ما هو المقصود بأن الأنسان مخلوق علي صورة الله كشبهه (تكوين 26:1-27)؟
السؤال: ما هو المقصود بأن الأنسان مخلوق علي صورة الله كشبهه (تكوين 26:1-27)؟
الجواب: في آخر أيام الخليقة، قال الله "لنصنع الأنسان علي صورتنا، كشبهنا" (تكوين 26:1). ولذا فهو أكمل عمله "بلمسة خاصة". وشكل الله الأنسان من التراب وأعطاه حياه (تكوين 7:2). ولذا فالأنسان فريد بين كل مخلوقات الله، لأنه يحمل الجزء المادي (الجسد) والغيرمادي (النفس/ الروح).
وكوننا أننا علي "صورة" الله "كشبهه" ، في كلمات بسيطة يعني أننا مخلوقين لنمثل الله. وآدم لم يمثل الله من الناحية الجسدية. فالكتاب يقول لنا أن "الله روح" (يوحنا 24:4) ولذا فهو لا جسد له. ولكن جسد آدم مثل الله من ناحية الكمال صحياً وأنه غير خاضع للموت.
وصورة الله تشير الي الجزء الغير مادي من الأنسان. وتفصل الأنسان عن الحيوان، وتعده ل"التسلط" الذي أعده الله له (تكوين 28:1)، وتمكنه من الشركة مع خالقه. فالأنسان علي صورة الله من الناحية العقلية، الأخلاقية، والأجتماعية.
فعقلياً خلق الأنسان ككائن منطقي وذا أرادة – أي يمكنه أن يفكر وأن يختار. وهذا يمثل ذكاء الله وحريته. فعندما يخترع الأنسان ماكينة، أو يكتب كتاباً، أو يرسم لوحة، أو يستمتع بسيمفونية، فأنه يعلن أنه مصنوع علي صورة الله.
وأخلاقياً فالله صنع الله الأنسان متمتعا ببر وصلاح، وهو يمثل قداسة الله. ورأي الله كل ما صنعه (وهذا يتضمن الأنسان) وقال أنه "جيد جداً" (تكوين 31:1). وضميرنا أو البوصلة الأخلاقية التي تحكمنا هي تمثل ما صنعنا عليه. فعندما يكتب شخصاً قانوناً، أو يبتعد عن الشر، أو يمدح عمل أخلاقي جيد، أو يشعر بالذنب، فهو يؤكد حقيقة أنه مصنوع علي صورة الله.
وأجتماعياً، فقد خلق الأنسان للشركة. وهذا يمثل محبة الله و طبيعته الثلاثية. ففي جنة عدن علاقة الأنسان الأساسية كانت مع الله (تكوين 8:3 يشير الي شركة مع الله)، وخلق الأنسان المرأة الأولي لأنه رأي "ليس جيداً أن يكون آدم وحيداً" (تكوين 18:2). وكل مرة فيها يتزوج الأنسان ، أو يصنع صداقات، أو يحتضن طفلاً، أو يذهب للكنيسة، فهو يمثل حقيقة أنه مصنوع علي صورة الله.
وجزء من أن آدم قد صنع علي صورة الله بما أنه لديه الأمكانية أن يكون له حرية الأختيار. وبالرغم أنه قد أعطي طبيعة صالحة، فآدم صنع اختيار شرير ليتمرد ضد صانعه. وبصنع ذلك، فقد شوب آدم صورة الله في داخله، ونقل هذا الشكل المشوه لنسله، بما يتضمننا نحن (رومية 12:5). واليوم، مازلنا نحمل صورة الله (يعقوب 9:3)، ولكننا أيضاً نحمل أثار الخطيئة. ونظهر تأثيرها علينا عقلياً، أخلاقياً، أجتماعياً، وجسدياً.
والأخبار السارة هي أنه، عندما يفدي الله شخصاً، فأن الشخص يبدأ في أستعادة الصورة الأصلية التي صنعه الله عليها، ويصبح "خليقة جديدة، مصنوعة علي صورة صلاح الله وقدسيته" (أفسس 24:4 و أنظر أيضاً كولوسي 10:3).
هل نحن مخلوقين من جزئين أم ثلاثة أجزاء؟ هل نحن جسد، نفس، وروح – أم جسد ، نفس-روح؟
السؤال: هل نحن مخلوقين من جزئين أم ثلاثة أجزاء؟ هل نحن جسد، نفس، وروح – أم جسد ، نفس-روح؟
الجواب: تكوين 26:1-27 يعلن، "وقال الله: نعمل الأنسان علي صورتنا كشبهنا، فيتسلطون علي سمك البحر و علي طير السماء وعلي البهائم، وعلي كل الأرض، وعلي جميع الدبابات التي تدب علي الأرض. فخلق الله الانسان علي صورته . علي صورة الله خلقه. ذكراً وأنثي خلقهم".
وهذا الجزء الكتابي يوضح لنا أنه هناك شيئاً يفصل البشر من جميع المخلوقات الأخري. فالأنسان مخلوق ليكون له علاقة مع الله، وعليها، فقد خلقنا الله بناحية مادية وناحية غير مادية. والناحية المادية واضحة في الجسد، الأعضاء، الخ. وهي صفات تستمر مع الانسان مادام حياً. والناحية الغير مادية هي الأشياء الغير ملموسة: النفس، الروح، الذكاء، الأرادة، الضمير، الخ. وهذه الصفات تستمر مع الأنسان حتي بعد موته الجسدي.
وكل البشر يمتلكون الصفات المادية والغير مادية، ومن الواضح أن البشر لديهم جسد، يحتوي علي الدم، اللحم، العظام، الأعضاء، والخلايا. ولكن النواح الغير مادية للأنسان هي غالبا ما تكون موضع النقاش. فماذا يقول الكتاب المقدس عن هذه النواح؟ تكوين 7:2 – يذكر أن الانسان كنفس حية. و عدد 22:16 - ثم خرا علي وجهيهما وقالا: "اللهم اله أرواح جميع البشر، هل يخطيء رجل واحد فتسخط علي كل الجماعة؟" هذا الجزء يسمي الله بأله أرواح جميع البشر. أمثال 23:4 فوق كل تحفظ احفظ قلبك، ، لأن منه مخارج الحياة. وهذا يشير الي أن القلب هو جزء رئيسى لأرادة الأنسان وعواطفه. وفي أعمال الرسل 1:23 - يقول بولس للمجمع "أيها الرجال الأخوة، اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الي هذا اليوم". رومية 1:12 – فأطلب اليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ماهي أرادة الله، الصالحة المرضية الكاملة. فكما نري هناك الكثير من الصفات الغير مادية للبشر، وأن جميع البشر يشتركون في النواحي المادية والغير مادية. وهذه القائمة غير شاملة ولا يعبر ذلك عن هذا الموضوع بالكامل.
وفي حين أن معظم النقاش يدور حول الأجزاء الغير مادية للبشر وخاصة الروح والنفس فالكتاب المقدس يركز علي أكثر من هاتين الصفتين. وبشكل ما تعتبر الصفات المذكورة بأعلاه (النفس، الروح، القلب، الضمير، والعقل) متصلة ومتداخلة. الروح والنفس هم قطعاً أجزاء غير مادية للأنسان. وفي الغالب هم يحتووا علي الصفات الأخري. فأنه من المستحيل أن نجزم ما هي تلك الصفات. وهناك نظريات مقنعة لوجهتين النظر المقدمين. وجزء رئيسي يوجد في عبرانيين 12:4 "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين، وخارقة الي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته". والكتاب يقول لنا شيئين علي الأقل (1) أنه يمكن الفصل بين الروح والنفس (2) أن الفصل بين الروح والنفس يحدث من خلال كلمة الله. ويمكننا أن نتأكد كبشر أن لدينا جسد، روح، ونفس، وصفات أخري كثيرة! ولكن بدلا من أن نركز علي هذه الصفات يجب علينا أن نركز علي الخالق، ولما صنعنا عليه "أحمدك من أجل أني قد امتزت عجباً" (مزمور 14:139).
ماهو الفرق بين روح ونفس الأنسان؟
السؤال: ماهو الفرق بين روح ونفس الأنسان؟
الجواب: ماهو الفرق بين الروح والنفس؟ كلمة "الروح" تشير الي الجزء الغير مادي من الأنسان. وللبشر روح ولكننا لسنا مجرد أرواح. ونجد أن في الكتاب المقدس أن المؤمنيين، الذي يسكن فيهم الروح القدس، يسمون "أحياء روحياً" (كورنثوس 11:2 وعبرانيين 12:4 ويعقوب 26:2). والغير مؤمنيين هم "أموات روحياً" (أفسس 1:2-5 و كولوسي 13:2). وفي كتابات الرسول بولس نجد أن "الروح" جزء أساسي من حياة المؤمن (كورنثوس الأولي 14:2 و 1:3 و 45:15 وأفسس 3:1 و 19:5 وكولوسي 9:1 و 16:3). والروح هو العنصر الموجود في الأنسان والذي يؤهله لتكوين علاقة حميمة مع الله. وكلما نجد كلمة "الروح" مستخدمة، فأنها تشير الي الجزء الغير مادي من الأنسان بما في ذلك نفسه.
وكلمة "النفس" لا تشير فقط الي الجزء الغير مادي في الأنسان بل أيضاً الجزء المادي. وبخلاف الروح فالأنسان هو نفس. وببساطة فكلمة "نفس" تعني حياة. ولكن الكتاب المقدس يتعدي "الحياة" ويغطي أجزاء أخري. وواحدة من هذة الأجزاء هي قابلية الأنسان لفعل الخطيئة (لوقا 26:12). فالأنسان بطبيعته خاطيء ونفسه ملوثة كنتيجة لذلك. ومبدأ الحياة غير موجود في وقت الموت المادي (تكوين 18:35 وأرميا 2:15). و"النفس" كما في "الروح" هي محور عديد من التجارب الروحية والعاطفية (أيوب 25:30 ومزمور 5:43 وأرميا 17:13). وكلما نجد كلمة "نفس" مستخدمة فأنها تشير للأنسان ككل حياً أو ميتاً.
و"الروح" و "النفس" متماثلين في استخدامهم في حياة المؤمن. ولكنهم بالقطع مختلفان. فال"النفس" تمثل رؤية الأنسان الأفقية مع العالم. و"الروح" هو رؤية الأنسان العمودية (أو الرأسية) مع الله. ومن المهم تذكر ان الأثنان يشيران للجزء الغير مادي من الأنسان ولكن "الروح" فقط هو مايشير الي عن مسيرة الأنسان مع الله. بينما يشير "النفس" الي مسيرة الأنسان في العالم مادياً وغير مادياً.
لماذا عاش الناس في سفر التكوين عمراً طويلاً؟
السؤال: لماذا عاش الناس في سفر التكوين عمراً طويلاً؟
الجواب: كون أن الناس عاشوا عمراً طويلاً جداً في الأسفار الأولي من سفر التكوين هو شيء غامض. وهناك الكثير من النظريات المطروحة من خلال علماء الكتاب المقدس. والأصحاح الخامس من سفر التكوين يعطينا قائمة بنسل آدم – النسل المجيد الذي يولد من خلاله المسيا. وربما أنعم الله علي هذا النسل بالعمر الطويل كنتيجة لطاعتهم ومحبتهم لله. وبينما يجوز ذلك التفسير، فالكتاب المقدس لا يقتصر ذكر العمر الطويل علي الأشخاص المذكورين في تكوين الأصحاح الخامس. وأيضا لا يذكر الكتاب المقدس في تكوين أصحاح 5 أن الأشخاص المذكورين كانوا رجال الله. ومن المرجح أن كل الذين عاشوا في هذا الوقت قد عمروا لمئات من السنوات. ومن الغالب أن أشياء عديدة تسببت في ذلك.
تكوين 6:1-7 يذكر أن الأرض كانت محاطة بالماء مما أثر في البيئة الطبيعية في كل الأرض والتي قد منعت المؤثرات السيئة والأشعاع. مما جعل الأرض مكان مناسب لمعيشة صحية للأنسان. وربما يكون هذا من أهم الأسباب أذ أننا نلاحظ أن المدة العمرية قد بدأت في النقصان بعد الفيضان مباشرة. تكوين 11:7 يشير الي ذلك أن المياه غمرت الأرض وربما كانت هذه هي المياة التي أحاطت بالأرض من قب، مهيئة بذلك ظروف طبيعية ومعيشية جيدة. فبمقارنة أعمار الناس قبل الفيضان (تكوين 1:5-32) بأعمارهم بعد الفيضان (تكوين 10:11-32). نري أن أعمارهم قد تناقصت بشكل ملحوظ.
ومن العوامل الأخري التي يجب أن تأخذ في الأعتبار، هي أن التكوين الجيني للأنسان الذي كان مخلوقاً بلا عيب. فآدم وحواء كانوا مخلوقات كاملة. وكانت لديهم مقاومة ومناعة عظيمة ضد الأمراض. وبالطبع فأن نسلهم قد ورثوا بعض هذه الصفات. ومع الوقت وبدخول الخطيئة العالم، تعرض التكوين الجيني للتلف وأصبح المرض والموت جزء من حياة الأنسان. مما أثر علي فترة الأنسان العمرية.
ما هو أصل الأعراق المختلفة؟
السؤال: ما هو أصل الأعراق المختلفة؟
الجواب: الكتاب المقدس لا يعطينا أصل "الأعراق" للشعوب المختلفة في لون البشرة. والحقيقة أنه هناك أصل عرقي واحد للبشرية. ونجد أن البشر يختلفون في لون بشرتهم أو في صفاتهم الجسدية. والبعض يرجح أنه عندما بلبل الله الألسنة عند برج بابل (تكوين 1:11-9)، فأنه أسس الأعراق المختلفة. ومن الممكن أن يكون الله قد غير تكوين الأنسان الجيني ليؤهله للمعيشة في الظروف الطبيعية المختلفة، فربما جهز الأفارقة بتكوين ما يسمح لهم بتحمل الحرارة الشديدة. وتبعاً لهذه النظرية، فأن الله بلبل الألسنه، مسببا للبشر التفرقة اللغوية، ثم فرق في التكوين الجيني لكل جماعة لغوية تبعاً للمنطقة الجغرافية التي سيستقرون فيها. وبرغم امكانية حدوث ذلك فأنه لا يوجد أدلة كتابية تعضد هذه النظرية. فالأعراق، او لون الأنسان غير مذكور في أي من أجزاء قصة برج بابل.
وبعد الفيضان، وعندما أسست الجماعات اللغوية المختلفة، فقد أنفصلت هذه الجماعات وأتجهت للأستقرار في أماكن مختلفة. وبذلك تعرض المحور الجيني للأنكماش أذ أن كل جماعة تزاوجت من بعضها البعض وليس من جميع البشركما كان عليه سابقاً. وبهذا طغت بعض الصفات الجسدية لكل جماعة. وبمرور الوقت أستمر ذلك المحور الجيني في الأنكماش حتي أصبح جميع أفراد الجماعة يحملون نفس الصفات الجينية والجسدية.
وتفسير آخر يقول أن آدم وحواء كانوا يحملون عنصر جيني معين يؤهلهم لأنجاب أطفال ذوو ألوان بشرة مختلفة فاتحة كانت أو داكنة بكل درجات الألوان من الأسود الي الأبيض. ومثيل لهذا عندما يتزواج اثنان من أعراق مختلفة فأن أطفالهم قد يحملون لون بشرة مختلف تماما كل واحد عن الآخر. وبما أن الله أراد أن يختلف البشر في الصفات الجسدية، فأنه من المرجح أنه أهل آدم وحواء لأنجاب أطفال بألوان بشرة مختلفة. ثم نجد أن نوح وزوجته وأولاده الثلاث وزوجاتهم (ثمانية أشخاص) الذين نجوا من الطوفان (تكوين 13:7). و ربما كان كل من أولاد نوح يحملون صفات جسدية مختلفة. وربما كانت زوجة نوح تحمل صفات جسدية مختلفة عنه وربما كان ذلك الحال مع كل من الثمانية أشخاص مما يعني أنهم يحملون العنصر الجيني الذي يؤهلهم لأنجاب أطفال من أعراق مختلفة. وبالرغم من أختلاف التفسيرات، فأنه من المهم تذكر أننا كلنا أتينا من عرق وأصل واحد، مخلوقين من اله واحد ولهدف واحد.
