12 فبولس يقول فى عدد 4 انك عندما تتكلم بألسنة من غير ترجمة فأنك تبني نفسك فقط، وتظهر أنك أنسان روحي أكثر من الآخرين، بينما التكلم بالألسنة المصاحب بترجمة فهو لبناء الجميع. العهد الجديد لا يعطى تعليمات محدده " للصلاة بألسنة" ولا غرض محدد من "الصلاة بألسنة" أو تم فيه وصف شخصا "يصلى بألألسنة". أن الصلاة بالألسنة غرضها البناء شخصى و ذلك غير عادل للذين ليس لديهم موهبة الألسنة وبالتالى غير قادرين علي أفادة أنفسهم . كورونثوس الاولى 29:12-30 يذكر بوضوح أن ليس كل الاشخاص لديهم موهبة التكلم بالألسنة.
ما هي معمودية الروح القدس؟
السؤال: ما هي معمودية الروح القدس؟
الجواب: يمكن تعريف معمودية الروح القدس بعمل روح الله في قلب المؤمن لتوحيده مع المسيح ومع المؤمنين الآخرين في جسد المسيح لحظة الخلاص. وفي كورنثوس الأولي 12:12-13 ورومية 1:6-4 يمكننا أن نجد المقاطع الأساسية الموجودة في الكتاب المقدس التي توضح هذا المعتقد. وكورنثوس الأولي 13:12 يقول، "لأننا جميعاً بروح واحد أيضاً أعتمدنا الي جسدا واحد، يهوداً كنا أم يونانيين، عبيداً أم أحرار، وجميعاً سقينا روحاً واحدة". رومية 1:6-4 يقول "فماذا نقول ؟ أنبقي في الخطيئة لكي تكثر النعمة؟ حاشا! نحن الذين متنا عن الخطية، كيف نعيش فيها؟ أم تجهلون أننا كل من أعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته." ورغم أن رومية 6 لا يصف بصورة محددة روح الله، فأنه يصف وضع المؤمنيين أمام الله و كورنثوس الأولي 12 يعرفنا كيف تتم المعمودية.
وهناك ثلاثة حقائق ضرورية للنظر في هذا الموضوع وقد تساعد علي توسيع فهمنا للمعمودية بالروح. أولا، كورنثوس الأولي 13:12 يعلن بوضوح أن جميعنا قد أعتمدنا كما أننا جميعنا سقينا بروح واحدة. ثانيا، لا يوجد أي جزء في الكتاب المقدس يشجع المؤمنيين علي التعمد بالروح وفي الروح القدس – مما يوضح أن جميع المؤمنيين يشتركوا في هذه النعمة. ثالثاً، وأخيرا أن أفسس5:4 يشير الي المعمودية بالروح. والمقصود بهذه الآية، ان المعمودية بالروح هي واقع كل مؤمن، تماما كما نشترك في ايمان واحد واله واحد.
وفي النهاية، فالمعمودية بالروح القدس تفعل شيئين (1) توحدنا في جسد المسيح (2) تؤكد صلبنا مع المسيح. فكوننا جسد من جسدة يؤكد قيامتنا معه في جدة الحياة (رومية 4:6). لذلك فيجب علينا أن نمارس مواهبنا الروحية وأن نوظف هذا الجسد تبعا لما هو مكتوب في كورنثوس الأولي 13:12. فاختبار المعمودية الواحدة يعضد وحدة الكنيسة كما هو مذكور في أفسس 5:4. وعلاقتنا بالمسيح وموته، ودفنه، وقيامته من خلال المعمودية بالروح القدس وهو مايجعلنا ندرك قيمة المسيرة مع المسيح في جدة الحياة والانفصال عن الخطيئة (رومية 1:6-10 وكولوسي 12:2).
ما هي معمودية الروح القدس؟
ما هو التجديف علي الروح القدس؟
السؤال: ما هو التجديف علي الروح القدس؟
الجواب: حالة التجديف علي الروح القدس مذكورة في العهد الجديد في مرقس 22:3-30 وفي متي 22:12-32. والتعبير "تجديف" يعني "التحدي و الأستخاف بالمقدسات". فيمكن استخدام التعبير لوصف قذف الله، أو التقليل من شأن أشياء متعلقة بالله بصورة متعمدة. وأيضا يمكنها وصف نسب الله بشيء شرير، أو نكران شيء حسن قد فعله الله. ولكن مانريد أن نتناوله هنا هو التجديف علي الروح القدس وهو مذكور في متي 31:12 ففي الآيتين 31 و 32 نجد أن الفريسيين الذين قد عاينوا المسيح وأعماله المعجزية من خلال القوة الممنوحة له بالروح القدس، قد أدعوا أنه ملبوس بالشيطان "بعلزبول" (متي 24:12). ولاحظ أن في مرقس 30:3 أن كلام المسيح محدد جدا عن "التجديف ضد الروح القدس".
والتجديف هو متعلق بأتهام شخص ما للمسيح بأنه مليء بالشر بدلا من أنه مليء بالروح القدس. وهناك طرق أخري للتجديف علي الروح القدس ولكن هذه كانت الطريقة "الغير مغتفرة". وكنتيجة فالتجديف علي الروح القدس لا يمكن تكراره اليوم. حيث أن المسيح ليس علي الأرض. ولكنه جالس علي يمين الله. ولا يمكن لأحد أن يري المسيح يصنع معجزات وينسب عملة لأبليس بدلا من الروح القدس. وبالرغم أنه لايمكن التجديف علي الروح القدس اليوم، يجب أن نعلم أن الذي لا يغتفر هو – حالة عدم التصديق وعدم الأيمان المستمرة. فلا يوجد عذر للشخص الذي مات ولم يؤمن. والرفض المستمر لحض الروح القدس لنا للثقة في يسوع المسيح ابنه هو تجديف لا يغتفر. وتذكر ما هو مكتوب في يوحنا 16:3 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل أبنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." فالحالة الوحيدة التي لا ينال فيها شخص ما الغفران هي عندما لا يؤمن بالله ويسوع المسيح ابنه.
هل مواهب الروح القدس المعجزية مازالت موجودة اليوم؟
السؤال: هل مواهب الروح القدس المعجزية مازالت موجودة اليوم؟
الجواب: أولاً، لابد أن ندرك أن المقصود بهذا السؤال ليس ان كان الله مازال يمارس المعجزات اليوم. فأنه غير كتابي الا نؤمن بأن الله مازال يشفي، ويتحدث للناس، بل ويصنع آيات وعجائب اليوم. بل السؤال هو ان كانت مواهب الروح المذكورة في كورنثوس الأولي أسفار 12 و 14 مازالت حية في الكنيسة اليوم. هذا أيضا ليس سؤالاً عن مقدرة الروح القدس أعطاء شخص ما موهبة روحية. بل السؤال هو هل يمنح الروح القدس نفس المواهب اليوم. وقبل كل شيء نحن ندرك أن الروح القدس قادر علي أعطاء المواهب حسب ارادته (كورنثوس الأولي 7:12-11).
وفي كتاب أعمال الرسل، غالبية المعجزات تمت من خلال التلاميذ. و كورنثوس الثانية 12:12 يعطينا السبب، "ان علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر، بآيات وعجائب وقوات". فأن كان كل مؤمن بالمسيح مجهز لأن يقوم بعجائب، آيات، ومعجزات فهذا لا يوضح بأي شكل من الأشكال صفات التلميذ. وأعمال الرسل 22:2 يقول لنا أنه "نسب" ليسوع معجزات، عجائب، وآيات". ومثيل لذلك ما نسب للرسل من معجزات. أعمال الرسل 3:14 يصف بأن رسالة الأنجيل قد تأكدت بالمعجزات التي صنعها بولس وبرنابا.
وكورنثوس الأولي أصحاح 12-14 يتناول موضوع مواهب الروح. ويتضح مما هو مكتوب أن المسيحيون "العادييون" قد أعطوا أحيانا مواهب معجزية (8:12 -10 و 28-30). ونري مما تعلمناه سابقا أن التلاميذ قد أعطوا علامة مميزة من خلال العجائب والمعجزات، و أن حصول المسيحيين العاديين علي هذه المواهب كان الاستثناء وليس القاعدة. و نري في الكتاب المقدس أنه خارج التلاميذ وأتباعهم لا يوجد أحد آخر يمارس مواهب الروح المعجزية.
وأنه أيضاً من المهم ادراك أن الكنيسة الأولي لم يكن لديهم الكتاب المقدس بأكمله كما نتمتع به نحن اليوم (تيموثاوس الثانية 16:3 -17). ولذلك فموهبة التنبؤ، المعرفة، والحكمة، الخ كانت مواهب مهمة لتمكن الكنيسة الأولي من معرفة ارادة الله. فموهبة التنبؤ مكنت المؤمنين من أعلان حقائق جديدة واعلانات من الله. وبما أن أعلان الله لنا قد أكمل من خلال الكتاب المقدس، فالاحتياج الي المواهب الأعلانية قد أختلف عن أيام الكنيسة الأولي.
والله يشفي أناس بطرق معجزية كل يوم، والله مازال يحدثنا اليوم، ان كان ذلك بصوت مسموع أو بالتحدث لعقولنا، اومن خلال انطباعات و مشاعر. والله مازال يفعل آيات، معجزات، و عجائب – وأحياناً يفعل ذلك من خلال أشخاص مؤمنيين. ولكن هذه الأشياء لا تعتبر مواهب الروح. فغرض المواهب الأساسي كان لأثبات مصداقية الأنجيل والتلاميذ. والكتاب المقدس لا يذكر بوضوع انتهاء هذه المواهب ولكنه يعطينا أسبابا تجعلنا نعتقد ذلك.
كيف أمتليء بالروح القدس؟
السؤال: كيف أمتليء بالروح القدس؟
الجواب: هناك آية أساسية تتناول الامتلاء بالروح القدس في هذا الزمن في يوحنا 16:14، وفي هذه الآية يعد الرب يسوع المؤمنين بأن الروح القدس سيحل عليهم وبصورة دائمة. ومن المهم التمييز بين الحلول والملء. فحلول الروح القدس ليس مخصص للبعض فقط ولكن لكل المؤمنيين. وهناك العديد من المقاطع الكتابية المؤيدة لهذا الأعتقاد. وأولها أن الروح القدس هو هبة لجميع المؤمنيين بالمسيح يسوع من غير أي شروط (يوحنا 37:7-39). وثانياً أن الروح القدس يمنح عند قبول الخلاص. وغلاطية 2:3 يوضح نفس الحقيقة قائلا أن الاختتام وحلول الروح القدس يحدث عند الايمان. ثالثاً، أن حلول الروح القدس هو شيء دائم. وهبة الروح القدس هي عربون مقدم للمؤمنيين للتعبير عما ينتظرهم من الأمجاد المستقبلية في المسيح (كورنثوس الثانية 22:11 و أفسس 30:4).
هذا مختلف عن وصية الأمتلاء بالروح القدس الموجودة في أفسس 18:5 . حيث يجب علينا أن نسلم نفوسنا بصورة كلية للروح القدس حتي يمتلكنا، و يملئنا. رومية 9:8 وأفسس 13:1-14 يقول أنه يسكن في داخل كل مؤمن، ولكنه يمكن أن يكدر (أفسس 30:4)، وعمله بداخلنا يمكن أن يخمد (تسالونيكي الأولي 19:5). وعندما نسمح لذلك بأن يحدث فنحن لا نختبر ملء الروح القدس وعمله وقوته في داخلنا ومن خلالنا. الأمتلاء بالروح القدس يعني الحرية بأن نسمح لله بملء كل أجزاء حياتنا وقيادتنا والتحكم فينا. وبهذا يمكن لقوة الله أن تظهر من خلالنا ولعمل أشياء مثمرة. والملء بالروح القدس لا يقتصر علي الأعمال الخارجية فقط ولكنه يتضمن أخص أفكارنا وأقرب نوايانا ودوافعنا ومزمور 14:19 يقول "ليكن كلام فمي، وفكر قلبي، مرضيا أمامك يا رب صخرتي ووليي."
الخطيئة هي الشيء الذي يفصلنا عن الله وعن الملء بالروح القدس، في حين أن الملء الدائم يتحقق بطاعة الله. ورغم أن اهتمامنا يجب أن يكون الأمتلاء كما هو في أفسس 18:5 . ولكن طاعتنا لله وكلمته هو ما يعطي الروح القدس حرية العمل فينا. وبسبب طبيعتنا الخاطئة، فلا يمكننا أن نحصل علي الملء في جميع الأوقات. ولذا يجب أن نتخلص من خطيئتنا أولا بأول ونجدد عهدنا مع الله ونعلن له رغبتنا بأن نتمليء بالروح القدس و أن نسلم له دفة الحياة.
كيف أعرف ما هي موهبتي الروحية؟
السؤال: كيف أعرف ما هي موهبتي الروحية؟
الجواب: أنه لا يوجد وصفة سحرية أو أختبار ما لتحديد مواهبنا الروحية. فالروح القدس يقوم بتوزيع هذه المواهب كما يروم له (كورنثوس الأولي 7:12-11). وفي نفس الوقت، لا يريد الله لنا أن نجهل الطريقة التي يريدنا أن نخدمه بها. والمعضلة هنا هي أننا في بعض الأحيان ما نركز علي مواهبنا الروحية ونقرر خدمة الله في النواحي التي نشعر أننا قد قد وهبنا بها فقط. في حين أن الله يطلب منا أن نخدمه بطاعة. وهو قادر علي تجهيزنا واعدادنا بما نحتاجه لتنفيذ عمله.
ويمكننا من أن نتعرف علي مواهبنا الروحية بطرق مختلفة. فهنالك بعض الأختبارات المدروسة التي قد تساعدنا علي ذلك وأن كانت غير شاملة النتائج. مدح الآخرين لنا في نواح معينة، اذ أن الأخرين الذين يخدمون معنا غالبا ما يلاحظوا أشياء ما فينا قد لا نعرفها عن أنفسنا أو نتجاهلها. وبالطبع الصلاة مهمة جداً. فالعالم بمواهبنا الروحية هو الواهب نفس أي الروح القدس. فيمكننا أن نسأل الله أن يبين لنا هذه المواهب كي نستغلها ونستخدمها لتمجيد الله.
نعم، أن الله يدعوا البعض لأن يكونوا معلمين ويمنحهم موهبة التعليم. ويدعو الآخرين لأن يكونوا خدام ويمنحهم موهبة المساعدة. ولكن يجب علينا أن نتذكر أنه وأن عرفنا مواهبنا فيجب علينا خدمة الله وأن كان ذلك ممثلا في نواح أخري. فهل من المهم أن نعلم ما هي الموهبة التي منحنا الله اياها؟ نعم، مهم جداً. وعليه فهل من الخطاء أن نركز علي مواهبنا ونفقد بذلك فرص أخري يمكن من خلالها أن نخدم الله ؟ نعم، فأن كنا قد سلمنا حياتنا بأكملها لله فأنه قادر علي اعدادنا واستخدامنا.