ماذا يقول الكتاب المقدس عن العنصرية، التمييز والتعصب؟
السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن العنصرية، التمييز والتعصب؟
الجواب: من المهم أولاً أن ندرك أنه هناك أصل عرقي واحد للجنس البشري – سواء كان الأنسان أفريقي، أسيوي، أمريكي، هندي، أو عربي. فهذه كلها جنسيات. ونجد أن كل البشر يحملون نفس الصفات الجسدية وأن أختلف شكلها. فالجميع قد خلقوا علي صورة الله كشبهه (تكوين 26:1-27). والله أحب العالم كله (يوحنا 16:3). ويسوع ضحي بحياته لفداء العالم كله (يوحنا الأولي 2:2). "العالم كله" بالطبع يشمل كل أنسان من مختلف الأعراق والخلفيات في العالم.
والله لا يظهر لنا أي تفرقة أو تمميز في معاملته لنا (تثنية 17:10 و أعمال الرسل 34:10 ورومية 11:2 وأفسس 9:6)، وهكذا يجب علينا معاملة بعضنا البعض. يعقوب 4:2 يصف أي شخص متعصب ب "قاض أفكار شريرة". وبدلا من هذا يوصينا الكتاب المقدس بأن "نحب قريبنا كنفسنا" (يعقوب 8:2). وفي العهد القديم يقسم الناس الي مجموعتين "اليهود و الأمم" ولقد أراد الله أن يكون الشعب اليهودي كهنة الله، وأن يخدموا وأن يعلنوا كلمة الله للأمم. ونجد أن اليهود قد امتلاؤا بالكبرياء وأبغضوا الأمم. ووضع المسيح نهاية لذلك ، وحطم حائط العداء (أفسس 14:2). وبهذا يصبح أي نوع من التعصب، التمميز، أو العنصرية عمل مخالف لما صنعه المسيح لأجلنا علي الصليب.
ولقد أوصانا المسيح أن نحب بعضنا البعض كما هو أحبنا (يوحنا 34:13). الله غير متحامل ولا يفرق في معاملتنا، ولذا علينا أن نتعلم منه وأن نحافظ علي نفس المستوي من المحبة. ويعلمنا المسيح في آخر أنجيل متي 25 بأن ما نفعله بأحد أخوته الأصاغر فبه نفعل. فأن عاملنا أنسان ما بكراهية، فلابد أن نتذكر أن هذا الشخص مخلوق علي صورة الله كشبهه، وأننا نقوم بجرح شخص ما قد أحبه و مات المسيح من أجله.
والتعصب بأشكاله المختلفة وبدرجاته المتنوعة، هو طاعون البشرية لأجيال متعددة. أيها الأخوة والأخوات من كل أصل عرقي لا يجب أن يحدث ذلك بيننا. وأقول لضحايا التعصب والتمييز – أنه يجب عليكم أن تغفروا لمن أساء اليكم. فأفسس 32:4 يقول " كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين، متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيح". أني أعلم أن المتعصبون لا يستحقون مغفرتكم ولكن كلنا لا نستحق مغفرة الله. وأقول لممارسي التعصب والاضطهاد – يجب عليكم أن ترجعوا عما تفعلوه وأن تتبوا عنه و "قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضائكم آلات بر لله" (رومية 13:6). وأصلي أن يتحقق ما هو مكتوب في غلاطية 28:3 "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثي، لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع".
هل هناك حد أقصى لعمر الإنسان؟
السؤال: هل هناك حد أقصى لعمر الإنسان؟
الجواب: كثيراً ما يفسر ما هو موجود في سفر التكوين 3:6 بأن 120 عاماً هو الحد الأقصى لعمر الإنسان، "لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد، لزيغانه، هوبشر. وتكون أيامه مئة وعشرين سنة". ولكن الأصحاح الحادي عشر من سفر التكوين يذكر العديد من الناس الذين تعدى عمرهم 120 عاماً. وبناء على ذلك، يقوم الناس بتفسير ما هو موجود في سفر التكوين 3:6 كقاعدة عامة تحدد أن الناس لن يعيشوا أكثر من 120 عاماً. ومن الملاحظ أن عمر الناس يتناقص بصورة واضحة فيما بعد الطوفان (قارن الأعمار الموجودة في تكوين 5 بالأعمار المدونة في تكوين 11) ثم قارنها بما هو موجود في تكوين 24:11. ومنذ ذلك الوقت، نجد أن معظم الناس لا يتعدي أعمارهم 120 عاماً. فمن المحتمل أن ما هو موجود في تكوين 32:5 هو توقع الله لنقصان عمر الإنسان بسبب شره.
وهناك تفسير آخر للنص الكتابي وهو أن تكوين 3:6 يعتبر إعلان الله للبشرية بحدوث الفيضان بعد 120 عاماً. فعمر الإنسان هنا يشير الى عمر الإنسانية ككل. والبعض لا يتفق مع هذا التفسير حيث أن الله قد أمر نوح ببناء الفلك وهو عمره يناهز 500 عاماً في تكوين 32:5 في حين أن عمر نوح كان 600 عاماً عند حدوث الفيضان (تكوين 6:7) فهذا يعني أن الفترة الزمنية كانت 100 عام وليس 120 عاماً. ولكن وقت إعلان الله للفيضان الآتي في سفر التكوين 3:6 غير مذكور. كما أن ما هو موجود في تكوين 32:5 لا يتناول الوقت الذي أمر فيه الرب نوح ببناء الفلك بل هو يتناول عمر نوح عند إنجاب أبناؤه الثلاثة. فمن المحتمل أن الله قد قرر حدوث الفيضان ثم قام بتأجيل أمر نوح ببناء الفلك لعدة سنوات قادمة. ومهماً كان الحال، فإن المائة عام ما بين تكوين 32:5 و6:7 لا تناقض بأي شكل المائة وعشرون عاماً المذكورة في تكوين 3:6.
ونجد أن بعد مئات السنين من حدوث الفيضان، يعلن موسى أن "أيام سنينا هى سبعون سنة، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة، وأفخرهل تعب وبلية، لأنها تقرض سريعاً فنطير" (مزمور 10:90). فالموجود في تكوين 3:6 أو مزامير 10:90 لا يعتبرحد أقصى لعمر البشر. فما هو مدون في سفر التكوين يعتبر نبؤة عن وقت حدوث الفيضان. وما هو مدون في سفر المزامير يشير الى قاعدة عامة لمتوسط عمر الإنسان 70-80 عاماً ( ويعتبر ذلك حقيقة واقعة الى يومنا هذا).
هل نعتبر كلنا أبناء لله، أم أن هذا شيء مقصور على المسيحيون فقط؟
السؤال: هل نعتبر كلنا أبناء لله، أم أن هذا شيء مقصور على المسيحيون فقط؟
الجواب: الكتاب المقدس يوضح أن كل البشر هم خليقة الله (كولوسي 16:1)، ولكن فقط الذين هم اختبروا الولادة الثانية هم أبناء الله (يوحنا 12:1 ويوحنا 52:11 ورومية 16:8 ويوحنا الأولى 1:3-10).
ونجد أن الضالون في الكتاب المقدس لا يشار اليهم في الكتاب المقدس كأبناء الله. فأفسس 3:2 يقول لنا أننا قبل أن نخلص "الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً". ورومية 8:9 يقول "أي ليس أولاد الجسد هم أولاد الله، بل أولاد الموعد يحسبون نسلاً" فبدلاً من أن نولد كأولاد الله نحن مولودون بالخطيئة، وهذا يفصلنا عن الله ويجعلنا أعداء له (يعقوب 4:4 ويوحنا الأولى 8:3). وقد قال يسوع "الحق الحق أقول لكم: إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية، والعبد لا يبقي في البيت الى الأبد، أما الإبن فيبقي الى الأبد" (يوحنا 34:8). والآيات التالية في يوحنا 44:8 يقول المسيح للفريسيين "أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا " وحقيقة أن الخطاة لا يعتبروا أبناء الله يمكننا أن نجدها في يوحنا الأولى 10:3 "بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد ابليس: كل من لا يفعل البر فليس من الله، وكذا من لا يحب أخاه".
فنحن نصبح أبناء لله عندما نخلص لأن الله يتبنانا في عائلته من خلال علاقتنا بيسوع المسيح (غلاطية 5:4-6 وأفسس 5:1). ويمكننا أن نرى ذلك في الآيات الموجود في سفر رومية 14:8-17. "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ : "يا أبا الآب". الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه". "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 26:3) لأن الله "إذ سبق فعيننا للتبني للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئته" (أفسس 5:1).
ما هي وجهة نظر المسيحية في الإستنساخ البشري؟
السؤال: ما هي وجهة نظر المسيحية في الإستنساخ البشري؟
الجواب: بينما لا يوجد في الكتاب المقدس تعاليم مباشرة عن الإستنساخ البشري، ولكن يمكننا أن نجد مباديء كتابية تلقي بعض الضوء على هذا التساؤل. عملية الإستنساخ تستلزم إستخدام الحمض النووي وخلايا جنينية. ويستخلص الحمض النووي من نواة خلية مخلوق. ثم يخلط الحمض الذي يحمل الصفات الوراثية مع نواة خلية جنين. وتستبدل الصفات الوراثية للجنين بالصفات الجديدة، وذلك لتكوين جنين طبق الأصل. ولكن يمكن أن يرفض الجنين تلك الصفات ويتسبب ذلك في موته. أو أن نزع صفاته الأصلية هو سبب موته. ومن الجدير ذكره استخدام عدد كبير من الأجنة لتحسين احتمالات نجاح عملية الإستنساخ. وفي حين أنه من الممكن إستنساخ مخلوقات بمثل هذا الشكل (مثل الخروف دوللي)، ولكن احتمالات النجاح الكامل بلا أخطاء عظيمة وتعقيدات مترتبة على ذلك هو إحتمال ضعيف جداً.
والنظرة المسيحية للإستنساخ يمكننا أن نراها في عدة مباديء كتابية. أولاً أن البشر مخلوقين علي صورة الله كشبهه ولذا فالبشر مميزين. وتكوين 26:1-27 يؤكد هذا المبدأ. ومن الواضح أن هذا شيء ثمين ولا يصح التلاعب فيه. ويشجع البعض عملية الإستنساح لمحاولة إنتاج أعضاء نافعة للذين يحتاجون لزرع الأعضاء وغير قادرون على إيجاد متبرعين مناسبين للأعضاء. وهم يعتقدون بأنه من خلال استنساخ أعضاء مطابقة لأعضاء الإنسان، لن يقوم الجسم برفض العضو الجديد. وبالرغم من إحتمال صحة هذه الفكرة فنجد أن ذلك يرخص من كرامة الحياة. فالعملية تتطلب كما ذكرنا إستخدام الكثير من الأجنة مما يدل على موت الكثير منها. فالتعامل هنا مع الأجنة يتم وكأنها مجرد مواد مكملة لعملية الإستنساخ وليست حياة آدمية.
أما بالنسبة للتسأول عن إن كان للأجنة المستنسخة نفس، فدعونا ننظر للخليقة. فتكوين 7:2 يقول، "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفساً حية" فهذا هو وصف خلق الله لنفس وروح الإنسان. ونفوسنا هى ما يكوننا وليس ما نملك (كورنثوس الأولى 45:15). فالسؤال إذا أي نوع من النفس ستخلق من الإستنساخ؟ وهذا سؤال يصعب الإجابة عليه.
وكثيراً ما يعتقد الناس أن الحياة لا تبدأ لحظة التصور (الحمل) وتكوين الجنين ولذا فالأجنة لا تمثل الحياة مثل البشر. ولكن هذا يتعارض بشدة مع تعاليم الكتاب المقدس. مزمور 13:139-16 يخبرنا "لأنك أنت اقتنيت كليتي. نسجتني في بطن أمي. أحمدك من أجل أني قد امتزت عجباً. عجيبة هى أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقيناً. لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء، ورقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي، وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت، إذ لم يكن واحد منها" فكاتب المزمور داوود يعلن أن الله يعرفه شخصياً قبل أن يولد، بما يعني أنه منذ أن أصبحت أمه حبلى به، وهو يعتبر واحد من البشر وله مستقبل ورب. وأن الله قد عرفه منذ لحظة التصور.
كما نجد أيضاً أن أشعياء 1:49-5 يتحدث عن دعوة الله لأشعياء لخدمته وهو بعد في بطن أمه. كما أمتلأ يوحنا المعمدان بالروح القدس وهو مازال جنيناً في بطن أمه (لوقا 15:1). وكل هذا يشير الى نظرة الكتاب عن بداية الحياة. وبهذا نرى أن الإستنساخ وتدمير الأجنة هو قتل للنفوس ولا يتماشى مع نظرة الكتاب المقدس للحياة.
وبما أن الإنسان هو مخلوق فلابد وأن يكون هناك خالق، والإنسان مسئول أمام ذلك الخالق. ورغم أن العالم يدعونا للإعتقاد أننا مسئولون فقط أمام أنفسنا، وأن الإنسان له السلطة على كل شيء، فإن الكتاب المقدس يعلمنا غير ذلك. فالكتاب المقدس يعلمنا أن الله خلق الإنسان، وسلطه على الأرض وما فيها (تكوين 28:1-29 وتكوين 1:9-2). وسيحاسب الإنسان عن تلك المسؤلية أمام الله. فالإنسان ليس المسئول الأخير عن نفسه ولا يمكنه أن يحدد مسائل الحياة والموت. وبما في ذلك الإستنساخ والإجهاض والقتل الرحيم. وتبعاً لما هو في الكتاب المقدس، فالله وحده هو الذي له سلطة على حياة الإنسان. فلا يجب على الإنسان أن يضع نفسه محل الله.
إن نظرنا للإنسان كمجرد واحد من المخلوقات وليس كمخلوق متميز وفائق عجباً، فلا يصعب علينا أن نرى البشر كماكينات تحتاج الى إصلاح وقت عطبها. ولكننا لسنا مجرد مجموعة من الجزيئات والمواد الكيمائية. فالكتاب يعلمنا أن الله خلق كل منا وأنه له خطة لحياتنا. وأنه يرغب في تكوين علاقة معنا من خلال معرفة ابنه يسوع المسيح. وفي حين أن بعض أهداف الإستنساخ قد تبدو نافعة، فهذا ليس في محيط تسلط الإنسان. وأنه من غير الحكمة أن لا نفكر في العواقب الوخيمة الت قد تنتج عن إستخدامات ضارة لهذه التكنولوجيا. والإنسان لا يقدر أن يكون مسئولاً أو أن يحاسب الآخرين عما هو موافق من أهداف الإستنساخ.
ماهو رأي الكتاب المقدس في ممارسة حرق جثث الموتى؟ هل يحق للمسيحيون أن يقوموا بحرق جثث موتاهم؟
السؤال: ماهو رأي الكتاب المقدس في ممارسة حرق جثث الموتى؟ هل يحق للمسيحيون أن يقوموا بحرق جثث موتاهم؟
الجواب: الحقيقة أن الكتاب المقدس لا يتناول موضوع حرق جثث الموتى. ونجد أن هناك ذكر لبعض الأحداث في العهد القديم والتي تم فيها حرق الناس الى الموت (ملوك الأولى 18:16 وملوك الثانية 6:21)، وأيضاً لحرق جثث الموتى في (ملوك الثانية 16:23-20)، ولكن هذه ليست أمثلة لممارسة حرق جثث الموتى كما نعرفها اليوم. ومن الشيق ذكره أن حرق العظام البشرية الموجود في (ملوك الثانية 16:23-20) تسبب في تدنيس المذبح. برغم أنه لا يوجد أي شيء في العهد القديم يأمر الناس بعدم حرق جثث الموتى، ولا تذكر أي لعنة أو دينونة على من تحرق جثته.