كيف يقوم الله بتوزيع المواهب الروحية؟ هل يمكن أن يمنحني الله الموهبة الروحية التي أطلبها منه؟
السؤال: كيف يقوم الله بتوزيع المواهب الروحية؟ هل يمكن أن يمنحني الله الموهبة الروحية التي أطلبها منه؟
الجواب: رومية 3:12-8 وكورنثوس الأولي 12 يوضحا لنا أن كل مسيحي يمنح مواهب روحية حسب مشيئة الله. وتمنح المواهب الروحية بغرض بناء جسد المسيح (ورنثوس الأولي 7:12 و 12:14). والتوقيت المحدد الذي يمنح فيه الأنسان هذه المواهب غير مذكور في الكتاب المقدس. ولكن يعتقد الكثيرين أن المواهب الروحية تمنح في وقت الولادة الروحية (لحظة الخلاص). في حين أن بعض الآيات الكتابية تشير الي أنه في بعض الأحيان يمنح الله هذه الهبات في وقت لاحق. فنري في تيموثاوس الأولي 14:4 وتيموثاوس الثانية 6:1 الأشارة الي "الهبة" التي تلقاها تيموثاوس في وقت مسحه "بروح النبؤة". وقد يعني ذلك أن أحد الشيوخ قد تحدث بروح الله في وقت مسح تيموثاوس بأن الله سيعينه ويمكنه في خدمته الآتية.
ويخبرنا الكتاب المقدس أيضاً في كورنثوس الأولي 28:12 و كورنثوس الأولي 12:14-13 أن الله هو من يحدد هذه الهبات. وهذا يعلمنا أن الهبات ليست لكل شخص. ويعلم الرسول بولس أعضاء كنيسة كورنثوس أن يطلبوا المواهب الروحية التي تبني الكنيسة مثل موهبة التنبوء (وهي التحدث بكلمة الله لبناء الآخرين) بدلاً من أن يطلبوا المواهب ذات المظهر "الجذاب". فلماذا يحض بولس المؤمنون علي طلبة "أفضل" المواهب ان لم يكن هناك فرصة للحصول علي مواهب أخري؟ وهنا نتذكر أن حتي سليمان لجأ الي الله لطلب الحكمة في القضاء بين الناس، ونجد أن الله يستمر في منحنا الهبات التي نحتاجها لبناء كنيسته.
وأنه من المؤكد أن المواهب تمنح حسب مشيئة الله وليس بحسب اختيارنا. فان قام كل فرد في كنيسة كورنثوس بطلب نفس الهبة مثل التنبوء، فأن الله بالقطع لن يستجيب للجميع. لماذا؟ لأنه أن قام الكل بالتنبوء فمن سيقوم بكل الأحتياجات والوظائف الكنسية الأخري؟
ومن الواضح تماماً أن الله يجهزنا لما يطلبه منا. فان طلب الله منا فعل شيئ ما (مثل الشهادة بأسمه، محبة المبغوضين، تلمذة الأمم،...الخ)، فأنه يجهزنا لقصده. وربما يكون البعض منا أقل "موهبة" من الآخرين من ناحية المقدرة علي التبشير ولكن المسيح يطالب كل منا بأن نذهب ونكرز (متي 18:28-20 وأعمال الرسل 8:1). فنحن مدعوون للتبشير بغض النظر ان كان لدينا موهبة التبشير أم لا. فالشخص المسيحي الذي يصمم علي أتباع وصية الله ويحرص علي ممارسة تعليم الآخرين قد يكون أفضل من شخص ما حاصل علي موهبة التعليم والتبشير وهو لا يستخدم هذه المواهب.
وفي النهاية، هل نمنح المواهب الروحية عند قبولنا المسيح كمخلص شخصي، أم من خلال مسيرتنا مع المسيح؟ الأجابة هي أن كلا من الحالتين جائزتين. من الطبيعي أن يمنح الفرد مواهب روحية لحظة الخلاص ولكن هناك مواهب نكتسبها بنمونا الروحي. هل يمكن أن نرغب ونصبو الي موهبة روحية معينة؟ كورنثوس الأولي 31:12 يشير الي أن ذلك ممكناً "ولكن جدوا للمواهب الحسني". يمكنك أن تتشوق وتطلب من الله موهبة معينة، ولكن ان لم تكن ارادة الله، لن تحصل علي هذه الموهبة. فالله بحكمته العتيدة يعلم ما هو نافع لبناء مملكته.
فلايهم مقدار ما منحنا من هبات، اذ أننا كلنا مدعوون لتحقيق عدداً من الوظائف الروحية مثل ممارسة الرحمة، كرم الضيافة، خدمة الآخرين، والتبشير بكلمة الله. اذ أننا نخدم الله لأننا نحبه، وهدفنا أن نبني الآخرين لمجده، فأنه سيمجد أسمه، وسينمي كنيسته، ويجازينا عن أعمالنا (كورنثوس الأولي 5:3-8 و 31:12-1:14). والله يعدنا أنه أن تلذننا به أن يعطينا سؤل قلوبنا (مزامير 4:37-5). وهذا يتضمن خدمته بطريقة مهدفة تشبع قلوبنا.
هل ينبغي أن يشعر المؤمن بحضور الروح القدس؟
السؤال: هل ينبغي أن يشعر المؤمن بحضور الروح القدس؟
الجواب: نحن "نشعر" بحضور الروح القدس عندما يؤنب ضمائرنا، أو يعزينا، أو يقوينا_ ولكن الكتاب المقدس لا يعلمنا أن نبني علاقتنا بالروح القدس بناء علي ما نشعر به. فكل مؤمن يسكن الروح القدس فيه. وقد قال يسوع أن الروح المعزي سيأتي ليكون معنا وفينا. "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم"(يوحنا 16:14-17).
ونحن نعلم أن الروح القدس معنا لأن كلمة الله تخبرنا بذلك. وروح الله يسكن في كل مؤمن، ولكن لا "يتحكم" الروح القدس في كل مؤمن، فهناك فرق بين الحالتين. فعندما نتصرف بالجسد، فأننا لا نسمح لروح الله الساكن فينا بالتحكم في تصرفاتنا. ويعلق الرسول بولس علي هذه الحقيقة بطريقة تساعدنا علي الفهم "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5). وكثيراً ما تفسر هذه الآية بأن الرسول بولس يحثنا علي عدم شرب الخمر. ولكن المعني المقصود بهذه الآية هو الأشارة الي مسيرة ومصارعة المؤمن الروحية. فهي تعني أكثر بكثيراً من مجرد تحذير من الأكثار من شرب الخمور.
فعندما يكثر الأنسان من الشرب، فأنه يستعرض صفات معينة منها: الحديث الغير مفهوم، وعدم التحكم في النفس. ويعقد الرسول بولس مقارنة هنا، هذه المقارنة تشير الي حقيقة أنه من السهل التعرف علي الشخص الذي يتصرف كمخمور حيث يتحكم تأثير الخمر علي حديثه وتصرفاته أما الشخص المملوء بالروح القدس فستدل تصرفاته علي ذلك الملء. فنقرأ في غلاطية 22:5-24 عن ثمر الروح. فهذه الثمار تظهر علي المؤمن المولود ثانية الذي يسمح بقيادة الروح القدس له.
ونجد أن زمن الفعل في أفسس 18:5 يشير الي استمرار الملء بالروح القدس. وباقي الجزء الموجود في أفسس يعطينا صفات المؤمن المملوء بالروح القدس "مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين علي كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح، لله والآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله" (أفسس 19:5-21).
ولذلك فأن المؤمن المولود ثانية يجب أن يعطي السيادة للروح القدس فلا يتحكم فيه أي شيء آخر. فنحن غير مملؤون لأننا مجرد "نشعر" بذلك بل لأن هذه النعمة المعطاة لنا في المسيح. فالملء بالروح القدس هو نتيجة للمسيرة مع الله بروح الطاعة. فهي اذاً عطية نعمة وليست احساس عابر. فكثيراً ما تخدعنا العواطف، وننفعل جسدياً ولايكون ذلك من الله. "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد... ان كنا نعيش بالروح، فلنسلك أيضاً بحسب الروح" (غلاطية 16:5 و25).
وبالرغم من كل ما سبق، فأننا لاننكر أنه في بعض المرات يشعر الأنسان بحضور الروح القدس العجيب وقوته. وعندما يحدث ذلك، يمتليء الأنسان بفرح لامثيل له. فقد "رقص الملك داوود غبطة" (صموئيل الثاني 14:6) عندما أحضر تابوت العهد الي أورشليم. فأختبار الفرح بالروح هو فهم أننا منعم علينا كأبناء الله. فقطعاً يمكننا لمس حضور الله ولكننا لا يجوز لنا أن نبني علمنا بحضور الله علي الأحساس والمشاعر فقط.
ما هو مقطع "أرسال الروح من الأبن"؟
السؤال: ما هو مقطع "أرسال الروح من الأبن"؟
الجواب: هذا المقطع الكتابي كان ومازال محل جدل في الكنيسة. والسؤال هو هل قام الله الآب أم الآب والأبن بأرسال الروح القدس. فكلمة "فيليك" في اللغة اللاتينية تعني "والأبن". وتشير هنا الي أن الروح القدس قد تم ارساله من الآب والأبن. ولقد ثار جدل كبير حول هذه النقطة مما تسبب في انفصال الكنيسة الكاثوليكية عن الكنيسة الأرثوذكسية في عام 1054 ميلادياً. ومازالت الكنيستان لا تتفقا علي هذا المفهوم.
ويوحنا 26:14 يقول لنا، "وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب بأسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" وأيضاً يقول في 26:15 "ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي" وأنظر أيضاً يوحنا 16:14 وفيليبي 19:1. وهذه الآيات تشير الي أن الروح القدس قد أرسل من الآب والأبن. وأهم أمر في هذا المقطع هو محاولة الكنيسة حفظ آلوهية الروح القدس. فالكتاب المقدس يعلمنا بوضوح أن الروح القدس هو الله (أعمال الرسل 3:5-4). والذين يجادلون أن الروح القدس قد أرسل من الآب والأبن يزعمون أن ذلك يجعل الروح القدس "أقل" قيمة من الآب والأبن. في حين أن الذين يؤمنون "بمقطع أرسال الروح من الأبن" يعتقدون أن أرسال الروح القدس من الآب والأبن لا يقلل من شأن الروح القدس اذ هو متساو مع الله الآب والآبن.
وفي الغالب أننا لن نستطيع حل هذا الجدل حيث أننا لا نستطيع كبشر محدودين ادراك فكر الله اللامحدود بصورة شاملة. فالروح القدس هو الله... وقد أرسل من الله "عوضاً" عن وجود يسوع المسيح هنا علي الأرض. فان كان الروح القدس قد أرسل من ألآب أو من الآب والأبن – فهذا لا يمكننا الرد علية بحسم، ولا نري أنه شيء لابد من الرد عليه أو معرفته. فلذا يستمر الجدل.
ما هي ثمار الروح القدس؟
السؤال: ما هي ثمار الروح القدس؟
الجواب: يخبرنا الكتاب المقدس في غلاطية 22:5-23 "وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، ايمان وداعة تعفف" فثمار الروح هي نتيجة لدور الروح القدس في حياة المؤمن. ومن الواضح في الكتاب المقدس أن الروح القدس يحل علي كل فرد لحظة ايمانه بالرب يسوع المسيح (رومية 9:8 و كورنثوس الأولي 13:12 وأفسس 13:1-14). وواحد من الأسباب الرئيسية لحلول الروح القدس علي الأنسان هو أن يغير الله حياة ذلك الأنسان. فالروح القدس يجعلنا نتشبه بالله ونصبح مثله.
وثمار الروح تتعارض تماماً مع أفعال طبيعتنا الخاطئة فغلاطية 19:5-21 يقول، "وأعمال الجسد ظاهرة، التي هي: زني عهارة نجاسة دعارة. عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر". ونجد أن غلاطية 19:5-21 يخبرنا عن أنواع مختلفة من الخطايا فكلنا خطاة ان لم نعرف الله ونسلم أمورنا للروح القدس. فطبيعتنا الخاطئة تثمر خطيئة (غلاطية 19:5-21)، في حين أن ثمار الروح (غلاطية 22:5-23).
والحياة المسيحية تمثل صراعاً بين طبيعتنا الخاطئة وثمار الروح. فبشر ساقطون، كلنا مقيدون برغبات الجسد الزائفة والخاطئة (رومية 14:7-25). وكمسيحيون، يثمر الروح القدس فينا ويمكننا من التغلب علي أفعال الطبيعة الخاطئة (كورنثوس الثانية 17:5، وفيليبي 13:4). والحقيقة أنه لا يوجد مسيحي يتمتع بالأنتصار الدائم والغلبة علي الخطيئة. ولكن هدفنا كمسيحيون ينحصر في السماح لروح الله القدوس أن يغير طبيعتنا الخاطئة وأن يثمر فينا الثمار الروحية التي تتغلب علي الرغبات والطبيعة الخاطئة. فالله يرغب أن تأتي حياتنا بثمر الروح، وهذا ممكناً بمعونة الروح القدس
ما هي ثمار الروح القدس؟
ما هو المقصود باحزان/ اخماد الروح القدس؟
السؤال: ما هو المقصود باحزان/ اخماد الروح القدس؟
الجواب: عند استخدام كلمة "اخماد" في الروح القدس، فأنها غالباً ما تشير الي اطفاء النار. فعندما يضع المؤمن درع الأيمان، كجزء من رداء البر (أفسس 16:6)، فأنه يتفادي بل ويخمد قوة الشظايا النارية الآتية من ابليس. والمسيح يصف الجحيم كمكان فيه النار لا "تنطفيء" (مرقس 44:9 و46 و48). فالروح القدس كالنار المستعرة في داخل المؤمن. وهو لابد وأن يظهر في سلوكنا وأفعالنا. فعندما لا يسمح المؤمن للروح القدس أن يظهر من خلال أفعاله، وعندما نفعل ما نعلم بأنه خاطيء، فأننا "نخمد" الروح القدس في داخلنا.
ولفهم ما هو المقصود "باحزان" الروح القدس، لابد وأن ندرك أننا نحزن شخص الروح القدس لأنه مختبر الحزن مثلنا في شخص يسوع المسيح. أفسس 30:4 يقول لنا أننا يجب ألا "نحزن" الروح بالحياة مثل سائر الأمم (17:4-19)، أو بالخضوع للأنسان العتيق ولطبيعتنا الخاطئة (22:2-24)، أو بالكذب (25:4)، أو بالغضب (26:4-27)، أو بالسرقة (28:4)، أو باللعن (29:4)، أو بالحنق والمرارة والتجديف (31:4)، أو بعدم الصفح (32:4)، أو بالأباحة الجنسية والزني (3:5-5). ف"احزان" الروح القدس هو نتيجة لسلوك خاطيء ان كان ذلك فكرياً، أو عملياً.