ولقد تم ممارسة حرق جثث الموتى في وقت تدوين الكتاب المقدس، ولكنه لم يكن أمر شائع ما بين شعب اسرائيل أو مؤمني العهد الجديد. ونجد أن الكتاب يذكر دفن الأموات في المقابر أو الكهوف أو تحت الأرض (تكوين 19:23 و4:35 وأخبار الأيام 14:16 وتى 60:27-66). وفي حين أن دفن الأموات كانت الطريقة المتبعة، فإن الكتاب لايذكر أنها الطريقة الوحيدة المسموح بها.
فهل يحق للمؤمن المسيحي أن يمارس حرق الجثث بعد الموت؟ كما ذكرنا من قبل، لا يوجد أي مبدأ كتابي يتعارض مع هذه الممارسة. ولكن يكمن إعتراض بعض المؤمنيين لهذه الممارسة في أنها تتجاهل أن الله سيقيم أجسادنا ويوحدها مع أرواحنا (كورنثوس الأولى 35:15-58 وتسالونيكي الأولى 16:4). ولكننا لا نعتقد أن حرق الجثة سيعرقل إقامة الله للجسد. فنحن نعلم أن أجساد المؤمنين الذين نفقوا منذ آلاف السنين قد تحولت الى تراب. وأن هذا لن يمنع الله من إقامة أجسادهم. فحرق الجثة لا يحقق شيئاً غير إسراع عملية تحول الجسد الى تراب. ولذا فالله قادر على إقامة جسد من دفن ومن حرقت جثته. فمسألة دفن أو حرق الموتى هو ضمن نطاق الحرية المسيحية. ولكن يجب وأن يتفكر الشخص والعائلة في هذا الأمر وأن يطلبوا حكمة لإتخاذ هذا القرار من الله بالصلاة (يعقوب 5:1).
ماذا يقول الكتاب المقدس عن القتل الرحيم؟
السؤال: ماذا يقول الكتاب المقدس عن القتل الرحيم؟
الجواب: هذه مسألة في غاية الصعوبة. فهناك طرفان يصعب توازنهم. من ناحية، لا نريد أن نشجع قصف عمر شخص ما قبيل ميعاده. ومن ناحية أخرى، متى نسمح لشخص ما أن يموت من غير أن نحاول إيقاف عملية الموت الطبيعية؟
ماذا عن القتل الرحيم؟ الحقيقة القاطعة أن الله يعارض القتل الرحيم يمكننا إستنتاجه من كون الله صاحب السيادة المطلقة. ونحن نعلم أن الموت الجسدي لا بد منه (مزمور 48:89 وعبرانيين 27:9). ولكن الله وحده هو صاحب السيادة عن كيفية وتوقيت موت الإنسان. وأيوب يقول سفر أيوب 23:30 "لأني أعلم أنك الى الموت تعيدني، وإلى بيت ميعاد كل حي". ونقرأ في مزامير 20:68 "الله لنا إله خلاص، وعند الرب السيد للموت مخارج". وسفر الجامعة 8:8 "ليس لإنسان سلطان على الروح ليمسك الروح، ولا سلطان على يوم الموت". فالله له الحكم الفاصل على الموت (أنظر كورنثوس الأولى 26:15 و54-56 وعبرانيين 9:2 و14-15 ورؤيا 4:21). والقتل الرحيم هو محاولة الإنسان لسلب هذه السلطة من يد الله.
الموت هو حدث طبيعي. وفي بعض الأحيان يسمح الله بأن يعاني الشخص لفترة طويلة قبل موته، وفي بعض الأحيان الأخرى تقصر هذه الفترة. ولا يستمتع أحد بالمعاناة، ولكن هذا أيضاً لا يسمح لنا بتقرير أن ذلك الشخص مستعد للموت. ففي كثير من الأحيان يعلن الله أهدافه للإنسان من خلال معاناته "في يوم الخير، وفي يوم الشر اعتبر. إن الله جعل هذا مع ذاك، لكيلا يجد الإنسان شيئاً بعده" (سفر الجامعة 14:7). والرسالة الى رومية تعلمنا أن المحن تعلم المثابرة. والله يهتم بالذين يصرخون طالبين الموت لإنهاء معاناتهم. والله يعطي هدفاً للحياة حتى نهايتها. والله يعلم الأفضل، وتوقيته دائماً هو الأمثل.
ولكن في نفس الوقت لا يعلمنا الكتاب أن نفعل كل ما بوسعنا حتى يستمر الشخص على قيد الحياة. فإن كانت الحياة تعني إعتماد كل وظائف الإنسان على الماكينات فقط، فإنه ليس شيء لا أخلاقي أن نسمح للأطباء بإطفاء الماكينات حتى يموت الشخص بسلام. فإن كان الشخص في حالة غيبوبة تؤثر على وظائف العقل بصورة مستديمة لفترة طويلة، فإنه لن يغضب الله أن نرفع عنه الماكينات التي تقوم بوظائف أعضاؤه حتى يستمر على قيد الحياة. فإن كانت إرادة الله أن يبقيه حياً، فأنه قادر على فعل ذلك من غير مساعدة الماكينات.
وإتخاذ مثل هذا القرار، شيء قاس وفي غاية الصعوبة. فليس من السهل أن نطلب من الأطباء إنهاء رحله شخص نحبه. ولا يجب أن نسعى الى إنهاء حياة شخص ما بلا تريث، ولكن لا يجب وأن نحاول تعطيل عجلة الحياة الطبيعية. فمن الحكمة أن يلجأ من عليه إتخاذ القرار لله بالتوسل والصلاة (يعقوب 5:1) حتى يعلم ما هو القرار الصائب.
ما معنى أننا قد إمتزنا عجباً كما هو مدون في (مزمور 14:139)؟
السؤال: ما معنى أننا قد إمتزنا عجباً كما هو مدون في (مزمور 14:139)؟
الجواب: مزمور 14:139 يقول ، "أحمدك من أجل أني قد امتزت عجباً. عجيبة هى أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقيناً". والمعنى المقصود في مزمور 14:139 يعبر عن الطبيعة العجيبة لأجسادنا. فجسد الإنسان هو أكثر الكائنات تعقيداً وتميزاً في العالم، وهذه الطبيعة الفريدة تخبرنا الكثير عن الخالق. فكل جزء من الجسد حتى الخلايا التي لا ترى بالعين المجردة، تبين أن الإنسان قد تم خلقه بطريقة عجيبة ومتميزة.
ونجد أن عند تصميم المهندسين أعمدة قوية، أنهم قومون بوضع المواد الأكثر صلابة في الخارج ثم يقوموا بملء ما في الداخل بمواد أقل صلابة وأخف وزناً. وبالمثل فإن جسد الإنسان مماثل لذلك التصميم بحيث أن العظام تشكل الهيكل الخارجي بينما يعمل ما بالداخل كمصنع لخلايا الدم من أنواع مختلفة. وإن دققنا النظر لعدسات الكاميرات الحديثة لوجدنا أن تصميم عين الإنسان مماثل جداً لها بل أن العينان تعملان بتناغم شديد بطريقة تؤهل الرياضي برمي الكرة لمسافة معينة أو ليسمحا لنا بتحديد بعد أو قرب السيارات العابرة.
نجد أيضاً أن العقل البشري شيء عجيب جداً وفريد في تكوينه. فله القدرة على التعلم والتحكم في أنشطة الجسم المختلفة بما فيها عدد ضربات القلب و التنفس وتحقيق توازن الجسم للمشي والركض والوقوف والجلوس بجانب القدرة على التركيز في شيء آخر. ويمكن للحاسبات الآلية التفوق على العقل البشري في العمليات الحسابية ولكنها لا تقارن بالعقل البشري عند آداء أي مهام المنطق. وللعقل قدرة مذهلة على التكيف. فإن الذين يعيشون في منطقة قريبة لخط القطار نجد أن العقل يصفي صوت القطارات فلا يدركون مرورها المتواصل.
وفيما يتعلق بالتصغير، فالجسد البشري أعجوبة متميزة. فعلى سبيل المثال، المعلومات اللازمة لتكرار جسم الإنسان بصورة كاملة، وذل يشمل كل التفاصيل، نجد أنها تختزن في حلزون مزدوج في الحمض النووي و في نواة كل من بلايين الخلايا في الجسم البشري. وأيضاً نجد أن الجسد البشري يمتاز عجباً في تكوين الجهاز العصبي خاصة بالمقارنة بإختراعات الإنسان من الأسلاك والكابلات البصرية. فكل خلية تدعى "خلية بسيطة". ولكن رغم صغر هذه الخلايا فهي في حد ذانها مصنع بأكمله يتعذر للأنسان حتى الآن فهم طريقة عمله. وبتقدم المجاهر يمكننا التركيز على الخلايا وإدراك آفاقها الغير محدودة.
وبالنظر على خلية حديثة التخصيب، نجد أن من هذه الخلية الواحدة الموجودة في رحم الأم، تتكون الأنسجة المختلفة والأعضاء والأنظمة التي تؤثر على عمل كل هذه الأشياء معاً في وقت معين – وهذا شيء عجيب حقاً. ومثال على ذلك، الثقب الموجود في حاجز بطينات قلب الطفل حديث الولادة والذي يغلق في الوقت المناسب ليسمح بأكسدة الدم من الرئتين (والذي لا يتم حدوثه في رحم الأم).
أيضاً، نجد أن جهاز مناعة الجسم مجهز لمقاومة مختلف أنواع الأمراض بل وأن الجسم مجهز لإعادة إعمار جهاز المناعة نفسه. وذلك يتضمن إصلاح العظام (والتأهيل من كسور طفيفة أو فادحة). نعم، قد يأتي الوقت ويتغلب المرض على جسد الإنسان وذلك بسبب الخطيئة وسقوط العالم ولكننا لا ندرك كم من المرات قام جهاز مناعتنا بإنقاذنا من موت محقق.
ووظائف جسد الإنسان مذهلة. فالإنسان قادر على التحكم في الأشياء الثقيلة والكبيرة ونقلها ولكن في نفس الوقت قادر على التعامل مع الأشياء الرقيقة والقابلة للكسر برفق شديد. فيمكن للأنسان أن يطلق سهم من قوس مراراً وتكراراً حتى يبلغ الهدف ويمكنه أيضاً أن يقوم بالطباعة على الحاسب الآلي من غير أي تفكير، ويمكنه الحبو والمشي والجري والتسلق والسباحة ويمكنه أيضاً أن يقوم بأعمال بسيطة مثل تغيير لمبات كهربائية أو غسل أسنانه بالفرشاه أو إرتداء حذاؤه من غير أي تفكير. وبرغم من "بساطة" هذه الأنشطة، فالإنسان غير قادر بعد على برمجة إنسان آلي يتمكن من تأدية كل هذه الوظائف والأنشطة.
ووظيفة الجهاز الهضمي والكبد والأعضاء الهامة الأخرى، وطول عمر القلب، وتكوين الأعصاب والشرايين والجهاز الليمفاوي وقدرة الجهاز التناسلي على تكوين خلايا وتعقيد تكوين الأذن الوسطى وحواس الشم والتذوق وكثير من الأشياء الأخرى التي لا نفهمها أو ندركها – كل منها هى أعجوبة تفوق قدرة الأنسان.
حقاً لقد امتزنا عجباً. فنحن نقدم شكرنا وحمدنا لله الذي صنعنا من خلال إبنه يسوع المسيح ومنحنا إمتياز التمتع بمعرفته وحبه (مزمور 17:139-18 و 23-24).
هل للبشر إرادة حرة؟
السؤال: هل للبشر إرادة حرة؟
الجواب: إن كان مصطلح "إرادة حرة" يعني أن الله يعطي البشر الفرصة لإتخاذ قرارات تؤثر على مصيرهم، فإذاً الإجابة هى، نعم للبشر إرادة حرة. ونجد أن حالة خطيئة العالم متصلة اتصال مباشر بالقرارات التى قام آدم وحواء بإتخاذها. وكل ما هو مكتوب عن سقوط الإنسان يشير الى أنه نتيجة لإتخاذ إختيار خاطيء. ومن هذه النقطة أصبح للأفراد فرصة إختيار إتباع الله أو إختبار نتائج عدم إتخاذ ذلك القرار.
وحتى في ضوء إختيار الله لإبراهيم ونسله، فالأفراد سيكونوا مسؤلين أمام الله عن إختياراتهم. ونرى في العهد القديم أن الأفراد خارج شعب الله المختار (اسرائيل) كان لهم حرية إختيار الإيمان بالله وإتباعه (مثال: الأممين الذين غادروا مع شعب اسرائيل في سفر الخروج مثل راعوث وراحاب). ولهذا، ف (الله) الذي يختار يسمح أيضاً للأفراد بممارسة حرية الإختيار. وتشتهر الرسالة الى روميا بتفسير الخلاص وسيادة الله. ونرى في الرسالة استخدام مصطلحات مثل "إختار" و"سبق فعين"، الخ ومع هذا فنحن نرى بصورة واضحة في الرسالة أن مسئولية الإختيار تقع على عاتق الإنسان.
وفي الجزء الذي يتناول خطيئة وعربدة البشر في الرسالة الى رومية، الله يعلن أن الغير مخلصون لا عذر لهم. وهذا الجزء يتناول بصورة خاصة الذين يرفضون إعلان الله عن وجوده من خلال خليقته (رومية 20:1-21).
وفي أجزاء أخرى نتعلم أنه: (1) من المتوقع أن يختار الأفراد أن يؤمنوا (يوحنا 16:3 ورومية 11:10، الخ). (2) للأفراد حرية الأختيار بأن يكونوا حكماء أو حمقى (متى 26:7). (3) الكتاب مقدم للإرشاد للخلاص – للقبول أو الرفض (تيموثاوس الثانية 15:3 ويوحنا 30:20-31). (4) أسس المسيح إختيار الطاعة كعلامة لمحبتنا له (يوحنا 21:14).
إن ارادة الله لنا ألا يهلك أحد (بطرس الثانية 9:3)، ولذا لابد وأن يكون إختيار شخص آخر أن ينفصل البشر عن الله. الله يعلمنا أننا سنحصد ما نزرع – ويمكننا أننا نختار ما نحصده (غلاطية 7:6-8).
ومن التعاليم العديدة المقدمة لنا من الله نستنتج أن السامع له قدرة إختيار إتباع الله من عدمه. ويبدو أنه من الواقعي أن يحاسبنا الله عن قرارات نحن قادرون على إتخاذها. فالله العادل لن يتوقع منا الإختيار إن لم يكن لنا حرية فعل ذلك. ويبدو أنه من غير العدل أن يعاقب الذين لا إختيار لهم. فالله بسيادته المطلقة، خلق الجنس البشري مجهز بقدرة إتخاذ القرار والإرادة الحرة.
هل في قلب كل إنسان "فراغ على شكل الله"؟
السؤال: هل في قلب كل إنسان "فراغ على شكل الله"؟
الجواب: نجد أصل هذا التعبير في صلاة القديس أغسطين "لقد خلقتنا يارب لنفسك ، ولا راحة لقلوبنا إلا بك". فمعني الفراغ علي شكل الله هو شوق قلب الإنسان لشيء ليس بداخله. وسفر الجامعة 11:3 يشير الي "صنع الكل حسناً في وقته، وأيضاُ جعل الأبدية في قلبهم، التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية". فقد خلق الله الإنسان لهدف أبدي، ولا يوجد أي شيء بعد السقوط يمكن أن يشبع قلب الإنسان بالتمام. وواضح جداً أن الله قد وضع "الأبدية" في قلوبنا، لأن الإنسان بطبيعته يرغب في الحياة الأبدية. وكل الأديان مبنية على هذا الإعتقاد وهذه الرغبة. وكل الأديان تعد الإنسان بالجنه أو شيء مماثل لها. ولا يرغب أي أحد في الموت، فالجميع يصبون الحياة الأبدية.