فاذاً "احزان" أو "اخماد" الروح هما شيئان متقاربان جداً في تأثيرهما، فالأثنين يعرقلا مسيرتنا كأبناء لله. والاثنان يحدثان عندما يعصي المؤمن الله وعندما يتبع شهواته ورغباته الأرضية. فالطريق الصحيح هو الذي يؤدي الي تقرب المؤمن من الله ويرشده الي الطهر والبعد عن الخطيئة والعالم. فكما لا نبغي أن نحزن يجب ألا نحزن الروح القدس الساكن فينا وأن نخضع لقيادته لحياتنا.
ماهي الصلاة بالألسنة؟ هل الصلاة بالألسنة لغة معينة بين المؤمن والله؟
السؤال: ماهي الصلاة بالألسنة؟ هل الصلاة بالألسنة لغة معينة بين المؤمن والله؟
الجواب: كخلفية لهذا الموضوع، من فضلك أقراء اجابة السؤال الموجود تحت عنوان هبة التكلم بالألسنة . وهنناك أربعة مقاطع كتابية يشار اليها كأدلة علي التكلم بالألسنة. رومية 26:8 وكورنثوس الأولي 4:14-17، وأفسس 18:6 ويهوذا عدد 20. وأفسس 18:6 و يهوذا 20 يذكرون "الصلاة بالروح". ولكن الألسنة هي لغة صلاة فنستبعد التفسير بأنها "الصلاة بالروح".
رومية 26:8 يعلمنا، "وكذلك الروح يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها" ونري هنا نقطتان هامتان تجعلنا نستبعد أن يكون المقطع في رومية يشير الي أن التكلم بألسنة هي لغة صلاة (1) رومية 26:8 يذكر أن الروح "يئن" وليس المؤمنين. (2) يخبرنا رومية 26:8 بأن أنات الروح "لا يمكن أن ينطق بها". وبالطبع التكلم بالألسنة يستدعي التحدث.
وهذا يتركنا لما هو موجود في كورنثوس الأولي 4:14-17 وعدد 14 حيث يقول، "لأنه ان كنت أصلي بلسان، فروحي تصلي، وأما ذهني فهو بلا ثمر". فاذاً كورنثوس الأولي 14:14 يذكر بدقة "الصلاة بألسنة" فما هو المعني بذلك؟ أولاً لابد وأن ندرس السياق. فكورنثوس الأولي والأصحاح 14 يقارن هبة التكلم بألسنة بهبة التنبوء. والأعداد 2-5 تعطينا الأنطباع بأن بولس يري أن النبؤة هبة أكثر أهمية من التكلم بألسنة. وفي نفس الوقت، يعلن بولس عن قيمة التكلم بألسنة ويعبر عن ابتهاجة بالتكلم بألسنة أكثر من كل الآخرين (عدد 18).
والأصحاح الثاني في أعمال الرسل يصف المرة الأولي التي تكلم فيها الناس بالألسنة، في يوم الخمسين، حيث اجتمع التلاميذ في العلية، تكلموا بألسنة. وأيضاً يعلمنا بكل وضوح أن اللغة التي استخدمونها كانت لغة بشرية (أعمال 6:2-8). والتعبيرالمترجم ب"ألسنة" في أعمال الرسل الأصحاح الثاني وكورنثوس الأولي الأصحاح 14 هو "لغة". فالتكلم بألسنة هو التكلم بلغة لا تعلمها، لتوصيل رسالة الأنجيل لشخص ما لا يفهم لغتك الأصلية. وحيث أن اللغات المتداولة كانت متعددة في كورنثوس، فيبدو من الواضحاً أنه كان لهذه الهبة أهمية وقيمة كبيرة. فقد كان المؤمنون قادرون علي توصيل وشرح رسالة الأنجيل ببراعة. ولكن بولس وضح لنا أن الألسنة كانت "تترجم" (كورنثوس الأولي 13:14 و27). فالمؤمن من كنيسة كورنثوس كان يعظ كلمة الله بالألسنة لشخص ما يتحدث تلك اللغة، ثم يقوم ذلك الشخص أو شخص آخر في تلك الكنيسة بترجمة ما تم وعظه، حتي يفهم كل فرد في الجماعة ما قيل.
فما هي اذاً الصلاة بالألسنة وكيف تختلف عن التكلم بالألسنة؟ كورنثوس الأولي 13:14-17 يشير الي الصلاة بالألسنة أيضاً تترجم. وكنتيجة فأنه يبدو أن التكلم بالألسنة استخدم لتقديم صلاة لله. وهذه الصلاة كانت تشهد لفرد ما يتحدث تلك اللغة، ولكنها لابد وان كانت تترجم أيضاً وذلك لبناء الجسد كله.
هذا المعتقد لا يتفق مع الذين يرون أن الصلاة بالألسنة هي لغة صلاة. فمعتقدهم كالتالي: الصلاة بألسنة هي صلاة شخصية بين المؤمن والله (كورنثوس الأولي 1:13)، يستخدمها المؤمن لبناء نفسه (كورنثوس الأولي 4:14). وهذا المعتقد غير كتابي للأسباب التالية:
(1) كيف يمكن أن يكون الصلاة بالألسنة صلاة شخصية أن كان ولابد أن تترجم؟ (كورنثوس الأولي 13:14-17)؟ (2) كيف يمكن أن تكون الصلاة بالألسنة لبناء النفس حين يقول الكتاب أن المواهب الروحية هي لبناء الكنيسة، وليس النفس (كورنثوس الأولي 7:12). (3) كيف يمكن أن تكون الصلاة بالألسنة صلاة شخصية ان كانت الألسنة "علامة لغير المؤمنيين" (كورنثوس الأولي 22:14)؟ (4) الكتاب المقدس يوضح أن ليس كل شخص يمنح هبة التكلم بالألسنة (كورنثوس الأولي 11:12 و 28-30). كيف يمكن أن تكون الصلاة بالألسنة لبناء التفس، اليس جميعنا في احتياج للبناء الروحي؟
أيضاً نجد أن البعض لهم معتقدات أخري تتعلق بالصلاة بألسنة. فالبعض يعتقدون أن الألسنة هي "لغة سرية" تمنع ابليس واجناده من فهم ما نقوله لله في صلاتنا. وهذا المعتقد أيضاً غير كتابي للأسباب التالية: (1) العهد الجديد يصف الألسنة بلغة بشرية. فأنه من المستبعد ألا يقدر ابليس واجناده علي فهم لغة بشرية. (2) مدون في الكتاب المقدس صلوات المؤمنون من غير أي معوقات أو عرقلة من ابليس. فان سمع ابليس أو اجناده صلاتنا فهو ليس له المقدره أن يمنع الله من سماع صلواتنا أو الأستجابة لها حسب مشيئته. فنحن نعلم أن الله يستمع لصلواتنا، فهذا يجعل سماع ابليس لصلواتنا أم لا شيء غير هام.
فماذا نفعل بكل المؤمنون الذين اختبروا الصلاة بالألسنة ووجدوها بناءة لأنفسهم؟ أولاً لابد وأن نبني ايماننا علي ما هو مدون في الكتاب المقدس وليس خبراتنا. ولابد أن نترجم خبراتنا تبعاً لما هو في الكتاب وليس ما هو في الكتاب تبعاً لخبراتنا. ثانياً، كثير من الذين يتبعوا البدع والهرطقات ما يقولون أنهم اختبروا التكلم بألسنة. بالطبع ذلك ليس من الروح القدس. وذلك يحضنا علي التمسك بما هو مكتوب في الكتاب المقدس. ثالثاً، كثير من الأبحاث أثبتت أنه يمكن تعلم التكلم بألسنة. حيث أنه عندما يري شخص ما ويسمع الآخرين يتكلمون بألسنة فأنه يتعلم نفس الشيء وان كان غير مدرك بذلك. وقد يفسر ذلك حالة أغلب من يصلوا بألسنة. رابعاً، الشعور "ببناء النفس" هو شعور طبيعي. فالهرمونات الفسيولوجية التي تصاحب أي خبرة جديدة، أو انفعال، تجعل الشخص يشعر بشيء جديد وغير طبيعي.
الصلاة بألسنة هو واحد من الموضوعات التي قد يتفق أو يختلف عليها المسيحيون في المحبة وبأحترام كل طرف للآخر. الصلاة بألسنة لا تحدد خلاصك. والصلاة بألسنة لا تفرق المؤمن المخضرم من المؤمن الحديث. فكون الصلاة بألسنة هي لغة صلاة أم لا شيء غير أساسي في الأيمان. فبالرغم من أننا نعتقد أن الكتاب يرشدنا بعيداً عن فكرة أن الصلاة بالألسنة هي شيء شخصي يبني المؤمن نفسه – فنحن ندرك أن الذين يمارسون الصلاة بالألسنة من أخوتنا المسسيحيون يستحقون كل محبتنا وأحترامنا.
ماهو دور الروح القدس في حياتنا اليوم؟
السؤال: ماهو دور الروح القدس في حياتنا اليوم؟
الجواب: أعظم عطية منحها الله للبشرية هي عطية حضور الروح القدس. وللروح القدس وظائف وأدوار عديدة. فأولاً، أنه يعمل في قلوب البشر في كل مكان. فقد قال يسوع للتلاميذ، أنه سيرسل روحه القدوس للعالم "لكني أقول لكم الحق: انه خير لكم أن أنطلق، لأنه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ومتي جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة: أما علي خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما علي بر فلأني ذاهب الي أبي ولا ترونني أيضاً. وأما علي دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين" (يوحنا 7:16-11). وقد أعطي الجميع "ضمير صالح" أن اعترفوا بذلك أم لا، لأننا نعلم أن الروح القدس يذكر عقول الله بحق الله ويقنعهم بحجة عادلة بأنهم خطاة. وهذا الشعور يدفع الناس للرجوع لله وقبول الخلاص.
فمنذ لحظة خلاصنا فأنننا ملك لله، وروح الله ساكن فينا ويسكن فينا للأبد، ويختمنا بختم بنوته الأبدية. ولقد قال يسوع أنه سيرسل الروح القدس المعين، المعزي والمرشد. "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الي الأبد" (يوحنا 16:14. وكلمة "معين" في اليونانية تشير الي من يشارك الطريق مشجعاً ومرشداً في الطريق، "ملتصقاً" للأشارة الي السكني في قلوب المؤمنيين (رومية 9:8 وكورنثوس الأولي 19:6 و20 و13:12). فلقد "عوضنا" المسيح عن غيابه بحضور الروح القدس، لتولي أمور كان يسوع قام بها أن كان معنا في الجسد.
وواحد من هذه الأمور هو اظهار الحق. فسكني الروح القدس فينا يمكننا من فهم وتفسير كلمة الله. فقد قال يسوع لتلاميذه "وأما متي جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الي جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا 13:16). فهو يظهر لعقولنا ارشاد الله فيما يتعلق بالعبادة، والأيمان، والحياة المسيحية. فهو المرشد الأمين الذي يقودنا نازعاً كل عرقلة في الطريق، موسعاً ادراكنا، وموضحاً لنا كل ما نحتاجه. فهو يرشدنا في طريقنا الروحي. فمن غير قيادتة نسقط في الخطية. ومن أهم الحقائق التي يظهرها لنا، هو أن المسيح حقاً ابن الله (يوحنا 26:15 وكورنثوس الأولي 3:12). ويقنعنا الروح القدس بآلوهية المسيح وبنوته، وحياته، وكونه المسيا المنتظر، كذلك آلامه وموته، بل وقيامته وصعوده، ورفعته الي يمين الله، ودوره كديان العالم. ويعطي مجداً للمسيح في كل الأشياء (يوحنا 14:16).
ودور أخر من أدواره هو أنه مانح العطايا. وكورنثوس الأولي 12 يصف الهبات الروحية التي تمنح للمؤمنيين كجسد المسيح علي الأرض. وكل هذه العطايا كبيرها وصغيرها، يمنحها لها الروح القدس حتي نصبح سفراء المسيح، لكي يري الناس نعمته ويمجدوا الله.
كما أن الروح القدس يساعدنا كي نثمر في حياتنا المسيحية. فعندما يسكن فينا، يبدأ حصاد ثمر الأيمان المزروعة فينا – محبة، فرح، سلام، طول أناة، تعفف، لطف، ايمان، وداعة، وضبط النفس (غلاطية 22:5-23). فهذه ليست أعمال الجسد، الذي لا يقدر أن يحمل ثمراً ولكن عمل حضور الروح القدس في حياتنا.
ومعرفة أن الروح القدس يسكن فينا، وأنه يصنع المعجزات، ولم ولن يتركنا لأبد الآبدين يسبب فرحة وراحة عظمي لنفوسنا. فشكراً لله من أجل عطيته العظيمة – الروح القدس وعمله في حياتنا!
هل الغيبوبة بالروح أمر كتابي؟
السؤال: هل الغيبوبة بالروح أمر كتابي؟
الجواب: فكرة "الغيبوبة بالروح" تأتي من وضع الواعظ يديه علي شخص ما وسقوط ذلك الشخص علي الأرض، لأنه غير قادر علي تحمل قوة الروح القدس. والذين يمارسون "الغيبوبة الروحية" يستخدمون الآية الكتابية بأن الناس يصبحون "مثل الموتي" (رؤيا 17:1)، أو بالسقوط علي وجههم (حزقيال 28:1 ودانيال 17:8-18 ودانيال 7:10-9). ولكن يوجد الكثير من التاقض بين ما هو موجود في الكتاب المقدس عن "السقوط علي الوجه" وممارسة فكرة "الغيبوبة الروحية".
1. السقوط علي الوجه الكتابي كان نتيجة لمشاهدة انسان لشيء خارق للطبيعة أو لرؤيا معينة مثل مشاهدة ظهور المسيح في ملء مجده (متي 6:17). ولكن الغيبوبة الروحية الممارسة اليوم، يسقط فيها الأنسان كنتيجة للمس شخص آخر له.
2. الكتاب المقدس لا يحتوي علي الكثير من حالات السقوط علي الوجه، لأنه أمر نادر الحدوث. ولكن في ظاهرة "الغيبوبة بالروح" يسقط الناس في الأجتماعات الكنسية الأسبوعية بصورة دائمة.
3. سقوط الناس في الكتاب المقدس يحدث كنتيجة ابنهارهم الشديد لما رأوه أو بسبب من رأوه. في حين أن في حالة "الغيبوبة الروحية" يسقط الناس علي ظهورهم بعد أن يقوم الواعظ بلمسهم أو ازاحتهم.
ولاندعي أن كل حلالت الغيبوبة في الروح هي حالات غير صادقة، فكثير من الناس يشعرون بقوة شديدة تجعلهم يسقطون. ولكننا لا نجد ادلة كتابية تعضد هذه الظاهرة. فتفسيرنا أن هذه القوة ليست من الله أو عمل الروح القدس.