والمشكلة لا تكمن في الأبدية الموضوعة في قلب الإنسان، بل هو قلب الإنسان نفسه. وأرميا 9:17 يصف حالة القلب المتدهور: "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟" ويردد سليمان نفس المبدأ، "قلب بني البشر ملآن من الشر، والحماقة في قلبهم وهم أحياء، وبعد ذلك يذهبون إلى الأموات" (الجامعة 3:9). ويتفق العهد الجديد مع ذلك في (رومية 7:8) "لأن إهتمام الجسد هو عداوة الله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله، لأنه أيضاً لا يستطيع". ونرى أيضاً في رومية (11:3) "ليس من يفهم، ليس من يطلب الله". فقلب الإنسان العادي الغير مجدد لا يوجد به فراغ على شكل الله، بل أن قلبه في حرب مع الله.
فهل هناك بالفعل "فراغ على شكل الله" في قلب الإنسان؟ نعم، ولكن عندما يسبب الله ذلك الفراغ فهو يملأه بعمل الروح القدس. وهذا يعرف بالتجديد وهو عمل الروح القدس حيث يعطي الإنسان الطبيعة الإلهية والحياة الإلهية (يوحنا 3:3-8 وتيطس 5:3). وهذا يتحقق فقط بقدرة الروح القدس من خلال تعاليم الكتاب المقدس (يوحنا 24:5). ورد فعل الإنسان يمكن أن يعرف بالفراغ علي شكل الله والذي خلقه الروح القدس ووضعه في قلب الخاطيء التائب، والنتيجة المترتبة ألا وهي الخلاص بعون الروح القدس ومن خلال يسوع المسيح. والذين لا يستجيبون لتبكيت الروح القدس – الذي يبكت ضمائرنا (يوحنا 8:16) – قد يتطلعوا للحياة الأبدية ولكنهم لن يجدوا طريق الحياة الأبدية والذي يمكن فقط الوصول اليه من خلال معرفة المسيح (يوحنا 6:14).
وللأسف، فإن الكثيرين بالبحث عن أشياء غير الله لملء ذلك الفراغ الذي بداخلهم، وإن كان ذلك الشيء هو عملهم أو عائلتهم أو رياضتهم المحببة، الخ. ولكنهم يبحثون عن أشياء غير أبدية فيظلوا غير مكتفيين. ومن الصحيح أن الناس الذي يبحثون عن متعة بعيداً عن الله يمكنهم أن يحققوا السعادة لفترة زمنية محددة. ولكن بالنظر الى سليمان، الذي حقق كل الغنى والنجاح والقوة في العالم – أي كل ما يرجوه الإنسان في العالم – نرى أن ذلك لم يشبعه. فقد قال أن كل هذه الأشياء "باطلة" أي أنه سعى لأشياء غير أبدية. وفي النهاية قال: "فلنسمع ختام الأمر كله: اتق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله" (سفر الجامعة 13:12).
فالفراغ على شكل الله موجود في قلوب الذين يقوم الروح القدس بتجديدهم. فإن أحسسنا بتبكيت الروح القدس، يجب وأن نستجيب بإيماننا بالرب يسوع المسيح. فالفراغ الذي على شكل الله، لن لا يملؤه إلا سواه.
هل يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله؟
السؤال: هل يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله؟
الجواب: خلافاً لمزاعم الملحدين وخلافه عبر القرون، لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله. وفي حين أنه يمكن للإنسان أن يعيش حياته بدون أن يعترف بالله، ولكن لا يستطيع العيش بدون إدراك حقيقة الله.
كخالق، أسس الله الحياة البشرية. بالقول أنه يمكن للإنسان أن يعيش بدون الله، وكأننا نقول أن هناك ساعة ولكن لا يوجد صانع للساعات أو أن هناك قصة ولكن لم يقم أحد بكتابتها. فنحن مدينين بكينونتنا لله الذي خلقنا على صورته كشبهه (تكوين 27:1). ووجودنا يعتمد على الله إن إعترفنا بوجوده أم لم نعترف.
كرزاق، الله دائماً ما يعطي الحياة (مزمور 10:104-32). هو الحياة (يوحنا 6:14)، وكل خليقته مرتبطة بقوة المسيح (كولوسي 17:1). وحتى الذين يرفضون الله، يتلقون قوتهم منه: " لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين" (متى 45:5). ففكرة حياة الإنسان بدون الله هو تماماً مثل زهرة بلا ماء.
كفادي، الله يعطي حياة أبديه لمن يؤمن. هناك حياة في المسيح وهو نور الإنسان (يوحنا 4:1). أتى المسيح ليمنحنا حياة "حياة أفضل" (يوحنا 10:10). وكل الذين يؤمنون به يعدهم الحياة الأبدية معه (يوحنا 15:3-16). فلكي يعيش الإنسان – حق الحياة – لا بد وأن يعرف الله (يوحنا 17:3).
بدون الله، تكون حياة الإنسان جسدية فقط. حذر الله آدم وحواء يوم عصيانهم بأنهم "موتأ تموتا" (تكوين 17:2). وكما نعلم أنهم قاموا بعصيان الله، ولكنهم لم يموتا جسدياً في ذلك اليوم، بل، ماتا روحياً. شيء في داخلهم قد مات – وفقدوا الحياة الروحية التي إختبروها بشركتهم مع الله، وحرية التمتع به – وبراءة وطهارة نفوسهم.
ولقد لعن آدم الذي خلق ليعيش ويعبد الله. وما كان يعزم الله أن يكون من التراب الي المجد أصبح تراب الى تراب يعود. ومثل أدم، يعيش الإنسان اليوم لفترة زمنية على الأرض. وربما يبدو ذلك الشخص سعيداً، فهناك ما يمكن التمتع به على الأرض.
وهناك البعض الذين يرفضون الله ويعيشون حياة التمرد والعصيان. وربما تبدو حياتهم الجسدية سهلة ومريحة. فالكتاب يخبرنا أن هناك قدر معين من الإبتهاج بالخطيئة (عبرانيين 25:11). ولكن المشكلة تكمن في أن ذلك شيء وقتي، وأن الحياة في هذه الأرض قصيرة (مزمور 3:90-12). وسرعان ما سيدرك الإنسان مثل الإبن الضال أن فرح العالم لا يدوم (لوقا 13:15-15).
ولكن ليس كل من يعصي الله هو إنسان متهور. فهناك الكثير من الذين لم يقبلوا خلاص الله، يعيشوا حياة منظبطة ورصينة – بل ربما سعيدة ورغدة. والكتاب المقدس يقدم مباديء يمكن لأي فرد الإستفادة منها مثل الإخلاص، الأمانة، التعفف، الخ وسفر الأمثال 3:22 يعتبر مثالاً للحقائق العامة. ولكن المشكلة أن عندما لا يعرف الإنسان الله تحد حياته لهذا العالم فقط. والحياة السهلة على الأرض لا تعني سهولة الحياة الأبدية - أنظر المثل الموجود في لوقا 16:12-21، والحديث الذي تبادله المسيح مع الشاب الغني في متى 16:19-23.
بدون الله، يصبح الإنسان غير مكتفي حتى في حياته الأرضية. قال توماس ميرتون أن الإنسان ليس على سلام مع أخية الإنسان لأنه ليس له سلام مع نفسه، وأنه سيظل قلق لأنه ليس له سلام مع الله.
والبحث عن السعادة في حد ذاته مؤشر لإضطراب في حياة الإنسان. ولقد إكتشف الإنسان على عبر العصور أن السعادة الوقتية تؤدي الى إكتئاب أعمق. وشعور مستمر بأنه هناك "شيء ليس على مايرام" ولا يستطيع الإنسان أن يتغلب علىذلك الشعور. ونجد أن الملك سليمان قد تمتع بكل لذات العالم وتحدث عن ما اكتشفه في سفر الجامعة. ولقد إكتشف أن العلم في حد ذاته، عقيم (سفر الجامعة 12:1-18). وأن الثراء والمتعة، بلا نفع (1:2-11)، وأن المادية، حماقة (12:2-23)، وأن الثراء، سراب (أصحاح 6).
واكتشف أن الحياة هبة من الله (12:3-13)، وأن الطريقة الوحيدة للحياة، هى مخافة الله: "اتق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله. لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيراً أو شراً" (13:12-14).
فلذا نجد أن الحياة أكثر جداً من جرد كياننا المادي على الأرض. ويقول يسوع "مكتوب، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4:4). ليس بالخبز (وجودنا المادي) ولكن كلمة الله (وجودنا الروحي) هو ما يحيينا. وقال بليز باسكال أنه " باطل أيها الإنسان أن تبحث بداخلك عن دواء الشقاء" فالإنسان يمكنه أن يجد الحياة والسعادة الحقيقة من خلال معرفته بالله.
بدون الله، مصير الإنسان هو الموت. فالإنسان بدون الله مائت روحياً، فعند نهاية حياة الإنسان جسدياً – يواجه الموت الأبدي – و الإنفصال الأبدي عن الله. وفي لوقا 19:16-31 يعيش الغني حياته بلا تفكير في الله، بينما يعاني اليعازر ولكنه يتمتع بمعرفة الله. وبعد موتهما، يدركا نتائج اختيارهما. فيرفع الرجل الغني عينيه وهو في لب الجحيم، ويدرك متأخراً أن الحياة أكثر من مجرد وقت أرضي. بينما ينعم اليعازر بالفردوس. ويدرك الرجلان أن حياتهما الأرضية القصيرة لا تقارن بحياتهم الأبدية.
الإنسان خليقة فريدة. ولقد جعل الله الأبدية في قلب كل منا (سفر الجامعة 11:3)، وهذا الشعور بمصير لا ينتهي هو احساس يكتمل بمعرفة الله وحده.
كيف تخلق النفوس البشرية؟
السؤال: كيف تخلق النفوس البشرية؟
الجواب: هناك وجهتان نظر كتابيتان لشرح خليقة النفوس. (1) النظرية الأولى هي أن النفس والجسد يولدا من الوالدين الجسديين. وتبنى النظرية على أن: (أ) في سفر التكوين 7:2، نفخ الله نسمة حياة في آدم، فصار "نفساً حية". ولا يذكر الكتاب تكرر هذا الحدث ثانية. (ب) كان لآدم ولداُ مثله كشبهه (تكوين 3:5). فيبدو أن نسل آدم "نفوس حية" من غير أن ينفخ الله فيهم. (ج) تكوين 2:2-3 يشير الى أن الله قد أكمل عمله الإبداعي. (د) خطيئة آدم تؤثر على كل البشر – جسدياً وروحياً – فمن المنطقياً أن يكون الإنسان توارث جسده ونفسه من والديه. ونقطة ضعف هذه النظرية تكمن في أنه من غير المنطقي أن يتوارث الإنسان شيء غير مادي (أي النفس) من خلال عملية فسيولوجية بحتة. فصحة النظرية تعتمد على كون النفس والجسد جزئان لا ينفصمان.
(2) والنظرية الثانية ترجح أن الله يصنع نفساً جديدة كلما تحبل إمرأة. وهذا ما آمن به آباء الكنيسة الأوائل ومايؤيده الكتاب المقدس. أولاً، يفرق الكتاب بين مصدر الجسد ومصدر النفس (الجامعة 7:12 وأشعياء 42:5 وزكريا 1:21 وعبرانيين 9:12). ثانياً، إن قام الله بخلق كل نفس وقت إحتياجها، فذلك يعضد معتقد إنفصال الجسد عن النفس. ونقطة ضعف هذه النظرية تكمن في ما هو موجود في سفر التكوين 2:2-3 حيث يشير الى أن الله قد أكمل الخليقة. أيضاً، حيث أن البشرية كلها بما في ذلك الأجساد، الأرواح، والنفوس مصابة بداء الخطيئة، فكيف إذاً تصاب النفس إن كان الله يخلق نفساً كلما حبلت إمرأة؟
وهناك إعتقاد ثالث ولكنه غير كتابي، ألا وهو أن الله قد قام بخلق جميع النفوس في وقت واحد. ثم "الحق" نفس لكل فرد وقت أن حبلت به أمه. وهذا المعتقد يرجح وجود "مخزن للنفوس" في السماء حيث يختزن الله النفوس الى أن يلحقها بجسد بشري. ومن الواضح أن هذا المعتقد غير مسيحي بل أنه ما يؤمن به بعض الأديان الأخرى التي تنادي بإعادة الخلق.
وإن كانت النظرية الأولى أم الثانية صحيحة، فالإثنان يتفقان على أن النفوس لا توجد قبل التصور (لحظة الحمل). وهذا يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس. فالنفوس البشرية لا توجد قبل أن تصور. فإن كان الله يقوم بخلق نفس جديدة لحظة الحمل أم أنه نظم عملية إنجابية تسمح بخلق النفوس – فالله هو في النهاية خالق كل نفس.
هل نفس الإنسان خالدة أم بائدة؟
السؤال: هل نفس الإنسان خالدة أم بائدة؟
الجواب: مما لا شك فيه أن نفس الإنسان خالدة. ونرى ذلك بوضوح فيما هو مدون في العهدين القديم والجديد. مزامير 26:22 ومزامير 6:23 ومزامير 7:49-9 والجامعة 7:12 ودانيال 2:12-3 ومتى 46:25 وكورنثوس الأولى 12:15-19. ودانيال 2:12 يقول "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للإزدراء الأبدي" وبالمثل فالمسيح نفسه قال عن الخطاة: "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية" (متى 46:25). وبإستخدام نفس الكلمة في اللغة العبرية للإشارة الى "العقاب" والحياة"، فأنه من الواضح أن للخطاة والصالحين نفس أبدية خالدة.
وتعليم الكتاب الواضح هو أن كل الناس مخلصون أم خطاة، سيقضون أبديتهم في السماء أو في الجحيم. فالحياة الحقيقية أو حياتنا الروحية لن تنتهي بموت أجسادنا. فنفوسنا ستعيش للأبد، سواء في حضرة الله في السماء إن كنا مخلصون، أو في عقاب الجحيم إن رفضنا عطية الله بالخلاص. وفي الحقيقة أن الكتاب المقدس لا يعدنا فقط بخلود نفوسنا بل بالقيامة الجسدية أيضاً. وهذا الرجاء هو لب الإيمان المسيحي (كورنثوس الأولى 12:15-19).
وفي حين أن أرواحنا خالدة، فمن المهم أن ندرك أننا ليس الله. فالله أزلي أبدي ليس له بداية أو نهاية. فالله كان وسيكون إلى الأبد. ولكن كل الكائنات المخلوقة الأخرى، سواء بشرية أو ملائكية محدودة حيث لها بداية محددة. وبالرغم من أن نفوسنا ستعيش للأبد متى نأتي الى حيز الوجود، لكن الكتاب المقدس لا يعلمنا أن نفوسنا كانت موجودة على الدوام. فنفوسنا أبدية لأن الله خلقها هكذا، ولكن كان لنا بداية محددة وكان هناك وقت لم نوجد فيه.
لم خلقنا الله؟
السؤال: لم خلقنا الله؟
الجواب: الإجابة القصيرة لسؤال "لم خلقنا الله؟" هي لمسرته – ويقول سفر الرؤيا 11:4 "أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وهى بإرادتك كائنة وخلقت". وكولوسي 16:1 يردد نفس الشيء: "فإنه فيه خلق الكل: مافي السماوات وما على الأرض، مايري وما لايري، سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق". وخلقنا لمسرة الله لا تعني أن البشرية قد خلقت لتسلية الله. الله يحب الخليقة ويستمتع بالخلق. وهو يتمتع بالعلاقات الشخصية التي يكونها مع البشر.