ومن المؤسف أن يركز الناس اتجاهاتهم الروحية علي ممارسة مثل تلك الظواهر بدلاً من التركيز علي الثمار العملية التي تمنح لنا لتمجيد الله بحياتنا (غلاطية 22:5-23). فهذه الظواهر لاتعتبر أدلة لحلول الروح القدس. ولكن الأدلة تظهر في تمجيد الأنسان لله بترنيمات روحية وشكر لله. أفسس 18:5-20 وغلاطية 22:5-23.
هل يمكن أن ينفصل المؤمن عن الروح القدس؟
السؤال: هل يمكن أن ينفصل المؤمن عن الروح القدس؟
الجواب: ببساطة، كلا. لا يمكن أن ينفصل الروح القدس عن المؤمن. وهذا موضح في أجزاء عديدة من العهد الجديد. فعلي سبيل المثال، رومية 9:8 يقول لنا "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، ان كان روح الله ساكناً فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له" والآية هنا توضح أنه ان كان الروح القدس لا يسكن في الشخص، فهذا الشخص غير مخلص، فان كان الروح القدس سينفصل عن المؤمن، فهذا الشخص قد خسر علاقته مع الله وخلاصه. ولكن هذا يتناقض مع تعاليم الكتاب عن الضمان الأبدي للمسيحي. والآية الأخري التي تتحدث عن سكني الروح القدس الدائم في حياة المؤمن نجدها في يوحنا 16:14. ويقول هنا المسيح أن الله الآب سيمنحكم معيناً وهو "سيكون معكم دائماً".
وحقيقة أن الروح القدس لن يترك المؤمن هي حقيقة مذكورة في أفسس 13:1-14 حيث يذكر أن المؤمنون "مختومين" بختم الروح القدس، "ولكن الآن في المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا، الذي جعل الأثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط". وفكرة الختم تعبر عن الملكية والتبعية. فالله وعد كل الذين يؤمنون به وبأبنه يسوع بالحياة الأبدية، ودليل أنه يحفظ وعده أنه أرسل روحه القدوس ليسكن في المؤمنيين الي يوم الفداء. وكعربون للحياة الأبدية حيث الشركة مع الله أرسل الله روحه القدوس لضمان الشركة الآتية. ويذكر كورنثوس الثانية 22:1 وأفسس 30:4 كون المؤمنون مختومون بختم البنوة.
وقبيل موت المسيح، وقيامته، وصعوده الي السماء كان للروح القدس علاقة "غير مستمرة" مع البشر. فحل الروح القدس علي الملك شاول، ثم غادره (صموئيل الأول 14:16) وحل علي داوود (صموئيل الأول 13:16). وبعد أن ارتكب خطيئة الزني، خشي داوود بأن يؤخذ الروح القدس منه (مزمور 11:51). وحل الروح القدس علي بصلئيل وملأه بروح المعرفة والصنعة (خروج 2:31-5). ولكن لايذكر الكتاب استمرار تلك العلاقات. وذلك تغير بعد صعود يسوع المسيح الي السماء. وبداية بيوم الخمسين (أعمال الرسل أصحاح 2)، بدأ الروح القدس بالسكني بصورة دائمة في قلوب المؤمنين. وهذا هو تتميم لوعد الله بأنه دائماً معنا، لا يهملنا ولا يتركنا.
وبالرغم من أن الروح القدس لا ينفصل عن المؤمن، فمن الممكن أن نرتكب الخطيئة وأن نتسبب في "اخماد الروح القدس" (تسالونيكي الأولي 19:5) أو في "احزان الروح القدس" (أفسس 30:4). فدائماً للخطيئة عواقب تؤثر علي علاقتنا مع الله. وبالرغم من أن علاقتنا مع الله مضمونة بالمسيح، فالخطيئة الدفينة في حياتنا يمكن وأن تعرقل مسيرتنا مع الله وشركتنا معه وتخمد عمل الروح القدس في حياتنا. وهنا تظهر أهمية اعترافنا بخطايانا لله "ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" (يوحنا الأولي 9:1). فبينما أنه لنا ضمان عدم انفصال الروح القدس عنا، فأننا قد نفقد بهجة حضوره في حياتنا
ما هو الفرق بين الموهبة والهبة الروحية؟
السؤال: ما هو الفرق بين الموهبة والهبة الروحية؟
الجواب: هناك أوجه أختلاف و تقارب بين المواهب والهبات الروحية. فالنوعين يمنحهما الله للأنسان. والأثنان يتحسنان بالأستخدام. والأثنان يستخدما لخدمة الآخرين وليس لأغراض شخصية. فكورنثوس الأولي 7:12 يذكر أن المواهب الروحية تستخدم لنفع الآخرين... وليس لنفع الشخص نفسه. وحيث أن الوصايا العظمي تنطوي علي محبة الله والآخرين، فمن الطبيعي أن يستخدم الله الهبات الممنوحة للشخص. والأختلاف يأتي في أصل الهبات الروحية أو المواهب ومتي تمنح. فيمكن أن يكون الشخص موهوباً بغض النظر عن ايمانه بالمسيح، فموهبته يمكن أن تكون نتيجة تكوينه الجيني (مثل المواهب الموسيقية، أو الفنية، أو الرياضية) والبيئة التي تربي فيها (تشجيع الوالدين لتعلم الموسيقي) أو لأن الله أراد أن يمنح شخص ما موهبة معينة (مثل بصلئيل في سفر الخروج 1:31-6). في حين أن الهبات الروحية يمنحها الروح القدس للمؤمن (رومية 3:12 و6) عندما يسلم الفرد قلبه لله طالباً المغفرة لخطاياه. ويمنح الروح القدس المؤمن الهبات الروحية التي يشاءها (كورنثوس الأولي 11:12). ويوجد ثلاث قوائم أساسية للهبات الروحية:
رومية 3:12-8 يذكر الهبات الروحية كالتالي: التنبؤ، خدمة الآخرين (بصورة عامة)، التعليم، الأعطاء بسخاء، القيادة، وابداء الرحمة. كورنثوس الأولي 8:12-11 يذكر هذه الهبات كالتالي: كلمة الحكمة (المقدرة علي ايضاح الحكمة الروحية)، عمل المعجزات، النبؤة، التكلم بألسنة (المقدرة علي التكلم بلغة لم يدرسها الفرد)، ترجمة الألسنة. والقائمة الثالثة موجودة في أفسس 10:4-12، والتي تذكر أن الله أعطي كنيستة الرسل والأنبياء والمبشرين والوعاظ المعلمين. وهناك التساؤل عن عدد الهبات الروحية حيث أن القوائم مختلفة. كما نري أنه من الممكن أن تكون هذه القوائم غير مكتملة حيث أن الله أعطانا هذه القوائم علي سبيل المثال وليس الحصر.
وفي حين أن المواهب شيء يتدرب عليه الشخص وينميه لأن يصبح هواية أو مستقبل وظيفي، فأن الروح القدس يعطي الهبات الروحية لبناء الكنيسة. ويستخدم المؤمنون الهبات الروحية لتوسيع مملكة الله. فالجميع مدعوون ومجهزون "للخدمة" وعمل الله (أفسس 12:4). والجميع قد منحوا هبات لكي يشاركوا في عمل الرب كتقديراً لما صنع الله بهم. ويجد المسيح شبعاً في تأدية عمل الله وواجب قادة الكنيسة هو اعداد المؤمنيين لعمل الله الذي دعاهم للمشاركة فيه. والغرض من الهبات الروحية هو أن الكنيسة ككل تنمو وتتقوي كنتيجة طبيعية لمشاركة كل عضو من جسد المسيح بالهبات الممنوحة له.
ولتلخيص الأختلافات بين المواهب والهبات الروحية: (1) فالموهبة هي نتيجة للتدريب أو التكوين الجيني للفرد، بينما يمنح الروح القدس الهبات الروحية للأنسان. (2) يمكن أن يكون الشخص الموهوب مسيحياً مؤمنا أو لا، ولكن الهبة الروحية تمنح للذين يؤمنون بالمسيح فقط. (3) في حين أن المواهب والهبات الروحية يجب أن يستخدما لمجد الله، فأن الهبات الروحية مهدفة لذلك، بينما يمكن استخدام المواهب لأغراض غير روحية.
هل التكلم بألسنة دليل علي حلول الروح القدس؟
السؤال: هل التكلم بألسنة دليل علي حلول الروح القدس؟
الجواب: يذكر سفر أعمال الرسل ثلاثة مرات صاحب فيها التكلم بألسنة حلول الروح القدس (أعمال الرسل 4:2 و44:10-46 و6:19). ولكن هذه المرات الثلاث هي الأدلة الوحيدة الموجودة في الكتاب المقدس لمصاحبة التكلم بالألسنة للملء بالروح القدس. ونري من خلال سفر أعمال الرسل أن الآلاف من الناس آمنوا بالمسيح ولا يذكر أي شيء عن تكلمهم بالألسنة (أعمال الرسل 41:2 و 5:8-25 و 31:16-34 و20:21). ولايوجد أي شيء في العهد الجديد يعلمنا أن التكلم بألسنة هو دليل الملء بالروح القدس. بل علي العكس، فالكتاب المقدس يعلمنا أن كل مؤمن بالمسيح يسكن الروح القدس فيه (رومية 9:8 وكورنثوس الأولي 13:12 وأفسس 13:1-14)، ولكن ليس كل مؤمن يتكلم بالألسنة (كورنثوس الأولي 29:12-31).
فلم كان التكلم بألسنة دلالة حلول الروح القدس في هذه المرات الثلاث المذكورة في سفر أعمال الرسل؟ الأصحاح الثاني في أعمال الرسل يذكر أن التلاميذ قد تعمدوا بالروح القدس وتقووا به لأعلان بشارة الأنجيل. وذلك مكن التلاميذ من التحدث بلغات أخري (ألسنة أخري) حتي يشاركوا رسالة الأنجيل مع الآخرين بلغتهم. وأعمال الرسل الأصحاح العاشر يدون أن بطرس الرسول قد أرسل لمشاركة رسالة الأنجيل مع غير اليهود. وحيث أنه كان يصعب علي بطرس والمسيحيون الآوائل قبول الأمم في جسد المسيح، فقد أعد الله المؤمنون بأسمه أن يتحدثوا بلغات يفهمها المؤمنون الآوائل كدليل علي امتلائهم بالروح تماماً مثل بطرس والآخرين (أعمال الرسل 47:10 و 17:11).
ويصف أعمال الرسل 44:10-47 "فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس علي جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان، كل من جاء مع بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت علي الأمم أيضاً. لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة ويعظمون الله" ويشير بطرس الي هذا الحدث لاحقاً بأنه دليل علي أن الله يخلص الأمم أيضاً (أعمال الرسل 7:15-11).
فلا يجب علي المسيحيون توقع التكلم بألسنة عند قبولهم يسوع المسيح كمخلصهم الشخصي أو كدليل لمعمودية الروح القدس. فالحقيقة أن الكتاب المقدس يذكر حالتين فقط تكلم فيها الناس بألسنة عند قبولهم المسيح. التكلم بألسنة هي هبة معجزية بهدف معين لوقت معين. فهي لم تعتبر ولا تعتبر دليل علي قبول الروح القدس.
ما هو المعني بالسلوك بالروح؟
السؤال: ما هو المعني بالسلوك بالروح؟
الجواب: روح الله يسكن في المؤمنيين، وهو رجاء المجد فيهم (كولوسي 27:1). والذين يسلكون بالروح سيظهر ذلك في كل دقيقة ويوم في حياتهم. وذلك نتيجة لأختيارهم أن يتوكلوا علي الروح القدس لقيادة أفكارهم وأعمالهم وكلماتهم (رومية 11:6-14). وفشل المؤمن في التوكل علي الروح القدس يومياً سيؤدي الي عدم مقدرته أن يعيش كما يدعوه الكتاب (يوحنا 3:3 وأفسس 1:4 وفيليبي 27:1). فنحن نعلم أننا أن سلكنا بالروح فستحمل حياتنا ثماره وهي محبة فرح، سلام، طول آناة، صلاح، أيمان، تعفف، ووداعة، ولطف (غلاطية 22:5 و23). والأمتلاء (أو السلوك) بالروح هو السماح للمسيح وتعاليمه بالسكني فينا (كولوسي 16:3).
والنتيجة هي شكر، ترنم، وفرح (أفسس 18:5-20 وكولوسي 16:3). فأبناء الله سينقادون بروح الله (رومية 14:8). فعندما يختار المؤمن الا يسلك بالروح فأنه ينقاد الي الخطيئة وبهذا يحزن قلب الله، وهنا يأتي دور الأعتراف والندم والرجوع الي الله (أفسس 30:4 ويوحنا الأولي 9:1). فنجد أن "السلوك بالروح"، هو تسليم خطواتك لله والسماح له بقيادة عقلك. بل هو "المسيرة مع" الروح القدس. وفي النهاية، كما قبلنا المسيح بالأيمان، فأنه ينبغي أن نسلك بالأيمان، الي أن يأخذنا الي سماه ونسمع صوت القدير قائلاً: "فاني وان كنت غائباً في الجسد لكني معكم في الروح، فرحاً، وناظراً ترتيبكم ومتانة ايمانكم في المسيح.... نعماً أيها العبد الصالح الأمين! كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير. ادخل الي فرح سيدك!" (كولوسي 5:2 ومتي 23:25).
هل نهاية المعجزات أمر كتابي؟
السؤال: هل نهاية المعجزات أمر كتابي؟
الجواب: إن القول بنهاية المعجزات هو الإعتقاد بأن "مواهب المعجزات" من التكلم بألسنة والشفاء قد إنتهت – وأن نهاية عصر الرسل أنهى المعجزات المرتبطة بذلك العصر. إن أغلب معتنقي هذا الفكر يؤمنون أنه في حين أن الله قادر على تحقيق المعجزات ومازال يصنعها اليوم إلا أن الروح القدس لم يعد يستخدم البشر في إتمام المعجزات.
يبين السجل الكتابي أن المعجزات حدثت خلال فترات معينة لهدف معين وهو تأكيد رسالة جديدة من الله. تمكن موسى من صنع المعجزات لكي يؤكد خدمته أمام فرعون (خروج 4: 1-8). إيليا أعطي معجزات لتأكيد خدمته أمام آخاب (ملوك الأول 17: 1؛ 18: 24). وأعطي الرسل معجزات لتأكيد خدمتهم أمام شعب إسرائيل (أعمال الرسل 4: 10، 16).
تميزت خدمة يسوع أيضاً بالمعجزات التي يدعوها الرسول يوحنا "آيات" (يوحنا 2: 11). وهنا يهدف يوحنا أن يبين أن المعجزات دليل على مصداقية رسالة المسيح.
بعد قيامة المسيح، وعند تأسيس الكنيسة وتدوين العهد الجديد مارس الرسل "آيات" مثل التكلم بألسنة والشفاء. "إِذاً الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ" (كورنثوس الأولى 14: 22، هذه آية تبين أن هذه الموهبة لم يكن الهدف منها بناء الكنيسة).