وكوننا مخلوقين كمثل الله كشبهه (تكوين 27:1)، لنا القدرة على معرفة الله – ومحبته وعبادته وخدمته وأن نتمتع بالشركة معه. فالله لم يخلق البشر لإحتياجه لهم. فالله لا يحتاج شيء. ومن الأزل لم يشعر بالوحدة، فهو لم يكن يبحث عن صديق. وهو يحبنا ولكن هذا مختلف عن إحتياجه لنا. فإن لم نوجد سيظل الله كما هو – لا يتغير (ملاخي 6:3). "فقال الله لموسى: "أهيه الذي أهيه". وقال: "هكذا تقول لبني اسرائيل: أهيه أرسلني اليكم" (خروج 14:3) لم يكن غير راض عن كينونته الأبدية. فعندما خلق الكون، عمل مابدا له، وحيث أن الله كامل، فأن أعماله كاملة. "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً" (تكوين 31:1).
أيضاً لم يقم الله بخلق "أقران" أو مخلوقات مساوية لشخصه. ومن المنطقي ألا يفعل ذلك. فإن قام الله بخلق مخلوق آخر مساو له في القدرة والعقل والكمال، فأنه لن يكون بعد الإله الواحد الحق، فمن المستحيل أن يكون هناك إلهان. "إنك قد أريت لتعلم أن الرب هو الإله. ليس آخر سواه" (تثنية 35:4). فأي شيء يخلقه الله سيكون بالضرورة أقل منه. فالخليقة لا يمكن وأن تكون أعظم من الخالق.
بإدراك سلطة وقدسية الله الكاملة، لا يسيعنا إلا وأن نتعجب بأنه يأخذ الإنسان "وتنقصه قليلاً عن الملائكة، وبمجد وبهاء تكلله" (مزمور 5:8)، وأنه يتنازل ويدعونا "أصدقاء" (يوحنا 14:15-15). فلماذا خلقنا الله؟ لقد خلقنا الله لمسرته ولكي نسر نحن خليقته بمعرفتنا به.
ما هو سبب معاداة السامية في العالم؟
السؤال: ما هو سبب معاداة السامية في العالم؟
الجواب: لماذا يكره العالم اليهود؟ لماذا تنتشر معاداة السامية في العديد من الدول؟ ما هو الأمر السيء في اليهود؟ لقد سجل التاريخ أنه على فترات مختلفة عبر 1300 عاماً الماضية تم طرد اليهود من أكثر من 80 دولة مختلفة. لقد خلص المؤرخين والخبراء إلى وجود ستة أسباب مختلفة على الأقل:
• النظرية العنصرية – اليهود مكروهين لأنهم عنصر أدنى.
• النظرية الإقتصادية – اليهود مكروهين بسبب إمتلاكهم الكثير من الثروة والسلطة.
• نظرية كونهم غرباء – اليهود مكروهين لكونهم مختلفين عن غيرهم.
• نظرية كبش الفداء – اليهود مكروهين لأنهم سبب كل مشاكل العالم.
• نظرية قتل الإله – اليهود مكروهين لأنهم قتلوا يسوع المسيح.
• نظرية الشعب المختار – اليهود مكروهين لأنهم يعلنون بكبرياء أنهم "مختاري الله".
هل يوجد ما تستند إليه هذه النظريات؟
• بالنسبة للنظرية العنصرية، الحقيقة هي أن اليهود ليسوا عرقاً. فأي شخص في العالم من أي لون، أو عقيدة، أو عرق يمكن أن يصير يهودياً.
• النظرية الإقتصادية التي تقول بأن اليهود أغنياء ليس لها وزن أيضاً. لقد سجل التاريخ أنه خلال القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين، وخاصة في بولندا وروسيا، كان اليهود شديدي الفقر وكان لهم بالكاد أي تأثير في الأنظمة السياسية أو الإقتصادية.
• بالنسبة لنظرية كونهم غرباء، فإنه خلال القرن الثامن عشر سعى اليهود يائسين للإندماج مع سائر أوروبا. كانوا يرجون أن يؤدي إندماجهم مع الآخرين إلى إختفاء كراهية اليهود. ولكنهم كرهوا بصورة أشد من جانب من إدعوا أن اليهود سوف يلوثون عنصرهم بجيناتهم الأدنى. وكان هذا حقيقي بصورة خاصة في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية.
• بالنسبة لنظرية كبش الفداء، الواقع هو أنه لطالما وجد اليهود كراهية، مما يجعلهم كبش فداء مناسب.
• بالنسبة لنظرية قتل الإله، فإن الكتاب المقدس يوضح أن الرومان هم بالفعل من قتلوا المسيح، رغم أن اليهود كانوا شركاء في ذلك. لم يتم تسمية اليهود كقتلة المسيح بعد ذلك ببضع مئات من السنين. ويتعجب المرء لماذا لا يكره الرومان. لقد غفر المسيح نفسه لليهود (لوقا 23: 34). وحتى الفاتيكان قد أعلن براءة اليهود من موت المسيح في عام 1963. ومع ذلك، لم تقلل أي من هذه التصريحات من العداء للسامية.
• بالنسبة لإدعائهم بأنهم "شعب الله المختار" فإن اليهود في ألمانيا قد تخلوا عن كونهم "مختارين" في خلال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر حتى يتمكنوا من الإندماج بصورة أفضل في الثقافة الألمانية. ومع ذلك تعرضوا للهولوكوست. اليوم، يدعي بعض المسلمين والمسيحيين أنهم "شعب الله المختار" ولكن أغلب العالم يقبلهم ولا زال يكره اليهود.
وهذا يأتي بنا إلى السبب الحقيقي لكراهية العالم لليهود. يقول الرسول بولس: "فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ!" (رومية 9: 3-5). الحقيقة هي أن العالم يكره اليهود لأن العالم يكره الله. كان اليهود هم بكر الله وشعبه المختار (تثنية 14: 2). فمن خلال الأباء اليهود، والأنبياء، والهيكل، إستخدم الله اليهود لكي يجلب كلمته، والناموس، والأخلاق إلى عالم الخطية. لقد أرسل إبنه، الرب يسوع المسيح، في جسد إنسان يهودي ليفدي العالم من الخطية. أما الشيطان، رئيس هذا العالم (يوحنا 14: 30؛ أفسس 2: 2) قد سمم أذهان البشر بكراهيته لليهود. أنظر رؤيا 12 حيث يقدم صورة مجازية لكراهية الشيطان (التنين) للأمة اليهودية (المرأة).
لقد حاول الشيطان أن يمحو الشعب اليهودي من خلال البابليين، والفرس، والآشوريين، والمصريين، والحثيين، والنازيين. ولكنه فشل كل مرة. لم ينته الله من التعامل مع شعب إسرائيل. تخبرنا رسالة رومية 11: 26 أنه في يوم سوف يخلص كل اليهود، وهذا لن يتحقق إذا لم تعد إسرائيل موجودة. لذلك فإن الله سيحفظ اليهود للمستقبل، كما حفظ البقية الباقية منهم عبر التاريخ، حتى تتحقق خطته النهائية. فلا يمكن لأي شيء أن يفسد خطة الله لإسرائيل وللشعب اليهودي.
ما هي نسمة الحياة؟
السؤال: ما هي نسمة الحياة؟
الجواب: إن ذروة عمل الله الخالق كان خلقه العجيب للإنسان. "وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً" (تكوين 2: 7). إن خالق السماء والأرض العظيم عمل شيئين في خلقه للإنسان. أولاً، قام بتشكيله من التراب، وثانياً، نفخ نسمة منه في أنف آدم. وهذا ما ميز الإنسان عن كل خلائق الله.
يحتوي هذا المقطع على ثلاث حقائق هامة حول خلق الإنسان. الأول هو أن الله، والله وحده، هو من خلق الإنسان. لم يتطور الإنسان من خلائق أخرى. لم تقوم قوة مجهولة بتشكيل الإنسان. كل الخلايا، أو الحمض النووي، أو الذرات، أو الجزيئات، أو الهيدروجين، أو البروتون، أو النيوترون، أو الأليكترون بخلق الإنسان. هذه مجرد المواد التي تشكل جسد الإنسان. لقد قام الرب الإله بتشكيل الإنسان. لقد خلق الله العناصر، ثم إستخدمها في خلق الإنسان.
إن كلمة yatsar باللغة العبرية تعني "يشكل". وهي تحمل صورة الفخاري الذي يملك المعرفة والقدرة على تشكيل ما يصنعه. الله هو الفخاري الأعظم، وكانت صورة الإنسان في ذهنه وهو يمتلك القدرة والعقل لكي يعطي هذه الصورة حياة. الله كلي المعرفة وهو أيضاً كلي القدرة مما يمكنه من صنع ما يريده بالضبط.
ثانياً، لقد نفخ الله نسمة حياته في الإنسان. فالإنسان أكثر من مجرد تراب أو مادة. الإنسان روح. يمكننا تصور الأمر هكذا: شكل الله جسد آدم من تراب الأرض – وكان جسداً لا حياة فيه مستلقياً على الأرض. ثم إنحنى الله ونفخ نسمة الحياة في أنفه؛ نفخ الله روحه في الإنسان. هذا معناه أن الله ربط نفسه بالإنسان بأكثر الطرق حميمية. الإنسان متصل بالله وله نسمة حياة الله.
ثالثاً، يقول الكتاب المقدس في تكوين 2: 7 أن الإنسان صار نفساً حية. إن كلمة "نفس" باللغة العبرية هي nephesh والتي تعني: "كائن حي، يتحرك، ويتنفس ويعي". لم يصبح الإنسان نفس حية حتى نفخ الله روحه وحياته فيه. إن الإنسان بإعتباره كائن حي وروحي، فهو الروح الوحيدة الحية على الأرض، مما يجعله متميزاً عن كل الكائنات الحية.
فما هي نسمة الله إذاً؟ إنها روح الله، الذي أعطي للإنسان ليمنحه الحياة الروحية والجسدية. إن كلمة "روح" بالعبرية هي ruach التي تعني "ريح، نسمة، هواء، روح". وأكثر من ذلك، فإن نسمة الله هي حياة الله. وحياة الله هي حياة مستمرة لا تنتهي، أي حياة أبدية. إن نسمة الله ليست وقتية؛ نسمة الله تعيش إلى الأبد. وبهذا فإننا نحن من أعطيت لنا نسمة الحياة، سنعيش إلى الأبد. ولكن السؤال هو أين سنعيش؟
بما أن الله نفخ روحه في كل واحد منا، فيجب أن يكون شوقنا إليه مع كل نسمة (مزمور 42: 1). لأن الرب يسوع مخلصنا قد وعد: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (متى 5: 6).
ما هو الضمي؟
السؤال: ما هو الضمي؟
الجواب: يتم تعريف الضمير بأنه ذلك الجزء من النفس الإنسانية الذي يحرك الألم النفسي والشعور بالذنب عندما ننتهكه، ومشاعر السرور والرضا عندما تتفق أفعالنا وأفكارنا وكلماتنا مع نظام القيم الخاص بنا. إن الكلمة اليونانية المترجمة "ضمير" في كل مراجع العهد الجديد هي suneidēsis ومعناها "الوعي الأخلاقي" أو "الإدراك الأخلاقي". إن الضمير يصدر عنه رد فعل عندما تكون أفعال الإنسان أن أفكاره أو كلماته متوافقة مع أو على النقيض من مباديء الصواب والخطأ.
لا يوجد مصطلح عبري في العهد القديم يعادل suneidēsis في العهد الجديد. قد يكون عدم وجود كلمة عبرية لـ "الضمير" راجعاً إلى النظرة اليهودية للعالم، التي هي نظرة جمعية وليست فردية. كان الشخص اليهودي يعتبر نفسه عضو في مجتمع العهد الذي يتصل بصورة جمعية مع الله وناموسه، وليس كأفراد. بكلمات أخرى، كان الشخص اليهودي واثقاً من موقفه أمام الله في حال كون الأمة اليهودية كلها في علاقة جيدة معه.
إن مفهوم العهد الجديد للضمير ذو طبيعة فردية بصورة أكبر ويتضمن ثلاث حقائق أساسية. أولاً، الضمير هو قدرة معطاة من الله للبشر لكي يقيموا بها ذواتهم. يشير الرسول بولس عدة مرات إلى ضميره بأنه "صالح" أو "طاهر" (أعمال الرسل 23: 1؛ 24: 16؛ كورنثوس الأولى 4: 4). لقد فحص الرسول بولس كلماته وأفعاله ووجد أنها متفقة مع مبادئه وقيمه، التي كانت بالطبع مؤسسة على مباديء الله. كان ضميره يؤكد مصداقية قلبه.
ثانياً، يصور العهد الجديد الضمير كشاهد على أمر ما. يقول الرسول بولس أن الأمم لهم ضمائر تشهد على وجود ناموس الله مكتوباً على قلوبهم، رغم أنه لم يكن لهم ناموس موسى (رومية 2: 14-15). كما يلجأ إلى ضميره هو كشاهد على أنه يقول الحق (رومية 9: 1) وعلى أنه سلك بالإستقامة في تعامله مع البشر (كورنثوس الثانية 1: 12). يقول أيضاً أن ضميره يخبره بأن أفعاله ظاهرة أمام الله وشهادة ضمائر الآخرين (كورنثوس الثانية 5: 11).
ثالثاً، الضمير هو خادم نظام قيم الفرد. إن نظام القيم الضعيف أو غير الناضج ينتج ضميراً ضعيفاً، في حين أن نظام القيم الناضج المكتمل ينتج إحساساً قوياً بالصواب والخطأ. في الحياة المسيحية، يمكن أن ينقاد ضمير الإنسان بفهم غير مكتمل للحقائق الكتابية ويتسبب في شعور بالذنب والعار غير متناسب مع الواقع. إن النضزج في الإيمان يعمل على تقوية الضمير.
هذا الدور الأخير للضمير هو ما يتحدث عنه بولس في تعليمه بشأن تناول الأطعمة المقدمة للأوثان. فهو يقول بأنه بما أن الأوثان ليست آلهة حقيقية، فلا فرق إن كان الطعام مقدم لها أم لا. ولكن البعض في كنيسة كورنثوس كانوا ضعفاء في فهمهم وإعتقدوا أن هذه الآلهة موجودة بالفعل. هؤلاء المؤمنين غير الناضجين كانوا مرعوبين من فكرة تناول الأطعمة المقدمة للآلهة لأن ضمائرهم كانت تعتمد على أحكام مسبقة خاطئة وآراء خرافية. لذلك يشجع الرسول بولس أولئك الأكثر نضجاً في فهمهم ألا يمارسوا حريتهم في الأكل إذا كان ذلك يتسبب في إثارة لوم ضمائر إخوتهم الأضعف في الإيمان. الدرس المستفاد هنا هو أنه إذا كانت ضمائرنا نقية بسبب نضج الإيمان والفهم، فلا يجب أن نتسبب في عثرة أصحاب الضمائر الأضعف بممارسة الحرية التي تأتي مع الضمير الأقوى.
إشارة أخرى للضمير في العهد الجديد هي الضمير "الموسوم" أو غير الحساس وكأنه تم كيه بحديد ساخن (تيموثاوس الأولى 4: 1-2). إن مثل هذا الضمير قد تقسى ولم يعد يشعر بشيء. إن الشخص ذو الضمير الموسوم لم يعد يصغي إلى وخزه، ويمكنه أن يخطيء بلا حدود، وأن يخدع نفسه بأن كل شيء على ما يرام في نفسه ويعامل الآخرين بلا حساسية ودون محبة.
كمؤمنين علينا أن نحافظ على نقاء ضمائرنا بطاعتنا لله والحفاظ على علاقتنا معه. ونعمل هذا بتطبيق كلمته وتجديد قلوبنا بإستمرار. نحن نراعي من لهم ضمائر ضعيفة، ونعاملهم بمحبة مسيحية وعطف.