لقد توقع الرسول بولس نهاية موهبة الألسنة (كورنثوس الأولى 13: 8). فيما يلي ستة براهين على هذا:
1) إن الرسل الذين بدأت الألسنة بهم كانوا منفردين في تاريخ الكنيسة. وبعد أن تمت مهمتهم لم تعد هناك حاجة لتوكيدها.
2) إن المواهب المعجزية (أو الآيات) ذكرت فقط في الرسائل الأولى مثل كورنثوس الأولى. أما الأسفار التالية مثل أفسس ورومية فتحتوي على مقاطع مفصلة عن مواهب الروح ولم تذكر بها الآيات رغم أن رسالة رومية تذكر موهبة النبوة.
3) إن موهبة التكلم بألسنة هي علامة لغير المؤمنين أن خلاص الله متاح للأمم كلها. (أنظر كورنثوس الأولى 14: 21-22 واشعياء 28: 11-12).
4) كانت الألسنة موهبة أقل من النبوة أو الوعظ. فالوعظ بكلمة الله يبني المؤمنين. ويطلب من المؤمنين أن يسعوا للنبوة أكثر من التكلم بألسنة (كورنثوس الأولى 14: 1-3).
5) يشير التاريخ إلى فترة توقف موهبة الألسنة. فلا يذكرها الآباء ما بعد عهد الرسل. وقد إعتبر الكتاب مثل جاستين مارتير، وأوريجون، وكريسوستوم، وأغسطينوس أن الألسنة أمر حدث في أيام الكنيسة الأولى فقط.
6) نرى أنه مع نهاية عهد الرسل أصبحت المعجزات مثل التكلم بألسنة والشفاء أقل حدوثاً. وأن الرسول بولس الذي أقام أفتيخس من الموت (أعمال الرسل 20: 9-10) لم يشفي أبفرودتس (فيلبي 2: 25-27)، وتروفيموس (تيموثاوس الثانية 4: 20) وتيموثاوس (تيموثاوس الأولى 5: 23) أو حتى نفسه (كورنثوس الثانية 12: 7-9). والسبب في هذا في رأينا أولا، أن المواهب لم يكن المقصود بها أن يصبح كل مؤمن صحيحاً بالجسد بل لتأكيد مصداقية رسالة الرسل وثانيا، كانت مصداقية الرسل قد تأكدت فلم تعد هناك حاجة لمزيد من المعجزات.
إن الأسباب المذكورة سابقاً قد تعتبر دليل على نهاية عصر المعجزات. وفقاً لما جاء في كورنثوس الأولى 13: 13-14: 1 علينا جميعاً أن "نسعى للمحبة" التي هي أعظم موهبة. وإذا رغبنا في المواهب، علينا أن نجاهر بكلمة الله حتى يبنى الجميع.
ما هي الحركة الكاريزماتية؟
السؤال: ما هي الحركة الكاريزماتية؟
الجواب: إن الحركة الكاريزماتية هي حركة تجديد مسيحية لاطائفية، وهي من أشهر الحركات المسيحية وأسرعها إنتشاراً في العالم المسيحي اليوم. ترجع جذور هذه الحركة إلى نهضة عام 1906 تحت رعاية كنيسة الميثوديست في إرسالية شارع أزوزا في لوس أنجيلوس بكاليفورنيا. حيث إختبر الناس معمودية الروح القدس بنفس الطريقة المسجلة في أعمال الرسل الإصحاح الثاني أثناء الإحتفال بعيد الخمسين. إمتد التأثير الروحي لتكلم الناس بالألسنة ولحدوث المعجزات عبر الولايات المتحدة وهكذا بدأت الحركة الخمسينية أو الكاريزماتية.
مع بدايات السبعينات كانت الحركة قد إمتدت إلى أوروبا، وإزدادت إتساعاُ في الثمانينات حيث تطورت منها عدة طوائف جديدة. وليس من الغريب أن نرى تأثيرها في العديد من الطوائف الأخرى مثل المعمدانية، والأسقفية، واللوثرية بالإضافة إلى الكنائس اللاطائفية.
تأخذ هذه الحركة إسمها من الكلمة اليونانية charis التي تعني "نعمة" و كلمة mata التي تعني "مواهب". إذاً Charismata تعني "مواهب النعمة". وهي تؤكد على إظهارات مواهب الروح القدس كعلامة على حضور الروح القدس. هذه المواهب تعرف أيضاً بأنها المواهب الروحية الكتابية. من المواهب البارزة التكلم بألسنة والنبوة. ويؤمن الكاريزماتيين أن إظهارات الروح القدس التي أعطيت للمؤمنين في القرن الأول مازال يمكن إختبارها وممارستها اليوم.
يظل السؤال: هل الحركة الكاريزماتية كتابية؟ إن أفضل طريقة لإجابة هذا السؤال هي هكذا: نحن نعلم أنه منذ خلق الإنسان وخطة الشيطان الأساسية هي أن يضع حجاباً بين أولاد الله وكلمة الله المعصومة. بدأ هذا في جنة عدن عندما سألت الحية حواء "أحقاً قال الله...؟" (تكوين 3: 1)، وبهذا يثير الشك تجاه سلطان ومصداقية كلمة الله. ومنذ ذلك اليوم وهو مستمر في مهاجمة عصمة وكفاية الإنجيل. ودون شك نحن نعلم أن قد كثف إستراتيجيته هذه ( بطرس الأولى 5: 8).
واليوم نحن نشهد زيادة في نشاط الشيطان في المجال المعجزي. فحيث لا ينجح الشيطان في إنتزاع الإنجيل منا فهو يسعى حثيثاً لإبعادنا عن الإنجيل. وهو يعمل هذا بأن يجعل المؤمنين يركزون على إدعاءات الناس للإختبارات الفائقة للطبيعة. ونتيجة لهذا فإن من يسعون وراء إختبارات الآخرين لا يكون لديهم الوقت أو الإهتمام للبحث في كلمة الله طلباً للحق الإلهي.
لا ننكر أن الله مازال يصنع المعجزات. وبعض مما يحدث في دوائر الحركة الكاريزماتية هو عمل حقيقي للروح القدس. ولكن تبقى الحقيقة: إن جسد المسيح لا يحتاج من يدعون أنهم رسل، أو صانعي معجزات بحسب رؤيتهم الخاصة. ما تحتاجه الكنيسة هو العودة إلى كلمة الله وإعلان كل حق الله بقوة ومحبة الروح القدس.
ما هي الألسنة؟
السؤال: ما هي الألسنة؟
الجواب: إن الألسنة، وهي ظاهرة يشار إليها أحيانا على أنها "النطق بكلمات غريبة" هي التفوه بأصوات غير مفهومة تشابه الكلمات بينما الإنسان في حالة من النشوة. وأحياناً يتم الخلط بينها وبين موهبة "التكلم بألسنة" الكتابية. ولكن في حين أن الألسنة هي التفوه بلغة غير موجودة، فإن التكلم بألسنة هي القدرة على الكلام بلغة غير معروفة سابقاً للمتكلم بطلاقة.
بالإضافة لهذا، في حين أن التكلم بألسنة ليس قدرة طبيعية ذاتية، فقد أظهرت الدراسات أن الألسنة هي سلوك مكتسب. تظهر الدراسات التي أجريت في المركز الطبي اللوثري أن الألسنة يمكن تعلمها مع أتباع بعض الإرشادات البسيطة. وبالتالي فقد وجد أن الطلبة يمكنهم أن "يتكلموا بألسنة" في غياب أية أشارات على اختبارات غير طبيعية. أظهر إختبار آخر أجرى على ستين طالباً أنه بعد الإستماع إلى الألسنة لمدة دقيقة واحدة تمكن 20 بالمائة منهم من تقليدها بصورة متقنة. وبعد بعض التدريب تمكن سبعون بالمائة من القيام بذلك.
يمكننا ملاحظة وجود الألسنة في كل أنحاء العالم تقريباً. إن الديانات الوثنية في كل أنحاء العالم تسيطر عليها الألسنة. وهذه تشمل الشامان في السودان، والشانجو في الساحل الغربي لأفريقيا والزور في إثيوبيا، والفودو في هايتي، وغيرها في أمريكا الجنوبية وأستراليا. إن النغمرة أو التفوه بكلام غير مفهوم والذي يفسر على أنه نابع من بصيرة عميقة لرجال مقدسين هو من الممارسات الدينية القديمة.
يوجد جانبين أساسيين للألسنة. الأول هو التكلم أو النغمرة بأصوات تشبه الكلام. وفي الواقع يمكن لكل إنسان أن يقوم بهذا؛ حتى الأطفال قبل أن يتعلموا الكلام يمكنهم تقليد أصوات اللغة الحقيقية بكلمات غير مفهومة. ولا يوجد شيء فائق للطبيعة في هذا الأمر. والجانب الآخر من الألسنة هو الشعور بالنشوة أو إبداء سلوك يشبه التغييب عن الوعي. وليس شيء فائق للطبيعة في هذا الأمر أيضاً، رغم أنه من الصعب القيام به أكثر من مجرد النطق بكلام غير مفهوم.
يوجد بعض المسيحيين، خاصة في الحركة الخمسينية، يؤمنون أنه يوجد تفسير فائق للطبيعة للألسنة في تشابه مع ما حدث في العهد الجديد. إنهم يؤمنون أن الهدف الرئيسي من موهبة التكلم بألسنة هو إظهار إنسكاب الروح القدس عليهم كما في يوم الخمسين (أعمال الرسل 2) وكما تنبأ يوئيل (أعمال الرسل 2: 17).
وبين هذه الكنائس التي تتبنى ممارسة الألسنة بدرجة أو أخرى لا يوجد إتفاق على طريقة عملها. فمثلاً يصر البعض أنها بالفعل موهبة من مواهب الروح القدس، بينما يقلل الآخرين من أهميتها قائلين أن بولس الرسول يعلم بأن موهبة "التكلم بألسنة" ليست بذات أهمية مواهب الروح القدس الأخرى (أنظر كورنثوس الأولى 13). أيضاً هناك من يريدون تجنب إنقسام الكنيسة حول موضوعات كهذه فلا يتكلمون عنها إطلاقاً أو يعتبرونها مجرد إختبار نفسي. ثم نجد أولئك الذين يعتبرون الألسنة خدعة من الشيطان ذاته.
إن اللغات الغريبة مسموعة ومفهومة حول العالم، ولكن اللغات الحالية لا تسمع ولا تفهم عندما ينطق بها "كألسنة غريبة". ما نسمعه هو مزيج من الإدعاء والتخبط والجلبة. فببساطة لا يمكننا ـأن نعلن أنه كما في وقت الكنيسة الأولى، "كل منا يسمع (يفهم) ما يقولونه بلغته الأصلية" (أعمال الرسل 2: 8).
ببساطة نقول أن ممارسة الألسنة ليست هي موهبة التكلم بألسنة الموجودة في الكتاب المقدس. لقد أوضح بولس أن الغرض من موهبة التكلم بألسنة هو أن تكون علامة لمن لا يؤمنون ولنشر الأخبار السارة أي إنجيل المسيح (كورنثوس الأولى 14: 19، 22).
ما هي أسماء وألقاب الروح القدس؟
السؤال: ما هي أسماء وألقاب الروح القدس؟
الجواب: يعرف الروح القدس بأسماء وألقاب عديدة، أغلبها تشير إلى وظيفة معينة أو جانب معين من خدمته. فيما يلي بعض الأسماء والأوصاف التي يستخدمها الكتاب المقدس في الإشارة إلى الروح القدس:
مؤلف الكتاب المقدس: (بطرس الثانية 1: 21؛ تيموثاوس الثانية 3: 16) الكتاب المقدس موحى به، هذا يعني حرفياً أنه "نسمة الله" بالروح القدس، الأقنوم الثالث في الثالوث المقدس. لقد دفع الروح القدس كتَّاب الأسفار الستة والستين ليسجلوا بالضبط ما أوحى به في قلوبهم وأذهانهم. كما تتحرك السفينة عبر المياه بواسطة الرياح في أشرعتها كذلك تحرك كتاب الكتاب المقدس بنبض الروح القدس.
المعزي، المرشد، الشفيع: (إشعياء 11: 2؛ يوحنا 14: 16؛ 15: 26؛ 16: 7) هذه الكلمات الثلاث ترجمة لكلمة "باراكليتوس" اليونانية والتي منها نشتق كلمة "باراكليت" والتي هي إسم آخر للروح القدس. عندما مضى يسوع، إضطرب تلاميذه لأنهم فقدوا حضوره المعزي. ولكنه وعد أن يرسل الروح القدس ليعزي ويرشد وينصح أولئك الذين ينتمون للمسيح. الروح أيضاً "يشهد" لأرواحنا أننا ملك له وبالتالي يؤكد لنا خلاصنا.
مبكت على الخطية: (يوحنا 16: 7-11) الروح القدس يطبع حق الله في أذهان الناس لكي يقنعهم بأدلة كافية أنهم خطاة. إنه يفعل هذا عن طريق إقناع قلوبنا أننا غير مستحقين أن نقف أمام الله القدوس، وأننا بحاجة إلى بره، وأن الدينونة مؤكدة وسيواجهها كل البشر. أولئك الذين ينكرون هذا الحق يتمردون في قلوبهم ضد تبكيت الروح القدس.
ختم، رباط، ضمان: (كورنثوس الثانية 1: 22؛ 5: 5؛ أفسس 1: 13-14) الروح القدس هو ختم الله على شعبه، ما يميز ملكيته لنا. إن عطية الروح القدس للمؤمنين هي عربون ميراثنا السماوي، الذي وعدنا به المسيح وضمنه لنا في الصليب. لأن الروح القدس قد ختمنا فإننا واثقين من خلاصنا. لا يستطيع أحد أن يكسر ختم الله.
المرشد: (يوحنا 16: 13) كما أرشد الروح القدس كتَّاب الإنجيل ليسجلوا الحق، هكذا يعد أن يرشد المؤمنين لكي يعرفوا ويفهموا ذلك الحق. إن حق الله "جهالة" بالنسبة للعالم، لأنه "منفصل روحياً" (كورنثوس الأولى 2: 14). هؤلاء الذين ينتمون للمسيح يسكن فيهم الروح القدس الذي يرشد إلى كل ما نحن بحاجة أن نعرفه من الأمور الروحية. أما الذين لا ينتمون للمسيح ليس لديهم "مترجم" يرشدهم إلى معرفة وفهم كلمة الله.
الساكن في المؤمنين: (رومية 8: 9-11؛ أفسس 2: 21-22؛ كورنثوس الأولى 6: 19) الروح القدس يسكن في قلوب شعب الله، وهذا السكنى هو العلامة المميزة للشخص المجدد. ومن داخل المؤمنين هو يرشدنا ويقودنا ويعزينا ويؤثر فينا بالإضافة إلى إنتاج ثمار الروح فينا (غلاطية 5: 22-23). هو يوفر الصلة الحميمة بين الله وأولاده. إن الروح القدس يسكن في قلوب كل المؤمنين الحقيقيين.