ما هو تأثير السقوط على البشرية؟
السؤال: ما هو تأثير السقوط على البشرية؟
الجواب: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ (رومية 5: 12). إن تأثير الخطية متعدد وبعيد المدى. لقد أثرت الخطية على كل جوانب كياننا. لقد أثرت على حياتنا على الأرض وكذلك مصيرنا الأبدي.
من النتائج الفورية للخطية كان إنفصال الجنس البشري عن الله. ففي جنة عدن، كان لآدم وحواء شركة كاملة مع الله. وعندما تمردوا عليه، إنكسرت تلك الشركة. أصبحوا مدركين لخطيتهم وشعروا بالخجل أمامه. فإختبأوا منه (تكوين 3: 8-10)، ومنذ ذلك الحين يختبيء الإنسان من الله. فقط من خلال المسيح يمكن أن تسترد تلك الشركة، لأننا فيه نصير أبرار بلا خطية في عين الله كما كان آدم وحواء قبل خطيتهم. "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (كورنثوس الثانية 5: 21).
بسبب السقوط أصبح الموت حقيقة وصار له سلطان على كل الخليقة. فكل البشر يموتون، ومل الحيوانات تموت، وكل الحياة النباتية تموت. إن "كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ" (رومية 8: 22)، في إنتظار الوقت الذي سيعود فيه المسيح ليحررها من تأثير الموت. بسبب الخطية، فإن الموت هو حقيقة لا مفر منها، ولا ينجو منها أحد. "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رومية 6: 23). والأسواء من ذلك، فإننا لا نموت فقط، ولكننا إذا متنا دون المسيح فإننا نختبر الموت الأبدي.
نتيجة أخرى للسقوط هي أن البشر غاب عنهم الهدف الذي خلقوا من أجله. إن هدف الإنسان الرئيسي والأسمى في الحياة هو تمجيد الله والتمتع به للأبد (رومية 11: 36؛ كورنثوس الأولى 6: 20؛ كورنثوس الأولى 10: 31؛ مزمور 86: 9). لهذا فإن محبة الله هي أساس كل الأخلاقيات والصلاح. عكس ذلك هو الإختيار بإعتبار الذات هي الأسمى. الأنانية هي أساس السقوط، ويتبعها كل الجرائم الأخرى ضد الله. إن الخطية في كل الأحوال هي تمحور الإنسان على ذاته، وهذا يؤكده أسلوب حياتنا. فنحن نلفت الإنتباه إلى ذواتنا، وإلى صفاتنا الجيدة وإنجازاتنا. نحن نقلل من شأن تقصيرنا وعيوبنا. ونسعى إلى التميز وإقتناص الفرص في الحياة، نرغب أن يكون لدينا شيء لا يملكه الآخرين. نحن نسهر على رغباتنا وإحتياجاتنا، في حين نتجاهل الآخرين. بإختصار، نحن نضع أنفسنا على عرش حياتنا، وبذلك نغتصب دور الله.
عندما إختار آدم أن يتمرد ضد خالقه، فقد براءته، وإستحق عقوبة الموت الجسدي والروحي، وأظلمت الخطية ذهنه، كما هي حالة أذهان نسله. قال الرسول بولس عن عبدة الأوثان: "وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رومية 1: 28). وقال للكورنثيين أن "إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ" (كورنثوس الثانية 4: 4). وقال الرب يسوع: "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" (يوحنا 12: 46). وقام الرسول بولس بتذكير أهل أفسس: "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ" (أفسس 5: 8). إن هدف الخلاص هو أن "تَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ" (أعمال الرسل 26: 18).
لقد أحدث السقوط حالة من الإنحراف والفساد في البشر. تحدث الرسول بولس عن أولئك الذين "مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ" (تيموثاوس الأولى 4: 2) وأولئك الذين أذهانهم مظلمة روحياً نتيجة لرفضهم الحق (رومية 1: 21). في هذه الحالة، لا يستطيع الإنسان إطلاقاً على عمل أو إختيار ما هو مقبول لدى الله، دون النعمة الإلهية. "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ" (رومية 8: 7).
بدون التجديد المعجزي بالروح القدس يظل البشر في حالتهم الساقطة. ولكن الله في نعمته ورحمته ومحبته أرسل إبنه ليموت على الصليب ويأخذ عقاب خطيتنا، مصالحاً إيانا مع الله، وجاعلاً الحياة الأبدية معه ممكنة. فما قد فقد في السقوط، تم إسترداده في الصليب.
كيف يجب أن يرى الشخص المسيحي الهندسة الوراثية؟
السؤال: كيف يجب أن يرى الشخص المسيحي الهندسة الوراثية؟
الجواب: لأن الهندسة الوراثية لم تكن معروفة في وقت كتابة الكتاب المقدس، فمن الصعب الإستناد إلى مرجع واضح في هذا المجال بالتحديد. ولكي يتم تحديد النظرة المسيحية للهندسة الوراثية، فنحن بحاجة إلى ترسيخ قاعدة من المباديء الأساسية لكي نرى الهندسة الوراثية من خلالها. (بالنسبة للنظرة المسيحية إلى الإستنساخ الرجاء مراجعة مقال: ما هي النظرة المسيحية للإستنساخ؟)
إن العنصر الأكثر أهمية في مجال الهندسة الوراثية هو مقدار حرية البشر في إطار مسئوليتهم عن العناية بالجسد البشري وباقي الخليقة. لا شك أن الكتاب المقدس يحثنا على أن نهتم بأجسادنا. يشير سفر الأمثال إلى أنشطة معينة خاصة بإستعادة صحة الفرد (أمثال 12: 18). يقول الرسول بولس أنه علينا واجب معين في العناية بأجسادنا (أفسس 5: 29). وقد شجع تلميذه تيموثاوس على مداواة مرضه (تيموثاوس الأولى 5: 23). ويتحمل المؤمنين مسئولية إستخدام أجسادهم بما يتناسب مع كونها هيكل للروح القدس (كورنثوس الأولى 6: 19، 20). فنحن نبين إيماننا بتقديم المساعدة لمن لهم إحتياجات جسدية (يعقوب 2: 16). لذلك، كمؤمنين يجب أن نهتم بصحتنا الجسدية وكذلك بصحة وسلامة الآخرين.
وضعت الخليقة تحت رعاية البشر (تكوين 1: 28؛ 2: 15-20)، ولكن يخبرنا الكتاب المقدس أن الخليقة تأثرت بخطيتنا (تكوين 3: 17- 19؛ رومية 8: 19-21) وتنتظر فداؤها من تأثير الخطية. من الممكن أن نخلص إلى أنه كمسؤولين عن الخليقة، فإن البشر عليهم إلتزام "بإصلاح" تأثير لعنة الخطية ومحاولة إعادة ضبط الأمور بإستخدام أية وسيلة ممكنة. لذلك، يتبع هذا أن أي تقدم علمي يمكن أن يستخدم لتحسين الخليقة. ولكن توجد بعض النقاط التي توضع في الإعتبار فيما يخص إستخدام الهندسة الوراثية لتحقيق هذه المصلحة.
1. الخوف من أن الهندسة الوراثية قد تلعب دوراً أكبر مما أعطانا الله كوكلاء على خليقته. يقول الكتاب المقدس أن كل الأشياء خلقت بواسطة الله ومن أجله (كولوسي 1: 16). لقد صمم الله الكائنات الحية بحيث تثمر "أنواع" معينة (تكوين 1: 11-25). إن التلاعب بالصفات الوراثية (تغيير السلالات) يمكن أن يكون تدخلاً في أمور هي من إختصاص الخالق فقط.
2. القلق من محاولة الهندسة الوراثية إستبعاد خطة الله في إسترداد الخليقة. كما قلنا سابقاً، لقد تأثرت الخليقة بالأحداث المسجلة في تكوين 3 (تمرد الإنسان على خطة الله). ودخل الموت إلى العالم، وبدأ تركيب الإنسان، وباقي الخليقة أيضاً، التحول إلى الزوال. في بعض الحالات، يمكن أن تكون الهندسة الوراثية محاولة لعكس نتيجة الخطية هذه والمعروفة بـ "اللعنة". لقد قال الله أنه لديه علاج لهذا – أي الفداء من خلال يسوع المسيح، كما يصفه في رومية 8 و كورنثوس الأولى 15. الخليقة تنتظر التجديد المرتبط بتحقيق وعد الله برد الأشياء إلى حالة أفضل من الأصل. إن "التمادي" في مقاومة هذه العملية قد يتعارض مع مسئولية الأفراد في وضع ثقتهم في المسيح من أجل التجديد (فيلبي 3: 21).
3. قد تتداخل الهندسة الوراثية مع خطة الله التي سبق ورسمها للحياة. بيدو واضحاً من الدراسة العامة للكتاب المقدس أن الله لدية خطة لسير الحياة. مثلاً، يصف مزمور 139 علاقة حميمة بين كاتب المزمور وخالقه بداية من رحم أمه. فهل قد يؤدي إستخدام الهندسة الوراثية إلى خلق حياة خارج خطة الله مما قد يعوق تطور النفس إدراك النفس لوجود الله؟ هل يمكن أن يؤثر التدخل في الحياة الجسدية على مقدرات الحياة الروحية؟ تخبرنا رسالة رومية 5: 12 أن كل البشرية خاطئة بسبب خطية آدم. من المفهوم أن هذا يشمل إنتقال الطبيعة الخاطئة جيلاً بعد جيل بحيث صار الكل خطاة (رومية 3: 23). يوضح الرسول بولس رجاء الأبدية من خلال الإنتصار على خطية آدم. إذا كان كل من يأتي من نسل آدم يموت، والمسيح مات من أجل فداء هؤلاء، فهل يمكن أن الحياة التي تخلق خارج هذا "النسل" تنال الفداء؟ (كورنثوس الأولى 15: 22، 23).
4. هناك تخوف من أن يكون السعي الواضح إلى التقدم في مجال الهندسة الوراثية يدفعه تحدي لله. يبين تكوين 11: 1-9 ماذا يحدث عندما تحاول الخليقة أن تمجد ذاتها فوق الخالق. كان الناس في تكوين 11 متحدين، لكنهم لم يكونوا خاضعين لله. نتيجة لذلك أوقف الله تقدمهم. بالتأكيد عرف الله أنه توجد بعض المخاطر في الإتجاه الذي كان الناس يسيرون فيه. ونجد تحذيراً مشابهاً في رومية 1: 18-32. هنا يصف الله الأفراد الذي أفرطوا في إعجابهم بالخليقة (بل إنهم في الواقع عبدوها بدلاً من عبادة الخالق) مما أدى إلى تدميرهم. ما نخشاه هنا هو أن الهندسة الوراثية قد تشجع على تنمية دوافع شبيهة وبالتالي الوصول إلى نتائج مماثلة.
هذه نقاط ومشاكل لا نملك إجابة لها في الوقت الحاضر، ولكنها مخاوف يجب أن يضعها المؤمنين في الإعتبار عند تبني فكرة الهندسة الوراثية.
ما هي الطبيعة البشرية؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الطبيعة البشرية؟
السؤال: ما هي الطبيعة البشرية؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الطبيعة البشرية؟
الجواب: إن الطبيعة البشرية هي ما يميزنا كبشر. طبيعتنا تتميز عن الحيوانات وباقي الخليقة في أننا نفكر ونشعر. أحد المميزات الرئيسية التي تميز بين البشر وباقي الخليقة هي قدرتنا على إستخدام العقل. لا يمتلك أي من المخلوقات الأخرى هذه المقدرة، وبلا شك أن هذه هبة مميزة ممنوحة من الله. إن عقلنا يمكننا من التأمل في طبيعتنا، وفي طبيعة الله، وأن نستخلص معرفة إرادة الله من جهة خليقته. لا يمتلك أي من عناصر الخليقة الأخرى طبيعة قادرة على إستخدام العقل.
يعلمنا الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان على صورته. هذا يعني أنه يمكننا، بقدر ما، أن نفهمه ونفهم خطته الواسعة المعقدة. إن طبيعتنا البشرية تعكس بعض صفات الله، وإن كان بطريقة محدودة. فنحن نحب لأننا مخلوقين على صورة الله الذي هو محبة (يوحنا الأولى 4: 16). ولأننا مخلوقين على صورته فيمكن أن نكون شفوقين، وأمناء، وصادقين، ولطفاء، وصبورين، وعادلين. إن هذه الصفات فينا، مشوهة بالخطية التي هي ساكنة فينا أيضاً.
كانت الطبيعة البشرية في الأصل كاملة بسبب أن الله خلقها هكذا. ويقول الكتاب المقدس أن الإنسان قد خلق "حسن جداً" بواسطة إله محب (تكوين1: 31)، ولكن ذلك الصلاح شوهته خطية آدم وحواء. وبالتالي فإن كل الجنس البشري صار ضحية للطبيعة الخاطئة. أما الأخبار السارة فهي أنه في اللحظة التي يضع الإنسان فيها ثقته في المسيح، تصير له طبيعة جديدة. يقول الكتاب في كورنثوس الثانية5: 17 "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً". التقديس هو العملية التي من خلالها يقوم الله بتطوير طبيعتنا الجديدة ويمكننا من النمو في المزيد من القداسة مع الوقت. هذه عملية مستمرة بها إنتصارات وهزائم عديدة حيث تتصارع الطبيعة الجديدة مع "الخيمة" (كورنثوس الثانية5: 4) التي تسكن فيها – الإنسان العتيق، الطبيعة القديمة، الجسد. لن تتحرر طبيعتنا الجديدة لكي تعيش للأبد في محضر الله الذي خلقنا على صورته حتى نتمجد في السماء.
ما هي النفس البشرية؟
السؤال: ما هي النفس البشرية؟
الجواب: إن الكتاب المقدس لا يتحدث بصورة واضحة عن طبيعة النفس البشرية. ولكن من خلال دراسة إستخدام كلمة "نفس" في الكتاب المقدس، يمكننا أن نصل إلى بعض النتائج. ببساطة، النفس البشرية هي جزء غير مادي من الإنسان. إنها ذلك الجزء من كل كائن بشري الذي يبقى إلى الأبد بعد موت جسد الإنسان. يصف تكوين 35: 18 موت راحيل زوجة يعقوب بالقول أنها سمت إبنها "عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا (لانَّهَا مَاتَتْ)". من هذا نعرف أن النفس تختلف عن الجسد وأنها تبقى حية بعد موت الجسد.
إن النفس البشرية مركزية بالنسبة لشخصية الإنسان. يقول سي إس لويس "أنت لا تمتلك نفساً، لأنك أنت نفس وتمتلك جسداً". بكلمات أخرى، لا تتأسس الشخصية على إمتلاك جسد. فالنفس هي العنصر الضروري. يتكرر في الكتاب المقدس الإشارة إلى الناس كـ "نفوس" (خروج 31: 14؛ أمثال 11: 30)، خاصة في سياق التركيز على قيمة الحياة والشخصية الإنسانية أو في إطار مفهوم "الكائن الكامل" (مزمور16: 9-10؛ أعمال الرسل2: 41؛ رؤيا 18: 13).
إن النفس البشرية تختلف عن القلب (تثنية26: 16؛ 30: 6) والروح (تسالونيكي الأولى5: 23؛ عبرانيين4: 12) والعقل (متى22: 37؛ مرقس12: 30؛ لوقا10: 27). خلق الله النفس البشرية (إرميا38: 16). ويمكن أن تكون قوية أو مهزوزة (بطرس الثانية 2: 14)؛ يمكن أن تفقد أو تخلص (يعقوب1: 21؛ حزقيال18: 4). نحن نعلم أن النفس البشرية بحاجة إلى الفداء (لاويين17: 11) وهي ذلك الجانب منا الذي يتم تطهيره وحمايته بالحق وبعمل الروح القدس (بطرس الأولى1: 22). الرب يسوع هو راعي النفوس العظيم (بطرس الأولى2:25).