الشفيع: (رومية 8: 26) إن خدمة الروح القدس كشفيع لمن يسكن فيهم هي أكثر جوانبه تعزية وتشجيعاً لنا. لأننا كثيراً ما لا نعرف ماذا أو كيف نصلي عندما نتقدم إلى الله، فالروح يشفع لنا ويصلي فينا. هو يفسر "أنَّاتنا" حتى أنه عندما نكون يائسين ومنضغطين تحت التجارب وهموم الحياة، فإنه يأتي إلى جانبنا ليمنحنا المعونة ويساندنا أمام عرش النعمة.
روح الحق، المعلن: (يوحنا 14: 17؛ 16: 13؛ كورنثوس الأولى 2: 12-16) لقد وعد يسوع أنه بعد قيامته، فإن الروح القدس سيأتي "ليرشدكم إلى كل الحق". لأن الروح القدس في قلوبنا فنحن قادرين على فهم الحق خاصة في الأمور الروحية بطريقة لا يستطيع فهمها غير المؤمنين. في الواقع، إن الحق الذي يكشفه لنا الروح القدس هو "جهالة" بالنسبة لهم، ولا يستطيعون فهمه. ولكن نحن لنا فكر المسيح في شخص الروح القدس الساكن فينا.
روح الله، الرب، المسيح: (متى 3: 16؛ كورنثوس الثانية 3: 17؛ بطرس الأولى 1: 11) هذه الأسماء تذكرنا أن روح الله هو بالتأكيد جزء من الثالوث المقدس وأنه مساوٍ للآب والإبن. لقد أعلن لنا أولاً في الخليقة، عندما كان "يرف على المياه"، في إشارة إلى دوره في الخليقة بجانب دور يسوع الذي "صنع كل الأشياء" (يوحنا 1: 1-3). ونرى هذا الثالوث مرة أخرى في معمودية يسوع عندما ينزل الروح القدس على يسوع ويسمع معه صوت الآب.
روح الحياة: (رومية 8: 2) إن عبارة "روح الحياة" تعني أن الروح القدس هو من يعطي الحياة، وليس أنه هو الذي يبدأ الخلاص، ولكن هو الذي يعطي جدة الحياة. عندما نقبل الحياة الأبدية من خلال المسيح فإن الروح القدس يوفر الغذاء الروحي الذي هو عماد الحياة الروحية. هنا أيضاً نرى الثالوث المقدس يعمل. الآب يخلصنا من خلال عمل الإبن والروح القدس يحمي خلاصنا ويحافظ عليه.
المعلم: (يوحنا 14: 26؛ كورنثوس الأولى 2: 13) وعد يسوع أن الروح القدس سيعلم التلاميذ "كل الأشياء" ويذكرهم بكل ما قاله لهم عندما كان معهم. إن من كتبوا العهد الجديد دفعهم الروح القدس ليتذكروا ويفهموا التعليم الذي أعطاهم يسوع لبناء وتنظيم الكنيسة، والعقائد المختصة بشخصه، وإرشادات الحياة المقدسة، وإعلان أمور آتية.
الشاهد (رومية 8: 16؛ عبرانيين 2: 4؛ 10: 15) يسمى الروح القدس "الشاهد" لأنه يشهد لحقيقة أننا أولاد الله، وأن يسوع والتلاميذ الذين صنعوا معجزات أرسلوا بالفعل من الله وأن أسفار الكتاب المقدس موحاة من الله. وأكثر من هذا، فإنه بمنحه مواهب الروح للمؤمنين فإنه يشهد لنا وللعالم أننا ملك الله.
ما هو ختم الروح القدس؟
السؤال: ما هو ختم الروح القدس؟
الجواب: يشار إلى الروح القدس على أنه "العربون" و"الختم" و "الضمان" في قلوب المؤمنين (كورنثوس الثانية 1: 22؛ 5: 5؛ أفسس 1: 13-14؛ 4: 30). الروح القدس هو ختم الله على شعبه، ما يميزنا كملك خاص له. إن الكلمة اليونانية المترجمة "ضمان" في هذه المقاطع هي arrhabōn والتي تعني "وعد" أي جزء من ثمن شراء ممتلكات يدفع مقدماً كضمان للباقي. إن عطية الروح القدس للمؤمنين هي عربون لميراثنا السماوي الذي وعدنا به المسيح وضمنه لنا في الصليب. فنحن واثقين في خلاصنا لأن الروح القدس قد ختمنا. ولا يمكن لأحد أن يكسر ختم الله.
إن الروح القدس أعطي للمؤمنين "كدفعة أولى" لضمان تسليمنا ميراثنا الكامل كأبناء الله. أعطي الروح القدس لنا للتأكيد أننا ننتمي إلى الله الذي يمنحنا روحه كعطية كما أن النعمة والإيمان عطايا (أفسس 2: 8-9). من خلال عطية الروح القدس يجددنا الله ويقدسنا. وهو ينتج في قلوبنا هذه المشاعر والآمال والرغبات التي تدل على قبول الله لنا وأننا أولاده بالتبني وأن رجاؤنا حقيقة أصيلة وأن فداؤنا وخلاصنا مؤكدين بنفس الطريقة التي يضمن بها الختم الوصية أو الإتفاقية. الله يمنحنا روحه القدوس كوعد أكيد أننا ملك له للأبد وسنخلص في اليوم الأخير. إن دليل حضور الروح القدس هو عمله في القلب الذي ينتج توبة وثمار الروح (غلاطية 5: 22-23)، والتمسك بوصايا الله وإرادته، والحماس للصلاة والتسبيح ومحبة لشعب الله. هذه الأمور هي دليل تجديد الروح القدس للقلب وأن المؤمن قد ختم حتى يوم الفداء.
هكذا فإنه من خلال الروح القدس وتعليمه وإرشاده فإننا نختم ونثبت حتى يوم الفداء، كاملين ومتحررين من فساد الخطية والقبر. ولأننا نملك ختم الروح القدس في قلوبنا يمكننا أن نعيش بفرح واثقين من مكاننا في مستقبل يحمل أمجاد لا نتصورها.
ما هو هدف مواهب الآيات الكتابية؟
السؤال: ما هو هدف مواهب الآيات الكتابية؟
الجواب: عندما نتكلم عن مواهب الآيات الكتابية فنحن نشير إلى معجزات مثل التكلم بألسنة، الرؤى، الشفاء، إقامة الموتى، والنبوة. لا يشك المؤمنين في وجود هذه الآيات، لأن الكتاب المقدس المقدس يصفها بوضوح. ولكن يختلف المؤمنين حول الهدف منها، وكذلك حول ضرورة أن نختبرها اليوم. يقول البعض أن هذه المواهب هي علامة الخلاص، بينما يقول الآخرين أنها علامة معمودية الروح القدس، في حين يقول آخرين أن الهدف منها هو تأكيد رسالة الإنجيل. فكيف لنا أن نعرف الحق؟ علينا أن نفحص الكتب لنجد ما يقوله الله عن الهدف منها.
من الإشارات المبكرة لمواهب الآيات في الكتاب المقدس موجودة في خروج 4 عندما وجَّه الله موسى بشأن خلاص إسرائيل من أرض مصر. كان موسى منزعجاً بشأن تصديق الناس أن الله قد أرسله، فأعطاه الله آيات تحول عصاه إلى حية وبرص يده. قال الله أن هذه الآيات كانت "لِكَيْ يُصَدِّقُوا انَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ الَهُ ابَائِهِمْ الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالَهُ اسْحَاقَ وَالَهُ يَعْقُوبَ" (الآية 5). وإذا كان الناس لا يزالون لا يؤمنون، قال الله لموسى أن يأخذ من ماء النيل ويسكبه على الأرض فيتحول إلى دم (الآية 9). كان الهدف أن يصدق بني إسرائيل رسول الله إليهم.
كذلك أعطى الله لموسى آيات معجزية ليصنعها أمام فرعون حتى يطلق الشعب. في خروج 7: 3-5 قال الله لموسى أنه سيضاعف آياته وعجائبه في مصر حتى "يَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ انِّي انَا الرَّبُّ حِينَمَا امُدُّ يَدِي عَلَى مِصْرَ وَاخْرِجُ بَنِي اسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِهِمْ". أراد الله أن يعرف المصريون أنه هو العامل من أجل خلاص الإسرائيليين. في خروج 10: 7 قال موسى لفرعون أن الوباء الأخير الذي سيقتل الأبكار كان الهدف منه إظهار أن الله يميز بين المصريين والإسرائيليين. أكدت الآيات والعجائب لفرعون وللمصريين رسالة الله حتى يعرفوا أن موسى مرسل من الله.
عندما واجه إيليا الأنبياء الكذبة على جبل الكرمل (ملوك الأول 18)، صلى أن يرسل الله نار معجزية من السماء حتى يعرف الناس "أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ... لِيَعْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ"(الآيات 36-37). إن الآيات التي صنعها هو والأنبياء الآخرين كانت تأكيد أن الله قد أرسل الأنبياء وأن الله هو من يعمل في وسط إسرائيل.
أعطي يوئيل رسالة دينونة الله على إسرائيل، وتضمنت تلك الرسالة نبوة رحمة ورجاء. عندما أتت الدينونة بحسب النبوة وتجاوب الشعب بالتوبة قال الله أنه سيرفع الدينونة ويرد البركة: "وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ وَأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ وَلَيْسَ غَيْرِي. وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الأَبَدِ" (يوئيل 2: 27). وبعد هذه العبارة مباشرة تكلم الله عن إنسكاب روحه على الناس حتى يتنبأون ويروا رؤى ويروا حدوث معجزات. عندما بدأ التلاميذ يتكلمون بألسنة في يوم الخمسين (أعمال 2: 1-21)، قال بطرس: "هَذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ". ماذا كان الهدف؟ أن يعرف الناس أن الرسالة التي جاء بها بطرس والآخرين كانت من الله.
كانت خدمة يسوع مصحوبة بآيات وعجائب عديدة. ماذا كان الهدف من معجزاته؟ في يوحنا 10: 37-38 كان يسوع يجيب اليهود الذين أرادوا أن يرجموه بنهمة التجديف فقال: "إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ". كما كان الحال في العهد القديم كان الهدف من معجزات المسيح هو لتأكيد يد الله على رسوله.
عندما طلب الفريسيين من يسوع أن يريهم آية قال يسوع: "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!" (متى 12: 39-41). كان يسوع واضح جداً أن هدف المعجزة هو أن يعترف الناس برسالة الله ويتجاوبون معها. وبالمثل في يوحنا 4: 48 قال لخادم الملك: "لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!" كانت الآيات لمساعدة أولئك الذين يجاهدون للإيمان، ولكن رسالة الخلاص بالمسيح كانت هي الهدف.
يحدد بولس رسالة الخلاص في كورنثوس الأولى 1: 21-23 "...اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ، لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَة، وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" الآيات لها هدفها ولكنها وسيلة لغاية أعظم – خلاص النفوس من خلال الكرازة بالإنجيل. في كورنثوس الأولى 14: 22 يقول بولس بوضوح أن "الأَلْسِنَةُ آيَةٌ لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ". إستخدم الله الآيات المعجزية مثل التكلم بألسنة لإقناع غير المؤمنين أن رسالة المسيح صادقة، ولكن كما يبين باقي النص، إن إعلان رسالة الإنجيل بوضوح هو الأهم.
يوجد أمر كثيرا ما يتم إغفاله في الحديث عن المعجزات والآيات وهو توقيت حدوثها ومكانها في الكتاب المقدس. على عكس الإعتقاد الشائع، لم يكن الناس في أيام الكتاب المقدس يشهدون المعجزات طوال الوقت. في الواقع، إن معجزات الكتاب المقدس عامة تتركز حول احداث خاصة في معاملات الله مع البشر. لقد صاحب خلاص شعب إسرائيل من أرض مصر ودخولهم أرض الموعد آيات كثيرة، ولكن سرعان ما إختفت المعجزات بعد ذلك. وخلال سنوات الممكلة الأخيرة، عندما كان الله على وشك أن يضع الشعب في المنفى سمح لبعض أنبيائه بعمل معجزات. عندما جاء يسوع ليعيش بيننا صنع معجزات، وفي سنوات خدمة الرسل المبكرة صنعوا معجزات، ولكن بعيداً عن هذه الأوقات نرى القليل جداُ من المعجزات في الكتاب المقدس. إن غالبية من عاشوا في أيام الكتاب المقدس لم يروا آيات وعجائب بأعينهم. كان عليهم أن يعيشوا بالإيمان في ما قد أعلنه الله لهم.
في الكنيسة الأولى، كانت الآيات والعجائب تتركز أساساً عند تقديم الرسالة لأول مرة بين المجموعات المختلفة من الناس. نقرأ أنه في يوم الخمسين كان هناك: "وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ" (أعمال الرسل 2: 5). لقد أعطيت معجزة الألسنة أولاً لهؤلاء اليهود الذين نشأوا في بلاد مختلفة وكانوا يتكلمون بلغات مختلفة (الآيات 6-11). لقد أدركوا أنهم كانوا يسمعون عن أعمال الله العجيبة كل بلغته الأصلية، وقال لهم بطرس أن الإستجابة الوحيدة المناسبة هي التوبة عن خطاياهم (الآية 38). عندما قدم الإنجيل لأول مرة بين السامريين صنع فيلبس آيات وعجائب (أعمال الرسل 8: 13).
وأيضاً، عندما أرسل بطرس إلى كرنيليوس، الأممي، أعطى الله آية معجزية ليؤكد عمله. "فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ" (أعمال الرسل 10: 45-46). عندما سأل الرسل بطرس عن هذا الأمر قدم هذا كدليل على قيادة الله "فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!" (أعمال الرسل 11: 18).
في كل الحالات، كانت الآيات والعجائب تأكيد لرسالة الله ومرسليه حتى يسمع الناس ويؤمنوا. وما إن تتثبت الرسالة، خفتت الآيات.
كيف يشبه الروح القدس النار؟
السؤال: كيف يشبه الروح القدس النار؟
الجواب: يصف الكتاب المقدس الله بأنه "نار آكلة" (عبرانيين 12: 29)، لهذا ليس من الغريب أن النار تظهر أحياناً كدليل على حضور الله. تتضمن الأمثلة العليقة المشتعلة (خروج 3: 2)، سحابة مجد الرب (خروج 14: 19؛ عدد 9: 14-15)، ورؤيا حزقيال (حزقيال 1: 4). كانت النار مرات عديدة أداة دينونة الله (عدد 11: 1، 3؛ ملوك الثاني 1: 10، 12) وعلامة على قوته (قضاة 13: 20؛ ملوك الأول 18: 38).
ومن الواضح أن النار كانت مهمة بالنسبة لتقدمات العهد القديم. كانت نار المحرقة هبة إلهية، أشعلها الله نفسه (لاويين 9: 24). أمر الله الكهنة بالحفاظ على النار مشتعلة (لاويين 6: 13) وأوضح أن النار من أي مصدر آخر غير مقبولة (لاويين 10: 1-2).
في العهد الجديد، فإن المذبح صورة ترمز إلى تكريسنا للرب. كمؤمنين بالمسيح نحن مدعووين لتقديم أجسادنا "ذبائح حية" (رومية 12: 1) محاطة بالعطية الإلهية: نار الروح القدس التي لا تطفأ. في بداية العهد الجديد، يرتبط الروح القدس بالنار. إذ يتنبأ يوحنا المعمدان أن يسوع هو من "يعمدكم بالروح القدس والنار" (متى 3: 11). عندما بدأ الروح القدس خدمته بسكناه في المؤمنين في الكنيسة الأولى إختار أن يظهر في صورة "ألسنة من نار" إستقرت على المؤمنين. في تلك اللحظة "امْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا" (أعمال الرسل 2: 3-4).
إن النار صورة رائعة لعمل الروح القدس. الروح يشبه النار في ثلاثة أمور على الأقل: هو يجلب حضور الله، ومحبة الله، وقداسة الله. الروح القدس هو حضور الله حيث يسكن في قلوب المؤمنين (رومية 8: 9). في العهد القديم، أظهر الله حضوره لبني إسرائيل بأن ملأ خيمة الإجتماع بالنار (عدد 9: 14-15). هذا الحضور الناري وفَّر النور والإرشاد (عدد 9: 17-23). في العهد الجديد، الله يرشد ويعزي أولاده بسكنى الروح القدس فينا- "هيكل الإله الحي" (كورنثوس الثانية 5: 1؛ 6: 16).
يخلق الروح القدس محبة لله في قلوبنا. بعد أن تحدث التلميذين المسافرين على الطريق إلى يسوع المقام، وصفا قلبيهما كأنهما "إشتعلا بالنار فيهما" (لوقا 24: 32). بعد أن قبل الرسل الروح القدس يوم الخمسين، صار لهم محبة وحماس مدى الحياة يدفعهم للشهادة بكلمة الله بكل مجاهرة (أعمال الرسل 4: 31).
الروح القدس ينتج قداسة وطهارة الله في حياتنا. هدف الله هو تنقيتنا (تيطس 2: 14)، والروح القدس هو الوسيط لتقديسنا (كورنثوس الأولى 6: 11؛ تسالونيكي الثانية 2: 13؛ بطرس الأولى 1: 2). وكما يستخدم الصائغ النار لتنقية الفضة هكذا يستخدم الله الروح القدس ليزيل خطايانا (مزمور 66: 10؛ أمثال 17: 3). إن ناره تنقي وتطهر.
هل الروح القدس "مذكر" أم "مؤنث" أم محايد؟
السؤال: هل الروح القدس "مذكر" أم "مؤنث" أم محايد؟
الجواب: من الأخطاء الشائعة فيما يختص بالروح القدس هو الإشارة إليه على أنه "شيء"، وهذا ما لا يفعله الكتاب المقدس أبداً. الروح القدس هو شخص. وله كل صفات الشخصية، ويقوم بأعمال الشخص، وله علاقات شخصية. له بصيرة (كورنثوس الأولى 2: 10-11). ويعرف أمور، مما يتطلب ذكاء (رومية 8: 27). لديه إرادة (كورنثوس الأولى 12: 11). وهو يبكت على الخطية (يوحنا 16: 8). يصنع المعجزات (أعمال الرسل 8: 39). وهو يرشد (يوحنا 16: 13). وهو يتشفع للناس (رومية 8: 26). كما يجب طاعته (أعمال الرسل 10: 19-20). يمكن أن يكذب عليه (أعمال الرسل 5: 3)، وأن يقاوم (أعمال الرسل 7: 51)، ويحزن (أفسس 4: 30) ويجدف عليه (متى 12: 31) بل ويهان (عبرانيين 10: 29). له صلة بالرسل (أعمال الرسل 15: 28) ولكل شخص في الثالوث (يوحنا 16: 14؛ متى 28: 19؛ كورنثوس الثانية 13: 14). إن شخص الروح القدس يقدم دون شك في الكتاب المقدس، ولكن ماذا عن جنسه؟
من الواضح أن اللغة الذكورية تسود في الإشارة إلى الله في الكتاب المقدس. فيستخدم ضمير المذكر في كلا العهدين في الإشارة إلى الله. ونجد أسماء الله (مثل: يهوه، إيلوهيم، أدوناي...الخ) كلها أسماء مذكر. لا يوجد إسم أو ضمير مؤنث يشير إلى لله. يشار إلى الروح القدس بصيغة المذكر في العهد الجديد رغم أن كلمة "روح" (pneuma ) في حد ذاتها هي محايدة. وكلمة روح بالعبرية (ruach) والتي وردت في تكوين 1: 2 هي كلمة مؤنثة. ولكن لا توجد صلة بين جنس الكلمة سواء في العبرية أو اليونانية مع هوية المشار إليه.
ومن الناحية اللاهوتية، بما أن الروح القدس هو الله، فيمكننا أن نستخلص بعض الحقائق عنه من تلك التي نعرفها عن الله. الله روح وليس جسد أو مادة. الله روح لا يرى (بلا جسد) – (يوحنا 4: 24؛ لوقا 24: 39؛ رومية 1: 20؛ كولوسي 1: 15؛ تيموثاوس الأولى 1: 17). لهذا لم يتم إستخدام أي شيء مادي لتمثيل الله (خروج 20: 4). إذا كان الجنس صفة من صفات الجسد، إذاً الروح لا جنس له. فالله في جوهره لا جنس له.
إن الإشارة إلى الله بصيغة تحدد جنسه في الكتاب المقدس ليست حصرية. يعتقد الكثيرين أن الكتاب المقدس يقدم الله فقط في صورة المذكر ولكن هذا ليس صحيحاً. قيل عن الله أنه أنجب في سفر أيوب، وهو يصف نفسه كأم في سفر اشعياء. لقد وصف يسوع الآب كإمرأة تبحث عن درهم مفقود في لوقا 15 (وأشار لنفسه "كدجاجة تجمع فراخها" في متى 23: 37). في تكوين 1: 26-27 قال الله: "نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا... فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ." هكذا نجد أن صورة الله كانت ذكراً وأنثى – وليس ببساطة واحد دون الآخر. هذا يؤكد أكثر في تكوين 2: 2 الذي يمكن ترجمته حرفياً "خلقهما ذكراً وأنثى، ولما خلقهما باركهما وأسماهما آدم". إن الكلمة العبرية "آدم" تعني "إنسان" – والنص هو الذي يبين هل المقصود بها "رجل" (في مقابل إمرأة) أم "بشر" (بصيغة الجمع). لهذا إلى حد ما فإن البشرية قد خلقت في صورة الله بغض النظر عن الجنس.
ولكن الصور الذكورية في سفر الرؤيا ليست غير ذات معنى. المرة الثانية التي قيل أن الله أعلن فيها بصورة محددة جسدياً كانت عندما طلب التلاميذ من يسوع أن يريهمالآب في يوحنا 14. أجابهم في الآية 8 قائلاً: "من رآني فقد رأى الآب!" يوضح بولس أن يسوع كان صورة الله في كولوسي 1: 15 حيث يدعو يسوع: "صورة الله غير المرئي". هذه الآية وردت في مقطع يوضح سمو المسيح فوق كل الخليقة. إن أغلب الديانات القديمة كانت تؤمن في آلهة مزدوجة – آلهة وآلهات. ولكن من مميزات اليهودية والمسيحية هي الإيمان بخالق سامٍ. واللغة الذكورية تسهم بصورة أفضل في بيان هذه العلاقة بين الخالق والمخلوق. وكما أن الرجل يأتي إلى المرأة من خارج جسدها ليجعلها تحبل، هكذا خلق الله الكون وهو خارج الكون وليس داخله... وكما أن المرأة لا تستطيع أن تحبل وتلد من ذاتها هكذا لا يستطيع الكون أن يخلق نفسه. يردد بولس هذه الفكرة في تيموثاوس الأولى 2: 12-14 عندما يشير إلى ترتيب الخليقة كنموذج لنظام الكنيسة.
في النهاية، مهما كان تفسيرنا اللاهوتي فإن الحقيقة هي أن الله إستخدم المصطلحات الذكورية للإشارة إلى نفسه كما إستخدم التشبيهات والصور الذكورية لذاته بصورة حصرية تقريباً. لقد علمنا في الكتاب المقدس كيف نتحدث عنه، وقد إستخدم في هذا صيغة المذكر. لهذا فإنه في حين أن الروح القدس ليس ذكراً ولا أنثى في جوهره، إلا أنه من المناسب الإشارة إليه بصيغة المذكر من واقع علاقته بالخليقة والإعلان الكتابي. فلا يوجد بالمرة سند كتابي لإعتبار الروح القدس العضو "المؤنث" في الثالوث المقدس.
ماذا كان دور الروح القدس في العهد القديم؟
السؤال: ماذا كان دور الروح القدس في العهد القديم؟
الجواب: إن دور الروح القدس في العهد القديم يشبه كثيراً دوره في العهد الجديد. عندما نتحدث عن دور الروح القدس، يمكننا أن نميز أربعة مجالات عامة يعمل بها الروح القدس: 1)التجديد، 2)السكنى أو الملء، 3)الضبط، 4)التمكين من الخدمة. نجد أدلة على نواحي عمل الروح القدس هذه في العهد القديم كما نجدها في العهد الجديد.
أول جوانب عمل الروح القدس هو في عملية التجديد. كلمة أخرى للتجديد هي "إعادة الولادة" والتي منها يأتي مفهوم "الولادة الثانية". ونجد النص الكلاسيكي الذي يثبت هذا في إنجيل يوحنا: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يوحنا 3: 3). وهذا يستدعي السؤال: ما علاقة هذا بعمل الروح القدس في العهد القديم؟ في حديثه مع نقوديموس يقول له يسوع: "أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا" (يوحنا 3: 10). ما كان يسوع يقوله هنا هو أن نقوديموس كان يجب أن يعرف حقيقة أن الروح القدس هو مصدر الحياة الجديدة لأنها معلنة في العهد القديم. مثلاً، قال موسى لبني إسرائيل قبل دخول أرض الموعد: "وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلبَكَ وَقَلبَ نَسْلِكَ لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا" (تثنية 30: 6). إن ختان القلب هذا هو عمل روح الله وهو وحده الذي يستطيع إتمامه. ونرى نفس موضوع التجديد في حزقيال 11: 19-20 وحزقيال 36: 26-29.
إن ثمر عمل الروح القدس في التجديد هو الإيمان (أفسس 2: 8). نحن الآن نعلم أنه كان هناك رجال إيمان في العهد القديم لأن عبرانيين 11 يذكر أسماء الكثيرين منهم. إذا كان الإيمان هو نتيجة قوة تجديد الروح القدس فهذه إذاً هي حالة قديسي العهد القديم الذين تطلعوا قدماً إلى الصليب مؤمنين بأن ما وعده الله بشأن خلاصهم سوف يتم. رأوا الوعود و "مِنْ بَعِيدٍ ... حَيُّوهَا" (عبرانيين 11: 13)، وقبلوا بالإيمان أن ما وعد به الله سوف يتممه.
الجانب الثاني من عمل الروح القدس في العهد القديم هو السكنى أو الملء. هنا يظهر الفرق الرئيسي بين دور الروح القدس في العهد القديم والجديد. يعلم العهد الجديد عن السكنى الدائم للروح القدس في المؤمنين (كورنثوس الأولى 3: 16-17؛ 6: 19-20). عندما نضع ثقتنا في الله من أجل الخلاص فإن الروح القدس يأتي ليسكن فينا. يسمى الرسول بولس هذا السكنى الدائم "عربون ميراثنا" (أفسس 1: 13-14). وبالمقابل لعمله في العهد الجديد فإن سكنى الروح القدس في العهد القديم كان مؤقتاً وإنتقائياً. لقد "حلَّ" الروح القدس على أناس في العهد القديم مثل يشوع (عدد 27: 18)، داود (صموئيل الأول 16: 12-13) وحتى شاول (صموئيل الأول 10: 10). في سفر القضاة نرى الروح "يحل" على القضاة المختلفين الذين أقامهم الله ليخلصوا إسرائيل من مستعبديهم. لقد حل الروح القدس على هؤلاء الأشخاص لمهام معينة. كان السكنى علامة على رضى الله على ذلك الشخص (كما في حالة داود)، وإذا فارق رضى الرب ذلك الشخص فارقه روح الرب (مثال: حالة شاول في صموئيل الأول 16: 14). وأخيراً، لم يكن حلول الروح القدس على شخص ما دليل على حالة الشخص الروحية (مثال: شاول، وشمشون، وكثير من القضاة). فبينما في العهد الجديد يسكن الروح القدس فقط في المؤمنين وسكناه دائم، حل الروح القدس في العهد القديم على افراد معينين للقيام بمهام معينة بغض النظر عن حالتهم الروحية. وما إن تتم المهمة يفارق الروح القدس ذلك الإنسان.
الجانب الثالث لعمل الروح القدس في العهد القديم هو تقييد الخطية. يبدو وكأن تكوين 6: 3 يشير إلى أن الروح القدس يقيد خطية الإنسان، ويمكن لهذا القيد أن يزال عندما يصل صبر الله على تلك الخطية "نقطة الغليان". هذا الفكر نجده أيضاً في تسالونيكي الثانية 2: 3-8 حيث سيزداد التجديف في الأيام الأخيرة كعلامة لإقتراب دينونة الله. وحتى ذلك الوقت المعين حين يعلن "إنسان الخطية" فإن الروح القدس يقيد قوة الشيطان وسوف يطلقه فقط عندما يتناسب هذا مع خطته.
الجانب الرابع والأخير لعمل الروح القدس في العهد القديم هو منح القدرة على الخدمة. وبنفس طريقة عمل مواهب الروح في العهد الجديد، كان الروح القدس يمنح أفراد معينين مواهب للخدمة. أنظر إلى مثال بصلئيل في خروج 31: 2-5 الذي كان موهوباً لعمل الكثير من العمل الفني الخاص بخيمة الإجتماع. وفوق هذا، بالرجوع إلى حلول الروح القدس المؤقت والإنتقائي الذي سبق مناقشته نرى أن هؤلاء الأفراد وهبوا أن يقوموا بمهام معينة مثل حكم شعب إسرائيل (مثال: شاول وداود).
يمكننا أيضاً أن نذكر دور الروح القدس في الخلق. يتحدث تكوين 1: 2 عن أن الروح كان "يرف على وجه المياه" ويشرف على عملية الخلق. وبنفس الطريقة، فالروح القدس مسئول عن عمل الخليقة الجديدة (كورنثوس الثانية 5: 17) حيث يأتي بأناس إلى ملكوت الله من خلال التجديد.