يقول متى11: 29 أننا يمكن أن نلجأ إلى الرب يسوع لنجد راحة لنفوسنا. كتب داود في مزمور 16: 9-10 " لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضاً يَسْكُنُ مُطْمَئِنّاً. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَاداً". وبهذا يسمح لنا أن نرى أن الرب يسوع أيضاً كان له نفس. فلا يمكن أن يكون هذا المقطع يتحدث عن داود (كما يشير الرسول بولس في أعمال الرسل 13: 35-37) لأن جسد داود رأى فساداً بعد موته. ولكن جسد المسيح لم ير فساداً (فقد أقيم من الموت)، ونفسه لم تترك في الهاوية. فالرب يسوع، إبن الإنسان، له نفس.
كثيراً ما يتم الخلط بين الروح والنفس الإنسانية. فيبدو أن الكتاب المقدس يستخدم المصطلحين بالتبادل، ولكن قد يكون هناك إختلاف طفيف بينهما. وإلا فكيف يمكن أن تخترق كلمة الله مفصل "النفس والروح" (عبرانيين4: 12)؟ عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الروح، فهو عادة يشير إلى قوة داخلية تدفع الإنسان في إتجاه أو آخر. ويبدو دائماً أن الروح دافع، أو قوة محركة (عدد14: 24).
قيل أنه يوجد شيئان فقط باقيان: كلمة الله (مرقس 13: 31) ونفوس البشر. وهذا بسبب أن نفس الإنسان مثل كلمة الله شيء خالد. هذه الفكرة يجب أن تكون مبعثاً على التعقل والدهشة في نفس الوقت. كل إنسان تقابله هو نفس خالدة. كل إنسان عاش يوماً على وجه الأرض كان له نفس، وكل هذه النفوس مازالت موجودة في مكان ما. السؤال هنا هو أين؟ إن النفوس التي ترفض محبة الله محكوم عليها أن تدفع ثمن خطاياها في الجحيم إلى الأبد (رومية6: 23). ولكن النفوس التي تعترف بخطيتها وتقبل عطية غفران الله الفائضة سوف تعيش إلى الأبد بجوار مياه الراحة مع راعيها، حيث لا يعوزها شيء (مزمور23: 2).
ما هي الروح البشرية؟
السؤال: ما هي الروح البشرية؟
الجواب: الروح البشرية هي الجانب غير المادي في الإنسان. يقول الكتاب المقدس أن الروح البشرية هي نسمة الله القدير ذاته وقد نفخها في الإنسان في بداية الخليقة: "وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً" (تكوين2: 7). إن الروح البشرية هي ما يمنحنا الوعي بالذات والصفات الأخرى الرائعة التي نتشبه فيها بالله وإن كان بصورة محدودة. الروح البشرية تشمل الذكاء، والمشاعر، والمخاوف، والعواطف، والإبداع. هذه الروح هي ما يمنحنا ميزة الإدراك والفهم (أيوب 32: 8، 18).
إن كلمة "نسمة" و"روح" هما ترجمة للكلمة العبرية neshamah والكلمة اليونانية pneuma. وهي تعني "ريح شديدة أو تيار أو إلهام". فالنسمة هي مصدر الحياة الذي ينعش الإنسانية (أيوب 33: 4). إن الروح الإنسانية، غير الملموسة وغير المرئية، هي التي تتحكم في الوجود العقلي والنفسي للإنسان. قال الرسول بولس: "لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟" (كورنثوس الأولى 2: 11). وعند الموت "تَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا" (جامعة 12: 7؛ أيضاً أيوب 34: 14-15؛ مزمور 104: 29-30).
كل كائن بشري لديه روح، وهي مختلفة عن "روح" أو حياة الحيوانات. لقد خلق الله الإنسان مختلفاً عن الحيوانات في أنه خلقنا "على صورة الله" (تكوين 1: 26-27). لذلك، الإنسان يستطيع أن يفكر ويشعر ويحب ويخطط ويبدع ويتمتع بالموسيقى والفكاهة والفن. والروح البشرية هي ما يجعل لنا "إرادة حرة" بخلاف أي مخلوقات أخرى على الأرض.
لقد تسبب السقوط في إفساد الروح البشرية. عندما أخطأ آدم كسرت مقدرته على التمتع بالشركة مع الله؛ لم يمت جسديا في ذلك اليوم، ولكنه مات روحياً. ومنذ ذلك الحين، تحملت الروح البشرية نتائج السقوط. قبل أن ينال الإنسان الخلاص، فإنه يوصف بأنه "ميت" روحياً (أفسس 2: 1-5؛ كولوسي 2: 13). إن العلاقة مع المسيح تنعش أرواحنا وتجددنا يوماً بيوم (كورنثوس الثانية 4: 16).
من المثير للإهتمام أنه كما أن الله نفخ في الإنسان الأول الروح البشرية، هكذا نفخ الروح القدس في التلاميذ الأوائل في يوحنا 20: 22 "وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (أنظر أيضاً أعمال الرسل 2: 38). صار آدم حياً بنسمة الله، ونحن كخليقة جديدة في المسيح نصير أحياء روحياً "بنسمة الله" أي الروح القدس (كورنثوس الثانية 5: 17؛ يوحنا 3: 3؛ رومية 6: 4). عند قبولنا المسيح فإن الروح القدس يتحد مع أرواحنا بطرق لا نستطيع إدراكها. قال الرسول يوحنا "بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ" (يوحنا الأولى 4: 13).
عندما نسمح لروح الله أن يقود حياتنا فإن "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رومية 8: 16). كأولاد الله، فنحن لا نعود منقادين بأرواحنا نحن، بل بروح الله الذي يقودنا إلى الحياة الأبدية.
ما هي العلامة التي ميز بها الله قايين (تكوين4: 15)؟
السؤال: ما هي العلامة التي ميز بها الله قايين (تكوين4: 15)؟
الجواب: بعد أن قتل قايين أخاه هابيل، قال له الله: "فَالْانَ مَلْعُونٌ انْتَ مِنَ الارْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ اخِيكَ مِنْ يَدِكَ! مَتَى عَمِلْتَ الارْضَ لا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الارْضِ" (تكوين4: 11-12). فأجاب قايين باكياً: "ذَنْبِي اعْظَمُ مِنْ انْ يُحْتَمَلَ. انَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الارْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ اخْتَفِي وَاكُونُ تَائِها وَهَارِبا فِي الارْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي" (تكوين4: 13-14). أجابه الله قائلاً: "لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ اضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلامَةً لِكَيْ لا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ" (تكوين 4: 15).
إن طبيعة علامة قايين كانت موضوعاً للجدل والتكهنات. إن الكلمة العبرية المترجمة "علامة" هي 'owth وتشير إلى "علامة، إشارة، رمز". وقد إستخدمت نفس الكلمة في التوراة حوالي 79 مرة وترجمتها غالباً "علامة". إذاً الكلمة العبرية لا تحدد طبيعة العلامة التي وضعها الله على قايين. فأياً كانت، فهي علامة لعدم قتل قايين. يقترح البعض أن تلك العلامة كانت ندبة، أو وشماً. أياً كان الحال، فإن تحديد طبيعة العلامة لم يكن هو جوهر هذا المقطع. كان الجوهر هو أن الله لا يسمح للناس أن يثأروا من قايين. أياً كانت العلامة التي وضعت على قايين، فقد أدت الغرض منها.
في الماضي كان يعتقد أن علامة قايين كانت بشرة داكنة – أي أن الله غير لون بشرة قايين لتصبح سوداء بهدف تمييزه. وبما أن قايين تلقى أيضاً لعنة، فإن الإعتقاد بأن العلامة كانت البشرة السوداء جعل الناس يظنون أن أصحاب البشرة الداكنة ملعونين. إستخدم الكثيرون التعليم عن "علامة قايين" كمبرر لتجارة العبيد الأفارقة والتمييز ضد أصحاب البشرة الداكنة/السوداء. هذا التفسير لعلامة قايين هو تفسير غير كتابي بالمرة. فلا تستخدم كلمة 'owth في الكتاب المقدس للإشارة إلى لون البشرة. ولعنة قايين المذكورة في تكوين 4 هي لعنة على قايين نفسه. ولم يذكر شيء عن إنتقال اللعنة إلى نسله. فلا يوجد أي أساس كتابي للإدعاء بأن نسل قايين كان لهم بشرة داكنة. وفوق هذا، فإنه ما لم تكن زوجة أحد أبناء نوح من نسل قايين (وهذا أمر ممكن ولكنه غير محتمل)، فإن سلالة قايين إنتهت بالطوفان.
ماذا كانت العلامة التي وضعها الله على قايين؟ لا يخبرنا الكتاب المقدس شيء عنها. أما معنى العلامة، الذي هو ألا يقتل أحد قايين، فكان أهم من طبيعة العلامة نفسها. أياً كانت العلامة، فإنها لم تكن مرتبطة بلون البشرة، أو لعنة على نسل قايين. إن إستخدام علامة قايين كحجة أو عذر لممارسة التمييز والعنصرية هو أمر غير كتابي بالمرة.
من هم شعب الله؟
السؤال: من هم شعب الله؟
الجواب: إن عبارة "شعب الله" تشير دائماً إلى علاقة واضحة. لقد دعا الله ابرام (ودعي فيما بعد إبراهيم) في تكوين 12 ليترك بلاده ويذهب إلى أرض جديدة يريها له الله. ما إن وصل ابرام إليها يقول الله في تكوين 12: 2 "َاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً". هذه الأمة أصبحت فيما بعد شعب إسرائيل، وكانوا أول من أطلق عليهم شعب الله.
قال الله لإسرائيل من خلال النبي إشعياء "وَقَدْ جَعَلْتُ أَقْوَالِي فِي فَمِكَ وَبِظِلِّ يَدِي سَتَرْتُكَ لِغَرْسِ السَّمَاوَاتِ وَتَأْسِيسِ الأَرْضِ وَلِتَقُولَ لِصِهْيَوْنَ: «أَنْتِ شَعْبِي»" (اشعياء51: 16). أكد الله أن إسرائيل هم شعبه في حزقيال 38: 14 في نبوة لشعب جوج المجاور لهم.
هل يعتبر المؤمنين من غير اليهود والذين يؤمنون بمسيح يهودي (يسوع المسيح) من شعب الله؟ نعم. لقد جاء المسيح إلى كل البشر، وليس فقط من أجل خلاص إسرائيل (رومية1: 16، 10: 12؛ غلاطية3: 28). إن علاقة الله بشعبه هي أكثر من دعوته لهم؛ فهم ايضاً يدعونه إلهاً لهم. يقول النبي داود: "وَقَدْ عَلِمْتُ يَا إِلَهِي أَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَحِنُ الْقُلُوبَ وَتُسَرُّ بِالاِسْتِقَامَةِ. أَنَا بِاسْتِقَامَةِ قَلْبِي تَبَرَّعْتُ بِكُلِّ هَذِهِ, وَالآنَ شَعْبُكَ الْمَوْجُودُ هُنَا رَأَيْتُهُ بِفَرَحٍ يَتَبَرَّعُ لَكَ" (أخبار الأيام الأولى29: 17). هنا يتم تعريف شعب الله بصورة أكبر بناء على إستعدادهم لتقديم أنفسهم له عنه على جنسيتهم.
إن كل من يقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً ورباً يصبح جزءاً من شعب الله. لا تأتي العلاقة من خلال حضور الكنيسة أو الأعمال الصالحة. إنه إختيار واعٍ لإتباع الله وحده. لهذا يشير كل من كورنثوس الثانية6: 16 ومرقس8: 38 أنه يجب الإختيار. وعندما نختار أن نتمسك بالله، فهو يتمسك بنا أيضاً. فنصبح حقاً شعبه.
ما المقصود بالموت الروحي؟
السؤال: ما المقصود بالموت الروحي؟
الجواب: إن الموت الروحي هو الإنفصال عن الله. عندما أخطأ آدم في تكوين3: 6 فإنه أدخل الموت إلى كل البشرية. كان أمر الله لآدم وحواء هو عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وحذرهم بأن عدم الطاعة سينتج عنه الموت: "وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ»" (تكوين 2: 16-17). إن عبارة "موتاً تموت" تشير إلى حالة موت مستمرة بدأت بالموت الروحي، وتستمر على مدى الحياة كتدهور تدريجي للجسد وصولاً إلى الموت الجسدي. أنتج الموت الروحي الفوري إنفصال آدم عن الله. ويظهر إختباؤه من الله (تكوين 3: 8) هذا الإنفصال وكذلك يظهره محاولته إلقاء اللوم على المرأة في إرتكابه الخطية (تكوين 3: 12).
للأسف فإن هذا الموت الروحي – وبالتالي الجسدي – لم يكن مقصوراً على آدم وحواء. فلكونه يمثل الجنس البشري، أدخل آدم كل البشرية إلى الخطية. يوضح الرسول بولس هذا في رومية 5: 12 بقوله أن الخطية والموت دخلا إلى العالم وإنتشرا إلى كل البشر من خلال خطية آدم. بالإضافة لهذا تقول رسالة رومية6: 23 أن أجرة الخطية هي موت؛ يجب أن يموت الخطاة، لأن الخطية تفصلنا عن الله. فأي إنفصال عن مصدر الحياة هو بالطبيعة موت بالنسبة لنا.
ولكن ليست الخطية الموروثة فقط هي ما يسبب الموت الروحي؛ بل تسهم فيه أيضاً خطايانا ذاتها. تقول رسالة أفسس 2 أننا قبل الخلاص "أموات" في الذنوب والخطايا (الآية1). وهذا لا بد وأنه يشير إلى الموت الروحي، لأننا لا زلنا "أحياء" جسدياً قبل الخلاص. حين كنا في تلك الحالة من "الموت" الروحي، خلصنا الله (الآية5؛ أنظر أيضاً رومية5: 8). تكرر رسالة كولوسي2: 13 هذا الحق: "وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا ... احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا".
بما أننا أموات في الخطايا، فنحن لا نقدر تماماُ أن نثق في الله أو في كلمته. يقول الرب يسوع تكراراً أننا ضعفاء بدونه (يوحنا15: 5) واننا لا نستطيع أن نأتي إليه دون معونة الله (يوحنا6: 44). يقول الرسول بولس في رومية 8 أن اذهاننا الطبيعية لا تستطيع أن تخضع لله أو أن ترضيه (الآيات7-8). في حالتنا الساقطة، نحن غير قادرين حتى على فهم أمور الله (كورنثوس الأولى2: 14).
إن العمل الذي يقوم به الله ليقيمنا من الموت الروحي يسمى التجديد. التجديد يتممه فقط الروح القدس، من خلال موت وقيامة الرب يسوع المسيح. عندما نتجدد، فإننا نصبح أحياء مع المسيح (أفسس2: 5) ونتجدد بالروح القدس (تيطس3: 5). وهذا يشبه الولادة الثانية، كما علَّم المسيح نيقوديموس في يوحنا3: 3، 7. عندما يعطينا الله الحياة، فلن نموت أبداً فعلياً – إذ لنا حياة أبدية. قال يسوع تكراراً أن الإيمان به يعني نوال الحياة الأبدية (يوحنا3: 16، 36؛ 17: 3).
الخطية تقود إلى الموت. السبيل الوحيد للهروب من ذلك الموت هو أن نأتي إلى الرب يسوع بالإيمان، بواسطة الروح القدس. الإيمان بالمسيح يقود إلى الحياة الروحية، وإلى الحياة الأبدية في النهاية.