وإجمالاً، إن الروح القدس يعمل في العصر الحالي بطريقة تشابه عمله في العهد القديم. الإختلاف الرئيسي هو سكنى الروح القدس الدائم في المؤمنين الآن. وكما قال يسوع عن هذا التغيير في خدمة الروح القدس: " أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يوحنا 14: 17).
هل توجد قائمة كتابية بالمواهب الروحية؟
السؤال: هل توجد قائمة كتابية بالمواهب الروحية؟
الجواب: توجد في الواقع ثلاث قوائم كتابية لـ "مواهب الروح القدس"، والتي تعرف ايضاً بإسم المواهب الروحية. توجد هذه القوائم الثلاث في رومية 12: 6-8؛ وكورنثوس الأولى 12: 4-11؛ وكورنثوس الأولى 12: 28. المواهب الروحية المذكورة في رومية 12 هي النبوة، والخدمة، والتعليم، والتشجيع، والعطاء، والقيادة، والرحمة. والقائمة الموجودة في كورنثوس الأولى 12: 4-11 تتضمن كلام الحكمة، وكلام المعرفة، والإيمان، والشفاء، والقوات المعجزية، والنبوة، وتمييز الأرواح، والتكلم بألسنة، وترجمة الألسنة. والقائمة الموجودة في كورنثوس الأولى 12: 28 تتضمن الشفاء، وأعمال المساعدة، والتدبير، والألسنة المختلفة. فيما يلي وصف مختصر لكل من هذه المواهب:
النبوة: الكلمة اليونانية المترجمة "تنبوء" أو "نبوة" في كلا المقطعين تعني "التكلم" أو إعلان الإرادة الإلهية، أو تفسير مقاصد الله، أو إعلان حق الله بأية طريقة بقصد التأثير على الناس. أما فكرة إعلان المستقبل أضيفت في العصور الوسطى وهي تتناقض تماماً مع المقاطع الكتابية التي تدين العرافة أو التنبوء بالمستقبل (أعمال الرسل 16: 16-18).
الخدمة: أيضاً "خدمات".. إن الكلمة اليونانية diakonian التي منها تشتق الكلمة الإنجليزية deacon تعني الخدمة من أي نوع كانت، أي الخدمة العملية للمحتاجين.
التعليم: هذه الموهبة تتضمن تحليل وإعلان كلمة الله، وشرح المعاني، والتطبيق على حياة المستمعين. إن المعلم الموهوب هو من لديه القدرة الفريدة على توصيل التعليم والمعرفة بوضوح، وبخاصة العقائد الإيمانية.
التشجيع: وتسمى هذه الموهبة أيضاً "الوعظ"، وهذه الموهبة تكون واضحة فيمن يداومون على دفع الآخرين على السلوك في الحق الإلهي، وهذا قد يتضمن التصويب أو بناء الآخرين عن طريق تشجيع ضعيفي الإيمان أو تقديم التعزية وقت التجربة.
العطاء: الذين يتمتعون بموهبة العطاء يشاركون الآخرين بما لديهم بفرح، سواء كان هذا بالأموال أو الممتلكات أو الوقت والإهتمام. إن الشخص المعطي يهتم بإحتياجات الآخرين ويتحين الفرص للمشاركة بما لديه من مال، أو ممتلكات، او وقت بحسب الحاجة.
القيادة: إن القائد الموهوب هو الشخص الذي يتحكم ويسود أو من بيده إدارة الآخرين في الكنيسة. إن هذه الكلمة تعني حرفياً "إرشاد" وتحمل معنى يماثل قيادة السفينة. إن الشخص الذي يتمتع بموهبة القيادة يحكم بالحكمة والنعمة وتظهر في حياته ثمار الروح القدس حيث يقود الآخرين بأن يكون هو نفسه قدوة لهم.
الرحمة: وهي وثيقة الصلة بموهبة التشجيع. إن موهبة الرحمة واضحة في هؤلاء الذين يعطفون على الذين في ضيق مقدمين لهم التعاطف والحساسية لمشاعرهم مع الرغبة والإمكانية على تقليل معاناتهم بأسلوب لطيف بهيج.
كلام الحكمة: إن حقيقة وصق هذه الموهبة بأنها "كلام" حكمة تشير إلى أنها موهبة تتعلق بالنطق. هذه الموهبة تشير إلى شخص يستطيع أن يفهم ويتكلم بالحق الكتابي بحيث يطبقه بمهارة على ظروف الحياة بكل تدقيق.
كلام العلم: هذه موهبة أخرى من مواهب الكلام والتي تتضمن فهم الحق ببصيرة تأتي فقط بإعلان من الله. هؤلاء الذين يتمتعون بهذه الموهبة يفهمون أمور الله العميقة ويدركون أسرار كلمته.
الإيمان: كل المؤمنين لديهم مقدار من الإيمان لأنه أحد مواهب الروح التي تعطى لكل من يقبلون إلى المسيح بإيمان (غلاطية 5: 22-23). إن موهبة الإيمان تظهر لدى الشخص الذي لديه ثقة قوية لا تهتز في الله وكلمته ووعوده وقوة الصلاة في تحقيق المعجزات.
الشفاء: الله مازال يشفي اليوم، كما في أيام الرسل في الكنيسة الأولى. فالله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.
قوات معجزية: هذه موهبة أخرى تتضمن القيام بأعمال فائقة للطبيعة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها عمل قوة الله (أعمال الرسل 2: 22). هذه الموهبة نراها في بولس (أعمال الرسل 19: 11-12)، وبطرس (أعمال الرسل 3: 6)، إسطفانوس (أعمال الرسل 6: 8)، وفيلبس (أعمال الرسل 8: 6-8) وآخرين.
تمييز الأرواح: بعض الأشخاص لديهم المقدرة الفريدة على التمييز بين رسالة الله الحقيقية وتلك التي يقدمها الشيطان المخادع والذي تتضمن أساليبه ترويج العقائد الخاطئة. قال يسوع أن كثيرين سيأتون بإسمه ليخدعوا الكثيرين (متى 24: 4-5)، ولكن موهبة تمييز الأرواح تعطى للكنيسة لحمايتها من أمثال هؤلاء.
التكلم بألسنة: إن موهبة التكلم بألسنة قد أعطيت للكنيسة لكي تتمكن من توصيل الإنجيل لكل العالم ولكل الأمم وبكل اللغات المعروفة. وهي مقدرة إلهية على التكلم بلغات غير معروفة سابقاً للمتكلم. هذه الموهبة تؤكد على مصداقية رسالة الإنجيل والذين يكرزون به.
ترجمة الألسنة: إن الشخص الذي يتمتع بهذه الموهبة يمكنه أن يفهم ما يقوله من يتكلم بألسنة رغم أنه لم يكن يعرف اللغة التي يتكلم بها, ويقوم الشخص الذي يترجم الألسنة بتوصيل الرسالة حتى يفهمها الجميع.
المعونة: وهي وثيقة الصلة بموهبة الرحمة. هؤلاء الذين يتمتعون بموهبة المعونة هم الذين يستطيعون أن يقدموا المساعدة للآخرين في الكنيسة بمحبة ونعمة. وهذا يتضمن مجال واسع للتطبيق العملي. ولكن الأهم هو أن هذه الموهبة هي القدرة الفريدة على تمييز أولئك الذين يصارعون الشك والخوف ومختلف أشكال الحرب الروحية؛ والتحرك تجاه من لديهم إحتياج روحي بكلمة طيبة وتصرفات تنم عن التفهم والعطف تجاههم وتقديم كلمة الحق التي توبخ بمحبة.
هل هناك ضرورة لإمتحان أو تقييم المواهب الروحية؟
السؤال: هل هناك ضرورة لإمتحان أو تقييم المواهب الروحية؟
الجواب: من المستحب أن يرغب أولاد الله في معرفة المواهب الروحية التي أعطاهم إياها الروح القدس بهدف خدمة وتمجيد الله (تيموثاوس الثانية 1: 6). وفي نفس الوقت، فإن الكتاب المقدس لا يشير إلى إمكانية تحديد مواهب الشخص الروحية عن طريق إختبار معين. إن جميع أساليب تقييم المواهب الروحية المستخدمة متشابهة تقريباً. حيث يقوم الشخص الذي يأخذ الإختبار بالإجابة على قائمة من الأسئلة. ثم تحدد قيمة رقمية لكل إجابة ويتم حسابها وبناء عليه يتم تحديد الموهبة أو المواهب الروحية للشخص. ولكن في المقابل، يعلمنا الكتاب المقدس أن الروح القدس يمنح المواهب الروحية بحسب مشيئته، وبحسب خطته لإستخدام المؤمن في خدمة الآخرين.
من المشاكل التي يواجهها منهج إختبار المواهب الروحية هو أن المؤمنين اليوم يختلفون فيما بينهم حول موضوع المواهب الروحية من جهة عددها، وما المقصود بها، وإستمرار فعاليتها اليوم، وهل تتضمن قائمة المواهب عطايا المسيح للكنيسة (أفسس 4: 11). نادراً ما تتعرض هذه الإختبارات لهذه الموضوعات. شيء آخر يؤخذ في الإعتبار هو أن الناس يميلون غالباً لأن يروا أنفسهم بخلاف ما يراهم الآخرين، وهذا قد يعنى نتائج غير صحيحة في إختبارات تقييم المواهب الروحية.
المشكلة الثالثة في إستخدام هذا الإتجاه هي أن هذه المواهب تأتي من الله عن طريق الروح القدس، والروح القدس يمنحها لمن يشاء (كورنثوس الأولى 12: 7-11). وفي إنجيل يوحنا 16: 13 يعد المسيح المؤمنين أن الروح القدس سيرشدهم إلى كل الحق. وبالتالي فمن المنطقي القول أنه طالما الروح القدس هو من يحدد توزيع المواهب الروحية فإنه يهتم أكثر منا بمعرفتنا للمواهب المعطاة لنا. وفي الواقع فإن رغبتنا في معرفة مقدار "مواهبنا" تنبع في الغالب من غرورنا وإحساسنا بأهميتنا الذاتية. ولكن على العكس، فإن رغبة الروح القدس في تعريفنا بمواهبنا الروحية هي دائماً للأفضل إذ يريد أن نعرف مواهبنا لكي نستخدمها وسط جسد المسيح بطريقة تكرم الآب وتمجده.
فإذا كنا نطلب، مخلصين، قيادة الله لنا من خلال الصلاة والشركة ودراسة كلمة الله وتعليم رجال الله فإن مواهبنا ستكون ظاهرة وواضحة. الله يعطينا رغبات قلوبنا (مزمور 37: 4). هذا لا يعني بالضرورة أن الله يعطينا كل ما نرغب فيه – بل أنه قادر أن يمنحنا الرغبة ذاتها. يستطيع أن يضع في قلوبنا الرغبة في التعليم، والرغبة في العطاء، والرغبة في الخدمة،...الخ. وعندما نتصرف بناء على هذه الرغبات فإننا نكون مكرسين لتمجيده بإستخدام مواهبنا فنرى نتائج إيجابية – أي بنيان جسد المسيح وتمجيد الله.
هل يجب أن نعبد الروح القدس؟
السؤال: هل يجب أن نعبد الروح القدس؟
الجواب: نحن نعلم أننا يجب أن نعبد الله وحده. الله وحده يطلب عبادتنا، وهو وحده يستحق أن نعبده. أما السؤال عما إذا كان علينا أن نعبد الروح القدس فنجيبه ببساطة بتحديد ما إذا كان الروح القدس هو الله. على النقيض مما تعلم به بعض البدع، فإن الروح القدس ليس مجرد "قوة" ولكنه شخص. فيشار إليه بصفته شخص (يوحنا 15: 26؛ 16: 7-8، 13-14). إنه يتصرف كما يتصرف كائن له شخصية – إنه يتكلم (تيموثاوس الأولى 4: 1)، ويحب (رومية 15: 30)، ويعلِّم (يوحنا 14: 26)، ويتشفع (رومية 8: 26)، وهكذا.
الروح القدس له طبيعة إلهية – هو يشترك في صفات الله. إنه ليس ملائكي أو بشري في جوهره. إنه أبدي (عبرانيين 9: 14). هو موجود في كل مكان (مزمور 139: 7-10). الروح القدس كلي المعرفة، أي إنه يعرف "كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ" (كورنثوس الأولى 2: 11-12). لقد علَّم الرسل "كُلَّ شَيْءٍ" (يوحنا 14: 26). كان مشتركاً في عملية الخليقة (تكوين 1: 2). يذكر الروح القدس بإرتباط وثيق مع الآب والإبن (متى 28: 19؛ يوحنا 14: 16). كشخص يمكن أن نكذب عليه (أعمال الرسل 5: 3-4) ويمكن أن يحزن(أفسس 4: 30). وفوق هذا، فإن بعض مقاطع العهد القديم التي تنسب إلى الله تنطبق على الروح القدس في العهد الجديد (أنظر إشعياء 6: 8 مع أعمال الرسل 28: 25 وأيضاً خروج 16: 7 مع عبرانيين 3: 7-9).
شخص الإله هو من يستحق العبادة. الله "يستحق الحمد" (مزمور 18). الله عظيم و"حميد جداً" (مزمور 48: 1). نحن نوصى بعبادة الله (متى 4: 10؛ رؤيا 19: 10؛ 22: 9). فالروح القدس إذاً إله، هو الإقنوم الثالث في الثالوث المقدس، ولهذا هو يستحق عبادتنا. تقول لنا رسالة فيلبي 3: 3 إن المؤمنين الحقيقيين، هؤلاء الذين إختتنت قلوبهم، يعبدون الله بالروح ويمجدون المسيح ويفرحون به. هذه صورة جميلة للعبادة التي تقدم للثالوث المقدس.
كيف نعبد الروح القدس؟ بنفس الطريقة التي نعبد بها الآب والإبن. العبادة المسيحية هي عبادة روحية، تنبع من عمل الروح القدس في قلب الإنسان والذي نتجاوب معه بتقديم حياتنا لله (رومية 12: 1). نحن نعبد الروح القدس بطاعة وصاياه. في إشارة إلى المسيح فإن الرسول يوحنا يشرح قائلاً: "وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا" (يوحنا الأولى 3: 24). إننا نرى هنا الصلة بين طاعة المسيح والروح القدس الساكن فينا، والذي يبكتنا على كل شيء – خاصة ضرورة أن نعبده بطاعتنا له – وهو يمكننا من أن نقدم العبادة لله.
العبادة في حد ذاتها هي عمل الروح القدس. يقول الرب يسوع أن "الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا" (يوحنا 4: 24). إن الروحيين هم الذين يسكن فيهم الروح القدس الذي يشهد لنا أننا ننتمي إليه (رومية 8: 16). إن وجوده في قلوبنا يمكننا من أن نقدم العبادة لله بالروح. نحن فيه كما إنه هو فينا، كما أن المسيح في الآب والآب فينا من خلال الروح القدس (يوحنا 14: 20؛ 17: 21).