ما هو الجسد؟
السؤال: ما هو الجسد؟
الجواب: كان جون نوكس (1510 – 1572) أحد رجال الدين الإسكتلنديين، وهو من قادة الإصلاح البروتستانتي، كما يعتبر مؤسس الطائفة البروتستانتية في سكوتلندا. حظي نوكس بإعجاب معاصريه من اللاهوتيين بإعتباره شخصاً يجسد شغفاً وغيرة لله وتكريساً للحق الكتابي والحياة المقدسة. ولكن، مع إقترابه من الموت، إعترف هذا القديس بصراعه الشخصي مع الطبيعة الخاطئة التي ورثها عن آدم (رومية 5: 12). قال نوكس "إنني أعرف صعوبة المعركة بين الجسد والروح تحت ثقل صليب الضيقات، حين لا يبرز أي دفاع دنيوي سوى الموت. إنني أعرف الشكاوى التي يتمتم ويتذمر بها الجسد..."
تبدو مقولة نوكس شبيهة جداً بما قاله الرسول بولس حين إعترف بصراحة بصراعه الشخصي مع طبيعته الخاطئة: "فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟" (رومية 7: 14-24).
يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية أنه يوجد شيء في "أعضاء" جسده وهو ما يسميه "جسدي"، والذي سبب له مشكلة في حياته المسيحية وجعله أسيراً للخطية. قال مارتن لوثر، في مقدمته لرسالة رومية، تعليقاً على إستخدام الرسول بولس لكلمة "الجسد": لذلك لا بد أن تدرك أن "الجسد" ليس فقط "الجسد" المرتبط بعدم العفة، ولكن يستخدم الرسول بولس كلمة "الجسد" للإشارة إلى الإنسان الكامل، بما فيه الجسم والروح والعقل وكل الجوارح، لأن كل ما فيه يتوق ويسعى جاهداً وراء الجسد". يوضح تعليق مارتن لوثر أن "الجسد" يساوي العواطف والرغبات المتعارضة مع الله، ليس فقط في مجال النشاط الجنسي، بل في كل مجالات الحياة.
يتطلب الوصول إلى مفهوم راسخ لكلمة "الجسد" فحص إستخدام هذا المصطلح وتعريفه في الكتاب المقدس، وكيفية ظهوره في حياة كل من المؤمنين وغير المؤمنين، والنتائج الحاصلة عنه، وكيفية التغلب عليه في النهاية.
تعريف "الجسد"
إن الكلمة اليونانية المستخدمة للإشارة إلى "الجسد" في العهد الجديد هي sarx وهو مصطلح يمكن أن يشير غالباً إلى الجسد المادي. ولكن المعجم اليوناني الإنجليزي لأسفار العهد الجديد والكتابات المسيحية المبكرة يفسر الكلمة هكذا: "الجسد المادي كوحدة؛ خاصة في فكر الرسول بولس، فكل أجزاء الجسد تشكل وحدة تعرف بالجسد، وهذا بدوره تسود عليه الخطية إلى حد أنه حيث يوجد الجسد، توجد كذلك كل أشكال الخطايا، ولا يستطيع أن يعيش أي شيء صالح".
يوضح الكتاب المقدس أن البشرية لم تكن هكذا في الأصل. يقول سفر التكوين أن الإنسان خلق صالحاً وكاملاً: "وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا...فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ"(تكوين1: 26-27). لأن الله كامل، ولأن النتيجة دائماً تعبر عن جوهر سببها [أي أن الإله كلي الصلاح يخلق فقط أشياء صالحة، أو بكلمات المسيح: "لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً"(متى7: 18)] فإن آدم وحواء كليهما خلقا صالحين بدون خطية. ولكن عندما أخطأ آدم وحواء، فإن طبيعتهما الصالحة فسدت، وقد إنتقلت تلك الطبيعة إلى نسلهما بالوراثة: "وَعَاشَ ادَمُ مِئَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ وَلَدا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثا" (تكوين5: 3).
يعلمنا الكتاب المقدس في عدة مواضع عن الطبيعة الخاطئة، مثال ذلك إعلان داود: "هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (مزمور 51: 5). لا يعني داود هنا أنه ولد نتيجة علاقة غير شرعية، ولكن أن والديه أورثاه الطبيعة الخاطئة. وهذه النظرة اللاهوتية للطبيعة الإنسانية تقول بأن نفس الإنسان تخلق من خلال والديه، وبهذا يرث الطفل طبيعة والدية الخاطئة.
إن النظرة الكتابية للطبيعة البشرية تختلف عنها في الفلسفة الإغريقية حيث يقول الكتاب المقدس أن الطبيعة الجسدية والروحية للإنسان كانت في الأصل صالحة. وبالمقابل فإن فلاسفة مثل أفلاطون رأوا بوجود إزدواجية في البشرية. وقد أنتج هذا الفكر نظرية تقول بأن الجسد (المادي) طالح، ولكن روح الإنسان صالحة. وقد أثر هذا التعليم على مجموعات مثل الغنوسيين الذين إعتقدوا أن العالم المادي قد خلق بطريق الخطأ بواسطة "الديميورغوس" وهو نصف إله. عارض الغنوسيون عقيدة تجسد المسيح لأنهم آمنوا أن الله لا يمكن أن يأخذ شكلاً مادياً، حيث أن الجسد شرير. واجه الرسول يوحنا شكلاً من أشكال هذه التعاليم في أيامه وحذرنا منها: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ" (يوحنا الأولى 4: 1-3).
وأكثر من هذا، قال الغنوسيون بأنه لا يهم ما يفعله الإنسان بجسده، حيث أن الروح هو المهم. هذه الإزدواجية الأفلاطونية كان لها نفس التأثير في القرن الأول كما اليوم – فهي تقود إما إلى الزهد أو الفجور وكليهما يدينهما الكتاب المقدس (كولوسي 2: 33؛ يهوذا 4).
لهذا فإنه على نقيض الفكر الإغريقي، يقول الكتاب المقدس أن الطبيعة البشرية، الجسدية والروحية، كانت صالحة، ولكن تأثر كليهما بالخطية. والنتيجة النهائية للخطية هي طبيعة كثيراً ما يشار إليها "الجسد" في الكتاب المقدس – وهي مقاومة لله وتسعى لإشباع الخطية. يعرف القس مارك بوبك الجسد بقوله: "الجسد هو قانون ضمني للفشل، مما يجعل من المستحيل أن يرضي الإنسان الطبيعي الله أو يخدمه. إنه قوة داخلية قهرية موروثة من سقوط الإنسان، والتي تعبر عن نفسها من خلال التمرد العام أو المحدد ضد الله وبره. لا يمكن أبداً إصلاح الجسد أو تحسينه. الرجاء الوحيد للنجاة من قانون الجسد هو إعدامه بالكامل وإستبداله بحياة جديدة في المسيح يسوع".
إظهار الجسد والصراع معه
كيف يظهر الجسد ذاته في البشر؟ يجيب الكتاب المقدس على هذا السؤال بالقول: "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 5: 19-21).
إن دلائل عمل الجسد في العالم واضحة. أنظر إلى بعض الحقائق المؤسفة من دراسة حديثة حول تأثير المواد الإباحية في أمريكا. وفقاً لهذه الدراسة فإنه في كل ثانية في أمريكا:
• يتم إنفاق 3075,46 دولار على المواد الإباحية.
• يقوم 28258 مستخدم للإنترنت بمشاهدة مواقع إباحية.
• يقوم 372 مستخدم للإنترنت بإدخال كلمات بحث عن مواد إباحية.
ويتم صناعة فيلم إباحي جديد كل 39 دقيقة في الولايات المتحدة. إن هذه الإحصائيات تؤكد ما صرح به النبي إرميا الذي كان يبكي قائلاً: "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!" (إرميا 17: 9).
تبعات الجسد
يقول الكتاب المقدس أن الحياة بالجسد تنتج عدة آثار سلبية. أولاً يقول الكتاب أن من يعيشون حسب الجسد، ومن لا يرغبون في التغيير ولا يتوبون عن سلوكهم الخاطيء سوف يختبرون إنفصالاً عن الله في هذه الحياة وفي الحياة الأبدية:
• "فأيُّ ثَمَرٍ كَانَ لَكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَسْتَحُونَ بِهَا الآنَ؟ لأَنَّ نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ هِيَ الْمَوْتُ" (رومية 6: 21).
• "لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ" (رومية 8: 13).
• "لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً" (غلاطية 6: 7-8).
أكثر من هذا، فإن الإنسان يصير عبداً لطبيعته الجسدية: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيداً لِلطَّاعَةِ أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟" (رومية 6: 16). هذه العبودية تقود دائماً إلى أسلوب حياة مدمر وحياة متدهورة. كما قال النبي هوشع: "إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ" (هوشع 8: 9).
حقيقة الأمر هي أن طاعة الجسد تنتج دائماً كسراً لقانون الله الأخلاقي. ولكن، في الواقع لا يستطيع الإنسان أن يكسر قانون الله الأخلاقي أبداً، رغم أنه يمكن أن يعصاه بكل تأكيد. فمثلاً، يمكن أن يصعد إنسان على سطح مبنى، ويقفز من على السطح متوقعاً أن يكسر قانون الجاذبية. ولكنه سرعان ما سيجد أنه لا يستطيع الطيران؛ فهو لا يستطيع أن يكسر قانون الجاذبية، والشيء الوحيد الذي يكسره في النهاية هو عظامه، في حين يثبت قانون الجاذبية. نفس الشيء ينطبق على الأفعال الأخلاقية: يمكن أن يعصي إنسان قانون الله الأخلاقي بمعيشته حسب الجسد، ولكنه سيثبت فقط أن قانون الله الأخلاقي حقيقي عندما يكسر نفسه بنفسه من خلال سلوكه وتصرفاته.
الإنتصار على الجسد
يقدم الكتاب المقدس ثلاث خطوات للإنتصار على الجسد وإسترداد العلاقة مع الله. الخطوة الأولى هي الصدق حيث يعترف الإنسان بسلوكه الخاطيء أمام الله. وهذا يتضمن الإتفاق مع ما يقوله الكتاب المقدس عن كل من ولد من أبوين بشريين: الناس خطاة ويأتون إلى العالم وقد كسرت علاقتهم مع الله خالقهم:
• "إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟" (مزمور 130: 3)
• "إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا...إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا" (يوحنا الأولى 1: 8، 10).
الخطوة التالية هي السلوك بالروح، وهذا يتضمن طلب الخلاص من الله وقبول روحه القدوس الذي يمنح الإنسان القوة لكي يحيا بكمال أمام الله ولا يطيع رغباته الجسدية. نجد وصفاً لهذا التغيير والمسيرة الجديدة مع الله في عدة مواضع كتابية:
• "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 2: 20).
• "كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رومية 6: 11).
• "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ" (غلاطية 5: 16).
• "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ" (غلاطية 3: 27).
• "بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رومية 13: 14).
• "وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ" (أفسس 5: 18).
• "خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ" (مزمور 119: 11).
الخطوة الثالثة هي مسيرة موت، حيث يتم الإمتناع عن تحقيق رغبات الجسد حتى يموت. رغم أن الإنسان يولد ثانية من خلال روح الله، إلا أنه يجب أن يدرك أنه لازال يمتلك الطبيعة القديمة برغباتها والتي تحارب الطبيعة الجديدة برغباتها التي مصدرها الروح. ومن جهة عملية، يتعمد المؤمن الإمتناع عن تغذية الطبيعة الجسدية القديمة وبدلاً من ذلك يمارس سلوكيات جديدة مدفوعة بالروح:
• "وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ" (تيموثاوس الأولى 6: 11).
• "أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا" (تيموثاوس الثانية 2: 22).
• "بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً" (كورنثوس الأولى 9: 27).
• "فَأَمِيتُوا اعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ" (كولوسي 3: 5).
• "وَلَكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" (غلاطية 5: 24).
• "عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ" (رومية 6: 6).
• "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ" (أفسس4: 20-24).
الخلاصة
وصفت سوزانا ويسلي، والدة المبشرين وكاتبي الترانيم العظيمين جون وتشارلز ويسلي، الخطية والجسد هكذا: "أيا ما كان الذي يضعف تفكيرك المنطفي، ويعطل حساسية ضميرك، ويحجب عنك الإحساس بالله، أو ينزع عنك حماسك للأمور الروحية، بإختصار – إذا كان أي شيء يزيد من سلطان وقوة الجسد على الروح، فإنه يصبح خطية بالنسبة لك مهما كان ذلك الأمر صالحاً في حد ذاته". إن أحد أهداف الحياة المسيحية هو إنتصار الروح على الجسد وتغيير للحياة يظهر في الحياة المقدسة أمام الله.
رغم أن الصراع هو صراع حقيقي (وهذا يوضحه الكتاب المقدس)، إلا أن الله يؤكد للمؤمنين أنه سيعطيهم غلبة على الجسد في النهاية. "وَاثِقاً بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (فيلبي1: 6).
ما هو القلب؟
السؤال: ما هو القلب؟
الجواب: في البداية، نقرر ما هو بديهي: إن هذا المقال غير معني بالقلب كعضو حيوي، أو كعضلة تضخ الدم إلى الجسم كله. وأيضاً، لا يتناول هذا المقال القلب بالمعنى الرومانسي، أو الفلسفي، أو الأدبي.
بل سوف نركز حديثنا على ما يقوله الكتاب المقدس عن القلب. يذكر الكتاب المقدس القلب البشري حوالي 300 مرة. وهذه خلاصة ما يقوله: إن القلب هو ذلك الجانب الروحي من كياننا حيث مكمن العاطفة (المشاعر) والرغبات.
قبل أن نتفحص القلب البشري، نقول بأن الله أيضاً يملك "قلباً" حيث أنه لديه مشاعر ورغبات أيضاً. فنحن لدينا قلب لأن الله لديه قلب. كان داود "رجلاً بحسب قلب الله" (أعمال الرسل 13: 22). الله يبارك شعبه بأن يمنحهم قادة يعرفون قلب الله ويتبعونه (صموئيل الأول 2: 35؛ ارميا 3: 15).
إن القلب البشري في حالته الطبيعية شرير، وغدار، ومخادع. يقول سفر ارميا 17: 9 "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!" بكلمات أخرى، لقد أثر فينا السقوط على أعمق مستوى؛ لقد لوثت الخطية أذهاننا ومشاعرنا ورغباتنا – ولكن قد عميت عيوننا عن مدى إنتشار وتفشي هذه المشكلة.
قد لا نتمكن نحن من فهم قلوبنا، لكن الله يفهمها. فهو "يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟" (مزمور 44: 21؛ وأيضاً أنظر كورنثوس الأولى 14: 25). أما يسوع: "كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ" (يوحنا 2: 24-25). ويمكن لله أن يحكم بالبر بناء على معرفته بقلب الإنسان: "أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ" (ارميا 17: 10).
أشار المسيح إلى حالة قلوبنا الساقطة في مرقس 7: 21-23 "لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً فِسْقٌ قَتْلٌ سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ". إن أعظم مشكلة تواجهنا ليست مشكلة خارجية بل هي داخلية؛ كلنا لدينا مشكلة قلبية.
لهذا فإنه يجب أن يتغير قلب الإنسان لكي يخلص. وهذا يحدث فقط بقوة الله إستجابة لإيمان الإنسان. "لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ" (رومية 10: 10). إن الله بنعمته يستطيع أن يخلق بداخلنا قلباً جديداً (مزمور51: 10؛ حزقيال 36: 26). "أُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ" (اشعياء 57: 15) هذا هو ما يعدنا به.
إن عمل الله الذي يخلق به فينا قلباً جديداً يتضمن إمتحان قلوبنا (مزمور 17: 3؛ تثنية 8: 2)، وملء قلوبنا بأفكار جديدة، وحكمة جديدة ورغبات جديدة (نحميا 7: 5؛ ملوك الأول10: 24؛ كورنثوس الثانية 8: 16).
إن القلب هو جوهر وجودنا، ويعطي الكتاب المقدس أهمية كبرى للحفاظ على نقاوة قلوبنا: "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ" (أمثال4: 23).